بما أن النظام في سوريا اعتاد على فرض كل شيء في البلاد بالقوة والبلطجة الأمنية، فقد ظهرت لنا أجيال وأجيال من السوريين تقول عكس ما تضمر توخياً للسلامة. لهذا أصبح النفاق ديدن الكثير من السوريين، فغابت الوطنية الحقيقية، وأصبح الكذب واللف والدوران والتظاهر بالوطنية شعار المرحلة. وقد ظل الكثير من السوريين، وخاصة لاعقي أحذية النظام، ظلوا ملتزمين بممارسة النفاق رغم أن غالبية السوريين حطموا جدار الصمت ودفعوا ثمناً غالياً.
وإذا أردت أن تتعرف على الوطنجية السورية على أصولها ادخل إلى صفحات الشبيحة ومؤيدي النظام اللاوطني، حيث ستشعر حتماً برغبة عارمة للتقيؤ، فهم صورة طبق الأصل عن نظامهم، يتشدقون ليل نهار بالوطنية وحب الوطن، بينما هم أكبر أعداء الوطن بدليل أن النظام الذي صدع رؤوسنا على مدى عقود بالوطنية دمر سوريا فوق رؤوس شعبها لمجرد أن الشعب طالب بأبسط حقوقه الإنسانية. لاحظوا التشابه العجيب بين النظام ومؤيديه الوطنجيين، فالطرفان يرفعان الوطنية شعاراً زائفاً ويفعلان عكسها تماماً.
أعرف شخصاً وطنجياً مغترباً من منطقتنا وقف بقوة ضد الثورة وراح يؤيد النظام بجنون ضد المتظاهرين السلميين، لكنه بدل أن يعود إلى سوريا للوقوف مع النظام و»الوطن» طلب اللجوء إلى دولة أوروبية، ومن هناك راح يملأ صفحته على فيسبوك بالأناشيد الوطنية وصور بشار الأسد والأعلام الوطنية. ولا يمر يوم إلا وتجد صفحته تعج بالمنشورات الوطنجية ومهاجمة «الخونة والعملاء والفورجيين» حسب وصفه. لو افترضنا أن ذلك الشخص وطني فعلاً وصادق في حبه للوطن، ويقف مع النظام عن قناعة، فلماذا يتعامل مع أهله وعائلته في سوريا بطريقة لا تمت للوطنية بصلة؟ كيف يكون المرء وطنياً ويموت في حب الوطن، وهو يتصرف مع عائلته بطريقة قذرة حقيرة لا علاقة لها بالوطنية لا من بعيد ولا من قريب؟
هذا الوطنجي الذي يعيش في أوروبا لم يتصل بأهله في سوريا منذ سنوات، رغم أن أمه مريضة، وأهله في حالة عوز مادي. حتى أنه لا يطمئن على أهله في مناسبات الأعياد. لم يحدث منذ سنوات أنه اتصل بأهله في سوريا أو في المهجر، فما بالك أن يرسل لهم بعض المساعدات المادية، خاصة وأن الأسعار ارتفعت بشكل رهيب في سوريا وأصبح الحصول على لقمة الخبز أمراً عسيراً. كيف نصدق أنك وطني أيها الوطنجي إذا كنت لا تهتم بأهلك القريبين، فما بالك أن تهتم بالوطن الأكبر. ألم تسمع بالقول الجميل: «الأقربون أولى بالمعروف»؟ لو كنت وطنياً حقاً لتواصلت مع أهلك في سوريا وبلاد الاغتراب على أقل تقدير، فكيف تدافع عن الوطن الأكبر وأنت تهمل الوطن الأصغر؟
الوطنية الحقيقية تبدأ من البيت، فمن كان طيباً مع أهله وذويه، سيكون طيباً مع الوطن، لكن لا يمكن لمن يدوس الوطن الصغير أن يحب الوطن الكبير أيها المنافق الوطنجي السفيه.
كما أعرف أيضاً فتاة سورية من منطقتنا تتصدى يومياً على صفحتها في فيسبوك لكل من يقول كلمة يتيمة ضد النظام، وتتهمه بالخيانة والعمالة، لا بل تنظم قصائد في حب سوريا الأسد، لكن هذه الوطنجية تآمرت مع والدتها قبل فترة ضد والدها الذي أتى بها إلى الحياة، فقد أصيب الوالد بمرض عضال، وبدل أن تهتم تلك الوطنجية بوالدها وترعاه في مرضه، قامت هي وأمها بوضع الوالد في غرفة مظلمة وأقفلتا الباب عليه، وتركتاه يموت وحيداً بلا أدنى شفقة أو رحمة، لا بل إن والدة تلك الفتاة الوطنجية تزوجت من شخص آخر وزوجها على قيد الحياة بمباركة من ابنتها الوطنجية.
أليست الوطنية الحقيقية أن نهتم بأهلنا إذا مرضوا، ونرعاهم؟ كيف نصدق أنك وطنية عندما تتعاملين مع والدك بهذه الطريقة الوحشية أيتها المنافقة؟
أما المثال الثالث فهو شخص نعرفه في فنزويلا. هذا الوطنجي بدوره ينشد قصائد غرام بحب قائد الوطن ليل نهار على صفحته، ويملأ منشوراته بالأعلام السورية وصور جيش الوطن. ومن يتابع صفحته يأخذ الانطباع أنه مستعد لأن يموت من أجل وطنه، بينما هو في الواقع لم يتصل بأهله في سوريا منذ سنوات.
يبدو أن حب الوطن أنساه أمه وأباه اللذين يكادان يموتان من الجوع بسبب الفقر وغلاء الأسعار في سوريا. لم نسمع أبداً أنه أرسل قرشاً لوالديه. فكيف نصدق أنك وطني إذا كنت تهمل أقرب الناس إليك أيها الأفاق الأسدي؟ ألا تعلم أن الوطنية من أعلى درجات الإنسانية، فكيف تكون وطنياً، وأنت تفتقر إلى أبسط الأساسيات الإنسانية؟
شتان بين الوطني و«الواطي».
٭ كاتب وإعلامي سوري
[email protected]
د. فيصل القاسم
نعم الوطنية الحقيقية هي حب الوطن مما يحتويه من بشر وحتي النبات والحيوان الوطنية هي ان تحب وطنك وتضحي من اجله فنحن في الجزائر في ثورة التحرير هناك من الشهداء من ترك عائلته بلا معيل ومن استشهد وترك ايتام ومن اسنشهد ولم يترك خلفا ومن استشهد ولم يترك فلسا لانه انفق كل ما يملك وتبرع به قبل ان يستشهد والقصص والحكايات عن ابطال وشهداء الثورة الجزائرية كثيرة بل هناك مناطق تبنت الثورة بكاملها وهناك عائلات وقبائل ابيدت
فيصعب عليك ان تجد بيتا ليس فيه شهيد هذه هي الوطنية الحقيقية هي ان تحب وطنك بكل مايحتويه وتقدم كل ماتملك لاجله بدون انتضار المقابل وتفعل هذا لدفع الضلم والاهانه عن العباد والبلاد هناك خلل في وقتنا حقا في مفهوم الوطنية فهناك من يعتقد ان الوطن هو الدولة او النضام او الحكام والوطن هو كيان اوسع واشمل بدليل ان ثورتنا قام بها رجال كانوا نشطاء في حركات سياسية وتنضيمات علنية وسربة وهناك من قادة الثورة من وجد نفسه قائدا الا لمحض تجربته في الحرب العالمية الثانية او حرب فرنسا في الفيتنام الخلاصة ان ليس غالبيتهم من النخبة المؤدلجة لكنهم قاموا بالثورة بطريقة ارتجالية وكانوا شبابا وربما سر نجاح الثورة هو اندفاع الشباب وعنفوانه مقالتك فيها نوع من الصواب لقد اختلطت المفاهيم حتي مفاهيم الديمقراظية والعدالة والعصرنة الي كل المفاهيم الاخري لكنه واقعنا ولا يجب ان نهرب منه بل يجب ان نتعامل معه بواقعية وعقلانية وهذا حالنا ويجب ان نتعامل معه ولانهرب منه.
بارك الله فيك الاخ فيصل.
الخونة والمنافقين لا عهد لهم ولا رحمة في قلوبهم، هل من نسي أباه وأمه تبفى فيه ذرة من الرحمة أو العزة أو الكرامة،ولكن الحمد لله رب العالمين إن الله يمهل و لا يهمل.لو طال بك العمر السيد فيصل وهذا ما نتمناه لك ستسمع أخبارا مدمرة عن هؤلاء المنافقين وستجد جتثهم متعفنة في مصحات الغرب ولن يجدوا من يقول لهم حتى صباح الخير ولو لدقيقة واحدة .كما تدين تدان.
كل التحية للأسد فيصل القاسم المحترم :
هؤلاء الوطنجيين كان لهم دور كبير في تدمير بلدهم وهؤلاء الوطنجيين هم جيش المخابرات الخفي الذي راقبنا لمدة تزيد عن الأربعين عاما
كل إنسان يحب وطنة , لكن الوطنية أكثر من مشاعر فقط , هي بالدرجة الأولي وعي سياسي . الوظيفة الأولي للنظام الديكتاتورى هي تدمير الوعي السياسي للمواطن , باللعب في عقول الصغار والبسطاء , بالكذب والخداع تحت مسمي رفع الروح المعنوية ونشر التفاؤل . الديكتاتورية تفضل مواطن ساذج غير موضوعي , يشخصن الأمور , يختار من يضللونة بالكلام المعسول , الذى يحب سماعة , وفي ظل غياب الإعلام الحر وحرية الرأى والتعبير وتداول المعلومات , يصبح المواطن غير قادر علي التمييز بين الخيارات السياسية وأولويات التوجة نحو المستقبل .
لم اعد افهم هل المقال يتحدث عن الوطنية والتزاماتها ام صلة الرحم والاحسان للوالدين واكرام الاهل .
من حق اي سوري ان يناصر من يشاء وخطاب التخوين هذا ليس حكرا على مناصري النظام فقط بل حتى المعارضين تمادوا في هذا النهج حتى بلغوا درجة القتل والتنكيل لمن اعلن مناصرة النظام جهارا.
الطامة الكبرى هو انقسام الشعب السوري بعد انقسام النخب حكومة ومعارضة ثم سينتهي بتا الامر بتقسيم سوريا البلد الى دويلات( علوية .سنية.كردية.مسيحية وحتى درزية)
النظام ومناصريه يتهمون المعارضة بالخيانة والعمالة والمعارضة وانصارها يتهمون النظام ومناصريه بالخيانة والنفاق وامام هذا المشهد المبكي لا يسعنا الا القول لا حول ولا قوة بالله.
لوكان النظام في سوريا يسير وفق المنهج الأمريكي لكان هو الأفضل و الأصلح وما تجراء احد علي الكلام فيه
في ظل النظام الشمولي والفرد المطلق والذي يحصن سلتطة بلتخويف والرعب يصبح كل شيء مزيف وتنتشر مظاهر التملق والنفاق ويصبح الفرد يعيش حالة انفصام شخصي عميق ومع الزمن تتحول لمرض يترك أثاره السلبية على نهوض البلد وتقدمه.
ورد عن أهل العلم أن : أهل الجاهلية كانوا يصنعون الأصنام من كل شيء، وربما صنعوها من التمر، فإذا جاعوا أكلوها , تماما مثلما يحدث اليوم لدى فئة عريضة من الناس حيث الوطن أكل وشرب وأمن وفقط رغم أن الوطن هو السقف الحاضن لنا جميعا , الوطن هو الدين وهو اللغة والتراث , هو الذكريات , ولم نسمع أبدا بوطن على شكل بطن.