بيروت – «القدس العربي» : بعد الغارة الإسرائيلية على اهداف في الداخل السوري وإسقاط طائرة أف 16 وتساقط شظايا من صواريخ المواجهة الإسرائيلية السورية فوق اراضي جنوبية وبقاعية، طرحت علامات استفهام في لبنان حول امكانية تدهور الاوضاع لتطال اهدافاً ل«حزب الله» في لبنان. لكن سرعان ما أتت الأنباء عن رغبة إسرائيلية في التهدئة وعن اتصالات بروسيا ، ما انعكس ارتياحاً عاماً واستمر اهالي الجنوب اللبناني والقرى الحدودية بممارسة حياتهم بكل حرية.
وتأتي هذه الاجواء في ظل معلومات تحدثت عن وضع «حزب الله» بعض وحداته في حال تأهب غير معلن في وقت أجرى رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون اتصالات بكل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري للتشاور في الاوضاع المستجدة. أما وزير الخارجية جبران باسيل فدان انتهاك إسرائيل للاجواء اللبنانية واستخدامها للعدوان على سوريا وأوعز بتقديم شكوى إلى مجلس الامن. وأكدت وزارة الخارجية اللبنانية» أن مثل هذه السياسة العدوانية التي تمارسها إسرائيل تهدد الاستقرار في المنطقة، وطلبت من الدول المعنية كبح جماح إسرائيل لوقف اعتداءاتها».
الى ذلك، فإن «حزب الله» قرأ في «التصدي السوري بداية مرحلة استراتيجية جديدة تضع حداً لاستباحة الأجواء والأراضي السورية، بل تطوّر يعني بشكل قاطع سقوط المعادلات القديمة» وما لم يقله بيان الحزب عبّرت عنه قناة «المنار» التي أوردت في نشرتها الاخبارية ما يلي «لعبت تل أبيب بالنار حتى أحرقت كل معادلاتها، وباتت ترتجي الروسي تهدئة بعد طول تهديداتها. أكثر من كسر للردع الإسرائيلي، أصاب ذاك الصاروخ السوري، المنطلق من أرض سياسية وعسكرية وشعبية صلبة. لم يضغط على الزناد الضابط السوري فحسب، بل دولة أرادوها ساحة ولاء لتل ابيب، أو مشظاة بعيداً عن ميدان النزال معها، فأنزل الصاروخ السوري سلاح الجو الإسرائيلي من عليائه، ومعه كل المعادلات والمخططات التي رسمت لسوريا على مدى سنوات، ليرتطموا جميعهم إسرائيليين وأميركيين وحلفاءهم أو التابعين، بواقع ان سوريا عادت إلى واجهة الجبهة بثباتها وجديد معادلاتها «.
واضافت قناة «المنار» إن « صاروخاً سورياً كان أول الواصلين إلى سماء القدس، التي اشتمت رائحة احتراق العنجهية الإسرائيلية، وتنشقت أملاً وثق بصاروخ أسقط طائرة الأف 16، فساوى يقين العارفين من سوريين ولبنانيين وفلسطينيين وايرانيين، وكل محور المقاومين، ان طريق القدس ليس ببعيد «. وتابعت «أوسع ضربة وأكثرها فعالية يتلقاها سلاح الجو الإسرائيلي منذ العام 1982، قال كبار قادتهم العسكريين، وهو أول مؤشر لما ستكون عليه الحال لو تمادت تل أبيب بالتصعيد، قال آخرون.
وبين صافرات الانذار التي أسكنت المستوطنين ملاجئهم، وأسكنت حلفاءهم زوايا خيبتهم، قول للشعوب من أسوار غزة إلى ساحات القدس، ومن مرتفعات الجولان إلى دمشق واليمن وكل لبنان، انه زمن العز المسمى باسم فلسطين، وباسمها كان بيان ««حزب الله»».
وقد جاءت هذه المستجدات العسكرية غداة تحرك نائب وزير الخارجية الأمريكي دايفيد ساترفيلد في بيروت ، وتشديده على الإستقرار والهدوء. كما جاء العدوان غداة التلزيم اللبناني لشركات فرنسية وإيطالية وروسية للتنقيب عن الغاز وقبل ايام على زيارة وزير الخارجية الامريكي ريكس تيلرسون لبيروت الخميس المقبل.
سعد الياس