«كريستيان ساينس مونتيور»: قضية القدس تعيد «الإخوان المسلمين» إلى الشارع العربي وتعطيهم صوتاً مؤثراً

حجم الخط
0

لندن – «القدس العربي»: كتب تيلور لاك مراسل «كريستيان ساينس مونتيور» من عمان، العاصمة الأردنية عن الطريقة التي أحيا فيها قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن القدس حركة الإخوان المسلمين التي تعرضت للاضطهاد في مصر وحظرت واعتبرت إرهابية في عدد من دول الخليج.
وأضاف الكاتب أن الشجب الدولي والتظاهرات التي شهدتها العواصم العالمية كانت تعبيراً عن رفض قرار ترامب في 6 كانون الأول/ديسمبر بشأن الإعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل ونقل سفارة الولايات المتحدة إليها إلا أن اللغة الشديدة والتحركات الحاسمة التي اتخذتها الحركة أدت لملء الفراغ الذي تركته الأنظمة العربية التي شجبت القرار لكنها كانت حذرة في المبالغة حتى لا تتأثرعلاقتها مع الولايات المتحدة وإسرائيل. ويعلق الكاتب أن الحركة التي صعدت حظوظها سريعاً وسقوطاً مدهشاً أثناء الربيع العربي أعطيت، منحها قرار ترامب، شريان حياة جديداً لإعادة بناء مصداقيتها مع الشارع العربي وتركز انتباهها الآن للعودة إلى المشهد السياسي وتقود الإحتجاجات في عدد من الدول العربية. ففي الأردن الذي غابت عن شوارعه منذ ثلاث سنوات، قادت الحركة التظاهرات ضد أمريكا وإسرائيل ونظمت أكبر تظاهرة تشهدها البلاد منذ أكثر من عقد.
وفي الكويت قادت الحركة الدستورية الإسلامية، ضد ترامب فيما دعا نواب الحركة في البرلمان الكويتي الحكومة لإعادة النظر في علاقاتها واستثماراتها في الولايات المتحدة إن رفض واشنطن التراجع عن قرارها. كما هاجم العلماء المرتبطون بالإخوان في قطر وليبيا القرار. ويرى الكاتب أن الإخوان الذين حملوا مهمة الدعوة للحرية والإصلاح الديمقراطي في أثناء الربيع العربي كافحوا في السنوات الأخيرة للعثور على رسالة تجذب الجماهير التي تعبت من الثورات وعدم الإستقرار والحروب والتطرف. وبعد سنوات من الهجمات على الإخوان شنها العلمانيون واليساريون والأقليات والموالين للنظام يحصل الإخوان على الدعم من كل قطاعات المجتمع. وحسب سعود أبو محفوظ، النائب عن جبهة العمل الإسلامي في الأردن «كشف الربيع العربي عن خلافاتنا، فعندما طالبنا بالإصلاح والحرية عارض الكثيرون هذه الأولويات والمدخل». وأضاف «في موضوع القدس لا يوجد أردنيان يختلفان عليه ولا عربيان ولا مسلمان يختلفان عليه».

القضية… دائماً

وحسب شادي حميد من معهد «بروكينغز» في واشنطن ومؤلف «إعادة التفكير في الإسلام السياسي» يواجه الإخوان المسلمون تراجعاً ومنذ وقت ويكافحون للتكيف مع وضع ما بعد الربيع العربي ووجدوا قضايا لا يمكن لأحد أن يجادلهم فيها».
و«القدس هـي واحـدة من هذه القضايا». ويقول لاك إن مواقف الإخوان المسلمين قد تطورت مع مرور الوقت من قضايا تتعلق بدور المـرأة والأقليلت والشريعة إلا أن موقفها من القدس لم يتـغير.
فمنذ ظهور الإخوان المسلمين في مصر عام 1928 ظلت القدس والقضية الفلسطينية مركز الجذب لها حيث تجذرا في آيديولوجيتها والمكانة الإسلامية للمدينة. فهي كانت أول قبلة للمسلمين ومعراج النبي للسماء وفيها المسجد الأقصى ودفن فيها ألاف الأنبياء والصحابة وتلعب دوراً في تفاصيل الساعة أو نهاية الزمن. والقدس كرمز مهمة للمسلمين.
وأرسل مؤسس الجماعة حسن البنا مقاتلين إلى فلسطين عام 1936 وأنشأ عدداً من الفروع لحركته في فلسطين بفترة الأربعينات من القرن الماضي. ويشير الكاتب إلى ظهور حركة حماس عام 1987 أثناء الإنتفاضة الأولى كفرع للإخوان ومعارضتها لاتفاق أوسلو عام 1993 والذي أعطى حسب الكاتب مهمة جديدة لفروع الإخوان في العالم العربي خاصة المناطق المحتلة والأردن.

رسالة الحركة

ووقف الإخوان ضد أي تحرك في اتجاه المصالحة مع إسرائيل وعارض فرعي الإخوان في الأردن ومصر اتفاقيتي السلام مع إسرائيل واستخدما فشل المفاوضات السلمية كإسفين لدقه بين النظام العربي والجماهير القلقة من العملية السلمية. ولاحظ الكثيرون رسالة الحركة حول فلسطين والقدس خاصة الجيل الذي نشأ في ظل الربيع العربي. ويقول أسامة بشناق، 17 عاما والذي شارك في تظاهرة عمان 8 كانون الأول (ديسمبر) «لست مسيسا ولا أنتمي لحزب أو أيديولوجية» و «لكن الإخوان هم الأقوى الذين وقفوا مع القدس ويستحقون دعمنا».
ويعتبر القرار دفعة قوية لحركة حماس التي عانت في الفترة الماضية من التهميش والمشاكل الإقتصادية التي ضربت غزة الذي تسيطر عليه. وفي استطلاع نظم في إيلول (سبتمبر) قالت نسبة 50% إنها قد تدعم الرئيس غير الشعبي محمود عباس على حساب زعيم حماس إسماعيل هنية الذي دعمته نسبة 42%. وفي ضوء قرار ترامب تغيرت النسبة حيث قالت نسبة 53% إنها تدعم هنية على حساب محمود عباس الذي حظي بدعم نسبة 41%. وحسب الإستطلاع نفسه قالت ارتفعت نسبة الداعين للكفاح المسلح من 35% إلى 44%.
ويرى حميد من معهد بروكينغز «أعتقد ان حماس ستنتفع من القول إنها الطرف الوحيد الذي عارض العملية السلمية، ويمكنها الإشارة للإعلان على أنه فشل للعملية التي لم توجد أصلاً». ومع ذلك يقول الإسلاميون إنهم لا يستخدمون الموضوع لتقويض أو معارضة الأنظمة العربية. ويقول زكي بن إرشيد الذي قاد حملة جماعة الإخوان في انتخابات عام 2016 «نقوم فقط بتقوية الرد الأردني والعربي والإسلامي» و «لا نحل محلها أو نملي عليها». وفي حالة رفض الولايات المتحدة التراجع عن قرارها فإن الإخوان مستعدون للدفع أكثر. وقام نواب الحركة الـ14 بقيادة الحملة داخل البرلمان من أجل إعادة النقاش حول اتفاقية وادي عربة عام 1994 وإغلاق السفارة الإسرائيلية في عمان. وتطالب الكتلة الإسلامية في البرلمان لدعم «حركات المقاومة».
ويقول لاك إن الإخوان يقولون في أحاديثهم الخاصة إنهم يريدون إعادة فتح مكاتب حماس في الأردن وتخفيض مستوى العلاقات مع الولايات المتحدة. ولكنهم لا يتوقعون تحركات دراماتيكية في المستقبل، ولديهم في الوقت الحالي فرصة لحرف مسار الرواية للأجيال المقبلة. «ستعرف الأجيال المقبلة أننا نحن الذين دافعنا عن الإرادة العربية والإسلامية».

«غارديان»: تفاصيل الحملة الدعائية الروسية على منظمة «الخوذ البيضاء»

في تقرير لاوليفيا سولون في صحيفة «غارديان» تحدثت فيه عن الحملة الدعائية التي شنت ضد قوات الدفاع المدني أو أصحاب الخوذ البيض وقدمت على أنها جماعة مرتبطة بتنظيم القاعدة. وكشفت الصحيفة ان الحملة قامت بها شبكة من الناشطين المعادين للإمبريالية ومفسدين (ترولز) على وسائل التواصل ودعاة نظريات المؤامرة ممن لهم صلات ودعم من الحكومة الروسية التي تساعد مادياً وعسكرياً حكومة بشار الأسد.
وتتكون المنظمة من 3.400 متطوع من اساتذة مدارس سابقين ومهندسين وخياطين ورجال إطفاء يسارعون بعد كل غارة لإخراج المصابين من تحت الأنقاض. واستطاعوا إنقاذ آلاف من المدنيين في الحرب الأهلية المستمرة. وكشفت عمليات الإنقاذ التي قاموا بها عن جرائم الحرب التي ارتكبها النظام بما فيها الهجوم الكيميائي على خان شيخون في نيسان/إبريل وكان عملهم موضوعا لفيلم وثائقي عرض على قناة «نيتفليكس» ورشحوا مرتين لجائزة نوبل للسلام.
ورغم هذه الصورة والاعتراف الدولي هناك رواية مضادة تدفع بها شبكات وأفراد يكتبون لمواقع إخبارية بديلة وتتوافق آراؤهم مع مواقف الحكومة الروسية والسورية وتحظى بمتابعة واسعة ويتم تكبير آرائهم من خلال ظهورهم على التلفزيونات الرسمية وجيش من الحسابات على التويتر. وتقول الصحيفة إن الطريقة التي استهدفت فيها روسيا الخوذ البيض تمثل حالة دراسة في حرب المعلومات. وتكشف عن الطريقة التي تلعب فيها الشائعات ونظريات المؤامرة وأنصاف الحقائق التي تتسيد عمليات البحث على يوتيوب وغوغل وتويتر في هذه الحرب.
ويقول ديفيد باتريكاراكوس مؤلف كتاب «الحرب من خلال 140 كلمة: كيف تقوم وسائل التواصل الاجتماعي بتشكيل النزاعات في القرن الحادي والعشرين؟»: «هذا هو قلب الدعاية الروسية، ففي الوقت الذي كانوا يحاولون تصوير الاتحاد السوفييتي على أنه نموذج للمجتمع. والآن هي عن التشويش على كل موضوع بأكثر من رواية بحيث يصعب التعرف على الحقيقة عندما يتم رؤيتها».
وتضيف الصحيفة أن الحملة ضد الخوذ البيضاء بدأت مع التدخل الروسي في سوريا في أيلول (سبتمبر) 2015 وذلك لدعم النظام السوري لبشار الأسد. وبدأت المرسلات الإعلامية مثل «روسيا اليوم» و «سبوتنيك» بالقول إن الهدف الحقيقي من الغارات هو تنظيم الدولة وإثارة الشكوك بشأن الضربات التي استهدفت بنى تحتية ومدنيين. وفي الوقت نفسه احتفلت البروباغندا نفسها بالناشطين المعادين لأمريكا والمدونين والباحثين الذين اعتقدوا أن الخوذ البيض هم إرهابيون واستقبلتهم للتعليق في التلفزيون ونشر مقالاتهم. ولا توجد ادلة أن هؤلاء الناشطين كانوا ينشرون مقالاتهم التي لا تعتمد على مصادر قوية بمعرفة منهم. ويصف سكوت لوكاس، استاذ السياسة الدولية في جامعة بيرمنجهام الحملة التي قاموا بها على انها «تهييج دعائي» ولكن المشاركين فيها لم يكونوا يعرفون انه تم استخدامهم في الحملة. وأضاف أن «أفعل حملة دعائية هي عندما تجد شخصاً يؤمن بها ولا تقوم بخلقهم من العدم».
وتتساءل الصحيفة عن السبب الذي تم فيه استهداف الخوذ البيضاء. وهذا نابع من سببين، الأول هي عمليات الإنقاذ حيث قام أفرادها بتوفير سيارات الإسعاف والإطفائيات وعمليات البحث في مناطق النزاع. أما الثاني فهو توثيق ما يجري داخل البلد من خلال الكاميرات التي كانت تعلق على خوذ المنقذين. ويقول كريستيان بنديكيت، مدير الرد على الأزمات في منظمة «أمنستي إنترناشيونال» «لم يغضب هذا نظام الأسد والسلطات الروسية فقط ولكن الكثير من الدعائيين الذين يعملون في فلكهم». وساعدت اللقطات التي صورتها الكاميرات منظمات مثل «أمنستي» و»مركز العدالة والمحاسبة السوري» للتحقق من الشهادات التي تحصل عليها من سوريا عبر السكايب والواتساب. وسمحت بالتحقق بما بعد الغارات الجوية وإن كان المدنيون من المستهدفين أم لا وفيما إن كان هناك وجود للقوات النظامية على نقاط التفتيش. وكما يقول بنديكت «كان هذا مضرًا برواية الروس والسوريين».

خان شيخون

وكانت الخوذ البيض هي التي وثقت الهجوم الكيميائي على خان شيخون في محافظة إدلب في نيسان/إبريل والذي قتل فيه 85 شخصاً ثلثهم من الأطفال وأكدت تحقيقات الأمم المتحدة لاحقا أن النظام السوري هو الذي نفذه. إلا أن محطات التلفزة والمواقع المرتبطة بالروس ظلت تشكك بوقوعه قائلة إنه «غير منطقي» وتم «ترتيبه» من المتطرفين. وقال موقع اليمين البديل «إنفوورز» مكرراً نظريات المؤامرة أن الخوذ البيضاء هم الذين نفذوه ووصفها «بالجماعة المرتبطة بالقاعدة التي حصلت على دعم الملياردير جورج سورس»، مع أنها لم تتلق أي دعم منه ولا من مؤسساته. ومن بين أكثر الرافضين لنتائج تحقيق الأمم المتحدة المدونة فانيسا بيلي، ابنة دبلوماسي بريطاني زار سوريا لأول مرة في تموز (يوليو) 2016 والمحاضر في جامعة سيدني تيموتي أندرسون والذي وصف الهجوم الكيميائي بـ «الكاذب» وكذا الكاتبة والناشطة الكندية إيفا بارليت، والتي قالت إن الخوذ البيضاء هي التي رتبت الهجوم واستخدمت ضحايا تم إنقاذهم سابقا وهو رأي دحضته القناة الرابعة البريطانية و «سنوبز».
ويرى لوكاس المحاضر في جامعة بيرمنجهام «إنهم يحاولون تبرير الذي لا يبرر»، وأضاف: «لديهم سلسلة من مواقع الإنترنت التي تنشر كل أنواع التفاهات ويستقبلهم تلفزيون روسيا اليوم». وكانت الإستراتيجية الروسية ناجحة في تشكيل النقاشات على الإنترنت حول الخوذ البيضاء. واستطاع الدعائيون من خلال ضخ معلومات على وسائل التواصل الإجتماعي ومحتويات قدمت «إجماعا» على ما تقدمه وتنشره الجماعات الهامشية عن الخوذ البيضاء وحتى القنوات الدبلوماسية الروسية مثل السفارة في بريطانيا نشرت «ميمز» قللت فيها من عمل الخوذ البيضاء. ويقول سام وولي الذي يدرس البروباغندا على الكمبيوتر: «لو تصفحت التغريدات عن الخوذ البيضاء فإن كل واحدة منها تساويها مع تنظيم الدولة وتصف أفرادها بالإرهابيين وتظهرهم كرجال أشرار». و «كل هذه من أجل نزع الشرعية عن جهود الغرب لتحقيق الاستقرار في سوريا». وتقول زميلته سامنثا برادشو «كلما حصل تشوش سهل التلاعب بالناس».

استهداف

وتحدثت الصحيفة مع عدد من الباحثين الذين يدرسون عمليات التضليل والدعاية على الإنترنت ووجدوا أدلة عن حملة لاستهداف الخوذ البيضاء. ويقول فيل مينزر، أستاذ علم الكمبيوتر في جامعة إنديانا والذي طور أداة «هوكسي» من أجل ملاحقة عملية نشر المعلومات المضللة على الإنترنت إنه عندما يتم البحث عن «الخوذ البيضاء» يكشف عن مصادر قليلة ولدت مئات القصص عن المنظمة و»هي مثل المصنع». وتم تقديم الأشخاص أنفسهم على أنهم خبراء وتمت إعادة نشر مقالاتهم براوبط جديدة. وقضت الشركة التحليلية «غرافيكا» سنوات وهي تدرس محاولات روسيا نشر المعلومات المضللة بما فيها حول التسريبات المتعلقة بماكرون وفضيحة تعاطي المنشطات الروسية.
وقامت بالبحث عن حملة التضليل بناء على طلب من مجموعة حقوق إنسان «سيريا كامبين» ووجدت اشكالاً على الإنترنت حيث يقوم 1.400 مستخدم للتويتر بذكر»الخوذ البيضاء» بطريقة متشابهة وتعكس مواقف مؤيدة للكرملين وأغلق بعضها من خلال التحقيق بالتدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية.
وفي حسابات أخرى كانت تولد 150 تغريدة في اليوم. ووجدت نوعا من التنسيق في التوقيت والنشر بشأن الأحداث المهمة المتعلقة بالأخبار المنشورة عن «الخوذ البيضاء». وتوصلت «غرافيكا» ومحرك «هوكسي» الذي طوره مينزر إلى أن المدونة البريطانية، بيلي هي من أكثر الناشرين للمواد عن الخوذ البيضاء. وتتطابق نتائج بحثهم مع العمل الذي قامت به كيت ستار بيرد من جامعة واشنطن في سياتل والتي أكدت أن بيلي وموقع اليمين البديل «21 سينشري واير» هما الأكثر نشراً للمواد المتعلقة بالخوذ البيضاء بالإضافة لسبوتنيك وأرتي.كوم.
وانتقدت بيلي دورالخوذ البيضاء بصفتها محررة «21 سينشري واير» الذي أنشاه باتريك هيننغسين ومحرر «إنفووورز.كوم». وفي عام 2016 التقت بيلي الرئيس السوري بشار الأسد لمدة ساعتين في دمشق كجزء من وفد مجلس السلام الأمريكي. ووصفت اللقاء بأنه «أكثر اللحظات فخراً» كما تمت دعوتها إلى موسكو من أجل الحديث عن «الحرب القذرة في سوريا» والتقت بالمسؤولين البارزين في روسيا بمن فيهم نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغاندوف. وتقول الصحيفة إنه من أجل فهم الطريقة التي يتم فيها التعامل مع الخوذ البيضاء يجب النظر إلى ما نشرته الخوذ البيضاء عندما نشرت فيديو على طريقة «المانيكان» والذي يظهر أفرادهم يقومون بعمليات إنقاذ وجمدوا أنفسهم في وسط العملية وتمت مشاركة. ونشره المكتب الإعلامي لقوات سوريا الثورية في تشرين الثاني (نوفمبر) وعندما تم نشره من جديد جرد من محتوياته على المواقف اليمينية وقدم على انه شريط مزيف.
ونشرت «روسيا اليوم» التقرير وقابلت بيلي التي قدمتها على أنها باحثة مستقلة وقالت إنه يلقي بظلال من الشك على منظمة يحيطها التساؤل. وكتب بعد ذلك في «21 سينشري واير» قالت فيه إن الفيديو: «أثار الشكوك الواسعة حتى بين أشد داعمي المنظمة والطريقة التي تم فيها تقديم الفيديو». واعتذرت الخوذ البيضاء عن الشريط، وكان خطأ منها حسب إليوت هينغنز مؤسس الموقع الإستقصائي «بيلينغكات» خاصة أن الشريط أسيء استخدامه ولا يزال حتى الآن كدليل على ان منظمة الدفاع المدني تقوم بترتيب عمليات الإنقاذ.

حوادث معزولة

ومع ذلك هناك حوادث معزولة عن وجود لاعبين مارقين داخل المنظمة حاولوا تشويها بشكل كامل. وتم فصل أحد العاملين فيها بعدما ضبط وهو يساعد مسلحين متشددين التخلص من جثث مشوهة لمقاتلين مؤيدين للأسد وجرى تصويرهم بأسلحتهم رغم تسويق أنفسهم انهم لا يحملونه. وهنا لقطات تظهر الخوذ البيضاء وهم يقومون بأخذ جثة أعدم صاحبها من مكان الإعدام، وأخذت الصور على أنها مساعدة للمقاتلين الذين قاموا بالعملية. ويعلق رئيس المجموعة رائد صالح: «هذه حوادث معزولة على مستوى المتطوعين ولا يوجد أي حادث شاركت فيه القيادة». وفي الوقت نفسه يتزايد تأثيربيلي، ففي نيسان (إبريل) 2017 التي تحدثت إلى جانب وزير من حكومة الأسد حول موضوع «الخوذ البيضاء: حقيقة أم خيال؟».
وتم تقديم ورقتها والسلايدات التي استخدمتها إلى الأمم المتحدة حيث قدمتها الحكومة الروسية كدليل ضد الخوذ البيضاء.
ويقول جيمس سادري، مدير «سيريا كامبين» «هذه الوثائق المسربة تقدم أدلة قوية عن محاولات الحكومة الروسية تعزيز دور بيلي كلاعب مهم في البروباغندا. وأضاف: «مدونة في موقع نظريات مؤامرة ولم تزر سوريا إلا في العام الماضي ولهذا يجب أن لا يتم التعامل معها كخبيرة محايدة في النزاع». وحاولت «غارديان « التواصل مع بيلي عدة مرات ولكنها رفضت الرد على أسئلة الصحيفة واعتبرتها «عارا» وأن طريقة صياغتها جاءت بطريقة تذكربالمكارثية. وبنفس السياق قالت إيفا بارليت إنها ليست مهتمة بالقصة التي قررت نتائجها مسبقا. وبعد رفضها التعليق ظهرت بيلي في فيديو مدته 40 دقيقة انتقدت فيه تغطية «غارديان» لسوريا وأنه يقوم على لقطات تقدمها المنظمة المرتبطة بالقاعدة، الخوذ البيضاء. وأضافت أن «الغالبية تجمع» على «الخوذ البيضاء» هي منظمة مزيفة وإرهابية.

«كريستيان ساينس مونتيور»: قضية القدس تعيد «الإخوان المسلمين» إلى الشارع العربي وتعطيهم صوتاً مؤثراً

إبراهيم درويش

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية