جميلة وجديرة بالاحترام مظاهرات الغضب التي خرجت في عواصم العالم تنديدا بقرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل.
كانت التظاهرات في أكثر من عاصمة ومدينة بمثابة صرخة يقظة صادقة وصحوة ضمير ظُنَّ على نطاق واسع أنه مات ودُفن، فإذا بالمناسبة هذه تثبت العكس. وتثبت أن الاختلافات العميقة التي ضربت الشعوب العربية والإسلامية ضرب الأعاصير، وخرَّبت فيها كل شيء تقريبا، لم تطل المشاعر الطيبة تجاه القدس، فالتقت مع بعض المشاعر الدينية والقومية والطائفية والعرقية.
كان الرهان مضاعَفا: كشف أن الشعوب لم تمت، أو أغلبها على الأقل. وكشف أن الذين ماتوا هم الحكام وأصحاب القرار. وكشف كذلك أن القدس لم تتراجع لتصبح قضية الفلسطينيين وحدهم (حتى لو اجتهدت جوقة من الكتَّاب والصحافيين السعوديين وغيرهم لتكريس ذلك). وكشف أن وسائط التواصل الاجتماعي يمكن أن تنوب عن الاحتجاج الحقيقي، في بعض المسائل والمواقف، لكن الأمر ليس محسوما، وهذه الوسائط لن تكون البديل للصوت الحقيقي والاحتجاج في شكله المألوف، عندما يتعلق الأمر بقضايا بعينها، القدس إحداها، وربما آخرها.
رسالة هذه التظاهرات الساخطة وهذا الغضب الفائض، وصلت حتما لمن يهمه الأمر وللعالم أجمع. لكن ولسوء حظ كل من آلمهم قرار ترامب، لن يؤثر وصول الرسالة في الواقع بشكل يدفع نحو تغييره كأن يجبر الرئيس الأمريكي على التراجع أو الاعتذار.
السبب بسيط، وهو أن هذه الشعوب تنتمي إلى منطقة لا يحفظ تاريخها تغييرات مصيرية في السياسات والقرارات تمت بطرق هادئة وبعد مظاهرات سلمية. أغلبه تاريخ موغل في العنف والدماء، حتى باتت هذه الشعوب مستسلمة إلى حقيقة أنها عاجزة عن الـتأثير في حكامها، لأسباب موضوعية لا تدينها بالضرورة. هي غالبا لا تستطيع تغيير قرار يخص مصيرها وحياتها اليومية، فكيف ستؤثر في ترامب أو أي رئيس غربي آخر وفي قرار لا صلة مباشرة له بحياتها اليومية وعلاقتها به روحية ورمزية أكثر منها شيء آخر؟
في قضية حساسة ومعقدة مثل القدس، الحكام والقادة السياسيون هم مَن يملكون قوة التأثير وأدواته.
ومن هذه الأدوات، وهذه الأيام بالذات، غضب الشعوب وخروجها للشارع، وهو غضب يتوافق إلى حد كبير مع مواقف القادة المعلنة رسميا، ومن المفروض أن يدعمهم لو أنهم أرادوا التحرك في اتجاه ما، لكنهم لم يفعلوا ولا يوجد ما يدل على أنهم سيفعلون.
الرئيس الفلسطيني محمود عباس وملك الأردن عبد الله الثاني وملك السعودية سلمان بن عبد العزيز والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وغيرهم، هم من يملكون صلاحية وواجب مخاطبة ترامب ودفعه إلى التفكير في إعادة النظر في قراره. وهم الذين يجب أن يمارسوا الضغط مدفوعين بهبَّة الشعوب في رفض ما بدر منه. إلا أن الواقع هو عكس ما يجب أن يكون.
المشكلة، إذاً، أن الحكام في واد وشعوبهم في واد آخر. وتصبح المشكلة أسوأ لأن القادة، وعلى الرغم من توافق مواقفهم في الغالب مع أمزجة شعوبهم، يتقاعسون عن اقتناص هذه الفرصة النادرة، بل يتعامون عليها ويتمنون منع المشاعر الشعبية من البروز إلى السطح. والمحصلة أن أيَّ رئيس أو ملك عربي يتحسر على القدس مثل أيّ رجل شارع مهزوم وغير مؤمن بقدرته على التأثير والتغيير.
كان هذا إلى وقت قريب نسبيا. الحال اليوم أسوأ بعد أن سيطر الصمت ثم لحقه التواطؤ في بعض الأحيان.
لا يمكن أن يصدّق عاقل أن الرئيس ترامب أقدم على ما أقدم عليه من دون علم ثلاثة أو أربعة قادة عرب على الأقل، هم العاهلان السعودي والأردني والرئيسان المصري والفلسطيني. لكن هؤلاء القادة، وفوق أنهم لم يستطيعوا منع حدوث ما حدث، اختاروا الاختفاء وراء الصمت وكأنهم يراهنون على القدر أو على معجزة تحصل في الطريق. ولا يمكن بأي حال تصنيف بيانات التنديد والشجب المحتشمة الصادرة عن مكاتبهم، في خانة المواقف.
الصورة الأصغر والأوضح لهذا الموقف، الرئيس محمود عباس الذي دُعي إلى الرياض في ذروة أزمة رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، ليعرض عليه وليّ العهد، محمد بن سلمان، خطة سلام لا علم له بها، تتضمن تفاصيل مجحفة (منها أبو ديس عاصمة فلسطينية ونسيان حق العودة)، فيقبل بها أو يترك منصبه لغيره. لو تصرف عباس بعدها بشكل يجعل هذا الكلام الخطير يصل إلى القيادات والفصائل الفلسطينية، ومن ورائها الشارع العربي والفلسيطيني، ربما كانت الأحداث أخذت منحى آخر.
من المستبعد أن يكون عباس احتفظ بهذا السر الخطير لنفسه من إيمانه بعجز الشعوب على التغيير. بل ربما فعل خوفا من سطوة السعودية وقادتها الجدد، ومن عواقب واضطرابات لن يستطيع التحكم فيها.
٭ كاتب صحافي جزائري
توفيق رباحي
المسلمون كلهم تحركت مشاعرهم ونددوا الاشعبي دولتين عربيتين لم يسمح لهما بالتعبير عن رأيهما هما الشعب السعودي والاماراتي هل للمحمدين ان يفسرا ذلك ام انه من حق الشعوب الاخرى ان تتهمهما بالتصهين ومساندة اليهود على الفلسطينيين
لننتظر رد فعل قادة المسلمين في قمة التعاون الإسلامي غداً بإسطمبول !
أعجبني تهديد وزير الدفاع الماليزي هشام الدين حسين الذي قال : جيشنا مستعد للتحرك من أجل القدس
ولا حول ولا قوة الا بالله
مثلان شعبيان في الجزائر يقولان :
1- ضربة بالفاس خير من عشرة بالقادوم ، أي طلقة نارية مثلا أنجع من تظاهرة هوجاء وخاصة إذا كانت الطلقة موجهة لمن يتشبث باالحياة ويرهب الموت .
2- اللي في كرشو التبن يخاف من النار ، أي أن الأنظمة والأشخاص الذين هم واقفون بفضل ( المساعدات ؟ ) والإكراميات لشيء في نفس يعقوب ، ومنها من دولة ترامب ومن آل سعود ، هم مكبلون لكي لا يقال مشترون .
لا بد من لوم الشعوب والحكام، والواقع؟!
ردود الفعل عند وفاة الغالين علينا معروفة من فجر التاريخ، وايا كانت فهي مجرد ردود فعل على القدر، “ارادة الهية”، ولم يتغير تاريخيا اي شيئ، بقيت حقيقة واقعة، الميت يدفن، ويختفي عن الاحياء. لن يعيده الحداد ولا النواح.. الخ من ردود فعل الاحياء.
حكام العرب مجرد مرابين بقسوة وشذوذ “شايلوك”، تاجر البندقية. قال سيريل كيلر، لا جدوى، ارجوكم احكموا علي بالاعدام، ساعود من جديد الى الجريمة. هل يملك النهر تغييرا لمجراه؟!
الحياة داينماكية، لا تبتل قدميك مرتين بنفس مياه النهر، ومع ذلك يجب التفكير والعمل على تغيير الامور. لم يجد نفعا تحنيط الفراعنه، وما العمل لحصول الهنود الحمر على حقوقهم، او المايا والانكا .. من شعوب امريكا اللاتينية”!
ساحمل روحي على راحتي والقي بها في مهاوي الردى، فاما حياة تسر الصديق واما ممات يغيظ العدى .. التفكير السليم والعمل الصحيح ان تحقق المعادلة: اربح تربح. احيانا لا بد من: اخسر تخسر، فقد فعلها رسول الله، كما يقال، شمشون الجبار.
شيئ محزن ومؤسف، بل محبط تماما!
هناك من آفاق اليوم على خبر ان القدس محتلة فعليا منذ 50 سنة و هى عاصمة إسرائيل منذ أكثر من 35 سنة …..للاجابة على سؤوال القدس لن تعود انتهى الأمر و منذ 50 سنة …. تحيا تونس تحيا الجمهورية