لندن – «القدس العربي»: ما زالت الشكوك تحوم حول مستقبل مهاجم ريال مدريد ألفارو موراتا، بسبب الشائعات التي تتحدث عن إمكانية رحيله عن «سانتياغو بيرنابيو»، هذا الصيف، لرفضه فكرة الجلوس على مقاعد البدلاء، لموسم آخر.
وكان ابن أكاديمية النادي، انتقل إلى صفوف يوفنتوس قبل ثلاثة أعوام، بحثا عن فرصته في «يوفنتوس آرينا»، وحسنا فعل مع سيدة شمال إيطاليا العجوز، على مدار موسمين، سجل خلالهما 27 هدفا من مشاركته في 93 مباراة، والأهم من ذلك أنه فاز بلقبي»سيريا آه» و»كوبا إيطاليا» مرتين، ولعب كذلك نهائي دوري الأبطال، الذي خسره كبير إيطاليا أمام برشلونة في برلين عام 2015.
وتوهج الدولي الإسباني مع «البانكونيري»، دفع رئيس «الميرينغي» فلورنتينو بيريز، لاستعادته مرة أخرى، بتفعيل بند إعادة الشراء، مقابل حوالي 32 مليون جنيه إسترليني، إلا أن صاحب الشأن، لم يُثبت أقدامه في تشكيلة المدرب زين الدين زيدان الأساسية، واكتفى بالمشاركة في 14 مباراة فقط ضمن التشكيلة الأساسية، من أصل 26 مباراة في الليغا، الأمر الذي جعله مادة دسمة بالنسبة لوسائل الإعلام الإنكليزية والإسبانية في الآونة الأخيرة. ووفقا للتقارير المُنتشرة في صحف إنكلترا الكبرى في الأسابيع القليلة الماضية، فإن حاكم «مسرح الأحلام»، جوزيه مورينيو، أعطى إدارة النادي، الضوء الأخضر للحصول على خدمات ألفارو موراتا، ليحل محل السويدي زلاتان إبراهيموفيتش، الذي تخلى عنه النادي، بعد إصابته السيئة بقطع في الرباط الصليبي. والسؤال الآن: هل موراتا هو البديل المثالي للسلطان؟
حتى هذه اللحظة، يُعتبر مستقبل موراتا مع الريال على المحك، كيف لا وعدد دقائق مشاركاته تحت إشراف زيزو لم تتجاوز 1341 دقيقة، وأمر كهذا في عُرف كرة القدم بالنسبة للاعب من أصحاب الجودة العالية بمثابة الصدمة، خاصة وأنه كثيرا ما يتحدث عن حلمه بأن يكون مهاجم إسبانيا الأول في السنوات المقبلة. وربما مقومات وشخصية وموهبة موراتا، تُعطيه أفضلية ليكون المتحدث الرسمي لخط هجوم اللاروخا في قادم المواعيد، لكن مشكلته الرئيسية، تكمن في عدم لعبه بانتظام، كما كان وضعه مع يوفنتوس في موسمي 2014-2015 و2015-2016، وهذه المشكلة أمامه فرصة ذهبية للتخلص منها في الوقت الراهن، إن قبل خوض مغامرة إنكليزية مع مانشستر يونايتد أو تشلسي. وصحيح أن اللاعب اعترف بشكل واضح وصريح في شهر أبريل/ نيسان الماضي، أنه سيبذل كل ما في وسعه، لرد الدين لأنطونيو كونتي، بالعمل معه في فريق واحد في المستقبل، كون صاحب الـ45 عاما، كان سبب قرار ضم موراتا لليوفي عام 2014، ورحل قبل بدء الموسم، بسبب مشاكل مع الإدارة. لكن التوقعات تصب هذه المرة في مصلحة الشياطين الحمر، حتى إذا اضطر لدفع 70 مليون جنيه إسترليني، لحسم الصفقة قبل بدء معسكر الاستعداد للموسم الجديد. لحاجة مورينيو لمهاجم متنوع، يملك حلول داخل منطقة الجزاء وخارجها، كما كان يفعل إبراهيموفيتش في عصره الذهبي، وليس في الفترة التي قضاها مع اليونايتد.
مميزات خليفة زلاتان
يلعب «سبيشال وان» دائما بطريقته المُفضلة 4-2-3-1، وهذه تكاد تكون الطريقة المثالية لأسلوب المُدمر الإسباني، فبعيدا عن طوله المقبول جدا كمهاجم رقم (9)، هو من الأشخاص الذين نُطلق عليهم في منطقتنا العربية «عريض المنكبين»، أي يملك أكتافا عريضة، مع جسد رياضي مثالي، مُسلح بالسرعة وغريزة الهداف القاتل، وهذا تقريبا ما يُريده مورينيو من صفقة الصيف المنتظرة.
وميزة أخرى يتمتع بها موراتا، وتجعله مُرشحا للانفجار مع مورينيو، وهي قدرته الهائلة على الاحتفاظ بالكرة تحت ضغط والتصرف بها بشكل صحيح عندما يكون ظهره للمرمى، وهذا النوع من المهاجمين، كان المُفضل دائما بالنسبة لمورينيو، وبدأ المدرب البرتغالي «تكتيك» رمي الكرة للمهاجم لإعطاء مساحة للآخرين للتسجيل، مع ديرلي في بورتو، ثم مع ديديه دروغبا في السنوات التالية مع البلوز، ودييغو ميليتو في تجربة الإنتر ميلان، ودييغو كوستا في الولاية الثانية مع تشلسي. بالإضافة إلى ذلك، يملك موراتا حل المراوغة في موقف لاعب ضد لاعب أو اثنين، وأيضا قاتل مُحترف بالرأس، وبالنظر إلى أهدافه الـ15 التي سجلها بالقميص الأبيض للريال، سنجد أن هناك ستة أهداف منها بالرأس، وهو سريع في التحركات العرضية لضرب مصيدة التسلل، وهذه في حد ذاتها، ميزة، لم تكن متوافرة لدى هداف الموسم المنقضي إبراهيموفيتش، ولعل أبرز الادلة ما فعله في بايرن ميونيخ في موسم 2015-2016، عندما بعثر خمسة لاعبين من منتصف ملعبه، إلى أن اقترب من منطقة الجزاء، فأهدى كوادرادو تمريرة حريرية، أكملها بهدف عالمي.
الشخصية القوية
من الأشياء الضرورية في مشروع مورينيو للموسم الجديد، ضم مهاجم قادر على صنع الفارق في الأوقات الصعبة، وبالنسبة لموراتا، فسجله في المواعيد الكبرى يتحدث عن نفسه، فمع اليوفي هز شباك ريال مدريد في مباراتي الذهاب والإياب في نصف نهائي دوري الأبطال في نسخة 2015، وأيضا كان صاحب هدف اليوفي الوحيد في شباك برشلونة في نهائي برلين. كذلك في مباراة هدفه المشترك مع كوادرادو، زار شباك نوير، ومع الريال الموسم المنصرم، سجل في شباك نابولي، ومع الهالة الإعلامية التي ستُسلط عليه من قبل الإعلام الإنكليزي، ربما يتحول إلى إيريك كانتونا جديد على يد مورينيو الذي يُقدر هذا النوع بالذات من المهاجمين.
عادل منصور: