لبنان: إطلاق نار غزير خلال تشييع الجندي المذبوح من فنيدق وعمّه يدعو إلى ثورة و«داعش» يهدّد بقتل عسكري جديد ويسأل الدولة «هل ستتفاوضون أم لا؟»

حجم الخط
7

بيروت ـ «القدس العربي»: توالت عمليات قطع الطرق في لبنان احتجاجاً على استمرار خطف العسكريين في الجيش اللبناني لدى «جبهة النصرة» و»داعش».
وأقدم المشاركون في موكب نقل جثمان الرقيب علي السيّد الذي ذبحته «داعش» على قطع الطريق الدولية الرئيسية عند نفق نهر الكلب اعتراضاً على كل السياسيين الرافضين لمبدأ التفاوض لإطلاق باقي العسكريين المختطفين لدى الجماعات المسلحة.
وقال رئيس اتحاد بلديات جرد القيطع عبد الإله زكريا المرافق للوفد «أن الأهالي يبدون استياء كبيراً إزاء إمعان بعض السياسيين في مواقفهم المتعنتة ورفضهم التفاوض مع الجهات الخاطفة لاطلاق العسكريين». وأضاف «لا يمكن لنا السكوت واولادنا يعودون الينا مقطوعي الرؤوس».
ولدى وصول موكب الجندي إلى بلدة المحمرة في عكار دعا عم الرقيب «إلى ثورة الكرامة، ثورة ندعس فيها كل خائن وعميل، ثورة الشرف لفك أسر حماة الشرف»، مضيفاً «لن نسكت حتى يأتون سالمين».
وقال السيّد في كلمة ألقاها بإسم العائلة «خانه السياسيون جميعاً، خانه نوابنا ومسؤولونا ودولتنا باعته بثمن بخس»، متسائلاً «لماذا؟ هل لأنه ليس إبن مسؤول ولا إبن دجال ومنافق ولا إبن (وزير الداخلية نهاد) المشنوق الذي بصمته شنق الشهيد ولا إبن (الرئيس نبيه) بري الذي سمح لهم أن يقتلوه بطريقة لا إنسانية».
وتابع «أيها المسؤولون في الدولة اللبنانية لماذا لا تفاوضون الآن، فاوضتم خاطفي أعزاز وفاوضتم خاطفي راهبات معلولا وتوقفتم عن فك أسر حماة الوطن، سئمنا منكم أيتها الدولة وسئمنا منكم أيها المسؤولون سيأتيكم اليوم الذي فيه ستندمون، لن نخاطبكم بعد الآن وإنما نحن من سيفرض الكلام».
من جهته، شكر والد السيد «أهالي البلدات المجاورة على الحضور الكثيف لتشييع ابنه»، وقال: «أطالب الجميع بعدم إطلاق الرصاص، وابني شهيد الوطن، وهذا شهيد كل عكار وفنيدق ولبنان وأتمنى عودة جميع الأسرى»، وقدّم إعتذاره عن اساءه صدرت نتيجة الغضب. ووسط اطلاق غزير للرصاص قال الوالد «إن ابني الشهيد لم يعد اسمه علي السيّد بل علي لبنان».
وكان العديد من الطرقات تم إقفالها من قبل أهالي العسكريين المخطوفين للمطالبة بعودة أبنائهم سالمين، وفي هذا الإطار قطعت الطريق الدولية عند بلدة القلمون التي تربط طرابلس وبيروت بالاتجاهين، في حين قطع الأهالي طريق بعلبك حمص عند المدخل الجنوبي لمدينة بعلبك في دورس في الاتجاهين لمدة نصف ساعة، مطالبين بالإفراج عن أبنائهم.
كما وجهت دعوات إلى التظاهر وقطع الطريق الدولي عند مدخل مجدلون ظهراً، وقطع أهالي الجندي المخطوف علي الحاج حسن وهو أخ الشيخ محمد الحاج حسن رئيس «التيار الشيعي الحر» طريق بعلبك الدولية بالإطارات المشتعلة، عند الجامعة الامريكية، احتجاجاً على استمرار خطف ابنهم، كما أقدم مسلحون يحملون الرشاشات وقاذفات RPG على قطع طريق مقنة بعلبك.
وفي شمسطار تطورت الأمور الى حد إقدام مجموعات من أقارب العسكريين على خطف 18 سورياً في شمسطار واحتجازهم في أحد المستودعات، وقد تمكن لاحقاً هؤلاء السوريون من خلع باب المستودع والفرار.
وفي سياق متصل، قطع عدد من شبان بلدتي شعث ورسم الحدث الطريق الدولية بالإتجاهين رفضاً لإمكانية إطلاق موقوفين إسلاميين من سجن رومية، مقابل مخطوفي عرسال إلا بصدور عفو عام يشمل كل المساجين وخصوصاً سجناء المخدرات.
الى ذلك، كشف الشيخ مصطفى الحجيري الذي يتولى التفاوض مع «جبهة النصرة» لإطلاق عناصر قوى الأمن والعسكريين المخطوفين لديها أن “لدى «النصرة» مطلبين أساسيين هما أن يعتذر البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي من المسلمين عن حرق راية كل المسلمين (التوحيد) وليس راية داعش» في منطقة الاشرفية، وأن يتم الإفراج عن 10 سجناء لقاء كل عسكري لدى «الجبهة».
وفي وقت ينعقد مجلس الوزراء اليوم للبحث في الوضع الأمني وفي قضية العسكريين أفيد أن وزراء 8 آذار و»التيار الوطني الحر» والنائب وليد جنبلاط سينطلقون في النقاش من سقف نهائي غير قابل للمساومة، وهو رفض أي تبادل بين المخطوفين وموقوفين إسلاميين في سجن رومية.وذكرت مصادر في 8 آذار أن المقايضة غير واردة بتاتاً، قياساً على مخاطرها الكثيرة، وبالتالي ليس هناك أي استعداد للموافقة عليها، مشيرة إلى أن ما يمكن القبول به هو تسريع المحاكمات.
وكان تنظيم «داعش» هدّد على «تويتر» على حساب يعود للمدعو «ابو مصعب حفيد البغدادي» بقتل أحد العسكريين الموجودين لديه.
ونشر الحساب المذكور صورة لعدد من الجنود المخطوفين، متسائلاً عمّا إذا كانت الدولة اللبنانية مستغنية عن أحدهم، وسأل: «هل ستتفاوضون أم لا؟».

سعد الياس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    يجب على الجيش اللبناني تحييد حزب الله عن النزاع بسوريا
    وذلك بمنع مسلحيه من اختراق الحدود اللبنانية السوريه

    يجب أن يرجع لبنان لسياسة النأي بالنفس عن موضوع سوريا

    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول بوزيد محمد-الجزائر:

    اضن ان لبنان كان من الدول العربية القليلة التي تتمتع بالانفتاح والتقافة والديمقراطية لاكن في السنيين الاخيرة بدئ يسلك مسلكا خاطئى في تدخله في شؤون الغير.

  3. يقول ابو سامي:

    الله يفرجها عليهم، شيء محزن ، ويصبر أهلهم .

  4. يقول محمد - صنعاء:

    لابد أن ينسحب حزب الله من سوريا أولا
    و أن يعتذر من الشعب السوري اذا احتضن مهجرية ثانيا
    و ان يدفع تعويضات عن الأهالي المشردين بسبب تدخل الحزب بشئون سوريا .

    حزب الله هو من بدأ بالإعتداء
    حزب الله أرتكب جرائم بقتل الأحياء بحجة حماية أضرحه لأموات
    حزب الله طائفي بغيض تدخلة ولد رد فعل غضب بالشارع السني
    حزب الله فوق الدولة اللبنانية ويمارس أرهابه علي السورين العزل بسوريا

  5. يقول S.S.Abdullah:

    السؤال المنطقي والموضوعي لماذا الحكومة اللبنانية ألقت القبض على مواطنين سوريين في لبنان؟ ولحساب مخابرات أي دولة تم ذلك؟ وإن كان الموضوع له علاقة بالحرب على الإرهاب، لماذا لم يتم القبض على أي عنصر من عناصر شيعية أو علوية إن كانت سوريّة أو لبنانيّة؟
    ومتى سيتوقف ظلم واستعباد المسلمين؟
    ما رأيكم دام فضلكم؟

  6. يقول جاسر الظاهر -السويد:

    الكيان الصهيوني يرضى بالتبادل لان الجندي عنده يعادل ما يقارب ألف من عندنا ، لماذا لا تسعى الدوله اللبنانيه للتبادل حفاظا على حياه الجنود ولا داعي الان للعنتريه ، لو اطلقتم سراح عشرين أو مئه فلن يزيدوا داعش أو النصره مزيدا من الانتصار أو الهزيمة فلماذا تجازفون بأرواح الجنود .
    عندما لا يرى الجندي بان دولته تهتم لأمره فلماذا سيكون له رغبه في الدفاع عن بلد كل واحد فيها يركض وراء مصالحه والدوله فقط لأصحاب النفوذ وليست لعامه الشعب .

  7. يقول S.S.Abdullah:

    أشكر سعد إلياس على هذا التقرير الذي شمل الموضوع من عدة جوانب.
    السؤال المنطقي والموضوعي لماذا الحكومة اللبنانية ألقت القبض على مواطنين سوريين في لبنان؟ ولحساب مخابرات أي دولة تم ذلك؟ وإن كان الموضوع له علاقة بالحرب على الإرهاب، لماذا لم يتم القبض على أي عنصر من عناصر شيعية أو علوية إن كانت سوريّة أو لبنانيّة؟
    ومتى سيتوقف ظلم واستعباد المسلمين؟
    ما رأيكم دام فضلكم؟

إشترك في قائمتنا البريدية