قبل أربعة أيام مر عيد الأم العربية ومعه أشعر دائماً بالرغبة في كلمات دافئة، قلبية، بعيدة عن اللغة التقليدية التي يتم تكرارها كل عام.
أتذكر صوت الدكتور فايز سويدان حين قال لي: مبروك أنتِ حامل. لا كحول. لا سجائر. لا أدوية دون استشارتي.. وهكذا كان. وخضعت للمرة الأولى في حياتي (لديكتاتورية) ما.
أهلاً بالمحتل.. ووداعاً للأدب والتمرد
صار ذلك المخلوق الغامض يكبر في بطني ونشأت بيننا علاقة حميمة كعلاقة السجناء في زنزانتين متلاصقتين.. يتواصلان بالقرع على جدران السجن كما في رواية «الكونت دي مونت كريستو».. ولكن تصادف ان تلك الجدران كانت بطني الذي انتفخ وصرت أمشي مثل طائر البطريق «البنغوان». تلك العلاقة الحميمة عطلت فعالياتي الفكرية كلها. صرت عاجزة عن الكتابة، وعن العمل، وذلك المخلوق الذي ينمو في جسدي احتلني وشل طاقاتي كلها وسخرني لحمايته! انه المخلوق الوحيد الذي نفرح باحتلاله لنا ونرفع أعلامه ونخفض أعلامنا دون الشعور بالهزيمة بل بالبهجة.
وأخيراً قررت طفلتي/طفلي مغادرة سجنه/سجنها وتصادف ذلك ليلة زيارة الشاعر أدونيس لنا بموعد سابق. جاء برفقة سمير الصايغ الرسام والشاعر.
أدونيس يقرأ شعره وكلي آهات!
اقتادهما زوجي إلى غرفة نومنا قائلاً إنني متوعكة إذ كنت عاجزة عن النهوض، وكان أدونيس قد عاد للتو من نيويورك التي ألهمته قصيدة ولطالما تذوقت شعره وقرأ علينا ليلتها قصيدته الجديدة غير المنشورة بعد يومئذ، بعنوان «قبر من أجل نيويورك».
هو يقرأ وأنا لا أفهم شيئاً غير الإنصات لرفسات طفلي وموجات ألم تجتاحني وكلي آهات. فجأة، توقفت حواسي كلها عن التلقي. وانشغلت بذلك (الجار) الحبيب في بطني الذي لم يكتف تلك الليلة بالركض جيئةً وذهاباً داخل قشرتي البشرية بل سبب لي ألماً مفاجئاً مبرحاً في بطني. أدونيس لاحظ انني في كوكب آخر لا تطاله الأبجدية مهما كانت مبدعة، وأنجز قراءة «قبر من اجل نيويورك» ومضى وسمير الصايغ، ومضينا زوجي وأنا إلى المستشفى..
النشوة المطلقة التي لن يعرفها رجل
بعد ساعات من الأوجاع قال الطبيب فجراً، «مبروك … إنه صبي «. صبي أو بنت لا فرق.
الطبيب ناولني طفلي وشاهدته للمرة الأولى.. وكانت لحظة نشوة جارفة استثنائية.. ها انا التقي اخيراً بذلك المخلوق الذي احتلني شهوراً وعطلني عن الكتابة وحرية الحركة، ها هو كحلم ضوئي شفاف بأصابع دقيقة كعيدان الكبريت. وحين وضعت اصبعي داخل يده انطبقت أصابعه على يدي وعلى روحي وككل ام عرفت انها لن تنفك يوماً عن قلبي.. واظن ان كل أم عاشت تلك اللحظة الاستثنائية: لقاء طفلتها/طفلها للمرة الأولى. إنها لحظة النشوة واللذة التي لم يذقها رجل بشحنتها الخاصة. ثم يأتي والد الطفل، الذي لا غنى عنه في حياة المولود، ولكن تلك الشهور التسعة من العلاقة الحميمة المميزة التي لا تشبهها صلة تظل استثنائية ـ سواء كبر وصار مجرماً أو قاتلاً او إنساناً سوياً او مليونيراً او متسولاً. إنه الحب اللا مشروط. الحب الوحيد الذي يتقبل الآخر كما هو بكل نقائصه.
رسائل حب كتبتها دامعة!
لم أصدق يوماً الإعلام الذي يلتقط صوراً لأم قُتل ابنها ومن المفترض انها تزغرد تحت أضواء (الكاميرات) لإعلام (موجّه) ستغوص سكين الافتقاد في قلب الأم. وأمنية كل ام ان ترحل عن كوكبنا قبل ابنتها/ابنها اياً كان كيفما كان. ولن انسى يوماً العاملة المنزلية «خدوج» التي لحقت بي ليلة العشاء لدى بعض الأصدقاء في بيروت وقالت دامعة: ارجوك.. اكتبي رسالة لإبني ليشفق عليّ ويتصل بي. إنها (خادمة) في أواخر الخمسينات من العمر، دامعة، نحيلة، يبدو ان ابنها الوحيد لا يبالي بشقائها ولا يتصل بها حتى هاتفياً. واظن انني كتبت اجمل رسائل الحب بخط يدي إلى ابن «خدوج»، وكانت تملي عليّ وكنت اكتب على طريقتي وادمع تأثراً..
أبناء المهاجرين إلى الغرب
في كل «احتفالية» يتم إخفاء السلبيات.. ولن استسلم لتلك اللعبة بل أرغب في الكلام باختزال عن خيبة الأمهات (والآباء ايضاً) ببعض الأبناء. وبالذات أولاد المهاجرين إلى حضارة غربية.. ولي صديق كبر أولاده في لندن وتطبعوا بالعادات الغربية وهو يريد منهم ان يكونوا عرباً وهذا مستحيل.. وعلى كل من يفكر في الهجرة ان يتذكر ان أولاده لن يكونوا نسخة عنه وعن قيم عالمه بل عن قيم عالم حملهم اطفالاً اليه أو ولدوا فيه وكبروا وتطبعوا بعاداته القائمة..
أمهات فلسطين ـ سوريا ـ العراق ـ اليمن ـ إلى آخره!..
اتعاطف بعمق في عيد الأم مع أمهات بلا أعياد. تلك الأم الفلسطينية مثلاً التي يذلها الإسرائيلي المجرم ويهدم بيتها ويقتاد أولادها إلى السجن والتعذيب لرفضهم الاحتلال ويكاد زوجها ينفجر لأنهم يمنعونه من الصلاة في المسجد الأقصى ومن الأذان ايضاً!
الأم السورية تبكي اطفالها الذين تقذف البحار بجثثهم على شواطئ الهرب المستحيل.. وربما بجثتها أيضاً في ملحمة حزينة من التيه عن البوصلة الفلسطينية/القضية الأولى..
الأم العراقية تندب على أبواب المزارات.
الأم اليمنية نسيت حكايا «اليمن السعيد» في دوامة عنف تخطف ذكور الاسرة وتهين النساء..
وباختصار: لا عيد حقاً للأم العربية هذا العام، ويومها هو غالباً مناسبة حزن عميق وحنين إلى لحظة النشوة تلك التي لم يذقها رجل حين ولد طفلها والتي ستظل تشعر بها سواء ولدته في خيمة تشرد او في مركب هارب او على شواطئ بحار مكهربة..
فالطفل الوليد لا يطلب (تأشيرة) للقدوم إلى كوكبنا!!
غادة السمان
أنا محروم من الجنة الآن
كنت أقبلها تحت أقدام أمي رحمها الله
سامحيني يا أمي عن أي تقصير بحقك يا أغلى الناس
سامحيني عن كل طيش شباب أزعجك مني يا أمي يا أمي يا أمي ويا أبي
ولا حول ولا قوة الا بالله
أمّي يا حبّاً أهواه يا قلباً أعشق دنياه يا شمساً تشرق في أفقي يا ورداً في العمر شذاه
يا كلّ الدّنيا يا أملي أنت الإخلاص ومعناه فلأنت عطاء من ربّي فبماذا أحيا لولاه
ماذا أهديك من الدّنيا قلبي أم عيني أمّاه روحي أنفاسي أم عمري والكلّ قليل أوّاه
ماذا أتذكّر يا أمّي لا يوجد شيء أنساه فالماضي يحمل أزهاراً والحاضر تبسّم شفتاه
ما زال حنانك في خلدي يعطيه سروراً يرعاه كم ليلٍ سهرتِ في مرضي تبكي وتنادي ربّاه
طفلي وحبيبي يا ربّي املأ بالصحّة دنياه الأمّ تذوب لكي نحيا ونذوق من العمر هناه
الأمّ بحار من خير والبحر تدوم عطاياه أمّاه أحبّك يا عمري يا بهجة قلبي ومناه
ضمّيني واسقيني حبّاً ودعيني أحلم أمّاه
– قصيدة من النت –
ولا حول ولا قوة الا بالله
بارك الله فيك يااختي الغالية
امهات بلا اعياد
صباح الخير سيدة الادب العربي
صباح الخير اصدقائي في صالون الايقونة
مسيرة عطاء الاستاذة غادة السمان تحمل نبل الانسانة في احترام استمرارية الحياة وتوفير ديمومة هذا الوليد وهي الملهمة والمدركة لمعنى ولادة الحياة ، اما الامهات اللواتي لم تقدر لهن المصائر عيداً فتلك هي الكارثة المزلزلة ، لم اجد افضل من توصيف لحال المرآة العربية مثل عبارات الاستاذة غادة السمان بجدارة ، نعم فأن حروب الغباء سلبت ديمومة الحياة من المرآة وقطعت اغصانها من اجل الحاكم او الطائفة او القضية الوهمية او حدود الدم ، المرآة تحملت اوزار الحروب العبثية التي لاناقه لها فيها ولاجمل وقطعاً في كل الحروب لم تكن المرآة سبباً في اعلانها ، والاسوء من ذلك هو انتهاك قدسية وخصوصية وشرف المرآة في تلك الحروب ، من الصعب تبسيط هذا التعسف ، ليت من يتبنى حالة الحرب ان يسأل الام عن رضاها من عدمه وبستاذنها لاقتياد فلذة كبدها الى ساحة الحرب عندها لن يجد حتى مرتزقاً واحد يشارك معه في حربه( المقدسة ) وما اظنها .
تحياتي
نجم الدراجي . بغداد
كم هو حلو وغريب هذا الوصف !! .. اشعر بالقشعريرة لمجرد تخيل ان يكون في احشاءي كاءن حي بروح يا الهي ! سامحيني يبدو هذا عجيبا جدا غريبا جدا بالنسبة لي لم اجرب ذلك بالطبع ! لا اتخيل حجم الفضول مثلا الذي انتابك ان تري هذا الصبي ! او حتى لحظة نظرت الى مخلوق جديد قررت السماء ان يكون بينك وبينه علاقة لا تنفصم هي علاقة الامومة ..لا اتخيل عندما نظرت الى جبينه كم كنت فضولية لو ان الله يكتب غيبه بوضوح على هذا الذي جءت به الى الدنيا هل سيكون شريرا قديسا عالما لا شيء ! .. لماذا امسك اصابعك من علمه سوى خالقه .. يا الهي يبدو العمل الاستشهادي اسهل بكثير من المخاض ! هكذا اعتقد ..وانا اعتقد انني لن اشعر بانني امه لو كنت يوما مكانك ساحتاج الى وقت لاستيعاب معجزة الخلق وكاءن حي ببصمة وهوية سماوية .. اعتقد ان كل الكلمات هي شيء لا يصف كيف تتشكل يا ترى هذه العلاقة وهل حقا شعور الامهات واحد ! ..مثلا صدقيني استاذة غادة انا لا استطيع ان امسك مخلوقا طريا ..كعصفور او قط او ارنب او صوص هكذا اقشعر واشعر انه سيسحق .. كيف يمكنني مثلا ان احمل طفلا طريا .. يا الهي ! ام كيف ستقومين بتظيفه وتحميمه دون ان ينزلق ون ان ترتعش يداك خوفا .. انها اصعب عملية فداءية في العالم ان تتحمل المراة ءالام المخاض لتاتي بالطفل وقد تموت وتعتبر شهيدة شهيدة من اجل ان تبعث حياة في مخلوق اخر … ثم هل اذا كبر قليلا نصبح جبناء لاننا نخاف عليهم او نصبح بخلاء لاننا نريد ان نوفر لهم .. ام نصبح مستبدين لاننا نريد تعليمهم وتطعيمهم من مساويء الدنيا ام نصبح امهات مفسدات دون ان نشعر لاننا نخاف من الضغط عليهم .. ماذا لو تعبنا .. ثم طلعو فاشلين او عاقين او اشرار رغم كل ما عملناه ماذا لو .. اصيب احدهم باعاقة او تشوه اليس هذا عذابا اليما طيب.. حتى لو فرحنا بهم .. هذت سيصعب فراقهم لهذا انا اعتقد ان الام التي تضحي بابنها استشهادية اكثر من الاستشهاديات لانها لو تعرض ابنها لخطر ما تصبح نمرة شرسة وقد تموت كي لا يموت اذن موتها اهون عليها من موته ! ! انظري الفرق بيننا وبين المخلوقات الفضاءية الذين هم نصفنا الاخر اي الرجال .. هم فقط يحصلون على شهواتهم ليزرعو ولدا نحن لا .. نحن نتحمل الوهن والالم وصعوبة الحمل وءالام المخاض .. الكل يعرف ..ايضا ماذا حدث عندما .. تحمل المراة جنينا ..يا الهي !! اعتقد ان كل امراة تتمنى ان لا يراها مخلوق حتى تضع حملها !
يا للعجب! أختي غادة الشاويش تنتابني حقاً نفس الأفكار عندما تتحدث أمامي النساء عن روعة الجنين في بطونهن وأحشائهن وأتساءل في ذهني ببعض من هذه الأفكار التي تتحدثين بها. ولكن يبدو أن المسألة هي تفكير الإنسان عامة وليس لها علاقة بالمرأة أو الرجل لكنني سعيد بهذا التطابق الفكري رغم البعد الكبير بيننا وليس فقط من الناحية البيولوجية بل أيضاً الفكرية أي المبدأ الذي نستند علية في فهمنا للحياة عقائدياً وسياسياً واجتماعياً وربما فلسفياً .
اخي اسامة…مساء النور لك وكل عام وسنونتك بالف خير .. وكل عام واطفال سوريا ..ليسو تحت الركام ..ولا يعيشون فيلم رعب لا يشبهه خيال اعتى المؤلفين ..كل عام وسوريا بخير … نعم اخي اسامة ..انا اشعر ذات الشعور ..اشعر ان كثيرا مما تكتبه او تنتقده … يشبه ما افكر فيه …لا اعرف ….وانا ايضا سعيدة جدا بهذا التقارب .. .تكون حياة المرء فينا قصة تختلف عن تفاصيل حياة الاخر ….لكن الواضح تماما احيانا ان الناس قد تصل الى نفس المكان وان سلكو طرقا مختلفة له ..!! ..كل المحبة الاخوية والتقدير والصفاء الاخوي المميز اكنه لك .. لانني الاحظ روحا مميزة سواء في الاتفاق او في الاختلاف ..والحظ شخصية مختلفة عن التقليدي …شخصية عملية تهتم بنتاءج النقاش ..واقعية الطرح ..والاهم انها تمزج ! اعني لا يوجد قالب فكري (بصم ) …بل تاخذ من كل بستان ما ينسجم مع ثوابتك وتترك ما ليس كذلك ..هذه المرونة والموضوعية وعدم الشبه باي شيء في كل تفاصيله تدل على استقلال فكري بالنسبة لي يلفتني جدا جدا في كل من اعاملهم .. ا
كل عام وامك بخير اخي اسامة واتمنى عليك ان تقرء الفاتحة لامي رحمها الله ليس لان هذا اثر عن رسول الله بتخصيص الفاتحة ..ولكن لانها ام الكتاب
لا ادري ما ان قرأت تعليقك حتى جالت في خاطري تلك الابيات الجميلة لابي العلاء المعري وان كان ذا نظرة تشاؤمية ( كتب على قبره هذا ما جناه ابي علي وما جنيت على احد) الا انه كان حكيما فاهما شاعرا ولاننسى رائعته رسالة الغفران. اترككم مع بعض ابيات القصيدة.
غير مجد في ملتي واعتقادي:
غَـيْرُ مُـجْدٍ في مِلّتي واعْتِقادي نَــوْحُ بـاكٍ ولا تَـرَنّمُ شـادِ
وشَـبِيهٌ صَـوْتُ الـنّعيّ إذا قِيسَ بِـصَوْتِ الـبَشيرِ في كلّ نادِ
أَبَـكَتْ تِـلْكُمُ الـحَمَامَةُ أمْ غَنَّـت عَـلى فَـرْعِ غُصْنِها المَيّادِ
صَـاحِ هَـذِي قُبُورُنا تَمْلأ الرُّحْبَ فـأينَ الـقُبُورُ مِنْ عَهدِ عادِ
خَـفّفِ الـوَطْء ما أظُنّ أدِيمَ الأرْضِ إلاّ مِـنْ هَـذِهِ الأجْـسادِ
وقَـبيحٌ بـنَا وإنْ قَـدُمَ الـعَهْدُ هَــوَانُ الآبَـاءِ والأجْـدادِ
سِـرْ إنِ اسْطَعتَ في الهَوَاءِ رُوَيداً لا اخْـتِيالاً عَـلى رُفَـاتِ العِبادِ
رُبّ لَـحْدٍ قَـدْ صَارَ لَحْداً مراراً ضَـاحِكٍ مِـنْ تَـزَاحُمِ الأضْدادِ
وَدَفِـيـنٍ عَـلى بَـقايا دَفِـينٍ فـي طَـويلِ الأزْمـانِ وَالآبـاءِ
فـاسْألِ الـفَرْقَدَينِ عَـمّنْ أحَسّا مِـنْ قَـبيلٍ وآنـسا مـن بلادِ
كَـمْ أقـامَا عـلى زَوالِ نَـهارٍ وَأنــارا لِـمُدْلِجٍ فـي سَـوَادِ
تَـعَبُ كُـلّها الـحَياةُ فَـما أعْجَـبُ إلاّ مِـنْ راغبٍ في ازْديادِ
إنّ حُـزْناً فـي ساعةِ المَوْتِ أضْعَافُ سُـرُورٍ فـي سـاعَةِ الـميلادِ
خُـلِقَ الـنّاسُ لـلبَقَاءِ فضَلّتْ أُمّــةٌ يَـحْـسَبُونَهُمْ لـلنّفادِ
إنّـما يُـنْقَلُونَ مِـنْ دارِ أعْـمالٍ إلــى دارِ شِـقْوَةٍ أو رَشَـادِ
ضَـجْعَةُ المَوْتِ رَقْدَةٌ يُستريحُ الجِـسْمُ فيها والعَيشُ مِثلُ السّهادِ
كـيفَ أصْبَحتَ في مَحلّكَ بعدي يـا جَـديراً مـنّي بحُسْنِ افتِقادِ
قـد أقَـرّ الـطّبيبُ عَنْكَ بِعَجْزٍ وتَـقَـضّى تَــرَدّدُ الـعُـوّادِ
وَانْتَهَى اليأسُ مِنكَ وَاستشعَرَ الوَجْدُ بـأنْ لا مَـعادَ حـتى الـمعادِ
رائع أخي رياض. الشاعر العربي الوحيد الذي أحس أن لدي معه ارتباط فكري هو أبو العلاء المعري مع أنني لست متشائم أبداَ ولكن يبدو أن السبب هو أنه فيلسوف كما هو شاعر.
بالرغم من مشقة الحمل والولادة والتربية ، لكن دائما يحمل الاولاد اسم ابيهم . وقد سمعت مرة في الراديو في برنامج ، يقول فيه ، هو أن رابطة الأم مع اولادها ثابتة وقوية ولايمكن زحزحتها سواء حملوا اسمها أم لم يحملوه . أما الأب فيحتاج الى التذكير بأبوته وما يربطه بالاولاد لكي يشعر بالمسؤولية والالتزام تجاههم ، لذا يحمل الاولاد اسمه ! ولا اعرف مدى صحة هذا الكلام .
هنالك في العراق وبسبب الحروب التي فُرضت عليهم ، اكثر من مليون ارملة مع اطفال وبلا معيل . وليس هنالك نظام حكومي ليتكفل بهم كما في دول الغرب ، بل يعيشوا على المساعدات والتبرعات الفردية من الأهالي ، هذا ان كانوا محظوظين . فهذا هو حال الأم العربية في الوقت الحالي ، فهي شهيدة وأن لم تموت !
أفانين كبة
مونتريال
من المفارقات ان يقرأ أدونيس قصيدة ” موت ” في لحظة ولادة حياة، “لست الحبايب”
أقول لك بصوت مطربتنا السورية العظيمة فايزة احمد ست الحبايب يا حبيبة، يا سيدتي الشامية,
من جانب آخر اود التعليق على أدونيس هذا الشاعر الكبير العميق والصوفي صاحب اجمل قصيدة عن دمشق وعن صقر قريش ” اغاني مهيار الدمشقي” والذي يرى ان قريش ” ويقصد العرب” لؤلؤة تشع من دمشق، لقد ربطتني معه سابقا علاقة ودية جدا وكنت اشعر كلما التقيته ان هناك علاقة روحية بيننا، لكنه في موقفه من الثورة السورية التي لا يرى فيها سوى ثورة تطرف اسلامي فاجأني جدا خاصة وأنه كان معارضا لنظام الاجرام في سورية، لقد خسر ادونيس الكثير من محبيه لهذا الموقف. وأتمنى أن يعدل عن موقفه، ومن المفارقات ايضا ان يرى نفسه في اخر تصفية جائزة نوبل لهذا العام الى جانب اصحاب الخوذات البيضاء الذين ينقذون أطفال الامهات الثكالى من تحت الانقاض بعد قصف طائرات بشار الكيماوي ابن ابيه ابو المسالخ البشرية,
دمت لنا يا سيدتي الشامية أما ورمزا للأدب الهادف
ودمت أخي سوري على هذا التعليق وحقاً أكثر ماصدمني في مفارقات الثورة السورية هو موقف بعض من يقال عنهم “النخبة” من الأدباء والمثقفين! يا إلهي أكاد أشك بنفسي أنني إنسان عاقل بكامل قواه العقلية بعد أن عشت ورأيت هذه المواقف العجيبة التي لايمكن فهمها بالعقل أو المنطق العقلي للإنسان الذي يسكن على كوكب الأرض.
للتجربة في الكتابة ام انها تجعلنا قريبة او جزء من قفصها مبارك لها ذلك السجين
مبارك ذلك المولود
لكل الامهات التحايا بمناسبة عيد الام ، ان اول ما يفعلة الطفل حين ولادتة انة يصرخ هذة اول عملية بيلوجية تثبت تفاعلة مع بئتة ودنياة الجديدة ،وبداية مشوار تعب الحياة وتشغيل ماكينتة البيلوجية من تنفس وعملية التغزية والاخراج ،وارهاب الحياة في الاتجاة الآخر ،ويبتدي المشوار الكلاسيكي للطفل نحو النمو والكبر في كل الاتجاهات …..يقول اللة تعالي ….ومن اولادكم وازواجكم عدو لكم ……ويقول اللة تعالي….المال والبنون زينة حياة الدنياء…..سبحانك اللهم ..