حين تجدد النقاش قبل زمن في تونس حول منع تعدد الزوجات، أتذكر أن دار حوار غاية في العمق يفلسف تداعيات المنع والإباحة، كانت حجة الطرف الديني فيه أن منع التعدد يرمي بالرجل في خطيئة الزنا، وأن إباحة التعدد تعين الرجل في الواقع على إطاعة ربه وإبعاد الحرام عن نفسه وجسده.
أما حجة الطرف المدني فقد أتت عميقة المعنى في فحواها الذي يقول: ليس دور الدولة أن تُعين الناس على تجنب الحرام، ليس هدف الدولة إدخال الناس إلى الجنة، الدولة في الواقع تنظم شؤون الناس الحياتية وتدير أحوالهم الدنيوية. لذا، وقع الرجل في الخطيئة أم لم يقع، استسلم لشهواته أم لم يستسلم، ليس هذا شأن الحكومة ولا هو زاوية قانونية مدنية للدولة أن تنظر فيها. استكمل هذا الطرف حجته قائلا: إن منع التعدد يحمي حقوق الناس في هذه الحياة، من حيث محافظته على التكوين الأسري، وتجنيبه الأسرة الممتدة الخلافات المستقبلية كلها حول الإرث وغيره بين الإخوة غير الأشقاء، حتى أن علاقة الرجل غير الشرعية المخبأة في الظلام، والتي ليس لها تبعات على الأسرة بأكملها، خير ألف مرة من علاقته الشرعية التي تأتي بإمرأة أخرى للأسرة، تغير من معادلتها وتعبث بتوازنها وتضيف إليها شركاء في الإرث سيكونون مصدر خلاف سيمتد ربما لأجيال وأجيال. إرتكزت فكرة حظر التعدد إذا على حماية الطرف الأضعف، المرأة، وحفظ حقوقها وحقوق الأبناء واستقرارهم المستقبلي وهدوء حياتهم الاجتماعية ولو على حساب دخول الرجل بخطيئته النار. فليس من العدل حماية الرجل الأخروية على حساب مصلحة زوجته وأبنائه الدنيوية، وليس هو أصلا الدور المنوط بالدولة ولا المناسب لدنيويتها.
إن هذا المنطق الجريء القوي في إدارة الدولة يرتكز على مفهوم مدني حديث غاية في الأهمية، ألا وهو أن الدولة كيان موجود في الحيز الدنيوي لا الأخروي، إنه معني بشؤون الإنسان على هذه الأرض لا بشؤونه، وهو في بعد وجودي آخر، وهذا المنطق بمفهومه المعاصر هو غاية ما نحتاج اليوم للخروج من مأزقنا الأيديولجي الفكري. لست في الواقع أسوق لمنع تعدد الزوجات أو الأزواج، كلاهما يمارس في المجتمعات الإنسانية وإن كان الأخير بشكل محدود جدًا، فمنطق الحرية واحترام آراء ومعتقدات الآخرين يدفع بالإباحة أكثر من الحظر والمنع، ولكن ما أدفع به هنا هو المَنطَقة المدنية لإقرار القرارات وسن القوانين، أي أن تشرع الدولة وتسن على أساس دراسات اجتماعية وفكرية واقتصادية وسياسية دنيوية وليس على أساس تشريع أخروي، حيث سيكون نتاج هذا التوجه حفظ حقوق ومصالح المواطنين والمقيمين في الدولة دنيويا لا أخرويًا، وهو الدور المنوط بالدولة ولا دور لها غيره. فإن كان تشريع ما ربما يتسبب في وقوع الناس في محظور أخروي ولكنه يحفظ حقوقهم الدنيوية وينظم علاقاتهم ويحمي حرياتهم، فهو، وبلا أدنى شك، التشريع الأًصلح والأصح، ويبقى السعي خلف الدنيا الأخروية سعي شخصي، يقوم عليه الإنسان منفردا وبجهده الشخصي والذي بلاه، حسب اعتقادي، هو لا يستحق المثوبة الأخروية، فأن لا تشرب الخمر لأن الدولة تمنعه لا يثيبك ولا يجعلك مستحقا الجنة، هكذا يقول المنطق البسيط المباشر.
يبقى أن قانون التعدد هو قانون تمييزي، يضع إنسانا في موقع أقوى من نظيره، كما هي حال معظم التشريعات الدينية المتعلقة بالمرأة أو التي تكون المرأة طرفا فيها، فالمرأة تدخل منظومة الزواج وهي الطرف الأضعف، حريتها تصبح ملك زوجها الذي يمكنه أن يبقيها أو يسرحها متى شاء، والذي تصل صلاحياته الى إمكانية أن يسرح زوجته ثم يعيدها لعصمته من دون علمها أو رضاها، وهي تدخل منظومة الزواج بالتزام جسدي متى وأينما طلبها زوجها مقابل الإنفاق عليها، وهي تجلس في هذه المنظومة أسفل سيف معلق فوق رقبتها قد يهبط عليها بإمرأة أخرى في أي لحظة. هل يستطيع الرجل تخيّل هذا الشعور العارم بالإهانة والضعف الناجمين عن وجود قانون يمنح طرفا في العلاقة كل هذه القوة والحقوق؟ هل يستيطيع تخيّل الدخول في علاقة هو الأضعف في ميزانها منذ بدايتها وهو مهدد في مسيرتها باستبداله أو بضم آخرين له ليعملوا جميعا على رضا رب العلاقة ورئيسها؟ هل يستطيع تخيّل الدخول في علاقة فيها واجب جسدي بحت وحقه فيها لقمة وسكن؟ هل يمكن للدولة أن تشرع بين مواطنين متساويين على هذا الأساس؟
إنه وقت إعادة قراءة الشرع وإعـــــادة تفسيره حتى يكون معينا أدبيا وفكريا لقوانــــين الدولة المدنية في حفظ حقوق الناس واستتباب قيم العدالة والمساواة بينهـــــم، وإلى أن يحدث ذلك، فإنه لا يمكن حتى الاستشهاد الفكري والقيمي بالتشريعات الدينية التي تفرق على أساس النوع بين مواطني دولة مدنية لا يمكن التفريق بينهم. وحتى إذا ما تطور الفكر الديني وجاء بقراءات جديدة تواقة لمجاراة القرن الحديث، فإنه يبقى فكرا يستعان به فلسفيا واجتماعيا ولا يدخل أبدا في حيز التشريع المدني المباشر. هكذا، وهكذا فقط تحفظ الحقوق وتستتب قواعد العدالة والمساواة.
د. ابتهال الخطيب
حتي مسألة تعدد الزوجات لجأ بعض فلاسفة الفقة والدين في وضع تفسيرات وتساؤلات في موضوع عدد زوجات الرسول (ص) الاحدي عشر ،وهذا نوع آخر من التعدد ،لكن اللة فرض علينا ان نقيم العدل بين الزوجات الاربع اوثلاثة او اثنان اوحتي واحدة ،بالنسبة للرسول محمد كان عادلاً بين نسائة جميعاً ،فكان في ليلة واحدة يمر علي كل نسائة ويغتسل غسل واحد ،سبحانك اللهم…
السؤال الذي يطرح نفسه في هذه العاجلة وهذا الطرح القييم للدكتورة ابتهال هو, اهل تعدد الزوجات تجري جداوله باتجاه المصبات الصحية ؟! وهل ما ينتج لاحقًا من مسببات ما سبق والزواج بثلات ورباع في دولٍ لا يتجاوز دخل الفرد فيها اكثر من ثلاثة دولارات في اليوم الواحد, كيف يمكن لهذا الزوج ( الفحل ) ان يعيل 20 فردًا في بيتٍ واحد, عفوًا.. في اربعة بيوت !! استحلفكم بالله يا ناكحي مثنى وثلاث ورباع , كيف توزعون حنانكم على هذا العدد الهائل من فلذات الاكباد ؟! وشريكات الأسِرة (جمع سرير) والنوم القرير !! كيف ستكون قدرة الزوج في تنشئتهم وتربيتهم وتعليمهم وتخريجهم لمجابهة المستقبل؟!
الا توافقوني الرأي ان الفقر يولد الجريمة ؟؟ والجهل يولد الارهاب , وكثرة الانجاب في بيئة موبوءة مصيرها الموت من مرض عدم استطاعة الاستيعاب؟!!
كل هذا نتيجته تعدد الزوجات وكثرة الانجاب , فلا توجعوا رؤوسنا بشرعية زواج المثنى وثلاث ورباع, ولا بشرعية زواج المتعة ونكاح الجهاد , فكلها تشريعات لا تصب الا في ممارسة الشهوة الحيوانية ليس الا ؟!!
الولد في الدول المتحضرة يخلق فيها متحررًا من كل القيود, والولد العربي المسلم يولد مغلولًا من دون قيود والسلام.
مح تحياتي وتقديري لفكرك الوقاد د. ابتهال .
رؤوف بدران – فلسطين
في الدول المتحضرة كما تسميها ، هناك علاقة جنسية غير مقيدة خارج الزواج و داخل الزواج ينتج عنها أطفال يعيشون بين ستب داد و ستب مم (مرت اب و زوج أم) و غالبا ان الطفل يكون عنده اكثر من ستب داد او ستب مِم. أليس هذا تعدد؟
المهم تقوم الدولة بدفع المجهود الحربي للعشاق على حساب دافع الضرائب. لو كنت تدفع ٥٠٪ من دخلك ضرائب لكنت غيرت وجهة نظرك.
مشكلتنا اننا لا نقدر أنفسنا و حضارتنا و لا نحاول ان نطور قوانيننا بايجابية. هذه النظرة السلبية و الدونية لانفسنا هي مشكلة، و ان نعتقد ان الاخريين أفضل مننا دائما هده عقدة بحاجة الى تغيير بالوعي و اعادة الثقة بالذات. الهند و الصين يمثلون ثلث سكان العالم و لديهم من المشاكل و الأديان و الهلوسات و العادات و التقاليد و الفقر و الجهل بمئات أضعاف أضعاف العرب و المسلمين و لكن سبحان الله الكاتبة و بعض القرّاء المرام لا يرو عيوبهم و دائما نقارن أنفسنا بالغرب فقط. الغرب الذي نهض حضاريا و اقتصاديا و لكن لست متأكد بعد من انه نهض انسانيا لأن ضحايا الغرب خلال حروب القرن الماضي فاقت ١٠٠ مليون في أوروبا و ٣٠ مليون في الهند و ملايين اخرى في اجزاء اخرى من العالم مثل فيتنام و فلسطين ناهيك عن احتلال العراق و إفقار افريقيا و نهبها و دعم الدكتاتوريات في العالم و افشال ثورات التحرر الديمقراطي في الشرق الأوسط.
لماذا نريد ان نكون مثلهم ؟ لماذا لا نطور و نبني ما لدينا و هويتنا العربية الاسلامية بثقة و إيمان !
للتوضيح فقط…في المغرب جعل المشرع مسالة الاذن بالتعدد في يد المحكمة-القضاء- بناء على طلب معلل… ومن خلال جلسات متعددة في الغالب…ولايعطى هذا الاذن الا اذا كان الشخص مؤهلا من الناحية المالية وملتزما بحقوق الزوجة الاولى والاولاد…، مع ضرورة تبليغ تلك الزوجة بالموضوع ومنحها الحق في الاستمرار في العلاقة الزوجية او رفض ذلك مع تمتيعها بكل مستحقاتها…ويراعى ايضا في هذا الموضوع الاسباب الضرورية للاستجابة لهذا الطلب الاستثناءي…ومنها الاسباب الصحية…، وهذا توجه تم استمداده من اراء وفتاوي فقهية معتمدة في المذاهب المعروفة….مما يعني ان الاصل في الشريعة هو عدم التعدد. وما يقال بخلاف ذلك فهو من باب الاعتماد على الاراء المزاجية التي تنطلق من غايات واهداف لا علاقة لها بجوهر الدين ومقاصد الشريعة….واكرر مرة اخرى ان اسوء انواع التعدد هو الممارس كامر واقع تحت شعار الحرية والتحرر…بدون اي قيد او التزام مادي او اخلاقي او قانوني …وقد استفحل الامر الى درجة التباهي بعدد العلاقات المفتوحة التي يتم تشكيلها على مدار اليوم واعتمادا على وساءل التواصل الحديثة في كثير من الاحوال…والضحايا في الغالب هم الفتيات والابناء الذين يتم انجابهم نتيجة لذلك سواء كان ذلك في الشرق او الغرب.
طبيعة الرجل التعدد الجنسي عكس المرأة ونرى ذلك في دور البغاء حيث مرتادوها رجال وبضاعتها النساء .. فالنهج الاسلامي بالسماح بالتعدد يحمي المجتمعات من انتشار الفايروسات القاتلة كالايدز ويحمي المجتمعات من الاطفال الغير شرعيين و المشردين .. هذه المشكلات الدولة منوطة بالاهتمام بها صحيا و اجتماعيا … اما منع التعدد ان كان يحمي الارث من وجهة نظرك فهو لايعالج مشاكل العوانس و الارامل و المطلقات بل ويسبب مخاطر على الامن الصحي للمجتمع وعلى التوازن الاجتماعي حيث يكثر الابناء الغير شرعيين كما في دول الغرب وبالتالي يكثر المشردون و الناس بلا هوية … احتراما للمرأة و الطفل و المجتمع يجب ان يكون هناك تعدد حيث ان الزواج يصنف تحت العلاقات الانسانية الاجتماعية التي يمكن ان تضبط وتقنن ,, بينما الشهوات الفطرية لايمكن ان تقنن وتضبط ولا يمكن السيطرة عليها الا بالطريقة الاسلامية … ارجو النظر بعين الاعتبار لهذا الرد ,, ومناقشته ان احببت ذلك
حقيقة هو امر واحد محير في تعليق الاخوة حول التعدد لماذا يجب ان يكون هناك تعدد وذلك حماية للرجل من الخليلات وهل كل الرجال المتزوجين من امراة واحدة لهم عشيقات خارج اطار الزوجية ثم هناك نساء متزوجات ولديهن عشاق من الرجال فلماذا لا نبيح تعدد الازواج لنفس السبب.
@سلام عادل: هؤلاء ليس لهم حلول لأزمة المجتمع و لا يستطيعون أن يقولوا بصراحة نحن نريد تطبيق شرع الله بحذافيره صراحتا و يدافعون عن ذالك صراحتا…..بل كلما طرحت مشكلة اجتماعية … اما علمانية و كفر و الحاد و غرب كافر او دعارة وفساد و فسق…..نفس الألفاظ التى لا تقدم اية اضافة .تحيا تونس تحيا الجمهورية
النقطة التي تغفلها الكاتبة في معظم مقالاتها هي أن غالبية البشرية تواقون إلى بعض الروحانية لأسباب عدة أهمها:
أولاً أثبت التاريخ البشري بأن أنانية الإنسان ووحشيته تتعاظم بغياب القيم الروحية. رغم كل التقدم الديمقراطي حول العالم, لا يزال الذي يتحكم بالعالم هم الأغنياء الجشعين, حيث البعض منهم في أمريكا يطالبون بإلغاء التعليم المجاني والرعاية الصحية. ورغم أن الإباحية والإلحاد منتشرين في أمريكا, إلا أن الإحصاءات أثبتت أن 80% من الأمريكيين مع التدين. وحزب ميراكل المسيحي الذي لا زال يحكم ألمانيا هو أكبر دليل أن الدين سيبقى ظل البشرية لأنه يخفف من التوحش والأنانية الحيوانية الموجودة في داخل كل إنسان. الإتحاد السوفيتي عمل لعقود ضد الدين, ثم انتصر الدين وأضحى المستشار الأول للسيد بوتن الذي أعلن دفاعه عن الأرثوذوكس في الوطن العربي.
ثانياً الإنسان مقهور بالموت, ومقهور بعدم معرفته من أين أتى الكون وماهي أبعاده وماهي نهايته, وفوق كل هذا الأغنياء والأقوياء المتوحشين هم من يتحكمون في معظم الأمور, لذا الإنسان بحاجة إلى بطارية روحانية تساعده على شحن عزيمته لمقاومة الطغيان والظلم والتوحش.
ثالثاً بالرغم من أن كل دين قد بدأ كنهر ذو ماء عذب يشفي الإنسان من الظلم, إلا ان توحش البشرية عكرت هذا النهر رمت فيها أنانياتها القذرة فتحول النهر إلى مصدر للروائح الكريهة وربما السام في بعض الأحيان, إلا أن الحل ليس بتجفيف هذا النهر, وإنما بتنقيته والحفاظ على عزوبته قدر الإمكان, وهذا لن يتم على يد الملحدين, وإنما علي يد العقلانيين من المتدينين. إن رفع الصوت عالياً وبإحتقار في وجه المتدينين من قبل بعض الملحدين, لن يزيد المتدينين إلا تعصباً وتطرفاً في وجه الملحدين.
التتمة تتبع في التعليق الثاني:
تتمة التعليق أعلاه:
رابعاً إن الاديان جميعاً أتت لأهداف سياسية كي توقف توحش الإستبداد والطغيان, فمن يطالب بإبعاد الدين عن السياسة, هو عملياً يطالب بشنق الدين ورميه في مزبلة النفايات. هناك فرق بين أن تكون مساهمة الدين في السياسة مرتكزة على صناديق الإنتخابات كي لا يتحول الدين إلى عصا استبدادية, وبين أن يكون الدين مفروضاً من طاغية كي يفرض سلطته على الشعوب ظلماً وبهتاناً. رغم كل سلبيات ترامب التوحشية, إلا أنه أعاد الإحتفالات الدينية إلى البيت الأبيض ديمقراطياً وليس استبدادياً, وهذا حق للشعب الأمريكي الذي غالبيته يؤيد ذلك. فلا يحق لأقلية في أمريكا أن تمنع الشعب الأمريكي من الإحتفالات الدينية في البيت الأبيض. وكذلك في الهند إن الهندوس ديمقراطياً يحتفلون بمناسباتهم الدينية رسمياً في الدولة, فكيف لبعض الملحدين العرب يريدون أن يقضون على الإسلام قضاءاً مبرماً متهمين الإسلام بالتخلف, بينما العالم يجمع بأن الإسلام متقدم كثيراً عن كثير من الأديان؟
كل شعب في العالم ينال الحكومة التي يستحقها. قالها ونستون تشرشل ( رئيس وزراء بريطانيا الأسبق ) . كانت ولاتزال صالحة الإستعمال والتاريخ لن يرحم المتقوقعين.
الدوله من المفروض منطقيا ان يتداول على بناء مؤسساتها افراد المجتمع الحاضرين من خلال ممثليهم في البرلمان .. فمثلا .. انا اؤمن بحق الفرد من التقدم لاستحقاق التمثيل وفق اسس فكريه وايمانيات ومخطط مشاريع و روئ قد يشاركه فيها افراد اخرون في هذا العالم .. فمثلا .. هذا الفرد قد يؤمن بما في الكتب السماويه .. وذاك قد يؤمن بما في كتب البشر سواء كان اسمهم البخاري او الكافي او بولص او يهودا او دزرائيلي او ماركس او الشافعي او جورج واشنطن .. الخ .. الله عز وجل في خطاب للفرد يقول (لا اكراه في الدين) .. فكما لا يحق لاحد ان يكره الناس على الا يكونوا مسلمين لماركس .. كذالك لا يحق لاحد ان يكره الناس على الا يكونوا مسلمين لله .. فاذا اجتمع الطرفان فالامر وفق الشرع و المنطق للبرلمان .
وصلت للتو من قادما من هلسنكي وقد قرأت المقال والتعليقات في الطائرة. الحقيقة أختي ابتهال وجدت المقال والتعليقات مفيدة جدا لأننا ننتعلم أن هذا الصراع الايديولوجي لتكسير عظام الأخر لايفيد ولايقدمنا خطوة واحدة إلى الأمام. فها نحن في الواقع تتكسر عظامنا ونعود إلى عهود الانحطاط. صحيح أن الكاتبة ختمت المقال بطريقة تعليمية نموذجية بعد أن قدمت وجهة نظر طرفين متصارعين وقد ذكّرني ذلك بالإتجاه المعاكس لفيصل القاسم. لكن هذا الجدال الإيديولوجي العقيم لايجدي نفعا, حيث أن الايديولوجيات لايهمها إلا ذاتها. صياغة القوانين وبناء الدولة الحديثة لايمكن أن يحصل بشكل سليم إلا إذا كان تطويري (كما قال الأخ ميشيل) وتراعي الواقع الاجتماعي الذي يتطور باستمرار. وهذا فارق أساسي عن الخطاب الايديولوجي الديني ولكن أيضا فارق أساسي عن الخطاب الايديولوجي العلماني لأنه لاينطلق من مبدا رفض الأخر من الأساس ويتم بتعاون مع جميع الاطراف للوصول إلى بر الأمان. لتوصيل الفكرة واقعيا إليكم هذا المثال للشخصي. أنا لا أومن بتعدد الزوجات طبعا كوني أومن ببناء الدولة الحديثة لكن بالتأكيد بلا تنظير أيديولوجي. أختي كانت مطلقة ولها أطفال من زوجها, وعادت إلىينا إلى القرية. لكن صدف أن رجل متزوج من قرية قريبة وزوجته لاتنجب أطفال بتقرير واضح من الأطباء. بعد موافقة الأهل والزوجة الاولى تم أخيرا زواج أختي من الرجل وانجبت منه أطفال وحتى أن الزوجة الأولى كانت دائما سعيدة بلقاء أطفال زوجها وتحبهم كأنهم أطفالها, لم يحصل على حد علمي (لأني أنا في ألمانيا) مايعكر صفو هذا الإتفاق الانساني. بالنسبة لي لم يكن من حقي منذ البداية أن أرفض هكذا زواج, فالزوج وأختي وزوجته الأولى هم أصحاب الحق ومتفقون,لكن هذه التجربة علمتني الكثير. لأن ننظر إلى الواقع لايجاد الحلول لا ننجز القوانيين (مهما كانت نظريا ) لفرض واقع معين فالشيوعية حاولت باقصى ماتستطيع, والاستبداد والقمع والتسلط لايجلب إلا الخراب, أكان ديني أو علماني أو حتي من كوكب آخر!. الحديث طبعا طويل وهذه فقط بعض الأفكار.