لبنان: بعد 12 سنة على 12 تموز لماذا نبش الماضي والحديث عن محاولة انقلاب على حزب الله؟

حجم الخط
0

بيروت ـ «القدس العربي» ـ سعد الياس: 12 سنة مضت على حرب تموز 2006 التي شنّتها إسرائيل رداً على عملية نوعية لحزب الله أسر فيها جنديين إسرائيليين عند الحدود مع فلسطين المحتلة، وشكّلت بداية لبسط الحزب نفوذه داخل الدولة اللبنانية نتيجة صموده في وجه آلة الحرب الإسرائيلية ما جعل موازين القوى في الداخل اللبناني تختل، وتسفر عن تراجع قوى 14 آذار سياسياً وحتى عن إبعاد الرئيس سعد الحريري الذي شكّل حكومة في بداية عهد الرئيس ميشال سليمان بعدما أطاحت به استقالة 11 وزيراً من التيار الوطني الحر وقوى 8 آذار إضافة إلى الوزير الملك عدنان السيد حسين الذي اختاره سليمان من حصته.
ومنذ ذلك الوقت وحزب الله يفرض مشيئته السياسية مستفيداً من فائض القوة، وتمّ المجيء بالرئيس نجيب ميقاتي بديلاً من الحريري بعد انعطافة سياسية لرئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط. وحاول الرئيس ميقاتي في حكومته انتهاج سياسة النأي بالنفس بلبنان عن صراعات المنطقة، إلا أن تطور الأحداث في سوريا جعل حزب الله ينخرط أكثر فأكثر في القتال الدائر هناك ما أطاح بسياسة النأي بالنفس إلى حين إقرار التسوية السياسية الرئاسية التي أوصلت العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية ومعه سعد الحريري رئيساً للحكومة حيث تمّ التشديد مرة جديدة بعد الاستقالة الملتبسة للحريري في الرياض على سياسة النأي بالنفس وعلى التزام توجهات الجامعة العربية كشرط لعودة الحريري عن استقالته.
ومع استمرار العقد السياسية في عملية تأليف الحكومة وتلميح الثنائي الشيعي إلى المطالبة بحصص إضافية في حال اعتماد الرئيس المكلف معايير معينة للتأليف، كان لافتاً أن إعلام الثامن من آذار أعاد فتح ملفات الماضي لتوجيه الاتهامات المبطّنة لفريق 14 آذار بإستغلال الظرف للانقلاب على حزب الله وسلاحه. وألقى إعلام 8 آذار الضوء على مواقف رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بعد تنفيذ حزب الله عملية أسر الجنديين الإسرائيليين وكيف انهالت الاتصالات من كل حدب وصوب في العالم على السراي الحكومي، ليكتشف السنيورة أنه «مطلوب عربياً ودولياً وأنه نفسه لا يساوي شيئاً في حسابات الدول إلا في اللحظة التي شعر فيها المجتمع الدولي أن هناك جندياً إسرائيلياً أو أكثر، قيد الأسر عند مقاومين لبنانيين، وأن اللحظة مؤاتية لإتمام الانقلاب السياسي (بعد العسكري) على المقاومة» حسب ما أوردت صحيفة «الأخبار».
وذكرت الصحيفة أنه «في صفحات حرب تموز 2006 السياسية تاريخ مطويّ مبنيّ على النسيان على الطريقة اللبنانية». وأنه «منذ بدء العدوان الإسرائيلي، دخلت الحكومة في نقاشات أظهرت جانباً من الخلاف العمودي بين ممثلّي الأحزاب فيها. كان السنيورة وفريقه الآذاري يعدّون العدة لتسهيل الانقلاب السياسي متكئين على وعود واشنطن وآلة الحرب الإسرائيلية. وإن كانت وثائق ويكيليكس قد أماطت اللثام عن الدواخل الحقيقية لبعض أركان قوى 14 آذار حينها، فإن الأقلية الوزارية في الحكومة خاضت معركة ضخمة على طاولة فؤاد السنيورة. معركة عنوانها منع إظهار الانقسام أمام الجمهور والتصدي لأي قرارات وتصريحات تتماشى مع طلبات وأوامر واشنطن والمجتمع الدولي».
ولم يقتصر فتح الملفات على ما ورد في محاضر مجلس الوزراء، بل استعانت الصحيفة بمحاضر طاولة الحوار قبيل حرب تموز في 8 حزيران/يونيو 2006 حيث ألمحت إلى معرفة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع مسبقاً بالضربة الإسرائيلية، حيث قال رداً على مطالعة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله حول الاستراتيجية الدفاعية «نقطة الارتكاز عند السيد حسن أن السلاح بيد حزب الله يشكّل نوعاً من توازن الرعب ويردع إسرائيل، وهذا افتراض غير واقعي. لم يعد سراً الحديث عن ضربة إسرائيلية قريبة. النقاش في الأوساط العسكرية الإسرائيلية هو هل نضرب على البارد أم ننتظر حدثاً ما؟ أعتقد أن العملية أصبحت بالجيبة حتى ولو كان معلوماً أنهم سيدفعون ثمناً ما».
ويبقى السؤال لماذا بعد 12 سنة على 12 تموز يعيد إعلام 8 آذار الآن نشر محاضر لجلسات مجلس الوزراء ومحاضر الحوار الوطني والاضاءة على الانقسام العامودي لكلا فريقي 8 و14 آذار وهل يستعد فريق حزب الله لشيء ما في الداخل؟ وماذا وراء اصرار الرئيس نبيه بري على عقد جلسة مناقشة عامة للوضع العام في ضوء التأخير بتأليف الحكومة ومّن هو المستهدف من هذه المناقشة؟ وكيف سيتعامل الرئيس المكلف ومن خلفه الطائفة السنية مع أي محاولة لتحديد مهل للتأليف أو إسقاط التكليف؟

11TAG

لبنان: بعد 12 سنة على 12 تموز لماذا نبش الماضي والحديث عن محاولة انقلاب على حزب الله؟

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية