لبنان: ردّ بري والمجلس الشيعي على كلام عون وبطريرك الموارنة يثير مجموعة أسئلة… ورئيس الجمهورية ينتقد من بكركي وهن المؤسسات بسبب التمديد المتمادي

حجم الخط
1

بيروت ـ «القدس العربي» : لم يترك رئيس مجلس النواب نبيه بري كلام رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من بكركي حول التمديد السيئ والوهن الذي ضرب المؤسسات يمر من دون الرد عليه، ما يطرح مجموعة من الاسئلة عما ستكون عليه العلاقة المستقبلية بين الرئاستين الاولى والثانية ومصير تعاون السلطات؟ وكيفية ردم الهوة بين بعبدا وعين التينة التي توسّعت بعد الخلاف على التشكيلة الحكومية ؟ وما تخبئه هذه الهوة من اصطفافات سياسية جديدة خارج قوى 8 و14 آذار ومن تأثير على تأخير ولادة الحكومة؟
فالرئيس عون وخلال زيارته الاولى للصرح البطريركي الماروني أعلن «ان جميع مؤسساتنا أصيبت بالوهن بسبب التمديد المتمادي لمجلس النواب، والعجز الذي وقعت فيه السلطة، وان أكثر ما يؤلم وطننا في هذه المرحلة هو الفساد المستشري، وسببه الأساسي الانحطاط الذي ضرب الـمجتمع».
وسارع الرئيس بري إلى الرد غامزاً من قناة تعطيل جلسات الانتخاب من قبل التيار الوطني الحر وحزب الله بقوله «فعلاً التمديد سيئ والمؤسسات أصيبت بالوهن كما قال فخامة الرئيس ولكن تعطيل انتخاب الرئيس كان اسوأ على المؤسسات بما في ذلك المجلس النيابي».
ولم تتوقف الردود عند هذا الحد بل إن نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان ردّ في تصريح على ما أدلى به البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي امام الرئيس عون حول دور الموارنة في تاريخ لبنان وغمزه من قناة تمسك الرئيس بري بحقيبة المال للطائفة الشيعية ووضع حزب الله فيتوات على تولي القوات اللبنانية حقائب سيادية حيث قال «لا يجوز في أي حال استبدال «سلة الشروط» بصيغ التشبّث بحقائب وبإستخدام «الفيتو» من فريق ضد آخر. وهذا امر مخالف للدستور ووثيقة الوفاق الوطني، ويُدخل اعرافًا تشرّع الباب أمام آخرين للمبادلة بالمثل».
وجاء في رد الشيخ قبلان «كان المسلمون الشيعة وما زالوا أكثر حرصاً على إقامة دولة العدالة والمساواة، وهم قدموا التضحيات والتنازلات لإنجاز الاستحقاقات الدستورية وتحقيق الاستقرار السياسي، وعلى مرّ التاريخ كان الشيعة مقهورين ومظلومين ومحرومين حتى حق الدفاع عن مناطقهم، ولم نسمع مثل هذا الكلام الذي نسمعه اليوم، لأننا نطالب بشيء هو مشاركة حقيقية في السلطة. نعم، إنه حق من حقوقنا، وعند إلغاء الطائفية السياسية تروننا الأولين. ونحن لم نأل جهداً ولم نوفّر فرصة لتحقيق الشراكة الحقيقية بين المكونات السياسية والطائفية، ليظل لبنان الوطن النهائي الجامع لكل بنيه».واضاف « لقد حرصنا على الدوام على تذليل العقبات وازالة العراقيل امام العهد الجديد حين طرحنا ضرورة انجاز تفاهمات جديدة ضمن سلة حل متكاملة لتجنب أزمات نحن بالغنى عنها، ولإزالة الغيوم السوداء عن سماء هذا الوطن».
وفي وقت لاحق، اعتبرت اوساط عين التينة أن كلام الرئيس بري جاء في اطار التوضيح وليس الرد على رئيس الجمهورية. واكدت ان ما قيل يأتي في الاطار الدستوري ولا يفسد في الود قضية خصوصاً وان التفاهم بين رئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي كان كاملاً وتاماً حول المرحلة المقبلة وتعاونهما، سواء بالنسبة إلى تسهيل تأليف الحكومة او الاتفاق في شأن اجراء الانتخابات النيابية المقبلة على اساس النسبية بغض النظر عن الدوائر التي قد تتوسع او تضيق لترتكز إلى المحافظات وما شابهها من صيغ ودوائر.
ونقلت «وكالة الانباء المركزية» أن رئيس المجلس ساق امام رئيس الجمهورية في اللقاء الذي جمعهما على هامش الاطلاع على حصيلة المشاورات النيابية وتكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة الكثير من الكلام الايجابي. ومن تلك الايجابيات اعلان رئيس المجلس طي صفحة الماضي مع الرئيس عون اضافة إلى تأكيده بذل الجهود نيابياً بعد تشكيل الحكومة لاعداد قانون انتخابي لاجراء الانتخابات النيابية في موعدها.
وكان الرئيس عون قام بالزيارة التقليدية الاولى لبكركي حيث كان في استقباله البطريرك الراعي وبطريرك الروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام وبطريرك السريان الكاثوليك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان وبطريرك الارمن الكاثوليك، وتوجّه عون، الذي رافقه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، مع البطاركة إلى كنيسة الصرح حيث كان السفير البابوي المونسنيور غابريال كاتشا ومطارنة الطوائف الكاثوليك، والرؤساء العامون والرئيسات العامات للرهبانيات، الذين رفعوا صلاة الشكر على نية الرئيس عون.
وبعد الصلاة، ألقى البطريرك الراعي كلمة ترحيبية، وردّ رئيس الجمهورية على كلمة البطريرك الراعي، بكلمة جاء فيها «تعاودني وقائع تاريخية سرد قسماً منها غبطة البطريرك وهي جزء من تاريخ لبنان الحديث. إن دور البطريرك حويك الذي عمل على وحدة لبنان وسيادته، وجمع جميع طوائفه ومكوناته حول هذا الاستقلال وحول ميثاق واجب علينا احترامه، نعرفه جميعنا.ولكننا نذكر أيضاً التاريخ الذي سبق هذه الفترة، وأعني هنا عذابات الموارنة في مختلف مراحل التاريخ، سواء قبل قدومهم إلى لبنان أو بعده، مع المماليك، مع الأتراك، ومع كل الفاتحين. لذلك، نجد في ترانيمنا الليتورجية، وفي ألحاننا الكنسية، الحزن والتعب. ومن هنا نبدأ حياتنا الجهادية التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه».
وقال «يمر المشرق اليوم ، بجميع مسيحييه، بفترة قد تكون الأصعب، لأنها تحاول اجتثاث جذور المسيحية في هذا الشرق، فما يصلنا عن العراق من أن بيوت المسيحيين هُدمت في الموصل فور خروجهم منها ولم تنتظر القنابل، يؤكد هذه المقولة. ونحن في لبنان نعيش هذه الأخطار، وإن لم تكن عذاباتنا جسدية فالعذابات المعنوية ترافقنا وتواكب أحلامنا لتحولها أحياناً إلى كوابيس».
ورأى الرئيس عون «أن جميع مؤسساتنا أصيبت بالوهن، بسبب التمديد المتمادي لمجلس النواب، والعجز الذي وقعت فيه السلطة. وأكثر ما يؤلم وطننا في هذه المرحلة هو الفساد المستشري الذي سدّ شرايين الدولة وجعلها في حالة عجز دائم. والسبب الأساسي هو الانحطاط الذي ضرب المجتمع؛ فأصبحت كل مرتكزات الحكم خارج نطاق الكفاءة والأخلاق. وكل عمل سلطوي لا يحترم بمعاييره القوانين والأخلاق يصبح جريمة، لأنه يسبّب الأذى للأفراد وللمجتمع».

لبنان: ردّ بري والمجلس الشيعي على كلام عون وبطريرك الموارنة يثير مجموعة أسئلة… ورئيس الجمهورية ينتقد من بكركي وهن المؤسسات بسبب التمديد المتمادي

سعد الياس

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سامح //الاردن:

    *لا يوجد أمام (اللبنانيين) سوى طريق واحد
    (التفاهم والتعاون) لصالح وتقدم الوطن
    والمواطن.
    سلام

إشترك في قائمتنا البريدية