قبل أربعة أيام مر عيد الأم العربية ومعه أشعر دائماً بالرغبة في كلمات دافئة، قلبية، بعيدة عن اللغة التقليدية التي يتم تكرارها كل عام.
أتذكر صوت الدكتور فايز سويدان حين قال لي: مبروك أنتِ حامل. لا كحول. لا سجائر. لا أدوية دون استشارتي.. وهكذا كان. وخضعت للمرة الأولى في حياتي (لديكتاتورية) ما.
أهلاً بالمحتل.. ووداعاً للأدب والتمرد
صار ذلك المخلوق الغامض يكبر في بطني ونشأت بيننا علاقة حميمة كعلاقة السجناء في زنزانتين متلاصقتين.. يتواصلان بالقرع على جدران السجن كما في رواية «الكونت دي مونت كريستو».. ولكن تصادف ان تلك الجدران كانت بطني الذي انتفخ وصرت أمشي مثل طائر البطريق «البنغوان». تلك العلاقة الحميمة عطلت فعالياتي الفكرية كلها. صرت عاجزة عن الكتابة، وعن العمل، وذلك المخلوق الذي ينمو في جسدي احتلني وشل طاقاتي كلها وسخرني لحمايته! انه المخلوق الوحيد الذي نفرح باحتلاله لنا ونرفع أعلامه ونخفض أعلامنا دون الشعور بالهزيمة بل بالبهجة.
وأخيراً قررت طفلتي/طفلي مغادرة سجنه/سجنها وتصادف ذلك ليلة زيارة الشاعر أدونيس لنا بموعد سابق. جاء برفقة سمير الصايغ الرسام والشاعر.
أدونيس يقرأ شعره وكلي آهات!
اقتادهما زوجي إلى غرفة نومنا قائلاً إنني متوعكة إذ كنت عاجزة عن النهوض، وكان أدونيس قد عاد للتو من نيويورك التي ألهمته قصيدة ولطالما تذوقت شعره وقرأ علينا ليلتها قصيدته الجديدة غير المنشورة بعد يومئذ، بعنوان «قبر من أجل نيويورك».
هو يقرأ وأنا لا أفهم شيئاً غير الإنصات لرفسات طفلي وموجات ألم تجتاحني وكلي آهات. فجأة، توقفت حواسي كلها عن التلقي. وانشغلت بذلك (الجار) الحبيب في بطني الذي لم يكتف تلك الليلة بالركض جيئةً وذهاباً داخل قشرتي البشرية بل سبب لي ألماً مفاجئاً مبرحاً في بطني. أدونيس لاحظ انني في كوكب آخر لا تطاله الأبجدية مهما كانت مبدعة، وأنجز قراءة «قبر من اجل نيويورك» ومضى وسمير الصايغ، ومضينا زوجي وأنا إلى المستشفى..
النشوة المطلقة التي لن يعرفها رجل
بعد ساعات من الأوجاع قال الطبيب فجراً، «مبروك … إنه صبي «. صبي أو بنت لا فرق.
الطبيب ناولني طفلي وشاهدته للمرة الأولى.. وكانت لحظة نشوة جارفة استثنائية.. ها انا التقي اخيراً بذلك المخلوق الذي احتلني شهوراً وعطلني عن الكتابة وحرية الحركة، ها هو كحلم ضوئي شفاف بأصابع دقيقة كعيدان الكبريت. وحين وضعت اصبعي داخل يده انطبقت أصابعه على يدي وعلى روحي وككل ام عرفت انها لن تنفك يوماً عن قلبي.. واظن ان كل أم عاشت تلك اللحظة الاستثنائية: لقاء طفلتها/طفلها للمرة الأولى. إنها لحظة النشوة واللذة التي لم يذقها رجل بشحنتها الخاصة. ثم يأتي والد الطفل، الذي لا غنى عنه في حياة المولود، ولكن تلك الشهور التسعة من العلاقة الحميمة المميزة التي لا تشبهها صلة تظل استثنائية ـ سواء كبر وصار مجرماً أو قاتلاً او إنساناً سوياً او مليونيراً او متسولاً. إنه الحب اللا مشروط. الحب الوحيد الذي يتقبل الآخر كما هو بكل نقائصه.
رسائل حب كتبتها دامعة!
لم أصدق يوماً الإعلام الذي يلتقط صوراً لأم قُتل ابنها ومن المفترض انها تزغرد تحت أضواء (الكاميرات) لإعلام (موجّه) ستغوص سكين الافتقاد في قلب الأم. وأمنية كل ام ان ترحل عن كوكبنا قبل ابنتها/ابنها اياً كان كيفما كان. ولن انسى يوماً العاملة المنزلية «خدوج» التي لحقت بي ليلة العشاء لدى بعض الأصدقاء في بيروت وقالت دامعة: ارجوك.. اكتبي رسالة لإبني ليشفق عليّ ويتصل بي. إنها (خادمة) في أواخر الخمسينات من العمر، دامعة، نحيلة، يبدو ان ابنها الوحيد لا يبالي بشقائها ولا يتصل بها حتى هاتفياً. واظن انني كتبت اجمل رسائل الحب بخط يدي إلى ابن «خدوج»، وكانت تملي عليّ وكنت اكتب على طريقتي وادمع تأثراً..
أبناء المهاجرين إلى الغرب
في كل «احتفالية» يتم إخفاء السلبيات.. ولن استسلم لتلك اللعبة بل أرغب في الكلام باختزال عن خيبة الأمهات (والآباء ايضاً) ببعض الأبناء. وبالذات أولاد المهاجرين إلى حضارة غربية.. ولي صديق كبر أولاده في لندن وتطبعوا بالعادات الغربية وهو يريد منهم ان يكونوا عرباً وهذا مستحيل.. وعلى كل من يفكر في الهجرة ان يتذكر ان أولاده لن يكونوا نسخة عنه وعن قيم عالمه بل عن قيم عالم حملهم اطفالاً اليه أو ولدوا فيه وكبروا وتطبعوا بعاداته القائمة..
أمهات فلسطين ـ سوريا ـ العراق ـ اليمن ـ إلى آخره!..
اتعاطف بعمق في عيد الأم مع أمهات بلا أعياد. تلك الأم الفلسطينية مثلاً التي يذلها الإسرائيلي المجرم ويهدم بيتها ويقتاد أولادها إلى السجن والتعذيب لرفضهم الاحتلال ويكاد زوجها ينفجر لأنهم يمنعونه من الصلاة في المسجد الأقصى ومن الأذان ايضاً!
الأم السورية تبكي اطفالها الذين تقذف البحار بجثثهم على شواطئ الهرب المستحيل.. وربما بجثتها أيضاً في ملحمة حزينة من التيه عن البوصلة الفلسطينية/القضية الأولى..
الأم العراقية تندب على أبواب المزارات.
الأم اليمنية نسيت حكايا «اليمن السعيد» في دوامة عنف تخطف ذكور الاسرة وتهين النساء..
وباختصار: لا عيد حقاً للأم العربية هذا العام، ويومها هو غالباً مناسبة حزن عميق وحنين إلى لحظة النشوة تلك التي لم يذقها رجل حين ولد طفلها والتي ستظل تشعر بها سواء ولدته في خيمة تشرد او في مركب هارب او على شواطئ بحار مكهربة..
فالطفل الوليد لا يطلب (تأشيرة) للقدوم إلى كوكبنا!!
غادة السمان
نسيتي او تناسيتي الام السورية التي فقدت أبنائها الذين قتلو في مدارسهم والتي دمرتها براميل الطاغية
زارتني أمي في المانيا وبقيت عندنا ثلاثة شهور كاملة، كانت فيها صباحي ومسائي وخبزي وقهوتي. لا اجمل من الحديث معها ولا احلى من الانصات اليها. تحدثني عن شقاوتي وكيف كنت أغني أغنية وانا الهو على الشرفة وكان عمري قرابة السنة والنصف تقول كلماتها ( انا صابر… انا صابر… انا انا ..انا صابر) كانت تضحك متسائلة على ماذا انت صابر يا صغيري وهل رأيت من كدر الحياة شيء؟ جعل الله ايامك احلى وابهى من أيامنا. كان يوم أحد ، الحواجز منتشرة في كل مكان والوضع الامني سيء جدا، كان يوم سفري بعد ان حصلت على الفيزا، لم ترد هي ان تصدق انني سأسافر، تنظر الي بحزن، هل قررت الرحيل؟ تريد ان تضع في حقيبتي كل شيء، زعتر وميرامية ودبس…. اصطحبتني الى المعبر، ركبت الحافلة وكنت اتظاهر أن كل شيء على ما يرام. كنت احبس دموعي، نظرت اليها من نافذة الحافلة ودموعها تتساقط مثل حبات المطر، أما انا فاتخذت قراري بالافراج عن دموعي لانني لم اعد احتمل! من طبيعتي انني اجلس دائما في نفس المكان، بعد ان غادرت، رفضت ان يجلس احد مكاني. كانت تضع صحني وكأسي، لعلها كانت تنتظر زيارة مفاجئة او لعلها كانت هي الوحيدة التي تعرف ان روحي مازالت تزور تلك الامكنة وتسلم على ساكنيها كل صباح ومساء. بيني وبينها تواصل روحي، عندما تريدني اشعر باحساس قوي انني يجب ان اتصل بها.. افعل، تضحك وتقول لي هل اتاك الخبر؟ ذهبت بها الى المطار ركبت الطائرة وطارت فوق السحاب، لن انسى كلماتها وهي تقبلني وتهمس في أذني، (الله يرضى عليك أد ما مشت رجليك، أد ما رمشو عينيك). تعلمت كلمات وجمل بالالمانية، فقلت لها ممازحا تستطيعين البقاء هنا والعمل، قالت ضاحكة حسنا لن ارضى باقل من منصب المستشارة ميركل، فاكتشف ان لامي طموحات سياسية!!! ذهبت واخذت معها روحي، عزائي الوحيد هو في زيارة للوطن وعودة ليست ببعيدة ان شاء الله. شكرا استاذة غادة اذ حلقت بنا في هذا الفضاء الجميل المفعم بالمشاعر، وهل على هذه الارض شيء اسمى وارقى من تلك المشاعر. لهذا وصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بها ثلاثا، فالجنة تحت اقدامها. فعلا عندما زارتني شعرت ان الجنة زارتني وكانت قريبة مني كما لم تكن من ذي قبل. نهاركم سعيد وحفظ الله امهاتكم ورحم الله منهن من فارقن الحياة.
تربية الأطفال العرب في الغرب على الطريقة التقليدية التي تربى عليها الوالدان خلقت مشاكل وحتى جرائم قتل أحيانا في حق البنات العربيات المشرقيات, فيما يسمى بـ” جرائم الشرف ” حتى الأولاد الشباب يقتلون أحيانا إن دخلوا في علاقات لاتحبذها العائلة . الوالدان ينسيان أن المجتمع الذي خلق فيها الأولاد, درسوا, تعلموا وتطبعوا على الأصدقاء عليهم أن ينسلخوا عنه بجرة قلم ,هنا تحصل المآسي. طبعا هناك أمثلة مغايرة , هناك من الوالدين من شربا من النضج والتفتح والإعتدال أن تركا للأطفال مجال حرية كبيرة تحت المسؤولية والتي على الأولاد أنفسهم البحث عنها وإيجادها بأنفسهم , لكي لايصيروا يوما كالبهائم تنتظر السوط كي تفعل وتتحرك.
أحسن تعبير عن الموضوع أجده في هذه الكلمات لجبران خليل جبران:
اولادكم ليسوا لكم
أولادكم أبناء الحياة المشتاقة إلى نفسها, بكم يأتون إلى العالم, ولكن ليس منكم.
ومع أنهم يعيشون معكم, فهم ليسوا ملكاً لكم.
أنتم تستطيعون أن تمنحوهم محبتكم, ولكنكم لا تقدرون أن تغرسوا فيهم بذور أفكاركم, لأن لهم أفكارأً خاصةً بهم.
وتحية للجميع.
هل تعليقك، هو تعليقا على تعليقي؟ وان كان الجواب بنعم، فما العلاقة بين ما كتبته أنا وما علقت انت به عليه؟ وعلى كل حال رأيي في الموضوع باختصار: نعم للاندماج وعدم التقوقع ولا للذوبان!!
رياض.
تعليقي لاعلاقة له بتعليقك إطلاقا, هي الصدفة أنه نشر بعد تعليقك. على العكس أنا تأثرت جدا بقصتك مع والدتك , ولي كذلك تجربة مع كل من أمي وأبي كانا عندي فترة زمنية وحين غادرا للعودة بقيت أياما عدة متأثرا للفراق , فحتى غرفتهما التي كانا يقضيان فيها وقتهما لم أقترب منها إلا بعد مدة من الزمن.
رياض , أنت في بلاد غربية فيها يتناقش السياسيون ويتناحرون وفي آخر المطاف يتصافحون, نحن المقيمون في هذه الثقافة الرائعة علينا إعطاء المثال للعربي في ذاك الوطن الذي يسقط في الأرواح من أجل الكلمة , ونفرق دائما بين الشخص ورأيه. هذا ما نفعله هنا والشيء نفسه في كل الديمقراطيات.
تحياتي, ومهما تخانقنا صدقني فلاأكن لك إلا الحب والمودة كباقي الإخوة أجمعين.
سيد عبد الكريم،
شكرا جزيلا لك. انا فقط تساءلت بأدب لانني لم اجد رابط بين مضمون تعليقي وتعليقك. على كل حال نحن كشرقيين لسنا خيرا مطلقا ولا شرا مطلقا، والغربيون هم كذلك فهم ليسوا شرقا مطلقا ولا خيرا مطلقا. هنا في ثقافتهم اشياء جيدة واشياء سيئة وفي عاداتنا كذلك امور سيئة وامور جيدة. الاشكالية الكبرى لدينا هي الخلط بين العادات والتقاليد السيئة والدين. اتمنى لك نهارا مشمسا جميلا فالشمس ساطعة في المانيا اليوم. تحية لك وللمعلقين جميعا.
صحيح أخي عبد الكريم مع اعتراضي على جملة لا تقدرون أن تغرسوا فيهم بذور أفكاركم حيث أستطيع القول بل أن غرس بذور الأفكار الرشيدة هي جزء من التربية السليمة ولكنني أتابع القول: لا إكراه في الدين ولا في السياسة ولا في التربية!
أخي أسامة.
تصور أنني أتفق معك في هذه النقطة. طبعا نستطيع غرس أفكارنا في ذهون أطفالنا وذاك مافعلناه. غرس الأفكار جائز, بعدها يترك لهم المجال لتكوين آرائهم وفلسفتهم في الحياة, لأننا سنغادر في يوم من الأيام مهما طال العمر, سنتركهم آملين أننا زرعنا بذورا طيبة وعبدنا طريقا صالحة آمنة ومابقى فعليهم هم مسؤولية إتمامه.
تحياتي أخي العزيز.
أخي عبد الكريم أستطيع أن أتصور ذلك بكل سهولة ونحن متفقون في نقاط كثيرة وليس هنا فقط.
عبد الكريم … لدي سؤال .. اتمنى ان لا تغضب يا صديقي اللدود .. قلت اننا سنرحل .. ما هي فلسفتك والى اين سنرحل .. هل تتصوره عدما .. ام حياة اخرى ..ام محهولا نكتشفه فقط بعد الموت .. انا حزنت كثيرا عندما قلت سنرحل .. لا اعرف لماذا .. مثلا يمكن ان يكون اي واحد منا في غرفة التعليق لربما يرحل قريبا .. كم سيكون هذا مروعا … هيا خبرني .. وتحمل هذا الشغب واعد اتايا مغربيا طيبا .. وانت تجيبني لاتخلص من السعال
صباح السعادة لك يا ايقونة الخصب الفكري والجمال الرباني ,
كيف يتأتى لك هذا الشعور وكيف تستطيعين التعبير عن هذا الاحساس الذي ينتابك , بوصفٍ وبجملٍ مقتضبة تتفردي انتِ يا غادة بها دون غيرك؟!
لا ادري لماذا وانا اقرأ سمفونيتك خطر على بالى ” انانا ” آلهة الحب والخصب عند السومرين وعشتار وافروديت , اكاد اجزم انكِ هُنَّ نعم..نعم اعرف اني اقارن بين الموجود والاسطورة ؟!! اليست غادة اسطورة؟؟ اليست حياتها اسطورة.. اسطورة كنت يا غادة في شبابك , في عشقك , في زواجك وفي…امومتك …انتظر يوم الجمعة كانتظار الظمآن لحفنة ماء , ننتظر آبات اسفارك كانتظار التائه بالاهتداء…وما زلنا لمنتظرين.
عندما اصبحت صبياً حدثتني امي اني عندما كنت محمياً في رحمها كنتُ اركلها , فتسائلت اهل آلمتك يا امي ..فتنهدت وبكت ولم تجيبني ولكنها احتضنتني.. وغمرتني بوابل القبل ..ان كان ركلي لكِ قدآلمك فانا اعتذر لوقاحتي . ان تصرفي هذا ما هو الا تنبيهاً برغبة خروجي من رحمك لاتمتع برؤية وجهك الملائكي يا ملاكي…يا امي , وكل عام وجميع الامهات بوافر السعادة وهدأة البال.
تحياتي لجميع رواد صالون غادة الادبي واخص بالذكر استاذنا الاخ نجم الدراجي والسلام
استاذي واخي الكببر رؤوف بدران
التحية والسلام والاحترام
وانا اقرأ معك اخي الكبير سيمفونية الف عام للملكة عشتار ، كثيرا اتوقف عند مفردة الف عام التي تطلقها سيدتي الايقونة وكأنها تقول بانها فعلا عاشت تلك الالف ، محبتي لمشاعرك التي تفمرني سعادة وحب وادعوا الله يرزقك وافر الصحة و كل ماتخطه اناملك موضع تقدير وعناية واهتمام ، سعادتي باطلالتك الانيقة استاذي الرائع دمت لي اباً وصديقاً ، لقد سنحت الفرصة لاحيي كل الاصدقاء في صالون غادة السمان او خان ابنة السمان تطابقاً مع امنية اخي الكبير استاذ رؤوف البدران ، تحية لشيخ المعلقين ابي داود الكروي وللرائدة التشكيلية البغدادية العريقة افانين كبة والمرهفة غادة الشاويش صاحبة المسحة القصصية ، للدكتور المبدع بنقاوة الاثير اثير ، للاستاذة منى مقراني ، للاستاذة سلوى ، للدكتور رياض للاستاذ اسامة ، لاستاذي وابي العزيز بلنوار قويدر ، لاستاذي غاندي لكل الرائعين
تحياتي ومحبتي لكم جميعا
نجم الدراجي . بغداد
شكرا جزيلا لك استاذ نجم وتحية طيبة لك. وتقبل فائق حبي واحترامي وتحية لكل من ذكرت. اتمنى للجميع نهارا سعيدا.
أخي نجم بارك الله فيك وشكراً لك على هذه المشاعر الطيبة. لم أصل بعد إلى مرتبة الأستاذية وهذا كثير عليّ, يكفيني أن أكون باحثا في الفيزياء الحديثة وقد كان طموحي دائماً. وحقيقة أحب المخاطبة باسلوب اجتماعي لأن التخصص شأن أخر يختلف عن النقاش في مواضيع عامة تهمنا جميعاً.
رحم الله أمي التي أعتقد أنني مدين لها بكل حياتي جسدي روحي وعقلي وكل تفكيري وما يدور في ذهني, وأكثر ما تحدثت عنه وأعتقد أن له تأثير كبير في حياتي حين كانت تقول أنها حفظت القرآن في الكتّاب عند الشخ زاهي والتي كانت دئما تتذكره بأروع الكلمات لكن أمها لم تسمح لها بالذهاب إلى المدرسة!. كل عام وأنتم بخير إلى جميع الأمهات ويالها من مصادفة حلوة اليوم هو عيد ميلاد سنونتي الصغيرة حيث أصبحت أربع سنوات وحيث ولدت في زمن الثورة ٢٥ أذار ٢٠١٣.
لقد تحدثت أختي غادة عن لذة الولادة عند الأمهات كم هي رائعة فعلاً وهنيئاً لجميع الأمهات لقد كنت شاهدا على ولادة طفلتنا أيضا (المبكرة في المستشفى والتي كانت صعبة جداً). وكما تفضلت إن أحدى أكبر الصعوبات مع ابنتنا سينا هي تعليمها اللغة العربية (أن تتكلم بطلاقة كما تتحدث اللغة الألمانية بطلاقة) وأن تهتم بالثقافة العربية … الخ. لكن عليَّ في هذا الإطار أن أذكر حادثة لافته للنظر حيث أنها أي ابنتنا سينا (تلتقط وهكذا الأطفال بشكل عام بشكل آلي كثيراً من حياتنا) قالت لأمها ذات مرة “ماما أطفال سوريا عندهم أوا لأنو عمو بشار عملهم أوا” (أوا يعني آلم), يكاد لا يصدق الإنسان كيف يرى ويدرك الأطفال ما يدور حولهم.
هناك من الأخوة و الاخوات من المغرب من يتذكر هذا النشيد الدي حفظناه عن ظهر قلب في المدرسة، و لا ادري هل لا زال يدرس:
.
أحب أمي التي
تتعب في تربيتي
وتسهر الليالي
معنية بحالي
فإن يصبني الداء
فعطفها شفاء
.
كذا احب والدي
مهذبي ورائدي
يجود في تعليمي
بماله الكريم
احب امي وابي
حبا قويا السبب
فاسمع دعاء القلب
واحفظهما يارب
………………………………………………….
انا استغرب هنا لمذا الام وصفت بالحنان و الحب، و الاب بالجود و الكرم …
هذا خطأ كبير. يعلمونا منذ الصغر دور الرجال و النساء. لا اظن ان الامهات يحبون الابناء اكثر من الآباء.
و لا اظن ان الآباء اكثر كرما من الامهات. ربما الآباء اكثر قوة بمحفظة النقود.
لا الامهات بشكل عام الا الاستثناء يا اخي ابن الوليد .. يحبون الابناء اكثر من الاباء .. ارجو ان لا تثورو علي .. هذه هي بيولوجيتكم .. مثلا المراة بشكل عام الا الاستثناء تخاف اكثر من الرجل . فبينما تحدث اغلب الحوادث مع الشباب لانهم متهورون يقودون بوحشية محارب يثبت سطوته على الطرقات كاسد الغابة تقود كثير من النساء بمنكق الحذر والخوف الرجال تحدث معهم حوادث من قلة اكتراثهم واحيانا استعراضيتهم الرجولية على الطرقات والنساء منهن من تضرب فريم (بريك ) او كابح خليتوني احكي بكل اللغات على طريق سريييع او تسير بطييءة على المسرب الايسر !! في الاتوستراد .. بتمشي على تمانين ووراها سيارات على المية واربعين والمية وعشرين بتضرب فريم من الخوف من دون مناسبة بتدخل فيها كل السيارات بيكون حادث مروع وراها شب ببي ام ومركب صوت التشفيط عشان يحس لالانطلاق والقوة وهيي ترتعش على الثمانين او المية هههه عشر سيارات بفوتو ببعضون عشان مرة ضربت فريم من الخوف بس .. لو في شي صبي او طفل حتى لو لا يخص هذه المراة تحاصره النيران او يكاد يغرق فانها تصبح نمرة شرسة وتقتحم وتنقذه وتموت .. الامهات يعرفن حيل الاطفال لهذا لا يعطوهم كل ما يريدون الاباء لغيابهم يعبرون ويشترون الالعاب الثمينة .. لا زالت في قلبي حسرة ههههه اتذكر ونحن اطفال اخذنا امي وابي الى مركز تسوق رااقي راااءع فيه بضاعة مش موجودة في اي مكان لشراء العاب العيد .. تنحت امام بيت يبنى ليصبح بحجم خيمة بلاستيكية سالني ابي بحب وحنان بدك هاي اللعبة هززت راسي في غبطة دون ان انظر في عيني امي .. لا .. لا هذه غااالية كتير بديش ولادي يتعودوا هيك .. ابي خلينا نشتريلها ايها مهوي عيد شحطتني امي من يدي وانا عيني تكادان تخرجان من مكانهما وتلتصقان باللعبة .. اخفى ابي ضحكته .. فعرفت انه سيصحبني فيما بعد في مشوار خاص معه الى المسمكة ومنها لاشتري اطول دمية ونضحك على امي في الاسعار ههههه الامهات لسن بخيلات لكن يخفن ان يتعود الابناء على الترف ان كانت العاءلة ميسورة الحال فياتي يوم يحتقرون زملاءهم الافقر منهم في المدرسة او يتكبرون بالتوافه او لا يستطيعون الاحتمال ان جار الزمان رحم الله امي وامهاتكم ورحم الله ابي واطال عمره ورحم ءاباءكم .. بس كانو البنت بتتعلق ببيا والابن بامو صح ؟
كانت قيمة التأمين الشهري للسيارة الذي تدفه النساء في المانيا اقل بكثير مما يدفع الرجال وذلك بسبب الاحصاءات التي اكدت ان الحوادث التي تسببها النساء كانت اقل. اقول هنا كانت، فبعد اختراع الوتس اب والفيس بوك زادت الحوادث التي تسببها النساء فاصبحن يدفعن أكثر. أمرأة كانت تقود السيارة أمامي، اصبحت اشارتها حمراء فتوقفت ثم خضراء فبقيت واقفة ثم حمراء ثم خضراء وأخيرا انتبهت لصوت بوق سيارتي ، فلوحت لي بيدها معتذرة وواصلت الكتابة عند الاشارة الثانية ولكني كنت قد غيرت مساري فاصبح خلفها ضحية اخرى!!!! اعتقد انها كانت تكتب عند الاشارة الثانية ما حصل معها عند الاشارة الاولى هههههه !!!!
الى الاخ الكريم ابن الوليد
–
وهل يتذكر ايضا القارئ المغربي بهذا المنبر الأغر رائعة المطرب
–
الراحل احمد الغرباوي ” أماه ”
–
أقوى من الحب ما بي
أمــاه يازهــر دربي
يامعبـــدي يارجـــائي
أرعاك ما بين جنبـي
دنياك لا زيـــف فيــها
والروح بالصفو تسبي
آنستني عبـــــر عمري
ألهمتني طهــر قلبـي
من لي إذا الشوق أدمى
خطوي سواك وربي
–
تحياتي
مساء النور والسرور والعراق الجميل صديقنا الراقي نجم دراجي لك وللاب بلنوار ولكروي ورياض وموونة واسامة وافانين وبيضاوي و رؤوف وفؤاد مهاني ود اثير وابن الوليد والاخ سوري .. كل المحبة والتقدير والحب الاخوي الصافي
* اماه .. لا زلت اذكرني امر على البلاد .. اتي سرا من خارج الحدود لمهمة محددة .. بس سامحيني انها ايضا عشان( البلاد ) (كلمة نقولها تعبيرا عن فلسطين )… كم كان قاسيا يا ملاك الفجر ان انزل لتتعفر قدماي بكل طريق الا طريق بيتنا .. فهو ممنوع ..واعود ثانية الى بيروت ولا تعلمين انني كنت قريبة .. اماه .. اتذكر وجهك الذي تغمره حمرة راءعة وعيناك الصغيرتان الخضراوان .. وانت ترتدين الشاشة البيضاء وتقفين على باب البيت لتودعيني بعد ان ملات كرتونتين بزيت الزيتون والزعتر والزيتون والميرامية والمخلل والمكدوس وكل شيء .. تبكين عل باب البيت وانا اضحك وانكت وانكت حتى تمشي السيارة .. واخرج من حزام الدفء الى الطرقات .. الخارجية نحو بيروت .. اجهش بكاءا وافرغ كبتي فما كنت استطيع ان اترك دمعي يؤلمك .. تمرضين اقيم في المستشفى 21 يوما وانا متيقنة انه الرحيل لانني رايت ذلك قبل وعكتك الاخيرة باسبوعين في منامي وفهمت فانا يلقبونني بنت سيرين ! .. ياتي ابي جميع اخواتي من المهجر .. بمجرد ان يجلس ابي الى جانبي اقوم .. لانه سيلقي علي محاضرة .. كيف تنامين في المستشفى كله امراض وجراثيم .. ثم كيف تستحمين هنا .. هيا فقط قليلا الى البيت .. لا تطلبي من اخواتك ان يحضرن لك الغيارات ستلتقطين مرضا .. بمحرد ان ياتي اقبل يده وابتسم وافر بعيدا اداوم على تلاوة القرءان على راس الحاجة وهي في الغيبوبة .. كنت اتلو سورة ياسين وغيرها .. لكن كنت منزعجة من ايات العذاب .. افقت من الغيبوبة غادة اقرءي لي سورة مريم وغني لي يا طيبة ! قراتها مصدومة فانا لي علاقة خاصة بهذه السورة لا تعرفها امي .. غنيت لها . ابتسمت في غبطة وعادت الى الغيبوبة بعد ان ترضت علينا واحدا واحدا ..كنت قد مازحتها (يما .. حبيتي عليي حدن لانو سافرت عبيروت ) ( لا .. لا .. اكتر وحدة يما )! ثم تاتي سكرة الموت يومها انا عند راسها اتلو كل ما في سري واختي عند قدميها ونعطر قدميها .. قرات مريم عن ظهر قلب احفظها ولا اخطيء بها هي كالفاتحة ..عجبت ان انساني الله مقطع الوعيد !! ثم ختمتها بدات الفجر وانا اجهل اخرها .. ما ان وصلت في سري ودموعي تنساب الى (يا ايتها النفس المطمءنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جتني ) حتى صفرت الاجهزة كانها تقول صدق الله العظيم لم ارفع راسي لانظر ال الجهاز فانا اعرف انه الفراق ..كانت ابتسامة فرح شديد قد علت وجهها رحمك الله
كمان عندي سؤال للاخت افانين والاخ ابن الوليد والاخ بيضاوي والاخ رياض .. لدي احد افراد عاءلتي القريبين متزوج من اميريكية لكنها تربت في بلد عربي كلاهما يتقن العربية العادية (مش الفصحى ) والانجليزية بطلاقة .. هما الان في امريكا لديهما طفل صغير .. عمره قريب من سنة وشوي .. يتكلم بعض الكلمات .. مثل الو .. ياا (يس ) .. لكنه لا يتلفظ كثيرا بغيرها رغم محاولاتهما .. قلت لهما لربما بسبب انكما امامه تتكلمان بشكل مزدوج ساعة عربي ساعة انجليزي .. ماذا فعلتم هل تكلمتم بلغة واخدة اولا ثم عندما كبر الاكفال قليلا تكلمتم باخرى انا هذا هو رايي قلت لهما تحدثا امامه اما بالعربية فقط او بالانجليزية فقط ثم بعد ان ينطلق تحدثا بلغة اخرى . كان رايهما ان الاولاد مهما كانو صغارا يمكن ان يلتقطو لغتين في نفس الوقت .. ماذا فعلتم مع اطفالكم بشان اللغة هل تحدثتم لغة نزدوجة منذ البداية ام اقتصرتم على واحدة ثم بعد سنة من نطقهم تحدثتم الاخرى احتاج الى اراءكم
اختي غادة بداية رحم الله أمك الطيبة واسكنها فسيح جنانه. افضل طريقة لتعليم الطفل بعد تجربة سخصية وسؤال متخصصين هي التركيز على لغة واحدة في البداية وهي اللغة الأم. نحن في البيت نتحدث بالعربية ولاكون صريحا قد يتخللها بعض الكلمات الالمانية. في الثلاث سنوات الاولى من عمر كل طفل كنا نتحدث معه وأمامه بالعربية فقط وهذا لا يمنع ان يلتقط كلمات المانية من الاطفال في خارج البيت اثناء اللهو واللعب. في سن الثلاث سنوات ذهبت بنتي الاولى الى الروضة وكانت تتقن العربية وتتحدثها بطلاقة كلغة أم. بعد 4 شهور فقط من دخولها للروضة اصبحت تتحدث الالمانية بطلاقة وكلغة أم ثانية. في عمر 5 سنوات ارسلتها الى مدرسة عربية لتعلم القراءة والكتابة وكذلك فعلت مع اختها الاصغر. الان كلتاهما تتقنان اللغة العربية محادثة وكتابة وقراءة ولكن هذا استدعى جهد جبار وحاليا بدأت بتعليمهن احكام التجويد وتحفيظهم القران الكريم. تربية الابناء هنا ليست سهلة ولكن في حال بذل الجهد والتوكل على الله يصبح الاطفال يتمتعون بخصائص متميزة تجمع بين الدين وقوة الشخصية.اعتذر عن بعض الاخطاء بسبب سرعة الكتابة سلفا!
المشكلة لدينا أن ابنتنا سينا دخلت الروضة وعمرها سنة وشهرين لأن أمها تعمل (وفي نفس الروضة) فكان من المستحيل أن تتعلم العربية قبل الألمانية ولهذا تعلمت الألمانية بسهولة من الروضة وفي البيت نتكلم معها العربية أو نحاول بشدة أن نتكلم معها العربية لأنها دائما تحاول الاجابة بالألمانية مع أنها تفهم ما نقول لها بالعربية لكني دائما اشدد على أن تتكلم معنا في البيت بالعربية.
أنا أحاول بشدة وبشكل مستمر أن أتكلم مه ابنتي بالعربية وهو أمر حسب تجربتي مهم ومن المهم خاصة أن تتكلم الأم بالعربية مع الطفل لكن وجود أطفال آخرين يتكلمون العربية مهم جداً أيضاً.
اللهم ءامين ولابيك بمثل اخ رياض .. وشكرا من كل قلبي على هذه المشورة ..فانا هكذا كان رايي لكنني لست واثقة من صحته ..الان ساخبرهما جزاك الله خيرا واتمنى ان اسمع راي بقية الاخوة والاخوات
نزولاً عند رغبة الاخت غادة الشاويش بسماع رأي الاخوة والاخوات اقول : كثيراً من التعليقات حادت عن اللباقة وعن الموضوع المطروح وهو مقال الايقونة غادة السمان , ما دخلي بابنة فلان او علان بماذا تتكلم ومن اين تتأتى لها التأتأة والنأنأة , وما دخل اشارات المرور والضوء الاخضر والاحمر والبرتقالي بالموضوع المطروح ؟؟ على جميع المعلقين والمعلقات ان يعرفوا ان القاريء عنده من الذكاء والقدرة على التمييز بين الغث والسمين وبين المفيد والممل والله من وراء القصد والسلام
انت اقرأ ما تريد ودع ما لا تريد !! هذا منبر حر فيه تواصل انساني بين معلقين يعرفون بعضهم منذ سنين وهناك مشرفين من الصحيفة، هم وهم وحدهم المسؤولين عن ما يمكن نشره او حجبه. وانتهز الفرصة هنا ككل مرة لاوجه لهم الشكر على هذا الجهد الجبار في تمكيننا من هذا التواصل الانساني الراقي فشكرا لكم.