سيدني ـ «القدس العربي»: رغم التوقعات المتفائلة التي سبقت انطلاق موسم بطولات التنس على خلفية العودة المنتظرة لكبار نجوم اللعبة البيضاء المصابين، اندي موراي ونوفاك ديوكوفيتش وستانيلاس فافرينكا وكي نيشيكوري وميلوس روانيتش، تعرضت بداية الموسم لانتكاسة مبكرة بسبب الإصابات التي لا تزال تلاحق اللاعبين الكبار.
وبتأكد إصابة موراي مطلع الاسبوع، بالإضافة إلى الإعلان عن إصابة نيشكوري، يكون اللاعبان البريطاني والياباني أبرز الغائبين عن كوكبة النجوم المشاركين في بطولة أستراليا المفتوحة التي تنطلق غدا الاثنين. ومن المحتمل أن ينضم إلى هذا الثنائي الإسباني رافايل نادال والصربي نوفاك ديوكوفيتش اللذان ألغيا فقرة البطولات الاستعدادية من برنامجهما التحضيري بعد شعورهما ببعض المتاعب البدنية، مرجئين قرار مشاركتهما في بطولة أستراليا، أولى البطولات الأربع الكبرى (غراند سلام) في الموسم، إلى الأسبوع المقبل. وقال موراي عن غيابه عن بطولة أستراليا: «للأسف لن ألعب هذا العام في ملبورن، فأنا لست جاهزا بعد للمنافسة». وجاءت تصريحات موراي قبل مغادرته لأستراليا عائدا إلى المملكة المتحدة، حيث سيقرر هناك إذا كان سيخضع لجراحة أم لا، بعدما اعترف أن العلاج التحفظي الذي خضع له مؤخرا للتعافي من ألام الفخذ لم يؤت بالنتائج المرجوة منه. وقال عبر «فيسبوك»، عندما انسحب من بطولة بريزبن: «قمت بجميع ما طلبوه مني أملا في التعافي وعملت بشكل جاد للغاية للعودة إلى المنافسات داخل الملعب، وبعدما تدربت في بريزبن مع بعض اللاعبين من المستوى الأول اكتشفت للأسف أن العلاج لم يكن فعالا وكافيا كي أصل إلى المستوى الذي أتطلع إليه، ولذلك يتعين علي أن أعيد تقييم خياراتي». وأضاف المصنف الأول سابقا على العالم والفائز بذهبيتين أولمبيتين: «بالطبع سيكون خيار استكمال برنامج التعافي مطروحا، الجراحة أيضا ستكون أحد الخيارات، كنت أسعى إلى تفاديها، لكن علي أن أفكر فيها الآن نظرا للنتائج غير الناجحة للعلاج». وأعلن موراي عن غيابه عن أستراليا المفتوحة، بعد ساعات من تأكيد نيشكوري غيابه أيضا عن البطولة بداعي عدم تعافيه عقب شعوره بمتاعب في رسغ اليد اليمنى، التي أبعدته عن البطولات منذ آب/أغسطس الماضي. وقال اللاعب الياباني، الذي تراجع إلى المركز الـ22 في التصنيف العالمي بسبب الإصابة: «استراليا المفتوحة هي بطولتي المفضلة، ويؤلمني أنني سأغيب عنها هذا العام».
ولم تتوقف مآسي البطولة الأسترالية عند هذا الحد، فقد تزايدت مؤخرا احتمالات غياب نادال وديوكوفيتش، اللذين يصارعان الزمن للحاق بأول بطولات «غراند سلام» هذا العام. واعتذر نادال، المصنف الأول عالميا في الأسبوع الماضي عن المشاركة في بطولة بريزبن بسبب معاناته من إصابة في الركبة. وقال اللاعب الإسباني، عبر «تويتر»: «كنت أنوي اللعب، ولكنني لست جاهزا بعد موسم العام الماضي الطويل والبداية المتأخرة للاستعدادات». وتعرض اللاعب الحائز على 16 لقبا في «غراند سلام» لمشاكل في الركبة اليمنى خلال الأمتار الأخيرة من موسم 2017. وخاض نادال طوال العام المنصرم 18 بطولة، فاز منها بست بطولات ووصل إلى جولة الموسم الآسيوية في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وهو يعاني من متاعب في مفصل الركبة التي تسببت له في مشاكل عدة في الماضي. وبعدما خسر نهائي بطولة شنغهاي الموسم الماضي واضعا شريطا طبيا على ركبته، اعتذر نادال عن المشاركة في بطولة بازل وانسحب من دور الثمانية لبطولة باريس، وانسحب أيضا من البطولة الختامية لموسم بطولات التنس في لندن بعد مباراته الأولى فيها. ومؤخرا، أعلن نادال انسحابه من بطولة أبوظبي الاستعراضية، ما أثار الكثير من الشكوك حول حالته البدنية. ومن المفترض ان يكون نادال حدد مصير مشاركته في بطولة أستراليا عندما يخوض منافسات بطولة «تاي بريك تنس»، وهي بطولة استعراضية يخوضها ثمانية لاعبين وتتكون مبارياتها من عشر نقاط ولا تتضمن أشواطا أو مجموعات. ويتشابه وضع ديوكوفيتش مع وضع اللاعب الإسباني، حيث لم يخض النجم الصربي أي بطولة منذ دور الثمانية لبطولة ويمبلدون في تموز/يوليو الماضي، بعد تعرضه لإصابة في مرفق الذراع، ليعتذر أيضا عن خوض منافسات بطولتي أبوظبي وبريزبن بداعي عدم جاهزيته. وقبل انطلاق بطولة استراليا، سيخوض المصنف الأول عالميا سابقا بطولة «تاي بريك تنس» بجانب نادال ثم يشارك في «كويونغ كلاسيك»، وهي بطولة استعراضية أخرى، قبل أن يحدد مصير مشاركته في البطولة الأسترالية. وبهذا الشكل، تعتبر أولى بطولات «غراند سلام» امتدادا للموسم الماضي أكثر منها بداية لموسم جديد.