كوشنر صهر الرئيس يعمل كوزير خارجية ظل وملفاته تكبر لتشمل الصين والمكسيك وتنظيم «الدولة»… وكيف أسهمت الإمارات في ترتيب لقاء بين ممثل «غير رسمي» لترامب ومقرب من بوتين؟

حجم الخط
0

لندن ـ «القدس العربي»: من الشخصيات التي زاد تأثيرها في إدارة الرئيس دونالد ترامب هي صهره جارد كوشنر، حيث توسع تأثيره ليشمل عدداً من المجالات في السياسة الداخلية والخارجية وأصبح مؤثرًا في إدارة يتنافس فيها المساعدون على التأثير ولا يمكن لأحد لمسه نظرًا للعلاقات العائلية، فكوشنر زوج ابنته المفضلة إيفانكا ويتحدث عن الرئيس مجرداً من الرسميات بـ «دونالد». وأصبح دوره يشمل المكسيك والشرق الأوسط وقضايا محلية تتعلق بالإدمان وشؤون المحاربين القدماء بالإضافة إلى التوسط بين المعسكرات المتنافسة في «وست وينغ» من الأيديولوجيين ورجال وول ستريت.
ونظراً لتأثيره على صهره المتلون والذي يطلب الطاعة العمياء والإخلاص فقد فتح له المجال لكي يلعب دور وزير خارجية الظل، كما وصفته «واشنطن بوست». فعلاقته القريبة مع ترامب منحته قنوات اتصال مع قادة العالم. فسيعود من زيارته غير العادية إلى العراق الذي يزوره لأول مرة بغرض الإطلاع على مجريات الحرب ضد تنظيم «الدولة» إلى واشنطن كي ينضم للرئيس ترامب يوم الجمعة في اجتماعه مع الرئيس الصيني شي جين بينغ في منتجعه في فلوريدا مار- إي- لاغو والذي ساعد في ترتيبه.

أكبر من حجمة

وأثار دوره الأكبر من حجمه وتجربته مشاعر سخط حيث انتقد لأنه لا يملك التجربة العميقة ومعرفة ما يجب أن يعرفه. ويستعين بعدد من النواب الذين لا خبرة لهم في الحكومة بقدر ما لديهم خبرة تجارية وهي الخبرة التي عناها ترامب عندما وعد بتجفيف المنابع في واشنطن.
وجاء إلى البيت الأبيض متشابكاً في سلسلة من المصالح المالية حيث كشفت تقارير أنه وزوجته لديهم أملاك ومصالح مالية بقيمة 740 مليون دولار.
واضطر للاستقالة من مجالس 260 مؤسسة وتجارة كي يحصل على وظيفته في البيت الأبيض. وتعلق الصحيفة أن موقع كوشنر غير مسبوق في تاريخ الإدارات – فلا هو رئيس طاقم الرئيس أو مستشاره.
ويقارن توماس مان، الزميل في معهد بروكينغز علاقة ترامب- كوشنر بعملية «مافيا/جريمة منظمة» «فترامب هو الدون ولا يثق إلا في أفراد عائلته. وقال «لا توجد هناك أي أدلة تظهر أن التجربة في مجال العقارات تجهز الشخص للمهمة التي تنتظره. ومن الغطرسة أن يظن رجل أعمال أنه يستطيع إدارة الحكومة لمجرد أنه رجل أعمال.
ولا أعرف إن كان كوشنر يشارك صهره الرأي ولكنه مستعد لأن يقول: نعم سيدي». ويقول دوغ ويلسون، المساعد السابق لوزير الخارجية في عهد أوباما أن الدور الذي يلعبه كوشنر يشير إلى أن دائرة الأشخاص الذين يثق بهم ترامب صغيرة.
وتقول الصحيفة إن الزيارة للعراق والتي جاءت بناء على دعوة من رئيس هيئة الأركان المشتركة جوزيف دانفورد هي صورة عن زيادة الملفات المسؤول عنها وتشمل المكسيك وكندا والصين والشرق الأوسط ومسؤول عن مكتب جديد لإعادة ترتيب البيروقراطية. إلا أن زيارة بلد مهم للمصالح الأمريكية كالعراق تلخص قلة التجربة التي يملكها رجل الأعمال البالغ من العمر 36 عاماً.
وفي خرق للبرتروكول لم يتم الإعلان عن الزيارة إلا بعد وصول الطائرة لمطار بغداد. ووجد المتحدث باسم البيت الأبيض، شون سبايسر نفسه مدافعاً عن فكرة كون العراق أصبح جزءاً من مسؤوليات كوشنر.
وتقول الصحيفة إن الأخير بدأ يراكم تأثيره أثناء الحملة الرئاسية حيث تحول لـ «حلال المشاكل» والمسؤول الفعلي عن حملة ترامب الإنتخابية. وكما لعب دور نقط الإتصال مع عدد من الدول والدبلوماسيين حيث شوهد وهو يقود وزير خارجية المكسيك إلى المكتب البيضاوي حيث عمل معه على خطاب كان ترامب سيلقيه حول العلاقات الأمريكية ـ المكسيكية.
وأثارت الصلاحيات التي بات يتمتع بها كوشنر أسئلة غير مريحة حول قدرته. ويرى بول لايت، أستاذ العلوم السياسية في جامعة نيويورك أن كوشنر يتمتع بصلاحيات غير مسبوقة في تاريخ البيت الأبيض. ويقول دينيس روس، من معهد واشنطن والذي عمل نفسه مبعوثًا للشرق الأوسط أن الفجوة النفسية بين الإسرائيليين والفلسطينيين واسعة، وهناك حاجة لجهود دبلوماسية ضخمة لردمها.
ويعتقد روس أن كوشنر يمكن أن يلعب دوراً في بناء الثقة نظرًا لعلاقته المقربة مع الرئيس. وقال إنه لو أراد أن يصبح مبعوثاً فيجب أن يكون لديه الكثير من الأدوار لعملها أما إن كان دوره مجرد التوسط في لحظات معينة فيمكنه عمل هذا.

إيران

ومهما يكن ترى صحيفة «نيويورك تايمز» أن زيارة أول مسؤول من البيت الأبيض إلى العراق تكشف عن الطريقة التي يدير فيها ترامب شؤون الحرب والدبلوماسية من خلال الشخصيات التي يثق بها.
وكتب بنجامين رودس الذي كان مستشاراً في الشؤون الخارجية في إدارة باراك أوباما تغريدة جاء فيها «كوشنر في العراق قبل مستشار الأمن القومي أو وزير الخارجية، أمر عادي».
وأشارت الصحيفة للطريقة التي كشف فيها عن زيارة كوشنر والبيان الذي أصدرته الحكومة العراقية بشأنها حيث تطرق اللقاء مع رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى محادثات حول استمرار الدعم الأمريكي للعراق وحديث عن تطور الجيش العراقي ومواجهة تنظيم «الدولة».
وترى أن الزيارة تمثل خطوة أخرى بعد لقاء ترامب العبادي قبل أسابيع عدة والتأكيد للعراق أن الولايات المتحدة هي حليف يمكن الوثوق به خاصة أن العلاقة مع الإدارة الأمريكية الجديدة بدأت متعثرة، أولاً عندما ألقى خطاباً في مقر «سي آي إيه» وعبر فيه عن أسفه لتورط الولايات المتحدة في غزو العراق عام 2003. وبعد ذلك وضع العراق على قائمة الدول التي منع رعاياها من دخول الولايات المتحدة. وقامت المحاكم بتعليق المنع.
وفي قرار ثانٍ معدلٍ استثنى ترامب العراق من القائمة. ونظر العراقيون للمنع الأول كإهانة خاصة أنه جاء في ظل الحرب التي يخوضها البلدان ضد تنظيم «الدولة».
وقد يصبح العراق مهماً لاستراتيجية الإدارة أكثر من كونه ساحة للتعاون ضد تنظيم الدولة. ففي ضوء الإشارات عن موقف متشدد من إيران والتي تلعب دوراً مهماً في العراق يخشى العراقيون أن يصبح بلدهم ساحة للصراع بين القوتين الاجنبيتين.
وتقول «نيويورك تايمز» إن هناك الكثير من الإشارات عن تحول العراق لساحة من الساحات التي ترغب واشنطن من خلالها في وقف التأثير الإيراني في المنطقة، مشيرة إلى زيارة وزير الخارجية السعودي لبغداد نهاية شهر شباط/فبراير وكانت الزيارة بتشجيع من واشنطن التي ترغب بأن تلعب السعودية دوراً في العراق الذي يعاني السنة فيه من التهميش.
ويخشى العراقيون من أن يؤدي هذا لمفاقمة الطائفية. وتزامنت زيارة كوشنر مع اعتراف البنتاغون بمسؤوليتها عن الهجوم الذي قتل فيه مئات المدنيين في غربي الموصل حيث يقوم الطيران بشن غارات ضد تنظيم «الدولة».
ولم يقرر البيت الأبيض بعد فيما إن كان سيحتفظ بآلاف الجنود الأمريكيين الذين أرسلهم إلى العراق منذ عام 2014 أو الاستمرار في تدريب ومساعدة الجيش العراق للقيام بمهام مكافحة الإرهاب.
وأرسل ترامب رسائل متناقضة حول الأمر حيث تحدث عن كلفة الإحتفاظ بالقوات الأمريكية في العراق من جهة. ومن جهة أخرى انتقد إدارة أوباما لسحب القوات عام 2011 حيث تركت فراغاً أسهم بظهور تنظيم «الدولة».

مهمة صعبة

وفي المحصلة تكشف زيارة كوشنر للعراق عن ظهوره كأكثر الشخصيات سلاسة في «بلاط الملك دونالد» حسب يوجين روبنسون وبهذا يصعب التخلص منه.
ولدى ترامب اقتناع بأن صهره قادر على حل أي معضلة. ومن هنا عدد روبنسون في «واشنطن بوست» المهام التي اعطاها ترامب لصهره مثل إدارة المكتب الجديد «مكتب البيت الأبيض للإبداع» وحل النزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي وتقييم المعركة ضد تنظيم «الدولة». كل هذا يعني أن كوشنر سيكون له مقعد دائم في غرفة الأزمة ومجلس الأمن القومي.
ويعلق روبنسون أن دور كوشنر الذي يتجاوز حجمه وتجربته وعمره ليس مفاجئاً لأن ترامب لم يعرف شيئاً سوى إدارة تجارة العائلة، فقد بدأ حياته العملية مع والده واليوم أصبح أبناؤه الجنرالات المسؤولين عن تجارته «منظمة ترامب» وهم يقدمون مصلحة العائلة على كل شيء. فهناك كما يقول جزء من «دون كورلياني» في فيلم العراب باستثناء القتل.
وتولت إيفانكا منصباً استشارياً ـ بدون أجر ـ في البيت الأبيض حيث ستغطي ظهر زوجها، وهو بحاجة لدعمها في ظل الحسد والتناحر داخل البيت الأبيض. فمن ناحية يحاول ستيفن بانون والمجموعة من الإقتصاديين القوميين جر الرئيس إلى جانبهم.
وهناك مدير طاقمه رينيس بريبوس والذي يمثل موقف الجمهوريين باعتباره رئيساً سابقاً للجنة القومية. إلا أن بانون وبريبوس مستعدان لتنحية خلافاتهما ومواجهة من يصفونهم بـ «النيويوركيين»و»الديمقراطيين» وهي مجموعة تضم غاري كون، مدير مجلس الإقتصادي الوطني ومن يحالفون كوشنر.
وعبر الأخير عن خيبته من قانون الرعاية الصحية الذي تقدم به الجمهوريون وقرر هو وزوجته إيفانكا الذهاب في رحلة تزلج.
ويعلق الكاتب أخيراً ان الوصول إلى الرئيس هو علامة قوة ولا أحد يمكنه التنافس مع كوشنر. «وهو رجل شاب قليل الخبرة لا يمكنه تحقيق ما طلب منه إنجازه. ولكن فكر بالشرق الأوسط، فهو ليس صعباً خاصة عندما تكون صهر ترامب».

الكرملين

وفي سياق مختلف لكنه مرتبط بادوار كوشنر أي العلاقة مع الروس. فقد كشفت صحيفة «واشنطن بوست» عن لقاءات تمت بين مؤسس شركة بلاووتر للتعهدات الأمنية إريك برينس ومسؤول روسي في جزر السيشل كقنوات خلفية للتواصل مع فلاديمير بوتين.
ومنذ فوزه بالرئاسة يواجه ترامب اتهامات بعلاقة مع الكرملين. وقالت الصحيفة إن الإمارات العربية المتحدة أسهمت في ترتيب اللقاء بين برينس وحليف بوتين في كانون الثاني/يناير كجزء من محاولة بناء قنوات خلفية بين موسكو والرئيس المنتخب ترامب. وعقد اللقاء في 11 كانون الثاني/يناير أي قبل تسعة أيام من تنصيب الرئيس الـ45 للولايات المتحدة.
ومع أن أجندة اللقاء التي تمت في الجزيرة الواقعة بالمحيط الهندي ليست واضحة إلا أن الإمارات العربية المتحدة وافقت على لعب دور الوسيط على أمل إقناع روسيا الحد من علاقتها مع إيران بما فيها سوريا.
وهي جهود ضرورية لإقناع ترامب رفع العقوبات المفروضة على روسيا بسبب أوكرانيا. ومع أن برينس لا علاقة له بفريق ترامب الإنتخابي أو الإنتقالي إلا أنه قدم نفسه كمبعوث غير رسمي لترامب.
ويعتبر برينس من داعمي الرئيس المتحمسين وتبرع بـ 250.000 دولار لحملته. كما أنه على علاقة قوية مع بانون، مدير الإستراتيجيات في البيت الأبيض. وعين الرئيس الأمريكي شقيقة برينس المليارديرة بيستي ديفوس وزيرة للتعليم. وشوهد برينس نفسه في المكتب الذي كان يدير المرحلة الإنتقالية بنيويورك في كانون الثاني/ديسمبر 2016.
ويقول مسؤولون في مكتب التحقيقات الفدرالية «أف بي أي» إنهم يقومون بالتدقيق في لقاء سيشل كجزء من تحقيقاتهم في العلاقة الروسية بالإنتخابات الأمريكية. وتعلق الصحيفة أن لقاء سيشل والذي استمر ليومين يضيف للشبكة المعقدة من العلاقات المزعومة بين ترامب والروس والتي تردد البيت الأبيض بالإعتراف بها حتى فضحتها الصحافة. وأكد سبايسر عدم معرفة الإدارة بلقاء برينس. فيما قال متحدث باسم برينس أن لا علاقة له بفريق المرحلة الإنتقالية «وكل هذا أكاذيب» و»ليس للقاء علاقة مع ترامب».
ويعرف برينس بكونه مؤسساً لشركة بلاكووتر للتعهدات الأمنية التي اتهمت بقتل مدنيين عراقيين عام 2007 وبعد ادانتها أغلق برينس الشركة وأعاد إطلاقها باسم جديد وواصل بناء علاقاته في الشرق الأوسط وآسيا ويدير الآن شركة «فرونتير سيرفيس غروب» ومقرها هونغ كونغ. وتعلق الصحيفة أن سمعة برينس تظل عائقاً أمامه للعب دور في إدارة ترامب.
ولكنه يتمتع بصلات مع مستشاري الرئيس ولديه علاقة عمل سرية مع العائلة الحاكمة في الإمارات التي انتقل إليها عام 2010 وسط مشاكل قانونية كان يواجهها في أمريكا.

خرق بروتوكول

وسبق اجتماع سيشل اجتماعان منفصلان في نيويورك شارك فيهما ممثلون كبار لترامب مع كل من موسكو والإمارات. واعترف البيت الأبيض بلقاءات تمت بين سفير روسيا في واشنطن سيرغي كيسلياك ومايكل فلين، مستشار الأمن القومي السابق وجارد كوشنر نهاية تشرين الثاني/نوفمبر وبداية كانون الأول/ديسمبر في نيويورك.
وانضم إلى فلين وكوشنر بانون في لقاء منفصل مع ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد الذي قام بزيارة غير معلنة إلى نيويورك في نهاية كانون الأول/ديسمبر. ولم تعرف إدارة أوباما بالزيارة، في خرق واضح للبروتوكول مع أن اسم بن زايد ظهر على قائمة الطيران.
وقال مسؤولون إن بن زايد وشقيقه مدير الأمن القومي في الإمارات قاما بتنسيق لقاء سيشل على أمل خلق قنوات سرية بين ترامب وبوتين. وأضاف المسؤولون أن بن زايد كان يريد مساعدة الزعيمين اللذين تحدثا عن العمل المشترك. كما حاولت الإمارات التي تشترك مع فريق ترامب في النظر لإيران وخطرها دق إسفين بين موسكو وطهران.
والتقى بن زايد مع بوتين مرتين في عام 2016 وحث الرئيس الروسي للعمل مع السعوديين والإماراتيين بهدف عزل إيران. واعتقدت الإمارات أن برينس في وقت لقاء سيشل حصل على مباركة من ترامب ليكون ممثله غير الرسمي. وكان الممثل الروسي في اللقاء شخصية تعرف عليها بن زايد من اتصالاته مع الروس واعتقد أنها مقربة من بوتين.
وجاء انعقاد لقاء سيشل في وقت كان فيه الرئيس المنتخب وفريقه يتعرضون لاتهامات بعلاقات مع الروس وتدخلهم في الانتخابات.
وفي 12 كانون الثاني/يناير كشف ديفيد إغناطيوس عن اتصالات بين فلين وكيسلياك وهو ما قاد لاحقاً لعزل فلين. وقال مسؤولون في سيشل إنهم لا يعرفون بلقاء عقد في جزيرتهم في الوقت المحدد إلا أن المنتجعات الكثيرة فيها تعتبر أماكن مثالية للقاءات السرية. ويقول مسؤولون إن برينس تردد في لعب دور مباشر في الإدارة إلا أن اسمه ذكر في أكثر من مناسبة وكانت له علاقة مع بانون حيث شارك في برامج على قناة «يريتبارت». ففي مقابلة بثت في تموز/يوليو 2016 قال برينس لبانون إن على الراغبين بالقيادة «الإنتظار والتعويل على انتخاب ترامب» وهاجم أوباما قائلاً إن سياساته أدت لفوز الإرهابيين والفاشيين.
وبعد فوز ترامب ظهر برينس في برنامج مع بانون مؤكدًا أن لديه معلومات عن خطط للقبض على انتوني واينر، النائب السابق الذي استقال بسبب فضيحة جنسية.
وقال برينس إن الشرطة حصلت على مواد في أجهزة كمبيوتر تدين هيلاري كلينتون ومساعدتها همة عابدين، زوجة واينر السابقة. ووصف عابدين بأنها «عميلة تأثير متعاطفة مع الإخوان المسلمين».
وكان برينس وعائلته من المتبرعين الكبار للحزب الجمهوري حيث تبرعت بـ 10 ملايين دولار منها 2.7 مليون من شقيقته ديفوس وزوجها. وبنى والد برينس، إدغار ثروته من بيع قطع السيارات وتزوجت شقيقته بيتسي من ريتشارد ديفوس وارث شركة «»أماوي». وحصل برينس على عقود مع الإمارات بقيمة 529 مليون دولار للمساعدة في إنشاء قوة أجنبية من المقاتلين ـ المتعهدين ـ لحماية المنشآت الحساسة من الهجمات الإرهابية والقيام بعمليات سرية. وتقول الصحيفة إن هناك تلاقياً في الآراء بين إدارة ترامب والإمارات في الموقف من إيران. وحسب مسؤول في الإستخبارات الأمريكية في ظل إدارة أوباما «فصل روسيا عن إيران هي قضية مشتركة».
وعلق قائلاً «لقد فكروا جيداً مع أنها فكرة متعجلة. وكان لديهم موقف واضح من السياسة وهو ما أجده متناقضاً خاصة أنهم لم يتسلموا السلطة بعد ولم يناقشوا المدخل مع المسؤولين الأمريكيين من سلبياته وإيجابيته». وقال مايكل ماكفول، السفير الأمريكي السابق إنه ناقش مع الأشخاص القريبين من إدارة ترامب فكرة فصل روسيا عن إيران.
وبعد لقاء بن زايد في نيويورك اتصل برينس معه وعبر عن رغبته في ان يلتقي الممثل الروسي نيابة عن إدارة ترامب ووافق بن زايد «لأنه أراد المساعدة» واقترح سيشل لبعدها عن الإعلام. وتقول الصحيفة أن الأثرياء الروس والعائلة الحاكمة في أبو ظبي تركت آثارها على الجزيرة.
فالملياردير الروسي ميخائيل بروخروف يمتلك منتجع «نورث أيلاند» حيث قضى الأمير وليم ودوقة كامبريدج كاثرين شهر العسل هناك عام 2011. أما رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد فقد بنى قصراً على تلة بمنظر يطل على كل الجزر.
وتبرع الإماراتيون بملايين الدولارات للسيشل في عدد من المجالات الصحية والسكنية. ويملك الشيخ محمد بن زايد حصة في فندق «فورزيزونس» في سيشل وعدد من الفلل الموزعة على أنحاء الجزيرة.
ويقول مسؤولون أمريكيون سابقون وحاليون إن محمد بن زايد لم يكن ليتصرف وينظم اللقاء بدون ضوء أخضر من ترامب. وحسب رجل أعمال أمريكي «محمد بن زايد رجل حذر».

كوشنر صهر الرئيس يعمل كوزير خارجية ظل وملفاته تكبر لتشمل الصين والمكسيك وتنظيم «الدولة»… وكيف أسهمت الإمارات في ترتيب لقاء بين ممثل «غير رسمي» لترامب ومقرب من بوتين؟

إبراهيم درويش

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية