بيروت ـ «القدس العربي»: زار رئيس تيار المستقبل سعد الحريري مساء أمس الاثنين البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في روما وتركّز البحث على الانتخابات الرئاسية والتمديد للمجلس النيابي، مع التأكيد على أولوية انتخاب رئيس للجمهورية.
واعتبر الرئيس الحريري في حديث الى «لو فيغارو» أن «ما يسمى بالدولة الإسلامية ليس دولة ولا اسلامية بل هو مجموعة إرهابية ترتكب افعالاً همجية ودنيئة باسم ديننا، والغالبية الساحقة من المسلمين معتدلون»، لافتاً الى «أن المعتدلين في العالم العربي متحدون وعازمون على مكافحة التطرف، ولكن عليهم ان يواجهوا في الوقت نفسه تدخل إيران في بلدانهم».
وإذ حذّر من أن «لبنان الذي هو نموذج للتسامح والعيش المشترك للمنطقة كلها مهدد اليوم بالاهتراء المؤسساتي، نتيجة الشغور في الرئاسة الاولى»، أكد أن «الوضع في لبنان يتدهور، نتيجة تدخل حزب الله في الحرب في سوريا».
وأشار إلى أن «المساعدة الدولية ضرورية لامتصاص تأثير تدفق النازحين السوريين ودعم الجيش اللبناني في معركته ضد المجموعات المتطرفة»، متوقفاً عند «وضع الملك السعودي الملك عبد الله في تصرف الجيش والقوى الأمنية في لبنان مبلغ مليار دولار لتلبية الاحتياجات العاجلة في مجال مكافحة الإرهاب».
واضاف «حصل تدخّل حزب الله في الحرب في سوريا منذ عام 2012. هذا التدخل من حزب-ميليشيا لبناني على أرض أجنبية حصل من دون استشارة اللبنانيين ولا الدولة اللبنانية. يزعمون انهم ذهبوا الى هناك لمنع المجموعات الإرهابية السورية من القدوم إلى لبنان. بيد ان هذه المجموعات نفسها تتذرع بتدخل حزب الله في سوريا لجلب المعركة الى لبنان! بالإضافة إلى ذلك، نواجه تدفق 1.3 مليون لاجئ سوري. كما لو كان على فرنسا استضافة 20 مليون لاجئ في غضون ثلاث سنوات. ما من بلد يمكن أن يواجه نسب كهذه! لهذا السبب، المساعدة الدولية ضرورية لامتصاص تأثير هذا التدفق ودعم الجيش اللبناني في معركته ضد المجموعات المتطرفة. الى ذلك، وضع الملك السعودي الملك عبد الله في تصرف الجيش والقوى الأمنية في لبنان مبلغ مليار دولار لتلبية الاحتياجات العاجلة في مجال مكافحة الإرهاب. ويشرفني أن اكون موكلاً توزيع هذه الهبة».
ولم ينضم رئيس مجلس النواب نبيه بري الى اللقاء الثنائي بين الراعي والحريري حسب ما توقّع بعض وسائل الاعلام بل شارك في جنيف في افتتاح مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي، وعقد بري لقاء مطولاً مع رئيس مجلس الشورى الايراني الدكتور علي لاريجاني، تناولا خلاله التطورات في المنطقة ولاسيما ما تواجهه من خطر الارهاب.
وقال بري في اللقاء «استطيع القول ان اكثر من 80 في المئة من العالم العربي يعيش هذه الكارثة، وان الباقي ليس في منأى عنها».اضاف: «ان ما يحصل الآن هو تقسيم المقسم، وها هو اتفاق سايكس بيكو ينتهي بين العراق وسوريا، والتركيز الآن على انهائه ايضاً بين سوريا ولبنان، وبين لبنان وفلسطين».
واعرب عن اعتقاده بأن «الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة داعش ليس جاداً في الواقع الميداني». وجدد القول ان «المستفيد الاول مما يجري الآن هو العدو الاسرائيلي»، مشيراً الى ان «هناك أهدافاً اخرى مما يحصل لاسيما على الصعيد الاقتصادي والنفطي».
ووصف بري الوضع في لبنان بأنه «دقيق»، لكنه اضاف «اذا توحد اللبنانيون وعززوا وحدتهم، فلن تكون هناك مشكلة. فقد انتصرنا على اسرائيل بمقاومتنا ووحدتنا».واكد مرة اخرى، «ضرورة تقديم كل الدعم للجيش اللبناني»، شاكراً «ايران الهبة التي اعلنت عن تقديمها»، وقال «اننا نعول كثيراً على المؤسسة العسكرية في مواجهة الارهاب والارهابيين».
من جهته اكد لاريجاني في اللقاء ان الجمهورية الاسلامية الايرانية «على استعداد لتقديم كل ما يساعد على تعزيز امن لبنان واستقراره لأنها تعوّل على دوره في المنطقة».وتناول الحرب المعلنة على «داعش» والارهاب، فلاحظ ان «الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لم نشهد منه اي معجزة، بل نستطيع القول انه لم يحقق أي شيء بالضربات الجوية».
وسبق ان استقبل الرئيس بري في احدى قاعات مقر اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي رئيس مجلس الشعب السوري محمد جهاد اللحام، ودار الحديث حول عدد من القضايا المطروحة في المؤتمر والخطر الارهابي الذي يحيق بالمنطقة.
كما استقبل بري نظيره العراقي سليم الجبوري والوفد المرافق، والتقى رئيس الاتحاد البرلماني العربي رئيس مجلس الامة الكويتي مرزوق الغانم قبل اجتماع المجموعة البرلمانية العربية التشاوري، كما التقى رئيس الوفد الفلسطيني تيسير قبعة وعرض معه تأمين الاجواء لتبني قرار لصالح القضية الفلسطينية.وشارك بري في اجتماعين للمجموعة البرلمانية العربية امس واليوم، وجرى الاتفاق على دعم اقتراحين مقدمين من الامارات العربية المتحدة ومن الاكوادور حول دعم القضية الفلسطينية ومواجهة الارهاب.
سعد الياس