لأول مرة: عدد الإناث المنضمات إلى تنظيم «الدولة» يزيد عن الذكور في فرنسا

حجم الخط
6

باريس – «القدس العربي» : كشفت إحصائية صادرة عن وزارة الداخلية الفرنسية أن عدد الإناث اللواتي توجهن للمشاركة في أعمال القتال الدائرة في كل من سوريا والعراق إلى جانب جماعات متشددة والانضمام إلى الجهاديين تجاوز عدد الذكور لأول مرة منذ انفجار الصراع الدامي في سوريا.
وجاء في الإحصائية التي حصلت عليها «القدس العربي» أن الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الفرنسية سجلت 3670 حالة ذهاب جديدة إلى سوريا من فرنسا في عام واحد فقط أغلبهم من الإناث، بدءا من الثلاثين من شهر نيسان/أبريل 2014 وحتى التاريخ نفسه من العام 2015 الحالي.
وبحسب الإحصائية فإن الأجهزة الأمنية الفرنسية لم تنجح حتى الآن في التعرف على مكان وجود جميع المقاتلين ذكورا وإناثا ممن يقاتلون في صفوف الجماعات المتشددة في سوريا والعراق خاصة ضمن تنظيم الدولة، بينما أكدت أنها تضع عددا مهما منهم تحت أعينها.
وتتحدث مصالح وزارة الداخلية الفرنسية عن وجود عدد مهم من هؤلاء المقاتلين نساء وذكورا بينهم قاصرون تحت مراقبة وأعين الأجهزة الأمنية خوفا من عودتهم لفرنسا وتسللهم إليها بعد تلقيهم تدريبات على استخدام الأسلحة ومشاركتهم في أعمال قتال على الأرض.
وفي شهر اذار/مارس الماضي وحده تلقت مصالح وزارة الداخلية الفرنسية المختصة بمكافحة الإرهاب نحو 136 بلاغا من عائلات يخص نساء سافرن إلى سوريا أو العراق للإنضمام إلى المقاتلين في صفوف التنظيمات المتطرفة، بينما لم يتجاوز عدد البلاغات المقدمة بخصوص المقاتلين الذكور الـ 125 بلاغا، ما يؤكد بحسب الإحصائية الحكومية الفرنسية تجاوز عدد الإناث اللواتي يقاتلن في صفوف الجماعات المتطرفة للرقم المسجل للذكور.
وكانت الحكومة الفرنسية قد وضعت رقما هاتفيا مجانيا أطلقت عليه «الرقم الأخضر» رهن إشارة العائلات للتبليغ عن أفراد منهم سافروا إلى الخارج بهدف المشاركة في أعمال قتالية أو فقد الاتصال بهم.
وهذه هي المرة الأولى التي يتجاوز فيها رقم المتطوعات في صفوف التنظيمات المتطرفة في سوريا والعراق اللواتي قدمنا من فرنسا عدد المنضمين إلى ذات التنظيمات من الذكور، حيث كانت الأجهزة الاستخباراتية الفرنسية قبل شهر اذار/مارس الماضي تتحدث عن نسبة 43 في المئة من الإناث فقط مقابل 57 في المئة من الإناث.
ويرجع المختصون الأمنيون الفرنسيون ارتفاع عدد النساء اللواتي انضممن إلى التنظيمات المتشددة وفي مقدمتها ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية إلى ما يسمونه زيادة الدعاية التي تستهدف النساء عبر مواقع التواصل الإجتماعي.
وفي تصريح لـ «القدس العربي» قال العميد بيار نكان الأمين العام للجنة الوزارية للوقاية من الجريمة أن «هناك دورا كبيرا للمرأة في تجنيد واستقطاب المقاتلات، وهذه ظاهرة جديدة أصبحنا نواجهها على نطاق واسع دون أن نتوفر على تفاصيل في هذا الإتجاه. لا بد من القول أن جهود الدعاية لإقناع النساء الشابات للانضمام إلى الجهاديين قد تضاعفت وارتفعت بشكل مثير للإنتباه».
بدوره قال آلان كووي الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الفرنسية أن «رتفاع الظاهرة يعود لسببين رئيسين، الأول أن الجماعات المتطرفة باتت توظف نساء دورهن فقط استقطاب شابات ويافعات من أجل الإلتحاق بالمجاهدين في سوريا والعراق، والسبب الثاني يعود إلى عدم إهتمام الأسر والعائلات بالبنات فيما يتعلق بمراقبة تحركات أبنائهم، حيث يقتصر تركيزهم على إقتفاء خطى الذكور دون الإناث وهو ما يترك للبنات مرونة وحرية شبه مطلقة في الحركة وهذا للأسف ما يسهل أعمال الاستقطاب التي تطلقها نساء التنظيمات المتطرفة كما هو الأمر بالنسبة لتنظيم الدولة».
أما نادية أشهبار الباحثة في مجال الجماعات المتشددة فتقول معلقة على الظاهرة أن «أغلب الفتيات اللواتي اخترن مغادرة فرنسا بغرض الإنضمام إلى الجهاديين في سوريا والعراق فعلن ذلك فقط من باب البحث عن زوج مثالي متدين بعد أن تعرضن لنكسات عاطفية سابقا من رجال آخرين» مؤكدة أن «الزواج من «جهاديين» أصبح بالنسبة لهن نوعا من التحرر وإثبات الذات من خلال الإقتران برجل يعتقدن أن الشروط الاجتماعية والدينية متوفرة فيه وهذا اعتقاد خاطئ كما أن جل الفتيات عشن من قبل تجارب خيبت ظنهن ما جعلهن يفقدن الأمل في الرجال العاديين فأصبحن ينظرن لما يسمونهن بالمجاهدين كرجال مثاليين لهن و لمستقبلهن».
وأضافت «هذا الأمر يكشف مسألة خطيرة جدا تتعلق أساسا بالدور الذي باتت تلعبه النساء في صفوف التنظيم وغيره من التنظيمات المتطرفة في استقطاب المرأة عموما، هذا الدور بات محوريا في تقوية التنظيم خصوصا وأن المرأة باتت عنصرا استراتيجيا ومحوريا في استقطاب أعضاء التنظيم من الإناث والذكور معا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما أن الفتيات المرشحات للإلتحاق بالمقاتلين لا يتم اختيارهن بمحض الصدفة بل عبر معايير خاصة و صارمة يتم من خلالها التركيز على النساء والفتيات الهشات فكريا والضعيفات فيما يتعلق بالثقافة الدينية وهو ما يسهل عمليات غسل الدماغ التي يتعرضن لها عبر الأنترنت ويعجل بمغادرتهن فرنسا نحو سوريا بالتحديد».
ومواقع التواصل الاجتماعي ساحة «جهاد» المناصرات، تكثر بينهن الأسماء، وخصوصًا ممن آثرن هجرة بيوتهن وعوائلهن، والإنضمام إلى التنظيم، معتنقات الفكر المتطرف. وما أن تتبوّأ أي منهن منصبها، وقبل ذلك أيضًا، حتى تغيّر اسمها، وتتكنّى بكنية «جهادية» ذات مغزى، ويغيّرن صورهن على «فيسبوك» و»تويتر» من صور أنثوية ناعمة، إلى سوداء يقطر منها دم الرؤوس المقطوعة.
وكانت الأمم المتحدة قد أثارت من خلال تقرير أصدرته للتنديد بإعدام تنظيم الدولة العديدَ من المدنيين في العراق، وبخاصة النساء، تساؤلات حول دوافع التنظيمات المتطرفة في مقدمتها «تنظيم الدولة» و»جبهة النصرة» في سوريا، للمعاملة القاسية تجاه النساء، والتي تتخذ أبعادًا ومسارات ونتائج متشابهة بين التنظيمين الإرهابيين، وإن اختلفت في التفاصيل.
ويومًا تلو آخر، تتوإلى الأخبار التي تنقل أبشع الجرائم التي ترتكبها تنظيمات متطرفة باسم الدين في حق الآلاف من المدنيين في العراق وسوريا. حيث تأتي النساء في مقدمة الضحايا من خلال تعرضهن لجرائم إغتصاب وخطف وقتل وجلد ورجم بحجة تطبيق الدين.
ويرجع عدد من الخبراء سبب انضمام النساء لصفوف التنظيم إلى إعتقادهن بأن انضمامهن سيجعلهن محصنات ضد الاعتداءات والعنف، وأنه سيعطيهنّ موقع قوة على سائر النساء، وسيعزز ثقتهن بأنفسهن، وبأنهن مساويات للرجل.
غير أن ممارسات ما سمي بـ»جهاد النكاح» قد تراجعت في الفترة الأخيرة وفق المختصين، بعد أن هربت معظم النساء اللاتي كانت العناصر المتشددة في سوريا والعراق، تمارس عليهن الجنس تطبيقا لفتاوى صادرة عن أمراء هذه التنظيمات أو نتيجة مقتل العشرات من النساء في الحرب الدائرة.
ويؤكد المختصون أن النساء اللواتي يسافرن إلى سوريا والعراق بالتحديد بهدف الإنضمام إلى المقاتلين المتشددين هناك يفعلن ذلك فقط بهدف البحث عن حياة بديلة وممارسة الطقوس الدينية بكل حرية إضافة إلى الزواج من جهاديين وإنجاب أطفال منهم، والإنضمام لمجتمعهم، كما أنّ البعض منهن يحبذن حمل السلاح والمشاركة في أعمال الحرب والقتال بعد تلقي التدريبات اللازمة.
وتتصدر النساء القادمات من فرنسا لائحة اللواتي يغادرن أوروبا للإلتحاق بالمقاتلين المتشددين في كل من سوريا والعراق، حيث تحوز القارة العجوز وحدها أكثر من 15 في المئة من نساء العالم اللواتي قررن مغادرة بلادهن بهدف الإنضمام إلى الجماعات المتطرفة.
وتشكل الإناث المجندات لدى الجماعات الجهادية القادمات من فرنسا نحو 25 في المئة من المجندات، بينما لاتزال نحو 60 فتاة فرنسية تفكر بالالتحاق والانضمام، بهدف الزواج من شبان مسلمين والإنجاب منهم وخدمة شؤونهم والمشاركة في القتال إلى جانبهم.
ويرى لويس كابريلولي رئيس وكالة الأمن الفرنسية أنّ الغالبية العظمى من المجندات، يتركن بيوتهن للزواج من الجهاديين، وتسيطر عليهن فكرة دعم «إخوانهن الجهاديين» و»إنجاب أطفالهم ليستمروا في نشر الإسلام» مشيرًا إلى أنه في حال «مات الزوج، فإنهن يعاملن معاملة أرملة الشهيد».
وتتحدث الأجهزة الفرنسية بالتحديد عن أختين قاصرتين غادرتا منزلهما في مرسيليا، وسافرتا لتلحقا بصديقتهما التي سافرت من عام إلى سوريا من دون علم والديهما، وقد هربت الفتاتان في منتصف الليل بعد تبادل رسائل مع صديقتهما عبر موقع فيسبوك، وتبعًا لأرشيف رسائلهما عبر موقع التواصل الاجتماعي الأزرق فقد تزوجت الفتاتان من مقاتلين في تنظيم الدولة الإسلامية، حيث نشرت واحدة منهما صورة لها على حسابها وهي مرتدية البرقع، وتحمل رشاشا أوتوماتيكيا وخلفها راية تنظيم الدولة الإسلامية.
وبحسب مختصين، فإن أعمار الفتيات اللواتي يلتحقن بالجهاديين في سوريا تتراوح بين 16 و24 عامًا، كما أنّ العديد منهن خريجات جدد تركن ورائهن عائلات وفرت لهن كافة سبل الرعاية والراحة واخترن حياة القتال في ساحة حروب في كل من سوريا والعراق.

محمد واموسي

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    قد تكون تلك المجندات الحرس الوطني لداعش
    وقد يأتي دورهن القتالي اذا عانى التنظيم من الخسائر
    وقد نشهد تفجيرات انتحارية تكون المرأة صاحبة المشهد فيها

    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول سامح // الامارات:

    * كرأي شخصي توجد عدة أسباب لهذه الظاهرة :
    1 ـ دعاية ( داعش ) المضللة نحو الدول الأوروبية .
    2 ـ فشل الفتيات ( عاطفيا ) في بلدانهن .
    3 ـ الملل وحب الفضول والمغامرة .
    * كثير من الفتيات بعد أن يكتشفن خدعة داعش الكبرى لهن يحاولن
    الفرار والعودة مرة أخرى الى ديارهن الأصلية .
    * شكرا

  3. يقول للأسف الشديد،عربي:

    وسائل الإعلام المختلفة تقول..ان من ينضم إلى هذا التنظيم
    وأعني الذكور هم يبحثون على حد قولهم عن الجنة وحورها
    **
    هل النساء أيضاً يبحثون عن نفس السبب لاني بصراحة لا اعرف ماذا يسمى
    بـ عكس اسم حور الجنة الأسم المذكر ؟
    **
    هل هن فرنسيين من أصول عرب شمال إفريقيا واسيويات وينطبق هذا الأمر على الأخريات
    الاوربيات اللاتي انضمت للتنظيمات ( الإرهابية المسلحة الخارجة عن إطار القانون
    هل هن مكملات تعليمهن بمعنى اكاديميات
    هل جميع الفتيات اللواتي انضمت للتنظيمات المسلحة غررا بهن
    هل جميعهن يبحثنا عن الزواج وهذا هو السبب وراء انضمامهن
    هل والديهم لهما دور مباشر حول هذا الموضوع ام بسبب اهمالهما حدث هذا
    وينطبق هذا التساؤل أيضاً على إنضمام الذكور من الشباب
    ثم ماذا فعلت الحكومات حيال هذه المسألة خلاف الإعتقالات والمحاكمات والسجن
    ثم ماهي العقوبات القانونية التي تطال الولي ( المسئول) عن أبناءه فتيات وشباب
    ام الولاية الشرعية التشريعية التي يطالب بإسقاطها والغائها
    البعض لاتكون إلا في مثل هذه الحالات
    وغيرها لا ولاية لإنسان على إنسان بالغ للسن القانوني مدركاً لتصرفاته سواء كانت
    امرأة – او فتاة ..؟! فالحقوقين والناشطين لايعجبهم بل يؤرقهم مسألة الولي “

  4. يقول azaz belgique:

    ماذا عن الفرنسيون الذين يقاتلون في صفوف جيش الاحتلال الصهيوني
    اليسوا ارهابيين؟

  5. يقول Aldjazairi:

    إناث اخترن الجهاد في سبيل الله فكفوا عنهن ألسنتكم

  6. يقول للأسف الشديد،عربي:

    اي جهاد يابو جهاد هذا الذي تتحدث عنه !!

    جهاد قتل الأبرياء .. ام جهاد سبي النساء.. والتهجير والتفجير

    والتغرير بالمراهقين والقاصرات .. وحرق الزرع و النسل وقتل الأبرياء

    وتدمير الأرض لا اعمارها والسطو والاعتداءات بكل أشكالها!!

    تبا لهكذا جهاد

إشترك في قائمتنا البريدية