لقاء مع القراء: غسان (كمان وكمان)…

حجم الخط
16

ليس صحيحا أن الكاتب وحده يعري أعماقه في مقالاته، فالقارئ يفعل أيضاً ذلك في اختزال بارع عبر سطور رسائله وايميلاته). ونتعارف معاً على نحو ما، فوق ذلك الجسر الأبجدي المضيء.
الأديبة الشابة عفيفة حلبي استطاعت الحصول لي على محضر أحد لقاءاتي مع صديقتي منذ ألف عام المطربة الكبيرة فيروز بمعونة عمرو ـ سلطنة عمان، فشكراً لهما. في أرشيفي الكثير من النقص مما تاه عني في سنوات تشردي أو حريق أرشيفي في الحرب. وأتمنى أن تعلمني عفيفة والأخ عمرو بما قد تطاله أيديهما من مجلات وصحف قديمة. وقد لفتتني حقاً ملاحظة عمرو حول إحدى رواياتي عن الذي استغل تشابه الأسماء طلباً للكسب لكنه قتل بالنيابة عن (سَمِيّه) وأرصد متابعة عمرو لي ولأعمالي الأدبية من زمان فشكراً.

أفانين كبة وذكريات عراقية

رسالة أفانين كبة العراقية/الكندية في تعليقها على «حذار ممن لا يحب الموسيقى» تتحدث بجمالية عن ذكرياتها العراقية ووالدها حيث تكتب: لقد وعيت على الحياة وأنا أستمع إلى الموسيقى الكلاسيكية من خلال مجموعة الأسطوانات التي حملها والدي المرحوم إلى بغداد بعد إنهاء دراسته في بريطانيا في الأربعينات» وذلك أمر جميل، أعني حين ننفتح على جماليات الشعوب الأخرى. ولا أتفق مع وصف «عبد المنعم ـ فرنسا» إن الذين يستمعون إلى الموسيقى الكلاسيكية نجهدهم «مستلقين على ضفاف مسبح الميريديان» ولا أحد يبث الموسيقى الكلاسيكية في المسابح كلها!) ثم أن حب الموسيقى الكلاسيكية لا ينفي حب القدود الحلبية لصباح فخري وأنغام «الربيع» لفريد الأطرش التي يحبها هو. وما من حب يلغي الآخر. والرهافة الروحية ليست وقفاً على الأثرياء… وإلى جانب سابحي (الميريديان) الذين قد يحبون أو لا الموسيقى الكلاسيكية ثمة العديد من الطلبة المفلسين في لندن مثلاً الذين كانوا يذهبون إلى (ألبرت هول) للاستماع إلى الكلاسيكي تشايكوفسكي وسواه بمقابل شبه مجاني في الصفوف الأخيرة بالطابق الأعلى لصق السقف المحدب وقوفاً… وكنت وأخي منهم ذات يوم حين كنا طلاباً للعلم في لندن، ولم يمنعني ذلك من حب «العتابا والميجانا»… و«يا ليل يا عين» و«أبو الزلف» فالموسيقى ليست (طبقية) ولا (ارستقراطية) أو (بروليتارية) والمرء قد يتذوقها أو لا، دونما إطلاق الأحكام على الآخر إذا أحبها أو رفضها.. الموسيقى تستعصي على المحاكمة لأن حبها مزاج عاطفي وروحي أولاً وليس (ايديولوجياً).. وإذا كان هتلر عاشقاً لموسيقى فاغنر فذلك ليس ذنب فاغنر.
في المقابل اعترف أنني أفضل الاستماع إلى معزوفة بيتهوفن الرقيقة «إلى إليز» بدلاً من أغنية «الطشت قلي يا حلوة ياللي قومي استحمي» أو «العتبة قزاز والسلم نايلون». لكن ذلك لا ينتقص من عروبتي.

«بتلوموني ليه…»

ولأن الشيء بالشيء يذكر، فقد تذكرت أخاً قارئاً كتب لي مرة مفسراً (من عنده) سبب عدم حضور الشاعر محمد الماغوط وليمة زوجي للغداء مع صهري (المفضل) د. عادل زعبوب وزوجته ابنة عمي سلمى سليم السمان ود. علي القيم، قائلاً ان الشاعر الماغوط كان يكره مطاعم النجوم الخمسة الباريسية. لكن الماغوط كان ينزل ضيفاً في فندق «رويال مونصو» الفخم جداً لصاحبه يومها د. عثمان العائدي. أما دعوة زوجي فكانت لمطعم فرنسي عادي!! وربما كان علينا دوماً التحري عن باطن الأمور قبل إطلاق الأحكام. فسبب غياب الماغوط لم يكن الاعتراض على المكان بل المرض الذي اشتد عليه في أيامه الأخيرة ولم أكن على علم بذلك حين دعوته.

غادة الشاويش والشهيد غسان

وأختم بوقفة مع الفلسطينية غادة الشاويش التي تكتب لي على نحو مؤثر عن غسان كنفاني مطالبة ببعض الأجوبة حوله، وسألبي رغبتها في الحديث عن جانب من غسان.. وهو لامبالاته بالموت. غسان كنفاني كان شهيدا حقيقياً دونما التباس وذلك في زمن الخلط بين الشهيد و«الضحية» أو «المغرر به». وكان يعرف أن العدو الإسرائيلي يريد (إزاحته) لخطره على مشروعهم الجهنمي ولم ينجحوا حتى في إخافته…
لم يحمل يوماً السلاح.. ولم يحط نفسه بالحراس.. وكنا نخشى عليه من لامبالاته. ومرة قررنا عاطف السمرا وأنا ـ وكان الزميل عاطف صديق سهراتنا وتشردنا يخشى عليه مثلي من لامبالاته ورفضه للاحتياطات الأمنية فغسان كان يعود آخر الليل إلى بيته في الحازمية (مار تقلا)، واتفقنا عاطف وأنا أن نكمن في الطريق الترابية التي تقود إلى بيته لنريه كم من السهل اغتياله. وبعد سهرة معه، سبقناه، عاطف وأنا، وكمنا له في الشارع الضيق الذي يقود إلى بيته وهبط غسان من سيارته للاستطلاع لمَ دربه مسدودة! وقلنا له بعدما خرجنا من الظلام إنه يمكن لأي عميل إسرائيلي اغتياله… ويكفي أن يفعل ما فعلناه، أي يغلق دربه الترابية الخاوية من السيارات ليلاً، ولم يبال غسان!!

غسان الشجاع حقاً!

مرة أخرى كان كميننا في موقف سيارته أمام بيته آخر الليل بعدما سهرنا معاً. وايضاً ومرة ثانية لم يخف من سهولة الاعتداء على حياته… وهو للأسف الشديد ما فعله العدو حين فخخ سيارته أمام بيته ولم يجد صعوبة في تفجيرها. وخسرناه. وربحته القضية كأحد أنبل الشهداء الفلسطينيين وأنقاهم…
هل تريدين المزيد من الحكايا يا عزيزتي غادة الشاويش؟ المجال لا يتسع الآن وسأفعل فيما بعد!
الأستاذة لطيفة حليم ـ المغرب صديقة أبجديتي من زمان يسعدني استمرارها في المحبة وفي دعمها. لاحظت أن وقفتي اليوم كانت بمعظمها مع الأخوات القارئات، ولكنني لست (شوفينية) وفي الأسبوع المقبل سأقوم بالتعويض عن تقصير غير مقصود.

لقاء مع القراء: غسان (كمان وكمان)…

غادة السمان

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول نجم الدراجي . العراق:

    ملكة الذوق
    صباح الخير سيدتي الانيقة ..
    ما أجمل الصدفة استاذتي غادة السمان تتحدثين عن بغداد الموسيقى والمريديان وتذكرين الاستاذة المبدعة التشكيلية أفانين كبه ، ويتزامن الحديث لهذا اليوم بمرور 100 عام على مناسبة يوم بغداد السنوي حيث اقيمت احتفالية كبرى في بغداد ساحة الشاعر الكبير معروف الرصافي شاعر بغداد وقد احيا الاحتفالية الموسيقار الرائع نصير شمه وكذلك الفنانة نوفا عماد ابنة الفنانه الكبيرة العراقية المغتربة سيتاهاكوبيان وبحضور مختلف الفعاليات الفنيه ، الخواطر تلتقي هذه المره من باريس الى بغداد .
    تحياتي .
    نجم الدراجي . بغداد

  2. يقول لطيفة حليم:

    اجمل السيدات اناقة فكرية وبلاغة فكرة غادة السمان عندما اذكر غادة اذكر معها غسان الكنفاني انها فلسطين

  3. يقول لطيفة حليم:

    كم انت راءعة سيدتي غادة
    تبدعين في كتابة المقالات
    قراء غادة السمان لن تستطيع غادة مع احترامي لها ان تعد قراءها فأنا اعرف ان طلبتي في كلية الآداب جامعة محمد الخامس الرباط. كثر كنت أوصيتهم بقراءة روايات غادة السمان وأنجز طلبتي العديد من البحوث حول غادة السمان الرواءية والشاعرة ا وقد ساعدتني عندما كنت اهيء شهادة الدكتوراه زمن التسعينات من القرن المنصرم لقد كانت بحق كريمة وتتحمل عناء إرسال رواياتها عبر البريد الجوي في زمن كان يتعذر التواصل الالكتروني وحمل الروايات
    تستحق غادة الفخر والتقدير لانها تذكر القرّاء بكل تواضع ،

  4. يقول أفانين كبة - مونتريال - كندا:

    نشكر”القدس العربي” على مد هذا الجسر الأبجدي المضئ مع ملهمتنا الأديبة غادة السمان ، التي تأخذنا معها اسبوعيا في جولة للنبش في أرشيف الذاكرة واسترجاع ذكريات الماضي التي وإن كانت متعبة ، لكنها جميلة . ذكريات لاأحد يستطيع أن يسلبها منا ، فهي ملكنا وحدنا ونحملها معنا أينما نذهب .
    شكرا لك سيدتي ، يامن توقظي في أعماقنا الحنين الى من تركوا آثارا وبصمات في حياتنا وتعلمنا منهم الكثير وسنبقى نحتفظ بهم في قلوبنا . وشكرا لك على تواصلك معنا الذي هو لطف منك ، وشرف كبير لنا !
    أفانين كبة
    كندا

  5. يقول saad_سوريا:

    اكتبي عني لعلي اعيش الحلم في عاللم الكوابيس اكتبي عني فكم موحع حب القارئ لكاتبه اكتبي عني لان كلماتك حتما ستدفئني في غربتي الباردة اكتبي عني فلم يبقى في سوريا شيء جميل الا انت اكتبي عني اطلبها بفظاظة قبل ان يداهم الموت احدنا ..اكتبي عني فانا اتوق لملاقاتك او التواصل معك كما يتوق سباح مشلول للبحر

  6. يقول رؤوف بدران- فلسطين:

    ها نحن ننتظر آيات اسفارك , كانتظار السوانح المهاجرة بالوصول الى مراتع الدفيء والصداح !!
    بما ان قدرنا اوجدنا في نفس التعاريج الخصبة والشطآن الرطبة حيث تواجد غسان وللانصاف كمان…وكمان حيث كان درويش والقاسم وزياد وراشد واميل وطوقان و…و…جميع من كان يحمل لقب انسان , اولاد فلسطين الجريحة !!, وها انتِ يا غادة يا ابنة السمان تَذْكُري احدهم ونحن لا ننسى انهم هم من صَنَع الزمان واحداث المكان؟؟!!
    عندما بدأتُ بمصاحبة قدسنا العربي , ابهرني شعاع فكرك ورذاذ عطرك , وشدني الشوق لمتابعة المشوار .
    ان الطيور المهاجرة لها معالم للاستدلال بهدي الطريق , وانتِ يا غادة احد هذه العلامات وبدونها يستحيل الاهتداء والسلام

  7. يقول غادة الشاويش -المنفى:

    سيدة القلم الذي امطرنا حبا وشتاءات من ذكريات ترصع ذاكرة الذين يتوقون الى ان يضعو قدما على طريق غسان ..لعل قدما تنزل على اثر من خطوته القرمزية على طريق الشوك التي مشاها كمسيح يمشي طريق الالام ..يعلم ان القوم ياتمرون به ليقتلوه ..لكنه يصر على ان يمشي طريقا من اسطر كتبها بحرف سكين لغته ليذبح وحش الاحتلال ..غسان يا سيدة غادة هو جزء من قصة ..نتوق ان نكون واحدا من فصول نهاياتها غسان … اتذكره عندما تمطر السماء على معطفي الجلدي الاسود ويلفح المطر وجهي وذاكرتي وتعصف الرياح على طريق عاصف تعلن انتصارنا في منافي الارض على كل محتل وظالم عندما تعجز عن محو احرفنا وعندما تذوب كملح تافه في حرارة حبنا ..وعندما نمحو فراغات الصفحات التي ارادها الاحتلال في كتبنا خواء بحبر من مسك وعنبر غسان نهارات التعب ووجع المنافي ومسك عرق المجاهدين على طريق الوجد والعشق طريق فلسطين ..غسان ..موجة البحر التي تعرف كيف تكر على شواطيء حزننا بلحن ماء يوقظ كل الياءسين ويبشر الملايين المنتظرين على حدود الحلم ويحمل في يديه قمح المواسم واغنيات الربيع غسان تكتب قصته في وجداني حبات المطر وهي تتساقط على الارض فاتذكر شتاء من عشق ومطرا من مسك وعنبر وانغام سقوطه تعلن ان خمر الشهداء هو الاروع حين ينامون كاغصان خضراء في توابيت عشقهم ويمسحون حزننا بمطر من دمهم ويتركون لنا اسطرا من فنا ء المحب بمحبوبه حتى الحياة ..سيدة غادة كعصفورة ظامءة ..اقف على نافذتك انتظر حبا من يديك الكريمتين ..انتظر مزيدا من القصص لانها تدفيء برد ايامي وتعلن لي ان الربيع ياتي بعد شتاءات من تعب وامطار من حب وانهار من عشق يعلو فيها حب الارض المحتلة على صوت كل حب ويعلن ان لفلسطين رهبان صوامع وعشاق لم يكسر الاحتلال صولة العشق في قلوبهم فاحبو على كل الجبهات من غادة الى حيفا ويافا والقدس العاشق واحد والقلب يخط بالنبضات قصة اعصار عات في وجدانه غسان كان اجمل سطر في قصيدة حياتك واروع رواية كتبتها حين احبك فسال حبرا من دم وتوج القصة باجمل خاتمة ..شكرا سيدتي ولا زلت كرمل بحر ضربته الشمس يشتاق موجة تبلل ظماه موجة تشبه غسان …ولكنه يقص علينا احسن القصص بقلم غادة ..كل الشكر والحب سيدتي ..ولم ارو رغم جميل ما رويت وفي انتظار شطر تخطه يداك ..سيدتي فنحن جيل يعشق ويحمل اابندقية ويسيل شعرا في قلم وبارودا في بندقية ويتوق الى قراءة اسطر من ذاكرتك المرصعة بالعبيرا

    1. يقول Ahmad/Alaska:

      تحياتنا لاختنا غادة الشاويش انتي اليوم لكِ حصة الاسد من كتابة السيدة الاديبة غادة السمان وانتي تستحقين ذلك،و دائماً نستمتع بكتابات السيدة غادة السمان و بتعليقات الاخوة المعلقين واخص بالذكر اليوم الاخ رؤوف بدران من فلسطين .وكل الشكر لصحيفة القدس العربي،والسلام لجميع الاخوة والاخوات المعلقين.

    2. يقول غادة الشاويش -المنفى:

      اخي احمد من الاسكا … ابعث لك انا الاخرى بتحية من طرقات المنافي سفن تعصف بها رياح عاتية تشق طريقها نحو فلسطين وتنكسر ثم تعود فتبحر ..استميح سيدة القلم واميرة الكلمات عذرا ان اخط لذكرى غسان قصيدة كنت كتبتها الساعة الثالثة ليلا في ذكراه حين نادتني روحه بالحاح لاكتب تعليقا على مقال لك بعنوان من كان منكم بلا حب فليرجمني بياسمينة بكيت على شمعته التي ذابت حبا في فلسطين وكتبت ودمعي يسقي الورق اسرع من الحبر وانا اشعر ان من كتب هو صدى روحه التي زارتني في ذكراه فقلت :

      لن ارجم الحب اني خير عالمة..بان من كتبت نصف لغسان
      يا غادة القدس مني الف اغنية ..وشعري اليوم نصف لغسان !
      قد طار مرتحلا والعرب نصفان ..نصف لغسان ..نصف لهامان !
      ما فارق العربية الثكلى بموتته
      هانحن ننشده شعرا لاوطان
      غسان غصن الهوى والعطر رقدته
      غسان غصن هوى في دمه القاني
      غسان غصن ذوى والبان نسبته
      قد بان نحو السما فالحزن حزنان
      حزن لاسطره ما عاد ينشدها
      حزن لشرقته في حبره القاني
      قد ذاب كالشمع في حبها جذلا
      والقدس تذرفه دمعا بلبنان
      اثنا عشر عينا في الحب فجرها
      انت العصا …بل انت القاتل الجاني
      ضربت قلبه في سيناء غربته
      فانهر الحب والنزف نزفان
      والمن والسلوى اهريق من دمه
      هبطت مصرا اذ فارقت كنفاني !
      قد سافر الفارس المغوار في دمه
      نحو السماوات من غير سمان
      والمنفى جرعه كاس النوى الما ..والغاشم العبري قد دس سمان
      سم باحلامه الخضراء قد ذبلت .واخر قد سرى موتا بشريان
      يراعه الوردي شق العصا فهوى واليم من باسه قد صار فرقان
      الحرف باروده والحزن محتده ..والعشق سكرته في خمرك الفاني !
      قد اول الرؤيا ..يا قدس فاستمعي
      كل النساء سواك محض اوثان
      وانت ربتي في العشق اعبدها .وقلبي الوردي ايات قراءن
      قارءتك المحبة من قلبها والظامءة لوهج غسان ينبعث كشعاع من بين يديك لتروي ظمانا لروحه وتجمعينا كقمح بين يديك لتقصي علينا احسن القصص قصة غسان ..الذي رماه اخوته في قعر جب في منفى وتركه جميع من احبه ومضى غير ملتفت بل لم يجد وقتا ليحزم امتعته ويمضي ولا لحظة لالتفات لغير وهج عيني القدس فمشى جذلا على طريق تعرف صوت قرع نعليه وتدمنه ولا ترضى الا بصدى نغمه على طريق الفجر الماطر نحو الشمس شكرا سيدتي لكرمك معي واني انتظر شتاء غسان من برق يديك وها ان روحه تهتف كالرعد فينا من احب فلسطين زهد بكل ما سواها ..واعلن جسده قصيدة انشدها في اروع قنبلة

    3. يقول Ahmad/Alaska:

      اختنا غادة الشاويش ألمنفى حفظك الله ;القصيدة رائعة جداً جداً.و حقاَ الشهيد غسان كنفاني هو اسطورة و رمز كبير عندما تكتبين عنه الشعر و هو ويستحق ان تسئلي عنه سيدة الادب العربي وهي تستجيب و تكتب لكِ عنه.

  8. يقول Ossama Kulliah أسامة كليَّة سوريا/المانيا:

    أختي غادة الشاويش رائع هذا المخزون الأدبي الذي يتدفق كالشلال عالي الصوت ناصع البياض

    1. يقول غادة الشاويش -المنفى:

      اخي الجميل الرقيق اسامة .. سوريا سر اجبر الفيزياءي المغترب على الكتابة وفلسطين سر كتب قصة منفاي قبل ان اولد واخلد فيه كعاشقة طوتها طرقات الدنيا وهي تبحث عن عيني وطنها القرمزي … اخي الرقيق اسامة والله والله ان عيني تدمعان حين اقرا اسطرك القصيرة ..لعلك تخالها معادلة من الرياضيات مجردة عن سحر الادب وخمر البيان ..ولكن اتدري … ان العشق يظهر من خلف الاسطر .. اتدري ان الحزن السوري الممتد خيما من لجوء واشلاء ترشق دمها على وجه الدنيا يظهر حتى في تعثر كلماتك يا اسامة ! اننا عندما نعجز عن ميلاد الكلمات في سطورنا … فان هذا يخفي عشقا تعجز كل اسطر الدنيا عن ان تعبر عنه … اسامة .. اتعلم انك اخي في الجرح وءاهتي المكتومة امام سياط الالم الذي ينهال علينا بلا رحمة ويعلن ان الارض للاقوى ..والاقوى يا اسامة ليس من يكتب فقط بحبره حين يقدر على ان يكتب بدمه ..اسامة يا اخي في الثار والجرح العميق ..وفت لك سوريا وما وفيت لها بعد فلا تقنع ووفت لي فلسطين وما وفيت لها ..اولا يكفينا انهما انعمتا علينا بحب يذهلنا عن كل من غادر احلامنا ان ساقي لن تركضا الا على طريق فلسطين وان نفسي لن ينساب الا تعبا على طريق عشقها وان دمي ذخيرتي التي ادخرها بارودا يتشوق للقاء ..اسامة ان امانة سوريا وامانة فلسطين تعنيان ان لا نكتب اسطر حبنا الا على قانون فلسطين مضى من مضى وعاد من عاد فكل الدنيا وما فيها لحظة برق نتاسف على ما اسكرتنا من خمرها لو تعلم يا اسامة البارحة قضيت وقت الغروب بااااكية العينين ..فثمة اخ لي وقع في الاسر وحكم سبع سنوات ولو تعلم يا اسامة انني اتذكره ولدا عمره ستة عشر عاما كان يتوق ليسمع كلامنا عن فلسطين هو اايوم بسبع سنبلات اسر بين يدي الله تنبت صبرها رصيدا في السماء ولو تعلم انه اخ لرفيقة سجنت ثم اطلقها العدو بعد ثلاث سنين من خمس حكمت بها ..لكنها خرجت من السجن الى ترب فلسطين وكم قتلني حزنا يا اسامة انني كنت حرة وكانت قد اسمت ابنتها على اسمي وسجنت معها اما انا فمن اكون يا اسامة الا ذرة تراب عصفت بها الريح نحو حدود الوطن لكن اتراني اصل لربما نكتب اول قصصنا ولكنها اروع حين تحين مواسم النهايات وخواتيم العشق ببصمة من دم اسامة سوريا وفلسطين تريدنا اشد تضحية واصدق وهجا حين نصمت وندخر الحب فالحب يفسده البوح للحظة عناق التراب بالدم
      اختك التي تستمطر من يديك مزيييدا من العمل وزهر الامل غادة

    2. يقول Ossama Kulliah أسامة كليَّة سوريا/المانيا:

      شكراً لك من القلب أختي غادة الشاويش وتكاد تدمع عيني مع قراءة هذه الكلمات النبيلة أتمنى دائماً أن أقرأ كلماتك لأنني أشعر أن الطريق طويل لكن علينا السير مهما كانت الصعوبات وهي تشجعني على الاستمرار ومتابعة الطريق وليس مهما من وقع في الأسر أو من فارق الحياة وفقدناه علينا متابعة الطريق وسوريا وفلسطين تريدنا اشد تضحية واصدق وهجا وسنصل إن شاء الله

  9. يقول ♡ بالدم نكتب لفلسطين♡:

    غسان كنفاني، ناجي العلي، عبد العزيز الرنتيسي.. الخ.  انها قامة طويلة سرمدية عطرة لكتاب ومقاتلين فلسطينيين حملوا القلم والبندقية فكتبوا من دمائهم لفلسطين التي احبوها قبل كل حب وبعد كل حب. تنفسوا حبها وشربوا من مائها وسقوها من دمائهم. في كل حي وبيت وشارع هناك في الارض المحتلة ، شهيد او اسير او جريح، كله فداء للارض المباركة الطيبة التي امتزج اهلها بها وتجذروا فيها كأشجار عنبها وزيتونها. رحم الله غسان الذي اعتاد دائما ان يحمل حقيبته الصغيرة ويمضي. شكرا لك استاذة غادة.

  10. يقول فلسطيني:

    ما كان على الكاتبة غادة السمان ان تنشر رسائل الراحل غسان بهذه الطريقة، خاصة وانها نشرت رسائله لها ولم تتشر رسائلها له!! عائلة غسان كنفاني ومنهم شقيقه عدنان تحدث في حوار صحفي عن هذا الموضوع باسهاب وعن حب غسان لزوجته آني وعدنان كنفاني كاتب ايضا. اذا كان غسان كنفاني قد احب غادة السمان فعلا، فهل احبت الاستاذة غادة غسان كما احبها؟ وان كان الجواب بالايجاب فما رد الاديبة على ما قالته نصا في احدى حواراتها ( (لا استطيع الادعاء بان غسان  كان احب رجالي الى قلبي… ولكنه بالتأكيد كان احد الانقياء القلائل بينهم). اتمنى من الاستاذة غادة توضيح هذا الموضوع. ويبقى غسان كنفاني قبل وبعد كل شيء صاحب قلم حبره من دماء، وكلماته من رصاص.

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية