لا يمكن لترامب ضرب الجماعات الوكيلة لطهران في الشرق الأوسط وسحق تنظيم «الدولة» في وقت واحد… سخونة على الجبهة الجنوبية قد تقود لحرب لا يريدها حزب الله أو إسرائيل

حجم الخط
0

لندن ـ «القدس العربي»: تشهد الجبهة اللبنانية – الإسرائيلية تصعيداً وتهديدات من الطرفين بالرد الحاسم على أي تحرك. ولا يمكن فصل تصعيد اللهجة عن الموقف الأمريكي الجديد من إيران الراعية لحزب الله اللبناني. فقبل عزله من منصبه في مجلس الأمن القومي حذرها مايكل فلين بلهجة شديدة تبناها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه. واقترحت تقارير قيام الإدارة الحالية باستهداف الجماعات الوكيلة لإيران في الشرق الأوسط، حزب الله في لبنان مثلاً والمتمردين الحوثيين في اليمن كطريقة لإضعاف النفوذ الإيراني بالمنطقة.
وكتب في هذا السياق نيكولاس بلانفورد في «كريستيان ساينس مونتيور» مناقشاً أن الضغوط الأمريكية على طهران تترافق مع التوتر النامي بين حزب الله وإسرائيل، بشكل يهدد الهدوء الذي ساد الحدود بين البلدين ولأكثر من عقد. وأثار هذا المخاوف من حرب قريبة على هذه الجبهة. ففي مقابلة مع القناة الإيرانية الاولى هدد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله بضرب المفاعلات النووية لو اقتربت إسرائيل من لبنان.
ورد المسؤولون الإسرائيليون بأنهم سيضربون كل لبنان في حال شن الحزب حرباً على الجبهة الإسرائيلية. ويعلق بلانفورد أن منظور الحرب المدمرة على الطريق ظل رادعاً من نشوء حرب جديدة إلا أن المخاطر قائمة حالة أخطأ طرف في حساباته بشكل يخرج النزاع عن السيطرة.
ونقلت عن رندا سليم، الباحثة في معهد الشرق الأوسط بواشنطن قولها «لا أعتقد أن الحرب مقبلة ولا ينفي هذا وقوع أخطاء ورسائل مضللة» تقود إلى الحرب. وأضافت أن لهجة نصرالله الحارة إلا أن حزبه ليس في وضع لشن حرب الآن ولا يمكن لإسرائيل التعامل مع تهديداته بضرب المفاعل النووي في ديمونة بطريقة لا إبالية «فالردع المتبادل القائم بين الطرفين على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية كان مفيدًا لكل من إسرائيل وحزب الله ولا أعتقد أن أياً منهما مستعد التخلي عنه».
ويربط الكاتب هنا التهديدات المتبادلة بالإشارات القوية التي صدرت عن إدارة ترامب بشأن ردع النفوذ الإيراني بالمنطقة واستهداف الجماعات الوكيلة لها. ومع ذلك فالتأثير الكبير الذي تمارسه إيران في العراق وسوريا واليمن والجهد الأمريكي الجديد لوقفه سيترك تداعياته الكبيرة على الحملة التي تقول إدارة ترامب بأنها الأهم لتدمير وسحق تنظيم «الدولة». وكانت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) قد سلمت يوم الثلاثاء البيت الأبيض خطة أولية تتضمن تصورًا لهزيمة الجهاديين.
وفي الوقت الذي لا تزال فيه التفاصيل سرية إلا أن ما رشح منها يتحدث عن إمكانية توسيع الاستهداف بشكل يشمل الجماعات الجهادية المتطرفة بالمنطقة ومن بينها القاعدة وحزب الله. وتحدث رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد في الأسبوع الماضي عن مدخل واسع تجاه التهديدات العابرة للشرق الأوسط حيث قال إن إيران تمارس «تأثيراً خبيثاً» في المنطقة. وقال في كلمة ألقاها الأسبوع الماضي بمعهد بروكينغز- واشنطن «إنهم يقومون بحرب وكالة شرسة» وأضاف «نشاهد هذا في اليمن ورأينا تأثيرهم في سوريا وشاهدنا تأثيرهم الخبيث في لبنان وكذلك في العراق وبقية المنطقة».

قوة الردع

ومن هنا فقد أدت اللهجة المتشددة من الإدارة الأمريكية لتهديدات متبادلة من الأطراف المعنية بالمنطقة. ويعلق بلانفورد أن نصرالله حاول تعزيز قوة الردع لمنظمته بتهديد إسرائيل وأكد قدرة حزبه على ضرب ديمونا – جنوب إسرائيل ومخازن الأمونيا في حيفا. ففي الوقت الذي لا يسعى الحزب لحرب إلا أن على إسرائيل «التفكير مليون مرة قبل أي حرب مع لبنان». ورد وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان ساخراً من تصريحات نصر الله «الكلب الذي ينبح لا يعض»، وقال مسؤول آخر مهدداً أن مبادرة الحزب بالحرب يعني استهداف كل لبنان. ويقول الكاتب إن التصريحات النارية تخفي وراءها مخاوف كل طرف من مستوى الحرب القادمة التي ستكون أوسع من حرب تموز (يوليو) 2006 ولعل المخاوف من حرب طويلة أسهمت في حالة الهدوء التي سادت الحدود بين البلدين. ولا ينفي هذا من إمكانية اندلاع عنف نتيجة خطأ في التقدير. فقد زادت إسرائيل من مستويات المواجهة في السنوات الأخيرة حيث استهدفت قيادات حزب الله واغتالت عدداً منهم بغارات جوية في سوريا كما دمرت قوافل محملة بالسلاح أرسلتها إيران عبر دمشق. ولم يرد حزب الله بقوة على الهجمات وإن رد فبطريقة خفية بحيث لا تؤثر على «ميزان الإرهاب». ومنذ حرب تموز (يوليو) 2006 زاد الحزب من ترسانته العسكرية وصواريخه القصيرة والمتوسطة المدى ولعبت الحرب في سوريا ومشاركته فيها منذ عام 2012 دوراً في بناء مهارات كوادر الحزب. وبدأ المسؤولون الإسرائيليون بالخشية من التجربة التي بناها الحزب بسبب الحرب السورية حيث تعلمت قواته أساليب الحرب التقليدية وجمع المعلومات وعمل قادته مع الجيش السوري والقادة الروس. وفي تصريحات لـ «يديعوت أحرنوت» قال غيورا إيلاند، مستشار الأمن القومي السابق في إسرائيل «حقيقة أن المنظمة ارتبطت «بالجانب المنتصر» وهو ما يعطيها ثقة في النفس وفي قدراتها وتحويل القتال في اتجاه عدوها الرئيسي- إسرائيل».

فرق استطلاع

وأشار الكاتب للتكتيكات التي أتقنها الحزب في سوريا وهي العمليات الهجومية حيث تقوم كوادر الحزب في الحرب المقبلة باجتياز الحدود إلى إسرائيل والقيام بهجمات. ومن هنا يتعامل الجيش الإسرائيلي مع التهديد بجدية وقام في الأشهر الماضية بتعزيز الدفاعات على الحدود الشمالية مع لبنان وأقام كتلا اسمنتية على النقاط التي يمكن من خلالها المقاتلون التابعون لحزب الله اختراقها وقام بحفر الوديان القريبة من الجبهات وحولها إلى منحدرات صخرية لا يمكن الصعود عليها. ويقول أيضاً إن التركيز على الحزب ظل خلال السنوات الماضية كان بسبب مشاركته في سوريا إلا ان الفرق المهمة والقادة الكبار خاصة فرق الصواريخ المضادة للدبابات ظلوا في لبنان ولم يشاركوا في الحرب. وتقوم في الشهرين الماضيين فرق تابعة للحزب يلبس أفرادها زياً مدنياً بدراسة مسحية للحدود اللبنانية- الإسرائيلية وتقوم بتصوير الدفاعات على الطرف الثاني من الحدود. ويقول بلانفورد إن الفرق المسحية والخطط هي في جزء منها عملياتية ونفسية وتعطي صورة أن نشاطات حزب الله المعادية لإسرائيل لم تتوقف.

الموقف من إيران

وترتبط التهديدات المتبادلة بمخاوف كل طرف من التغيرات على السياسة الخارجية الأمريكية. مع أن الإشارات من واشنطن متناقضة ولم تحملها إيران على محمل الجد كما جاء في تحليل كتبه كل من إلكس فاتنكا وروس هاريسون ونشره موقع «فورين أفيرز» وقالا فيه إن التحذيرات التي أطلقها المسؤولون الأمريكيون «اخافت الإيرانيين بالطبع ولكنهم لم يسارعوا إلى الملاجئ بعد، فطهران تعتقد أن ترامب يتبجح أكثر مما يفعل. وقد تكون محقة بذلك إذا ما أخذنا بعين الاعتبار كيف طور ترامب مهاراته التفاوضية التي يدعي» إلا أن تطبيق هذا الأسلوب على تعقيدات السياسة الخارجية تظل محدودة وذلك لأنه ليس هناك دائما مفاوضات رسمية يمكن خلالها التنازل عن الموقف المتطرفة دون الوقوع في الحرج، ويعتبر التنازل هنا دليل ضعف. وأشارا إلى ما تعرض له الرئيس باراك أوباما من نقد عندما تخلى عن «خطه الأحمر المتعلق بالأسلحة الكيميائية السورية. كما أن النجاح في السياسة الخارجية عادة ما يقاس بخدمة المصالح الاستراتيجية على المدى الطويل أكثر من تحقيق مكسب قصير المدى هنا أو هناك. ويقول الكاتبان إن إيران تعرف ما يمكن أن تتعرض له المصالح الأمريكية في المنطقة حالة تبنت واشنطن منها موقفاً متشدداً. فالولايات المتحدة تفتقر للتأثير الكبير بالمنطقة، سواء كان هذا في العراق أو سوريا.
وتعرف أيضاً أن على سياسة ترامب حل التناقض بين الموقف الصدامي منها والتركيز على هزيمة تنظيم الدولة. ومع أن صناع السياسة في طهران يعرفون أن إيران لا تستطيع الوقوف أمام أمريكا في حرب تقليدية، إلا أنهم يدركون أيضاً أن الأمريكيين غير راغبين في مواجهة جديدة كما أن ترامب قد يفضل أساليب أقل صدامية وخاصة عندما يكتشف أن إيران ليست قليلة الأهمية في الحرب على تنظيم الدولة.
وستكتشف الإدارة ان التقارب مع روسيا لا يكفي لاقتلاع شأفة تهديد الجهاديين والتصدي للنفوذ الإيراني. فالوجود العسكري الروسي هو جوي في الغالب وتعتمد موسكو على حلفائها الإيرانيين وميليشياتهم الشيعية على الأرض. كما أن إيران لاعب أساسي في العراق حيث الجهود لاقتلاع تنظيم الدولة يحتاج لتعاون من إيران. ومن هنا يوصي الكاتبان إدارة ترامب بالالتزام بالمعاهدة النووية عام 2015 والعمل على تحجيم الطموحات الإيرانية دون التلاعب بالاتفاقية النووية.
وبالتزامن مع هذا يجب على إدارة ترامب القبول بأن الشرق الأوسط تتجاذبه شبكة صراعات متداخلة يلعب فيها عدد كبير من اللاعبين والمصالح. ولا يمكن لواشنطن أن تفصل إيران تماماً عن الحركة الدائرة في الشرق الأوسط لعقابها دون تهديد للمصالح الأمريكية. كما ويجب على الولايات المتحدة الاعتراف بأن تجربتها مع إيران وخلال الـ 38 عاماً أن طهران كانت قادرة على تجاوز الأفعال أحادية الجانب من واشنطن، وهي أكثر تأثراً بالضغط الدولي الذي تقوده أمريكا. وبعد توقيع الاتفاقية النووية عام 2015 مع قوى دولية فإن الطريق الأسلم لأمريكا هو بناء التحالفات لمعالجة التحديات الايرانية وفي الوقت نفسه محاربة تنظيم الدولة. وأوصى الكاتبان إدارة ترامب بحماية المصالح الأمريكية أن تظهر تصميماً مع إيران مع إدراك أن لدى هذه بعض الأوراق القوية وهذا يعني أن يبقي البيت الأبيض على القنوات الدبلوماسية معها وعدم التسرع في إلغاء الاتفاقية النووية، كما يجب أن يسعى في الوقت نفسه إلى تقوية تحالفاته الدولية والاقليمية. هذا وعدم اتخاذ مواقف متطرفة يصعب التراجع عنها.

دعم الإصلاحيين

وفي مقال آخر في المجلة نفسها أعده جيفري إي ستيسي ودعا فيه الإدارة الأمريكية إلى تقوية التيار الإصلاحي في إيران قبل أن يفوت الأوان. وأشار إلى التغير بمسار العلاقات الأمريكية – الإيرانية منذ انتخاب ترامب. إلا أنه يرى في اختيار هربرت ماكمستر، مستشاراً للأمن القومي فرصة لواشنطن كي تعيد النظر في موقفها من إيران. ويعتقد أنه يجب العمل على ضبط النفس ضد أي تصعيد بين البلدين.
وحتى تكون الولايات المتحدة مستعدة لشن حرب مع إيران فإن المواجهة الحالية لن تكون مفيدة. بل وستترك أثرها على الساحة الإيرانية وتزيد من سطوة التيار المتشدد. وهو ما نشاهده اليوم وسيؤثر على حظوظ زعيم التيار الإصلاحي حسن روحاني الذي رشح نفسه في انتخابات الرئاسة المقبلة. ويناقش الكاتب هنا أن إدارة أوباما استطاعت تحقيق بعض الخطوات مع إيران من خلال التفاوض على الملف النووي.
ومع أن ما اتفق عليه لم يكن تاماً أو شاملاً إلا أنه كان يعمل حيث التزمت إيران بشروطه. وعندما كشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن خروقات كانت إيران سريعة في تصحيحها. وأدى الاتفاق لمنع إيران من مواصلة جهودها النووية مقابل حصولها على تخفيف في برنامج العقوبات. إلا أن الاتفاق لم يؤد للدفع بالإصلاح وهو ما لم يكن المرشد الأعلى للثورة، آية الله خامنئي يريده. وكان بنجامين رودس، نائب مستشارة الأمن القومي في إدارة اوباما يأمل بأن يدفع الاتفاق إيران للتعاون أكثر مع الغرب، مع أن هذا لم يكن جزءاً مكتوباً في الاتفاق. ومع أن المدافعين عن الاتفاق كانوا يعرفون أن الاتفاق سيقوي المتشددين، ولهذا ظل خامنئي طوال فترة الاتفاقية يصعد من اللهجة المتشددة.
ويرى الكاتب أن على الغرب أن يقوم بتقوية المعتدلين إن أراد الحصول على فرصة حقيقية من الاتفاق. ومن هنا، فهناك حاجة لتجنب التعامل مع النظام الإيراني كوحدة واحدة وأن أي تصرف سيئ لا يعكس بالضرورة الموقف الإيراني بشكل عام. وهذا يعني تجاهل الخطاب المتشدد ومنح المعتدلين شيئاً يمكنهم إظهاره للناخب الإيراني، ولهذا السبب عملت الإدارة السابقة جهدها لرفع العقوبات عن إيران. إلا ان الانتعاش الاقتصادي الذي تطلعت إليه الحكومة الإيرانية لم يأت سريعاً بسبب العقوبات المفروضة على إيران في قضايا إرهاب ولأن المصارف الدولية لا تزال مترددة عندما يتعلق الامر بالتعامل مع إيران. ولم تقم الإدارة بمساعدة إيران اقتصادياً خاصة في العقوبات المتعلقة بالإرهاب. ويبدو أن إدارة أوباما لم تعد مهتمة كثيراً مع أن جون كيري كان يعرف حاجة المعتدلين للدعم الاقتصادي بعد توقيع الاتفاق النووي.

النزعة المتشددة

وحتى قبل الانتخابات الأمريكية كانت الديناميات داخل إيران تعمل في صالح المتشددين، فقد سمح خامنئي الحرس الثوري وغيره بزيادة المساعدات للميليشيات الشيعية في العراق وللحوثيين في اليمن وحزب الله في سوريا. ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية الإيرانية في أيار (مايو) فالوقت ينفذ. وأسوأ من هذا فإن إدارة ترامب تتبنى سياسات تترك أثرا سلبيا. فقد اقترح مايكل فلين وستيفن بانون، مدير الاستراتيجيات في البيت الأبيض وضع الحرس الثوري الإيراني على قائمة الجماعات الإرهابية. ويرى الكاتب أن هذا لو تم سيزيد من حدة التوتر. ويشير إلى موقف الكونغرس الذي يخطط لفرض عقوبات جديدة على إيران بسبب اختبارات الصواريخ الباليستية والتي لم تكن من ضمن الاتفاق النووي.
ويحذر الكاتب من تبني إدارة ترامب الخط المتشدد الذي يعني تقوية للمتشددين في إيران لسنوات مقبلة. وقد تجد طهران في هذا الموقف مبرراً لخرق اتفاقيات القانون. وربما أرضت الإدارة في مواقفها المتشددة من إيران قاعدتها الجمهورية ولكن السياسة ستكون بمثابة خطأ استراتيجي يضر بالمصالح القومية الأمريكية. ولهذا السبب يجب أن يقوم ماكمستر بحرف مسار العلاقات تجاه تخفيف التصعيد. وبدلاً من فرض عقوبات جديدة، يجب على ترامب تجنب فرض عقوبات جديدة أو ملاحقة الشركات والأفراد الذين لعبوا دوراً في تطوير البرنامج النووي.
ويعتقد الكاتب أن الإشارات من إيران مشجعة. ففي احتفال الثورة السنوي لم يتم شجب الولايات المتحدة إلا بقدر فيما أعرب قادة في قم عن دعمهم لاستمرار العمل بالاتفاق النووي. ولكن إيران معروفة بالجمع بين التحركات الهادئة والإشارات المتشددة. وعلى المراقب أن يميز بين الخطاب المتشدد المقصود به الرأي العام المحلي والإشارات المقصود بها الرأي العام الخارجي.

لا يمكن لترامب ضرب الجماعات الوكيلة لطهران في الشرق الأوسط وسحق تنظيم «الدولة» في وقت واحد… سخونة على الجبهة الجنوبية قد تقود لحرب لا يريدها حزب الله أو إسرائيل

إبراهيم درويش

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية