بيروت – «القدس العربي»: هل يكتمل نصاب الجلسة السابعة عشرة في السابع من كانون الثاني/يناير المقبل، وينتخب رئيس جديد للجمهورية؟ سؤال يُطرَح في بيروت بعد إعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري تأجيل جلسة انتخاب رئيس الجمهورية من 10 كانون أول/ ديسمبر إلى 7 كانون الثاني/يناير من السنة المقبلة. أما طرح السؤال فمردّه إلى الأجواء الداخلية والإقليمية والدولية التي باتت ربما تنذر بتحريك لهذا الملف.
ولكن بحسب المعطيات فإن 7 كانون الثاني/يناير 2015 سيكون الموعد الأول في السنة الجديدة لجلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وقد تليه مواعيد أخرى إلا في حال حدوث مفاجأة غير منتظرة. وهكذا يمضي عام 2014 من دون انتخاب رئيس جديد للجمهورية تمامًا كما مضى عام 2007 من دون انتخاب رئيس أيضا .
غير أن الشغور الرئاسي يقابله أكثر من تطور سياسي وديبلوماسي وأمني، فرئيس مجلس الــــوزراء تــمــــام سلام في باريس التقى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند وابـــرز بندين في المحادثات كانا: الاستحقاق الرئاسي اللبناني والهبة السعودية التي سيذهب معظمها لشراء أسلحة فرنسية.
وكانت جلسة الانتخاب الرئاسية للمرة السادسة عشرة مرّت مرور الكرام، وتكرر المشهد نفسه في ساحة النجمة وسط غياب متكرر لنواب 8 آذار وتحديداً تكتل التغيير والاصلاح وكتلة الوفاء للمقاومة، واقتصر الحضور على بعض نواب فريق 14 آذار والوسطيين وكتلة التنمية والتحرير الذين بلغ عددهم 59 نائباً فأعلن إرجاء الجلسة إلى الاربعاء 7 كانون الثاني/يناير المقبل. وقد انعقدت جلسة الانتخاب على وقع حركة موفدين دوليين وعلى وقع موقف للعماد عون دعا فيه إلى بقاء الجمهورية، معتبراً «أن المشكلة ليست في انتخاب رئيس».
هذا الموقف العوني جاء في فترة غزل وتبادل عزائم بين الرابية حيث مقر عون وبين معراب حيث مقر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي أبدى استعداده لزيارة الرابية، لكن بشرط ان يكون هناك اقتراح جدي لانتخاب رئيس للجمهورية، معلناً من جديد عدم تمسكه بترشيحه، ولكن من غير المقبول «أن لا يكون أمامنا سوى خيار وحيد». غير أن هذا الغزل الذي سبقته حركة وسطاء قادها رئيس المجلس العام الماروني الشيخ وديع الخازن لم تمنع نائب رئيس حزب القوات النائب جورج عدوان من التعليق على موقف عون بالقول» ان الحفاظ على الجمهورية يبدأ بانتخاب رئيس لهذه الجمهورية ليرأس المؤسسات ويحمي الدستور، رئيس نتفاهم عليه جميعنا»، معتبراً « أن هناك طريقين للتسوية في موضوع الرئاسة، فإما أن تفرضها ظروف دولية وإقليمية بغض النظر عن إرادة اللبنانيين، وربما بمشاركة ضعيفة لهم، وإما تسوية لبنانية تبدأ بين المسيحيين وتنتقل إلى المرحلة الوطنية الشاملة، ونحن نفضّل الطريق الثاني».
وتأتي هذه المواقف المسيحية عقب الحديث عن التحضير لحوار بين تيار المستقبل يشمل في ما يشمل التفاهم على الانتخابات الرئاسية ما أثار تساؤلات لدى الفريق المسيحي حول ما إذا كان الرئيس المتوافق عليه سيأتي نتيجة اتفاق المستقبل وحزب الله ويُفرَض على المسيحيين. وهذا ما جعل البطريركية المارونية تعاود تحركها بالمفرّق فتستقبل القيادات المارونية فرادى وليس مجتمعين حيث يتشاور البطريرك بشارة الراعي مع كل رئيس تيار أو رئيس حزب على حدة لاستخراج تفاهم يمهّد لانتخاب رئيس.
وإلى جانب تحرك بكركي برز تحرك الموفد الروسي ميخائيل بوغدانوف ثم الموفد الفرنسي جان فرنسوا جيرو. وفيما اعتبر البعض أن هذين التحركين متناغمان فقد لفت أن الموفد الفرنسي زار الجميع لكنه ركّز على الموارنة، أما الروسي فزار الجميع لكنه ركّز على فريق 8 آذار، والإثنان يبحثان عن رئيس من خارج الاصطفافات لكن المعادلة عرضة لعاملين أحدهما مجهول والآخر معلوم: فالمجهول هو مدى تعاون ايران، والمعلوم هو تصلّب العماد عون .
سعد الياس