مدريد ـ «القدس العربي» من حسين مجدوبي: «من خلال نتائج استفتاء تقرير المصير يوم فاتح أكتوبر، ربحت كتالونيا الحق في الانتقال الى دولة مستقلة»، هذه هي الكلمات التي نطق بها رئيس حكومة الحكم الذاتي في كتالونيا، كارلوس بويغدمونت أمام البرلمان الاقليمي في ساعة متأخرة من مساء أمس الثلاثاء معلنا الاستقلال، لكنه ترك الاعلان بدون تداعيات قانونية في الوقت الراهن، وذلك في تقليد لما يعرف بمنهجية سلوفينيا حتى يفتح المجال للحوار مع حكومة مدريد والوساطة الدولية.
وكانت الساعات التي سبقت مثول كارلوس بويغدمنوت في البرلمان مثيرة، فقد طوقت شرطة كتالونيا البرلمان خوفا من أي محاولة اقتحام من طرف الشرطة أو الحرس المدني بأوامر من حكومة مدريد. بينما قامت الشرطة والحرس المدني بتعزيز نفوذها في نقاط استراتيجية مثل الموانئ والمطارات والطرق السيارة لجعل كل إعلان عن الاستقلال مجرد حبر على ورق بدون مضمون سيادي. وتتوفر كتالونيا على شرطة خاصة قوامها 16 ألف عضو.
وتأخر بويغدمونت ساعة كاملة قبل المثول أمام البرلمان بسبب الاختلاف مع أحزاب قومية أخرى كانت ترغب في إعلان فوري وتنفيذي للإستقلال. وعمليا، أكد ما كانت تذهب إليه التحاليل وهو بدء مسلسل استقلال كتالونيا. وكان بويغديمونت بليغا في استعراض مختلف مراحل الانتقال الى هذه اللحظة التي وصفها بالتاريخية والجدية، حيث حمّل الدولة الإسبانية ولاسيما اليمين القومي المحافظ إفشال جميع محاولات ومبادرات تطوير الحكم الذاتي والرهان في المقابل على العنف المؤسساتي ومن ذلك استعمال القوة ضد المواطنين الكتلان خلال التصويت يوم فاتح أكتوبر/تشرين الأول. واعتبر أن فضائل كتالونيا على اسبانيا كثيرة، حيث عملت على تطوير وتحديث السياسة والاقتصاد في هذا البلد الأوروبي، معللا أنه حان الوقت لكي تستقل كتالونيا وتتوفر على دولة.
واعتبر بويغدمونت نتائج استفتاء تقرير المصير شرعية وذات مصداقية، وعليه أعلن استقلال كتالونيا في البرلمان عن اسبانيا تجسيدا لرغبة الشعب الكتالاني. مبرزا في الوقت ذاته، أن الحركات القومية الداعية الى الاستقلال هي التي تربح مختلف الانتخابات التشريعية والبلدية منذ سنوات طويلة.
ورغم إعلان الاستقلال، طالب بتعليق هذا الاستقلال أي عدم تنفيذه قانونيا حاليا لفتح المجال أمام الوساطة الدولية والحوار مع الحكومة المركزية لترتيب إعلان الاستقلال تدريجيا.
وتراهن كتالونيا على ما يعرف بمنهجية اسلوفينيا، اي إعلان الاستقلال وتركه بدون تأثير قانوني في الأسابيع المقبلة والانتقال الى فك الارتباط القانوني بالدولة المركزية تدريجيا. وهذا ما فعلته سلوفينيا عندما انفصلت عن بلغراد.
ورفضت حكومة مدريد مباشرة إعلان الاستقلال مشيرة الى إبطال المحكمة الدستورية استفتاء تقرير المصير، وتهدد باتخاذ إجراءات مضادة ومنها تجيد الحكم الذاتي في كتالونيا وتولي التسيير مباشرة واحتمال محاكمة أعضاء حكومة كتالونيا.
وتحلم كتالونيا بدولة مستقلة منذ قرون، وأعلنت في مناسبات خلال الماضي انفصالها عن اسبانيا لكن كل المحاولات فشلت، وهذه هي المرة الأولى التي تريد تنفيذ هذا الحلم عبر مؤسسات تشريعية مثل البرلمان وآليات انتخابية مثل تقرير المصير، لكن الحكومة المركزية ترفض بل وتهدد بتطبيق حالة الاستثناء في الاقليم.
الحكم خارج إطار مَلَكي له مزايا عدة من أهمها توفير الأموال التي تأخذها العائلة المالكة لفائدة الشعب. سوف يرى الشعب الكاتالاني مدى قيمة وأهمية قيام النظام الجمهوري الذي تحكمة مؤسسات دستورية عوضا عن نظام ملكي قد عانت منه إسبانيا كما دول أخرى.
التوفيق والنجاح لجمهورية كاتالونيا.
أما عن الحوار مع مدريد فيشمل الحدود والإتفاقيات بين الجِوار كما معمول به عن نقاط العبور عبر الحدود وفق المواصفات الدولية.
وعن الإتحاد الأوروبي فكاتالونيا قد انفصلت عن إسبانيا فكيف لها أن ترتمي في ذاك الإتحاد الإنتزازي والذي تتزعمه فرنسا.
في ما يخص الأمم المتحدة فالإختيار موكول للشعبالكاتالاني المتحررة.