لم تكن في يوم ما فكرة قيام حزب سياسي ديني هي فكرة جيدة، فمثل هذه الكينونة تقوم على فكرة الحق المطلق التي يعتمدها هذا الدين، أياً كان، مما يجعل المنتسبين إليها يؤمنون تماماً أنهم بصدد تنفيذ خطة إلهية لا يمكن الحياد عنها ولا يتسنى سوى الإيمان التام بنجاحها. هذا الانقياد التام لسياسيين يتحدثون باسم الله يولد قوة جبارة، بلا شك، إلا أنها قوة لا يسيرها منطق ولا تشكلها آراء متعددة، هي قوة غيبية الدوافع ديكتاتورية القرارات. لطالما كان هذا هو التخوف الرئيسي من كينونة حزب الله التي أصبحت اليوم دولة داخل دولة. بالطبع، لا يمكن لأحد أن ينكر الدور البطولي للحزب في طرد العدو الاسرائيلي من الجنوب اللبناني في نهاية الثمانينيات وفي المحافظة على استقلاليته طوال هذه السنوات، بل وفي الحاق خسائر هائلة بالجيش الاسرائيلي في 2006 كما فصلها تقريرهم المسمى بتقرير فينوغراد والذي نشر في 2007، إلا أنه كما يبدو، لكل خير يصيبنا في هذا العالم العربي ثمن، وكم كان باهظاً هذا الثمن على لبنان.
لربما هي هذه النجاحات المصحوبة بالقدسية التي تضفيها طبيعة الحزب الدينية على نفسها والمعلنة بوضوح في اسم الحزب هي لب المعضلة اللبنانية اليوم. لحزب الله تاريخ طويل، دموي في الكثير من التفافاته، الا أن نجاحاته العسكرية وهالته الدينية جعلت منه كينونة، عند الكثيرين، فوق النقد. فلا نحن قادرين على نقد سياساته العسكرية بسبب من غطائه الديني ولا نحن قادرين على نقد توجهه السياسي الديني بسبب مما أحرز من نجاحات عسكرية. زد على ذلك الفساد المتعاقب على لبنان من خلال قادة وحكومات ما فتئت تأكل من لحم البلد الحي وتفتحه ملعباً أمام القوى الاقليمية لتحرز انتصاراتها على أرضه، كل ذلك جعل من حزب الله كينونة فوق النقد وقوى حامية لا يمكن الاستغناء عنها في ظل الظروف الحالية وإلى أمد بعيد.
بعد أحداث اختطاف الجنديين في 2006 كان لي رأي شخصي متشدد تجاه الأحداث، كان الرأي أنه اذا ما قدم الحزب نفسه على أنه حزب سياسي عسكري، فلا بد له أن يلعب اللعبة بشكل صحيح، لابد له أن يحسب خطواته ويتكتكها سياسياً لا أن يقيسها دينياً. نعم، هو مقاومة، ونعم اختطاف الجنود هو حركة سياسية، ولكن كيف تم تقرير هذه الحركة؟ ما كانت هي الدوافع؟ وماذا كلف ذلك لبنان؟ لقد اصيب لبنان في قلبه، خسائر فادحة في الأرواح، تدمير تام لبنيته التحتية ولسياحته التي يعتمد عليها أهله في فصوله الشتوية الطويلة. وما كان أدهى وأمر، أنه وبينما قدمت إسرائيل تقرير فينوغراد تعدد فيه هزائمها وتحاسب نفسها وقادتها بشدة، احتفل الحزب «بالنصر الإلهي» ودماء أطفال قانا لم تكن قد جفت بعد. بدا قرار الاختطاف بعيداً عن الحكمة العسكرية وبدا الاحتفال الذي تلا بعيداً عن الحصافة الاجتماعية الإنسانية وبدا أن طبيعة حزب الله الثيولوجية هي التي خلقت هذا الواقع الغريب شديد التعقيد.
ولأن حزب الله بلد داخل بلد، لأن تمويله خارجي وميزانيته لربما أكبر من ميزانية لبنان بأكملها، لربما ساعد كل ذلك في تحجيم اسرائيل خلال الأحداث الحالية، ولكن بأي ثمن قادم ياترى؟ كيف يمكن قبول فكرة أن يتعرض بلد بأكمله لحرب، كما حدث في 2006، بناء على قرارات أحد أحزابه هو أقوى من البلد بحد ذاته وأشد تأثيراً اقليمياً؟ كيف يمكن ضمان عدم التفاف هذا الحزب لاحقاً على الداخل ومحاولته فرض السيطرة، ان لم يكن ذلك قائم فعلياً، كما رأينا سابقاً بعد أحداث عسكرية وسياسية عدة؟ واذا ما انتهى حزب الله بصورة أو بأخرى، فهل سيكون غير لبنان الذي سيدفع الثمن بسقوطه مجدداً أمام إسرائيل ولربما أمام أطماع جيرانه من العرب بحد ذاتهم خصوصاً وهو يعاني من الفساد الداخلي ومن الشد والجذب بين أطراف مختلفة مأجورة آخر همها هو مصلحة لبنان؟
انها معضلة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، يدفع ثمن التعامل معها لبنان تقريباً بمفرده كل يوم على الرغم من أن هذه المعضلة طبخت على نار اقليمية هادئة وبتدخلات خارجية هائلة. وهكذا يستمر قدرنا العربي البغيض في الاختيار، ان كان حقاً اختيار، بين السيئ والأسوأ، بين أهون الأمرين، متى يا ترى ستحضرنا فرصة اختيار حقيقي أولاً واختيار مُرضٍ ثانياً؟ «متى «ننجو» من الأسر؟ وتنجو؟»*
من طلاسم أعذب شعراء العرب، إيليا أبو ماضي.
د. ابتهال الخطيب
الأخت إبتهال, المقدمة جيدة, لكني أرى أن بعد كل مقال حرب يليه مقال سلم للتوازن :(
سيد عبد الكريم بعد التحية: لا اعتقد ان الموضوع له علاقة بالتوازن بمقدر ماله علاقة بالمواربة ومحاولة كتابة ما يطلبه ( المستمعون) خاصة بعد ان يتبع مقالات المكنسة والعضلات الدينية مقال لست ادري! بالطبع ما تطرحه الكاتبة يمثل وجهة نظر موجودة في الوطن العربي وهي محاولة اقصاء الدين عن الحياة العامة، ولكن لماذا نريد ان نكون ملكيين اكثر من الملك، الا توجد احزاب دينية في اوروبا؟ حزب ميركل الذي يحكم المانيا منذ 8 سنوات هو الحزب الديمقراطي المسيحي، وهذا مثال واحد فقط! ان العنف الفكري من بعض منظري التيار العربي العلماني سواء أكانوا كتاب او سياسيين او حتى حاملين لهذا الفكر، يقابله في الجهة الاخرى ردة فعل عنيفة وهذا احد اسباب ما نشاهده على الساحة العربية. لا يمكن فصل المجتمعات العربية عن الدين الاسلامي، اولا لانها لا تريد ذلك وثانيا لان الاسلام دين شامل بامتياز لكافة مناحي الحياة، ففي عام 2008 عندما حدثت الازمة الاقتصادية العالمية، اقترح خبراء اقتصاديون معروفون وبقوة اعتماد النظام المالي الاسلامي عالميا حتى لا يتكرر ما حصل وأوردوا دراسات معمقة لهذا الاقتراح. اذن ففكرة فصل الدين عن الدولة ليست الحل السحري لما تواجهه الامة بل انني ارى العكس، وهو ان اقصاء روح الدين وتعاليمه من الدول العربية في مرحلة ما بعد الاستعمار، هي التي ادت بنا الى ما نحن فيه. في الماضي عندما ينام عمر بن الخطاب تحت ظل شجرة وهو خليفة المسلمين دون حراسة ويأتيه مبعوث دبلماسي كبير ويراه نائما فيقول له، عدلت فأمنت فنمت يا عمر، او عندما يقول في خطبته الشهيرة، ان وجدتموني على حق فاعينوني، وان وجدتموني على باطل فقوموني، فيقف رجل له في وسط المسجد ويشهر سيفه قائلا، والله لو رأينا فيك اعوجاجا لقومناه بحد سيوفنا، فيقول الحمد لله ان جعل في الامة من يقوم عمر، اليست هذه نماذج قد تكون افضل من نماذج ديمقراطية اليوم؟ اعتقد ان الاسلام قادر على قيادة الدولة والمجتمع واحتواء كافة الاقليات والعرقيات وتحقيق مصالح الامة وجعلها رائدة في كل المجالات كما كانت لمئات السنين. تحية طيبة
تتمة للتعليق…. اما بخصوص ما طرحته الكاتبة عن حزب الله، فاقول ان العرب من المحيط الى الخليج وقفوا مع حزب الله عندما صوب بندقيته نحو العدو، قليلون في تلك الفترة هم من كان يعرفون ان هذا الحزب حزب طائفي بامتياز، ولقد كانوا على حق رغم قلة من صدقوهم!! لما عصفت الاحداث بسوريا سقطت ورقة التوت ووضحت الرؤيا بان حزب الله هو حزب طائفى بامتياز. ما استغربه من بعض العلمانيين الذين ينتمون دينيا الى الطائفة الشيعية وينتسبون اليها، انهم عادة ضد الدين والاحزاب الدينية ويحاربونها في مقالاتهم ويتخذون موقفا مغايرا من الاحزاب التي تنتمي الى الطائفة نفسها كما في العراق ولبنان وهذا لاحظته عند الكثير من الكتاب وهذا يؤدي الى ازدواجية في المعايير ولا ادري ان كانت الكاتبة منهم، فان كانت كذلك، فحينها اكون عرفت لماذا هي ليست تدري عندما يتعلق الموضوع بحزب الله.. تحية طيبة
الأخ رياض.
مقارنة الأحزاب المسيحية في أوروبا بالأحزاب الإسلامية لدينا مقارنة غير صحيحة بالإطلاق , الأحزاب المسيحية الأوروبية ليس لها دخل في الشؤون الدينية لعامة الناس على الإطلاق, الأحزاب المسيحية الأوروبية ليست أحزابا دعوية, لاترغم على الغير سياستها الدينية بالقوة لأنها سياسة مقدسة ولاجدال فيها كما يفعلون عندنا.
المقارنة خاطئة للأسف, أنا أعيش مثلك في أوروبا ومتتبع لمايجري في الموضوع.
سيد عبد الكريم اعطيك لضيق الوقت مثال صغير يثبت عدم صحة كلامك: حزب ميركل يعارض بشدة زواج الشواذ او ما يسمون خطأ بالمثليين، لاسباب دينية محضة وضد الاجهاض لاسباب دينية محضة فبالله عليك ما دخل هذا بالسياسة، ثم ان بعض الكنائس تروج بطريقة غير مباشرة لانتخاب الاحزاب المسيحية للاسباب التي ذكرتها انفا ولاسباب اخرى لا يسعفني الوقت لذكرها، اليس هذا تدخلا للدين في السياسة، ودور دعوي للكنيسة؟ تحية لك
* من الآخر : برأيي المتواضع مشكلة ( حزب الله ) الرئيسية
تكمن في ( المرجعية ) ؟؟؟
* عندما يعتمد حزب الله فعلا وقولا مرجعيته ف ( بيروت )
بدلا من ( طهران ) تنتهي إشكالية الحزب .
* السؤال : هل هذا ( الإحتمال ) قائم وممكن تحقيقه ؟؟؟
* الجواب : شبه مستحيل ؟ وربما المستحيل نفسه .
* لماذا ؟؟؟
* لأنّ الحزب من ( ألفه الى يائه ) يعتمد على ( ايران ) ولو فرضا
تخلي ايران عن الحزب فسوف ينفرط ويتفكك ويتحوّل الى
أحزاب صغيرة وغير مؤثرة لا محليا ولا إقليميا .
* ( حزب الله والحوثيين ) مشاريع ( ايرانية ) طبختهم ايران على
نار هادئة جدا وصرفت ع الطبخة ( المليارات ) ولن تسمح لطبختها
أن ( تشيط ) مهما كلف الأمر ؟؟؟!!!
شكرا والشكر موصول للأخت الكاتبة .
كلامك صحيح تماما أخ سامح و لا اشكال عليه و لكن أليس من الصحيح أيضا أن الحزب تمكن من الضحك على عقول الناس في الماضي باستخدام خطاب ديني عاطفي أعطاه ، حتى في نظر كثير من السنة, قداسة من نوع ما. أنا أجد نفسي أحيانا أختلف مع الدكتورة ابتهال في نقاط عدة و لكني في مقالها هنا أرى ما ترمي اليه و أتفق معها . استغلال مشاعر الناس الدينية قد يحجب المنطق. أنا مثلها في عام 2006 وجدت نفسي وحيدة بين الكثير من صديقاتي و كأن انتقاد الحزب و أفعاله كان من المحرمات حتى وقعت الفأس في الراس كما يقولون و ظهرت حقيقته للعالم أجمع. فعلينا أن نتعلم من الدرس و نعيد صياغة أصول السياسة في بلادنا_ يعني عندما تصبح ديمقراطية في يوم ما.
من وجهة نظري يا د. ابتهال الخطيب هذه المقالة من أصدق المقالات التي تعطي بوضوح اشكالية المثقف “الفلسفي” أو العلماني أو الليبرالي أو اليساري بشكل عام أمام أزمة النظام في الدولة الحديثة، فالعنوان يوضح الضبابيّة الفكرية، وفحوى المقال يوضح خلط مفاهيم الأديان بطريقة غير علمية أو لها علاقة بالترجمة اللغوية الصحيحة على أقل تقدير.
يجب الانتباه إلى أنَّ النَّقد من خلال مفهوم ثقافة الـ نحن شيء لا يؤدي إلاّ إلى شيء إيجابي، ولذلك دعمه الإسلام، وربما المثقف الفلسفي لا يعلم، من أنّه لا يوجد شيء صادر من بشر غير قابل للنقد في لغة الإسلام، والتي تختلف عن لغة الفكر الشيعي ولغة الفكر الصوفي الذي اساسه الفلسفة/علم الكلام أو خلاصة العقل المعصوم من الخطأ، ولكن جلد الذات، أو اللطم وشق القدود والردح والإهانة بتجريح النفس وإذلالها، من خلال مفهوم ثقافة الـ أنا شيء آخر، لا يؤدي إلّا إلى شيء سلبي، على الأقل من الناحية الطبيّة، ولذلك حاربه الإسلام.
الفكر شيء له علاقة بالأحلام، وهناك نوعين من الأحلام، أحلام اليقظة وأحلام النوم ولكنهما يجتمعان، في أنَّ لا يوجد حلم بالألوان، بل كلها تعتمد درجات اللون الرمادي، ما بين الأبيض والأسود، والدولة أو المقاومة شيء آخر، تمثل الواقع ولكي تستطيع العيش في الواقع تحتاج إلى مال، وهناك ألوان كثيرة في الواقع، غير الأبيض والأسود والرمادي، الخاصة بالأحلام أو الفكر أو الفلسفة.
ومن هنا يظهر واضحا الفرق، ما بين لغة الحكمة، التي يفهم بها التاجر، في السوق الحر الذي اساسه المصداقية، من أجل الاستمرارية في التعايش بواسطة ثقافة الـ نحن، والتي ليس لها علاقة بالبراغماتية أو الميكافيلية، الخاصة بالفكر أو الفلسفة أو الموظف البيروقراطي في أجواء الدولة، والتي يتعامل بها المثقف أو السياسي، فيما يحاول التحكم والسيطرة عليه من خلال ثقافة الـ أنا.
من وجهة نظري الذي استجد على ثقافة الـ أنا، بعد تاريخ 8/8/1988 الذي في ذلك اليوم، تم وقف اطلاق النار ما بين العراق وإيران، في نظام الأمم المتحدة البيروقراطي، بكل بناته الديمقراطية والديكتاتورية، بغض النظر من كان زوجها، إن كان جمهوريا أو ملكيا أو سلطانيا أو أميرا، والذي سبّب الأزمة الحالية للنظام، هو العولمة أو ثقافة الـ نحن، بسبب طابعها التجاري، فأصبحت تشمل ثقافة الـ أنا والـ آخر وترجمة بينهما، للوصول إلى لغة مشتركة ترفع أي سوء فهم، من أجل الوصول إلى توقيع اتفاق تجاري بينهم.
العولمة فرضت تحديات حقيقية على الدولة الحديثة، التي اساسها ثقافة الـ أنا، لذلك يجب التفكير جديا في تغيير مناهج التعليم في الدولة الحديثة، التي اساسها السّامري نابليون بونابرت (الجيش والأجهزة الأمنية والقضائية) والتي تم بناء هذه المناهج، من أجل أن تُخرج موظف للدولة، مهمته أن يكون مفاوض جيّد من خلال التشكيك أو التبرير، ويجب على المناهج الجديدة أن تُخرج لنا موظف، يصلح في أجواء العولمة، أو ثقافة الـ نحن، التي تعترف بثقافة الـ أنا والـ آخر وترجمة بينهما، للوصول إلى لغة مشتركة مُتّفق على معنى المعاني فيها، لرفع أي سوء فهم بين جميع الأطراف، للتوقيع على عقد الاتفاق، لقيام دولة لغة التعايش والتجارة للتكامل بينهم، وإلاّ فأن النظام الدولي لجميع أعضاء الأمم المتحدة سينهار، أو يُفلس كما أنهار وأفلس، نظام الديون المصرفي/البنكي عام 2008، والذي تصادف أن يكون نفس عام حذاء منتظر الزيدي، الذي رماه على ممثلي نظام الأمم المتحدة الديمقراطي في بغداد، وادي الرافدين (الذي يشمل العراق وسوريا وتركيا الآن) الذي كان على مر التاريخ مهد الحضارات الإنسانيّة.
ومن وجهة نظري اشكالية النظام السياسي في لبنان، منذ قيامه وحتى عام 2015، لا تختلف عن العراق بعد احتلاله عام 2003، فكلاهما قامت قوات الاحتلال من أجل ارضاء من تعاون معها في التحكم والسيطرة على الشعب، رفضت عمل احصاء للشعب، لمعرفة كل مكوناته وامكاناته على أرض الواقع، لكي بعد ذلك تقوم بتوزيع الحصص، بناء على اسس واقعية، حسب حجم كل مكوّن من مكونات الشعب، على الأقل لكي ترفع عنه حجج المظلومية، أو أي وسيلة يمكن أن تؤدي إلى اشعال الفتنة داخل الدولة، بل هي اصرّت على توزيع الحصص حسب مزاجها وانتقائيتها، لتكريم من تعاون معها على الأقل، ومن هنا كان مدخل كل الإشكاليات، ولحل هذه الإشكاليات يجب القيام بعمل تعداد سكاني لمعرفة كل مكونات وامكانيات الشعب، كما هي على أرض الواقع، ومن بعد ذلك يتم توزيع الحصص والمقاعد، على قاعدة كل مكون يقدم من يكون مؤهل لشغل المناصب، حسب حاجة المنصب نفسه، ويتم الاختيار من بينهم، من هو الأصلح لذلك المنصب، بناء على اختبار تقييم وتأهيل قبل استلام المنصب.
ما رأيكم دام فضلكم؟
سيد عبد الله بعد التحية، شكرا لما تفضلت به وجاد به قلمك وهو يحتوي على نقاط في غاية الاهمية
الأخت إبتهال.
من الصعب جدا إن لم يكن من المستحيل مخاطبة بعض من العقل العربي في هذا الزمن عن طريق العقل والمنطق, زمن الدعاية المدروسة من جهات تلفق غالبا صورا ومقاطع فيديوهات بإسم المعجزة التي لاتزال تظهر أحيانا ليومنا هذا .الإنسان العربي يشعر وبمجرد التطرق لمواضيع خارج المألوف وكأنه يهاجم في دينه أو عرضه, الأمر ليس كذلك والأمر ليس بهذه القتامة, مواضيع تفتح للنقاش قد تفيد ولو كانت غريبة على الأسماع, فلاأحد يهاجم الإسلام المعتدل , الدين شفاء لكثير من البشر لذلك يسمح به حتى في المجتمعات التي لاتؤمن بالأديان.
تفتح العقل والبصيرة من شروط التقدم وتنمية المعرفة, الزمن متحرك, مسايرة الركب, ترك الجمود والخمول الذهني والمعرفي, قراءة أشياء مختلفة ومغايرة, هي الحياة والحياة خبرة وتجربة وممارسة وليس ماقيل بالأمس يكرر اليوم فسنظل تعيش في الأمس وننسى الغد وما بعده ؟
رفض اقحام الخطاب الديني في السياسة لا يعني فصل الدين عن الحياة. علينا أن نذكر أن العلمانية, و إن تبناها العرب بطريقة خاطئة , ليست نظاما اجتماعيا و لكنها قامت لتحرر الدولة من سلطة الكنيسة و سلطة الكهنوت, و هي سلطة يرفضها الأسلام و عقيدة أهل السنة و الجماعة إذ لا يوجد فيها ” نائب عن الله” و لا وحي بعد رسول الله. و لذلك فإن اقحام الخطاب الديني في السياسة في الدولة بصورتها الحديثة فيه لعب على عقول الناس . يحق لحزب سياسي أن تكون جذوره دينية و لكن الحكم يجب أن يكون على ما يطرح من ثمار و أفكار , و أن لا يستغل عواطف البشر الدينية حتى يساندوه, و هذا لا يتعارض مع الاسلام في شئ, و هو دين مبادئ و دين العدل قبل كل شئ, و إسلامية الشئ , مدرسة كان أم حزبا يكون بمدى التزامه بقيم العدل و المساواة و ليس بالمسميات.أما حزب الله فموضوع آخر لأنه جماعة ولائها للخارج و لعقيدة ” و لي الفقيه” .
اتفق معك في هذه النقطه المهمة. الاسلام لا يوجد فيه خليفه الله في الارض ومن ثم لا مجال لتطبيق المفهوم الاصلي للعلمانيه علينا. ولكن هذا لم يمنع استخدام التكفير من البعض في امور دينيه و سياسيه ايضا.
ولا اتفق معك، هنا او تعليقاتك السابقه فيما يختص بحزب الله. هو اولا و اخيرا حركه عربيه لبنانيه مسلحه تحمي بوابه لبنان الجنوبيه، اليس هذا من حق اي لبناني؟ اما ما يفعله من ناحيه عقائديه لارضاء البعد الشيعي فيه فهذا لا يعني ان ولائه للخارج و بصراحه لا يهمني كثيرا.
ولك تحيه لتعليقاتك التي هي دائما في الصميم وان اختلفت مع بعضها.
لا أحد يدرى , وعذرا عن الخروج عن الموضوع . نعيش علي كرة أرضية صغيرة تسبح في الفضاء في مداراتها , تصغر يوما بعد يوم حتي أصبحت قرية صغيرة بسبب إتصالاتها , تطير حولها الطائرات بين العدالة السماوية والعدالة الأرضية , ركابها من ثقافات وحضارات وأديان ومناطق جغرافية متعددة . وسفن تدور مع المحيطات من ميناء لتعود الية بعد المرور علي بقية الموانئ الأخرى . بشر من أى منطقة جغرافية لايميزهم عن بعضهم إلا مايؤمنون بة ويسكن بين أذانهم , أديان وثقافات ومعتقدات جفرافية لا حصر لها , الجميع بشر , مهمتهم واحدة . ترك الأرض وماعليها للأجيال القادمه أفضل مما إستلموها علية . الأمال واحدة في العدل والسلام والتسامح والتعاون علي حل المشاكل المشتركة التي تواجهنا جميعا . الإيمان بالدين حق خاص لكل إنسان , فهو قوة للمؤمن في وجة الظلم , والإيمان بالوجودية مصدر آخر للقوة في وجة نفس الظلم . السؤال يبقي , كيف للديانات والثقافات , بعدد سكان الأرض , أن تتعايش في سلام وأمان , وأكبر قدر من العدالة الأرضية ؟ .
* للأخت ( سلمى ) حياك الله وأسعد أوقاتك .
* بدك الصراحة يا طيبة : أفعال ( داعش ) الإجرامية الخارجة
عن العقل والمنطق والدين جعلت كل الأحزاب والمنظمات المتطرفة
الأخرى ( هواة ) و ( صبيان ) مقارنة بداعش المجرمة ( قاتلها الله ) .
* لو خُيّرت بين ( داعش وحزب الله ) بختار حزب الله .
* ( حزب الله ) ع الأقل مزيج من ( الخير والشر ) وله سيئاته وحسناته
ولكن ما هي حسنات ( الدواعش ) السفاحين أوباش العالم ؟؟؟
* حزب الله حرّر معظم جنوب لبنان من دنس الصهاينة المجرمين
ومقتله في دخوله ( المحرقة والمستنقع ) السوري .
شكرا .
الله يحييك أخ سامح. ليس لداعش حسنات قاتلهم الله و لكن, كلهم مجرمون برأيي و المنافق أحيانا أشد خطرا ممن لا يخفي اجرامه. و ما فعله حزب الله في سوريا لا يقل شناعة عما تفعله داعش , و لكن في الخفاء. و للأسف الشديد السوريون مبتلون بكليهما و بالنظام الغاشم و لا خيار مطروح أمامهم حتى اللحظة غير الخيار بين الرمضاء و النار. ماذا عسانا نقول أخي الكريم غير حسبنا الله و نعم الوكيل و شكرا على ردك.