المتابع للشأن الأردني يكاد يحتار من التناقضات التي تحملها الرسائل الداخلية والخارجية ومن تضارب مدلولاتها السياسية وكان آخرها غيابه عن حضور القمة الخليجية التي استضافت المغرب ممثلا بالملك محمد السادس كما استضافت الرئيس الأمريكي باراك أوباما، فالأردن كان دائماً حاضراً في اجتماعات القمم الخليجية السابقة، وهو أقرب بكثير، جغرافياً على الأقلّ، إلى شؤون هذه القمم من المغرب.
يحمل الغياب إذن رسالة واضحة تتجاهل الأردن، وهي رسالة لا يمكن «صرفها» بسهولة إذا أخذنا في الاعتبار الدور الخطير الذي تلعبه عمّان في كافّة ملفّات الإقليم الساخنة، وخصوصاً في العراق وسوريا وفلسطين.
ويزداد الأمر تشابكاً مع ملاحظة أن وليّ وليّ العهد السعودي، محمد بن سلمان كان موجوداً في الأردن قبل فترة قصيرة من القمة وأن الحكومة الأردنية قامت، بعد الزيارة، باستدعاء السفير الإيراني للاحتجاج على تدخّلات طهران في الشؤون العربية، وهي رسالة فُهم منها تعاطي عمّان الإيجابي مع مواقف السعودية في نزاعها المعلن مع إيران.
غير أن «تظهير الصورة» يحتاج إلى التعمّق أكثر في الشأن الأردني، وهو شأن لا ينفصل فيه المحلّي عن الإقليميّ والعالميّ، ولكنّه، فيما يتعلّق بالسعودية ودول الخليج يتركّز خصوصاً على موضوع إيران وامتدادات مشروعها في سوريا والعراق ولبنان، ولعلّ القادة السعوديين وجدوا أن حثّ عمّان على اتخاذ موقف أكثر حدّة من طهران هو دليل بذاته على «تقاعس» في انتظام الأردن ضمن الموقع الذي يُفترض به، وهو العضو الأصيل الدائم في المنظومة الملكيّة العربية.
إضافة إلى ذلك، يمكن قراءة الغياب الأردني على ضوء مدارس «اجتهاد» سياسية داخل أطراف مجلس التعاون الخليجي نفسه، والتي حاول الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، خلال زيارتيه إلى مصر وتركيّا التعبير عن ضرورة حلّها لأن استمرارها بشكلها العنيف الحالي يؤزم الوضع العربيّ المتهالك ويشوّش على قضية النزاع مع إيران.
من هذه الناحية يبدو استدعاء عمّان للسفير الإيراني «للتشاور» عرضاً شكليّاً ومبادرة تقلّ كثيراً عمّا كانت الشقيقة السعودية تتوقعه، كما يبدو حدث داخليّ مثل إقفال مقرّات الإخوان واقتحام حزبهم المرخّص «جبهة العمل الإسلامي»، على أهمّية مدلولاته المحلّية، ذا دلالات إقليمية أيضاً تصبّ في طاحونة الصراع مع تركيا، التي استقبلت الملك السعوديّ مؤخرا بحرارة شديدة وتعاونت لإنجاح القمّة الإسلامية في إسطنبول بالتنسيق العمليّ مع الرياض، كما أنه تأطير للأردن ضمن محور يتعاكس مع حليف تركيا الخليجي، قطر.
محاولات الأردن، إبقاء الخطوط مفتوحة مع الجميع، بهذا المعنى، ترسل كذلك رسائل متضاربة للأطراف الإقليمية، وهي سياسة كان يمكن لعمّان السير عليها لو أن الجبهات العربية لم تكن في أوج اشتعالها والضحايا يتساقطون في كل مكان، من فلسطين، حيث أعلن نائب رئيس اركان جيش الاحتلال، أن «التعاون العسكري مع الأردن ومصر لم يسبق له مثيل»، إلى سوريا، التي تتضارب عليها خطط المحاور الإقليمية فيحاول بعضها تعويم نظام انتهت صلاحيته منذ زمن، وتحاول أخرى إعادة التوازن الذي أخلّ به التدخلان الروسي والإيراني، ووصولاً إلى العراق الذي بدأت مع سقوطه عام 2003 مرحلة الانهيار العربيّ الكبير.
يجدر الذكر هنا أيضاً وجود أسباب عديدة وحمولات من العتب الأردني الكبير الذي لا ينفكّ يعبّر عنه بشكاوى للأسرة الدولية وللجامعة العربية ولأشقائه العرب، وخصوصاً السعودية ودول الخليج، فبعض تلك الدول تتعامل مع عمّان كما لو أن ولاءه مضمون وبالتالي لا ضرورة لاستشارته وإبلاغه بمجريات الأمور، أو توفير الدعم اللازم له وهو الذي يحمل في كفّيه جمرات فلسطين وسوريا والعراق، وهو أمر عندما يتجمّع يتحوّل من آلام بسيطة إلى أوجاع تهد الظهر وترفع مستوى الشكوى إلى الصياح.
رأي القدس
أتفق تماما مع أخي الكروي بأن الاردن يحاول إنتاح النظام وأيضا أصبح الأردن أقرب إلى المحور المصري الإماراتي المواجه لتركيا إن إعادة إنتاج النظام المافياوي في دمشق هو أخطر على الأردن من داعش لأنني متأكد أن هذا النظام المجرم سينتقم من الأردن وسيرسل الدواعش الى إربد لتكون الرقة الأخرى
على الأردن ألا يمارس دور المخبر فهذا خطر عليه وأن يبقى مع التحالف العربي ضد هذا النظام
حياك الله عزيزي دكتور راشد وحيا الله الأردن وحيا الله الجميع
ولا حول ولا قوة الا بالله
* للأسف في خلط كثير في هذا الملف وعلينا ان ندرك انه
يوجد ( ثوابت ) و ( متغيرات ) ومن هنا حصل سوء الفهم وشكرا
سلام
* بعض الثوابت :-
1- علاقة ( الاردن ) مع ( السعودية ) وباقي دول مجلس التعاون
الخليجي ( عميقة ) وتاريخية وثابتة وفي جميع المجالات .
2- مرجعية الاردن ودول المجلس ( امريكا ) .
3 – لا ( طائفية ) ولا عنصرية ف الاردن بالمجمل وهذا من فضل الله.
* من المتغيرات :-
* بما ان الاردن دولة مستقلة وذات سيادة من حقه تقدير نوع
العلاقة مع ( النظام السوري ) الفاسد العفن .
* حاليا موقف الاردن ( الحياد ) وعدم الدخول ف المحرقة السورية
وهذا الموقف قابل ( للتغير ) حسب المستجدات وشكرا
سلام
* علاقة الاردن مع ( ايران ) .. مد وجزر ؟؟؟
* حاليا في جفاء بسبب مواقف ايران العدائية مع دول الخليج العربي
وتدخلها السافر في الشؤون ( العربية ) .
سلام
تغييب الاردن عن القمة بسبب التركيز على ارهابية ايران وحزب الله ، وبالتالي فان المعني بها هي الدول الخليجية فقط ، ليتم إقناعهم بالحصول على الأسلحة والصواريخ التي تحصن بها نفسها من ايران ، قبل الغزو العراقي للكويت ، كانت أمريكا تطلق الإشاعات على ان ايران سوف تحتل الكويت ، وإذ بالعراق تحتلها ، والان أمريكا تعتبر ايران الورقة الرابحة لها لتخوف بها الدول الخليجية .
وفي اليلة الظلماء يفتقد البدر و اقصد سعود الفيصل وزير الخارجية الأسبق
السعودية أصبحت فاقدة لمعنى السياسة بغياب الرجل
مع انه لم يكن من المتحمسين للأردن الا انه كان مقدر لدور الاْردن و فاعليته
النظام السعودي الجديد غير متحمس للأردن على الإطلاق و لأسباب تاريخية
و لنرجع لعهد الملك فهد و نربطه بسلمان
على الاْردن ان يبقى الفقير الذي بحاجة الى الدعم الدائم
المغرب هو ملاذ أهل الخليج السياحي و الاستثماري
لا اعتقد ان باقي دول الخليج لها موقف السعودية نفسه و لكنها السياسة
لا بد من المناورة بين المصالح بين الدول و علاقات الود
ولا داعي للتعليل كثيرا
الاْردن باق و سيبقى و كذلك باقي دول الخليج اما السعودية فعليها ان تعود الى إرث الراحل سعود الفيصل حتى تفهم أصول اللعب اكثر
وحمى الله الدول العربية من كل شر
المتابع يشعر أن السعودية تحاول خنق النظام في الأردن ، ودفعه لاتخاذ موقف ما ، أو انتهاج سياسة ما ، تجاه شيء ما غير معروف للآن ، والذي أرجحه أن السعودية تريد السيطرة على الجبهة الجنوبية لثوار سوريا ، وإدارتها بنفسها ، وهو ما يرفضه الأردن لما يشكله من خطر عليه ، ربما .
اعتقد ان القمة كانت “خليجية مغربية” وبالتالي يبقى حضور الاردن العزيز لمستويات اخرى أوسع أو أخص !
الأردن تحمل أكثر من غيرة عبء إستقبال اللاجئيين من الدول العربية من فلسطين ثم العراق والآن جيرانة السوريين , المنكوبين بسياسات المحاور علي النفوذ في بلادهم , وهو ما يطيل من معاناتهم وضياع أراضيهم المحتلة . ونتسائل , لماذا لاتجتمع دول الخليج وتركيا وإيران والمغرب والأردن و .. لوقف نزيف الدوم السورى أولا , ووضع خارطة طريق تضمن حق الشعب السورى في إختيار قادتة بنفسة في إنتخابات حرة ونزيهة . إستمرار القتال والعناد بسبب الصراع علي النفوذ هو الذى يؤدى الي تدمير أخر حصون العرب في سوريا وضياع أراضيهم المحتلة .
ببساطة الاردن اكثر حكمة من البقية!