بيروت – «القدس العربي»: بعد أخذ ورد وجدل حول من يترأس، انعقدت أمس جلسة مثيرة للجان النيابية المشتركة لدرس مشروع سلسلة الرتب والرواتب برئاسة مقرر اللجان النائب ابراهيم كنعان الذي اعترضت كتلة المستقبل على ترؤسه الجلسة وقاطعت مع عدد من قوى 14 آذار.
وخلافاً للتوقعات اكتمل نصاب اللجان بسبب حشد قوى 8 آذار وبسبب اعتماد نصاب الثلث بدلاً من نصاب النصف، وشارك في الجلسة نواب الاصلاح والتغيير والتنمية والتحرير والوفاء للمقاومة واللقاء الديموقراطي، فيما شارك عن كتلة الكتائب النائبان سامي الجميّل وسامر سعادة وكذلك شارك رئيس لجنة الادارة والعدل النائب روبير غانم.
وقد استكملت الجلسة البحث من حيث وصلت اللجان سابقاً بناء على توجيهات رئيس مجلس النواب نبيه بري أي وحدة التشريع بين العام والخاص والزيادة المقترحة للأسلاك العسكرية. وتوافق المجتمعون على اعتبار الجلسة استكمالاً لجلسات سابقة وعلى أن تكون اللجان الجهة الوحيدة الصالحة لإقرار السلسلة وليس أي لجنة فرعية، ولم يشأ النائب كنعان بعد الجلسة رهن السلسلة بإقرار الموازنة التي هي مطلبنا كما قال. وأكد ان «المطلوب من جميع الكتل النيابية ليس فقط الاصرار والمطالبة باقرار السلسلة إنما الدخول بنقاش جدي لمتابعة هذه المسألة، ويجب الخروج من الاصطفافات السياسية»، مشيراً إلى انه «كان يفترض أن تحيل الحكومة الموازنة إلى مجلس النواب في تشرين الثاني/ نوفمبر».
في المقابل إعتبر عضو كتلة المستقبل النائب جمال الجراح الذي غادر الجلسة بعد إبلاغ موقف كتلة المستقبل و14 آذار «ان بعض الفئات نالت حقوقها وفئات أخرى لم تنل حقوقها، ورفعنا شعار الحقوق والعدالة بين الفئات وإمكانيات الدفع».
وأضاف «الموازنة التي رفعت من وزارة المال تضمنت كل الواردات المخصصة لتمويل السلسلة ولم تتضمن النفقات، فلتتضمن الموازنة التي من المفترض ان تقدمها الحكومة الأرقام المتفق عليها حتى الآن في سلسلة الرتب والرواتب، وعلينا ان نعلم كم تبلغ نفقات السلسلة وهذا الأمر يحتاج لنقاش وبحث». ورأى «أن ما يجري اليوم من تسرّع وشعبوية ومقاربة خاطئة هو إعاقة لإقرار السلسلة»، سائلاً «هل هناك من يعرف كم هي أرقام العسكريين وإذا كانت ستحدث خللاً في الإدارات؟».
وقال «نحن مستعدون للسهر ليلاً نهاراً لحل المسائل العالقة وإقرار الموازنة والسلسلة في أسرع وقت، وطلبت رفع الجلسة والطلب من الحكومة إحالة الموازنة لمجلس النواب فوراً وانعقاد جلسة لبحث المواضيع العالقة خلال وقت قصير». واعتبر ان «التسرع تأخير متعمد وإجهاض للسلسلة، وليس نحن ربط السلسلة بالموازنة، بل وزارة المال «، لافتاً إلى «خلافات حول السلسلة لدى التيار الوطني الحر وتحديداً بين وزير التربية الياس بو صعب والنائب كنعان واسألوا هيئة التنسيق عن ذلك».
وختم «أن الـ11 مليار دولار التي أنفقت أثناء حكومة الرئيس فؤاد السنيورة دفعت ضمن ثلاثة بنود: دعم الكهرباء والرواتب وخدمة الدين وقد أنفقت الحكومات المتتالية مبالغ أضخم ولم تلتزم بالقاعدة الاثنتي عشرية».
في المقابل أعلن وزير المال علي حسن خليل «اننا كوزارة مال كنا جاهزين منذ أشهر تقنياً لاقرار مشروعي السلسلة كما هو امام اللجان»، واعتبر ان «إضافة النقاش على الموازنة أمر صحي ومن الممكن إقرار الموازنة وإسقاط مشروع السلسلة ضمنها ومن الممكن إقرار السلسلة كمشروع منفرد».
واللافت على هامش الجلسة بروز انقسام داخل هيئة التنسيق النقابية حيث اجتمع فريق من الهيئة مع مقرر اللجان ابراهيم كنعان وفي عداده نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض ورئيس رابطة موظفي الادارة العامة محمود حيدر فيما إجتمع قسم آخر مع وزير التربية الياس بو صعب وفي عداده رئيس رابطة أساتذة التعليم الثانوي عبدو جابر.
وقبل أن يتولى النائب علي بزي ترطيب الاجواء بين بو صعب ومحفوض هاجم الأخير وزير التربية من دون تسميته وقال «هيئة التنسيق تأخذه بنفسها وهي ليست تحت إبط أحد».
وكان وزير الدفاع سمير مقبل أكد تمسكه بحقوق الضباط والعسكريين وعدم التنازل عنها، فيما قال النائب علي فياض «لا يجوز ان تربط مصالح الناس بالخلافات السياسية»، فيما اقترح النائب سيرج طورسركيسيان تخصيص جزء كبير من غرامات مخالفات السير الباهظة لتغذية «السلسلة».
سعد الياس: