الناصرة ـ «القدس العربي»: يؤكد وزير خارجية إسرائيل السابق رئيس حزب «يسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عاجز عن معالجة الملف النووي الإيراني، لأن هذه المهمة كبيرة عليه، داعيا لاستبداله. واعتبر في حديث مسهب لملحق صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس، أن معالجة سليمة للملف الإيراني تقتضي قيادة خلاقة عنيدة وتعرف كيف تتخذ قرارات صعبة وهذه غير متوفرة لدى نتنياهو.
رجل علاقات عامة بارع
وردا على سؤال حول تهديدات نتنياهو الكثيرة باستخدام الخيار العسكري ضد إيران ، قال ليبرمان ساخرا إن الكلب الذي ينبح لا يعض. واتهمه باحتراف الأقوال والبقاء في السلطة بصفته رجل علاقات عامة بارعا. ويؤكد ليبرمان أن كل ذلك لا يكفي لقيادة دولة وحل مشاكلها المستعصية، بل يشير إلى أن إسرائيل تعاني من عدم تبنيها استراتيجية واضحة بالشأنين الإيراني والفلسطيني. وأشار إلى فشله بإقناع المجلس الوزاري بذلك خلال إشغاله وزارة الخارجية. وبنظره يواصل نتنياهو ارتكاب خطأ فادح بخصومته الشخصية المعلنة مع الرئيس باراك أوباما. وأكد عدم وجود إمكانية حقيقية لإحباط اتفاق فيينا بشأن المشروع النووي الإيراني من خلال الكونغرس.
وردا على سؤال حول رفض نتنياهو مقترحا أمريكيا بصفقة مساعدات جديدة وتعاون أمني تعويضا على الاتفاق مع إيران، يؤكد ليبرمان حاجة إسرائيل إلى ذلك حتى بدون الاتفاق مع إيران بسبب تطورات إقليمية خطيرة. وتابع القول «أفرطنا بالحديث عن خيارات مختلفة بالشأن الإيراني حتى لم يعد أحد يأخذنا على محمل الجد واليوم حينما نعود للتلويح بها فإن العالم يضحك علينا «. لكن ليبرمان لا يقلل من خطورة اتفاق فيينا، ويعتبره مرعبا من الناحيتين العملية والأخلاقية ويشبهه باتفاقيتي ميونيخ ورابينتروف- مولتوف خلال الحرب العالمية الثانية وهما رمز التهادن مع النازية.
على ظهر الفرس
ويدلل على ذلك بالإشارة إلى أن دولا غربية تجلس مع مندوبي إيران في وجبات عشاء ويصافحونهم رغم أنها تعلن أن تدمير إسرائيل هدفها الأعلى. ويضيف «وهذا يبث رسالة لكل الأطراف في الشرق الأوسط بأهمية أن تكون قويا وعدوانيا ومتطرفا لأن كل العالم عندئذ يريد التقرب منك». ولذا يرجح ليبرمان أن تشهد المنطقة سباقا للتسلح النووي بمشاركة مصر، وتركيا والسعودية. وهو مقتنع بأن اتفاق فيينا سيقرب المواجهة لأن إيران اليوم تشعر بأنها «على ظهر الفرس « بعدما حولها اتفاق فيينا لدولة عظمى إقليمية ستزداد شهيتها ووقاحتها.
حماس وإيران
ليبرمان الذي سبق وأعلن نيته ببلوغ مقعد رئاسة الحكومة وتحطمت قوته الانتخابية بتراجع حزبه من 15 مقعدا إلى ستة مقاعد في الانتخابات الأخيرة يوجه انتقادات لنتنياهو في مجالات أخرى كالعدوان الأخير على غزة. ويتساءل كيف يمكن للعاجز عن معالجة حماس أن يتدبر أمره في مواجهة إيران؟.. وهل هناك من يتعامل معنا بجدية؟.
ويقول ليبرمان الذي رفض الانضمام لحكومة نتنياهو لقلة ما عرضه عليه، إنه غير مصاب بجنون العظمة لكنه قادر على معالجة الملف الإيراني أفضل من بقية كل السياسيين في إسرائيل.
أسوان وطهران
وتذكره الصحيفة بأنه في عام 2001 هدد بقصف سد أسوان ومدينة طهران، فيسارع إلى القول إنه لم يهدد بل رغب بإبراز قوة ردع إسرائيل في فترة لاحت فيها إشارات أفول نظام حسني مبارك. ويرى أن إسرائيل اليوم فقدت قوة ردعها بالكامل بدليل عجزها عن معالجة حماس وهي على بعد إصبعين منها. ويكشف ليبرمان أنه ذكّر نتنياهو في الصيف الماضي بما أعلنه في 2009 يوم قال إنه كان سيسقط حماس لو أنه رئيس حكومة. وتابع «قلت لنتنياهو إن استنكافك عن إسقاط حماس قبيل الجرف الصامد ( العدوان على غزة في الصيف الماضي) يعني ضربة موجعة لقوة ردع إسرائيل، فإما تدخل الحرب وتنهي المهمة أو لا تفعل أبدا لكن مشكلته أنه يقول شيئا ويفعل العكس.
وقبل الانتخابات الأخيرة قال إن دولة فلسطينية لن تقوم في عهده وسارع بعدها إلى سحب أقواله. وقبيل الانتخابات تحدث عن المواطنين العرب الذين يهرعون بحافلات لصناديق الاقتراع وبعد الانتخابات سارع لدعوة أيمن عودة رئيس المشتركة لمكتبه».
الحكومة تتجه للسقوط
وردا على سؤال لماذا يرى بنفسه الأجدر بمعالجة الملف الإيراني قال ليبرمان إنه مواكب ومدرك له منذ سنوات وإن شخصيته مناسبة. لكنه رفض الكشف عن طريقة مواجهته طهران مكتفيا بالقول إن بحوزته خطة متكاملة. كما يوجه ليبرمان سهامه نحو الصحافيين والمعلقين وينفي ترجيحاتهم بأن مرارتهم تنبع من وجوده في صحراء المعارضة وبأنه بالطريق للائتلاف الحكومي مجددا. ويقول إن عودته للحكومة مشروطة بتغيير اتفاقيات الائتلاف وتبني موقفه في موضوع الدين والدولة والمساواة بالأعباء، معتبرا ذلك غير وارد. بل يرجح أن تسقط حكومة نتنياهو الرابعة في الربيع المقبل.
وديع عواودة