عمان ـ «القدس العربي»: عن الدار العربية للعلوم في بيروت صدر للشاعر والروائي إبراهيم نصر الله عمل جديد بعنوان «كتاب الكتابة.. تلك هي الحياة.. ذاك هو اللون» ويضم الكتاب الذي يقع في 318 صفحة ثلاثين شهادة حول معايشة الشعر والرواية، كتبت خلال ثلاثين عاما (1987 ـ 2017) عن كيف نكتب، كيف تتطور الأفكار، كيف نعيشها. عن فنية العمل الأدبي، وطبقاته المتعددة، والتنوع، وعلاقة الأدب بالفنون الأخرى.
وبقدر ما يتناول الكاتب جوهر الكتابة وتحولاتها، يتناول الحياة التي عاشها وتركت أثرها فيه وفي كتابته، وكذلك المؤثرات الثقافية التي ساهمت في بناء أعماله الروائية والشعرية. وهي تضيء زوايا كثيرة متعلّقة بهواجس التجربة الأدبية وتحوّلاتها، وإلى ذلك أسئلة الكتابة نفسها وتقنياتها، شعرًا ورواية، وحكايات كثير من النصوص، كيف ولِدت، وكيف تطورّت، إلى أن أُنجزت، وعلاقة الفنون البصرية بالأدب، والعلاقة الحميمة بالسينما. كما تتناول جانبًا من التجربة الحياتية المتقاطعة مع الأدب، خاصة خلال سنوات التكوين الأولى، وبدايات الشتات الفلسطيني وآثاره المستمرّة، بحيث يمكن التعامل مع الكتاب كسيرة ثقافية لصاحبه.
جاء الكتاب في ستة أقسام ومقدمة حول حياة نصر الله وتجربته كتبها الناقد محمد عبد القادر. القسم الأول (سيرة عين) يتضمن عددا من الفصول من بينها: أن تكون فلسطينيا، أطياف الوطن.. ظلال المنفى، عمّان.. مدينة أحبها وأحلم بسواها، بحر بعيد.. تحت شباكنا.
القسم الثاني (قال الشاعر) يضم شهادات: امتحان البراءة.. تأملات في التجربة الشعرية، الشاعر بين زمنين.. الشاعر بين موتين وأكثر، مرايا الملائكة.. كل أسئلة البشرية في هذا الجسد الصغير، بسم الأم والابن.. إنها امرأة قبل كل شيء. القسم الثالث (قال الراوي): مخالب الحُمّى.. تأملات في التجربة الروائية، وشهادة طويلة بعنوان: تجربتي الروائية وعلاقتها بالفنون الأدبية والبصرية، حين تلد الرواية نفسها، وحول مشروع الملهاة الفلسطينية الذي يغطي 250 عاما من تاريخ فلسطين الحديث شهادة: الملهاة الفلسطينية.. الذاكرة الفردية.. الذاكرة الجماعية، زيارة طويلة لزمن مضى، في مديح الشكل باعتباره مضمونا. في حين يضم القسم الرابع (قال الشاعر.. قال الراوي) شهادات: عن المسافة بين اليد والحلم.. بين الشعر والحياة، عولمة الذاكرة.. الروائيون آخر جدَّات العالم، سؤال الكتابة، وصايا النفس لنفسها.
القسم الخامس (عتمة مضيئة) يشمل شهادتين في تجربة الكاتب مع السينما وعلاقته بها: رأيتها في العتمة وأضعتها في النور! ثم شهادة طويلة بعنوان: السينما كطفولة مختلسة.. السينما كطفولة دائمة. أما القسم الأخير فهو (الطغاة لا يستوردون ضحاياهم) ويضم شهادة مختلفة تتكون من 200 مقطع مكثف، حول الكتابة والحرية والحياة، وكانت هذه الشهادة قد نشرت في مجلة «فصول» المصرية مطلع التسعينيات.
في تقديمه لـ«كتاب الكتابة» يقول الناقد محمد عبد القادر: يحار مَن يكتب شيئًا من سيرة إبداعية لكاتب مثل إبراهيم نصر الله في الجزم ما إذا كانت مهمته يسيرة أم شاقة، فهي يسيرة بحكم اتساع مجال الإبداع الذي أنتجه إبراهيم، وهي شاقة في الوقت ذاته، وربما للسبب عينه، إذ يتعيّن على من يأخذ على عاتقه مهمةً كهذه أن ينتقي وأن يستبعد، وفي هذا إجحاف واضح. أيًا كان الوضع، فهذه محاولة لدخول عالم متعدّد لمبدع أنتج حتى اليوم ما يربو على أربعين كتابا بين شعر ورواية ودراسة، ناهيك عن عشرات اللوحات الفنية بين تشكيل وتصوير، تضاف إليها عشرات المقابلات الصحافية والشهادات الذاتية الإبداعية.