هناك إخفاق مالي عربي واضح. السبب بسيط ولا يحتاج إلى معرفة كبيرة: ماذا فعل العرب ببلايين الدولارات التي تدخل خزيناتهم، أو تذهب نحو الخزينات الغربية؟ فهم من أغنى الأمم بلا منازع، وربما كانوا أغناهم.
لكن ماذا فعلوا بكل هذه الكتل المالية؟ حتى لا نكون عدميين، هناك الكثير من المكاسب التي حققت عربيا في النصف قرن الأخير، بفضل هذا المال على الصعيد الاجتماعي والعمراني والثقافي والتكويني. من يزور بعض العواصم العربية سيلاحظ بسهولة بأن جزءا من هذا المال سخر إيجابيا. لكن في عالم جشع، تحكمه القوة والطغيان ومنطق السيطرة، نتساءل: ماذا فعل ويفعل العرب استراتيجيا بهذا المال الفائض الذي لن يوجد غدا، لأننا نعرف سلفا بأنه ليس نتيجة محصلة اقتصادية وجهد إنتاجي، لكنه هبة طبيعية متأتية من النفط.
أتذكر تحليل خبير عربي قبل سنوات جاء ليدحض فكرة نفاد النفط فقال: ليكن. للعرب الطاقة البديلة، الشمسية التي لا تنفد. ونسي المسكين أن هذه الطاقة لا تدخل البيوت إلا وفق عمليات تكنولوجية وعلمية معقدة لا نملكها اليوم، ولا حتى غدا بسبب غياب أية إستراتيجية في هذا السياق. نعرف أيضا حقيقة أخرى هو أن المال الذي تسيطر عليه بعض البنوك العالمية، هو العصب الأساسي لسير اقتصادات الدول.
لهذا يسبقنا السؤال هل وجد هذا المال طريقه نحو بلورة استراتيجيات خاصة لحماية الوطن العربي من الموت البطيء الذي يتهدده عندما تجف آبار النفط الكريمة؟ وهي حتما في طريقها إلى ذلك. ماذا فعل العرب لحماية أنفسهم من كل الطوارئ العسكرية والطبيعية؟ هل أملوا شروطهم على القوى العظمى لتحويل التكنولوجيا مقابل الطاقة والسيولة المالية؟ السيطرة على التكنولوجيا ليست ترفا ولكنها أمر أساسي ومهم لتحقيق ذاتية حقيقية تسمح للدول العربية بتكوين كيان خاص مستقل تكنولوجيا.
هكذا فعلت الدول الصاعدة وهكذا فعلت الصين التي تشكل اليوم قوة اقتصادية عالمية لا أحد يستطيع حيالها الشيء الكثير. الآليات المتضررة والمصانع العربية وغيرها خاضعة إلى اليوم ليد الغير. لتصليح أي عطل بسيط، يحتاج العرب إلى أن يأتوا بالخبير الأجنبي للتصليح، إذ لا يُمنح العرب حق السيطرة على التكنولوجيا السلمية البسيطة فما بالك بالتكنولوجيا العسكرية الردعية التي لا يمكن حلها إلا بتجريد المنطقة كلها من السلاح النووي وإلا سيظل العرب تحت رحمة عدو يتهددهم في حياتهم وأرضهم وخيراتهم حاضرا ومستقبلا.
وإلا كيف يقبل العرب بهذا اللاتوازن الخطير؟ لا نقصد بالحديث عن الحماية الجانب العسكري الشكلي، العرب هم من أكثر دول المعمورة تسلحا وهم زبائن نشيطون في أسواق السلاح العالمية ويوفر نسغا حياتيا لمختلف اللوبهات العسكرية الأمريكية والأوروبية وغيرها. يشتري العرب الطائرات والدبابات والحوّامات المتطورة نسبيا، وكل أدوات الفتك الحديثة، لكنها ليست بكل تأكيد سقف التكنولوجيا التي تقلب الموازين مع الجارة إسرائيل في ظل رقابة صهيونية عالمية مبثوثة في المعمورة حيث لا شيء يمر بدون أن تصل تفاصيله إلى رقابتها، فتحطمه إذا رأت ضرورة لذلك، في ممارسة غطرسية عالمية لا يحكمها إلا منطق القوة. هذه الأسلحة إما أن تستخدم ضد الشعوب العربية بشكل داخلي أو بيني كما رأينا ذلك بشكل نشيط في ثورات ربيع التمزقات الكبرى، أو في استعراضات سنوية بمناسبات الاستقلالات ولتخويف الجار العربي. أو تبقى معرضة للصدأ إذا لم توضع تحت تصرف بعض الحركات الإسلاموية المتطرفة كداعش وأخواتها لتدمير ذاتي غير مسبوق، في ظل خلافات شخصية أو طائفية أو حدودية. لم تعد إسرائيل المغتصبة للأراضي العربية عدوا يجب التفكير في معادلة سلاحه على الأقل، كما كان ذلك من قبل. ربما لأن الخارطة الجيوسياسية تغيرت عميقا، لكن العامل العدواني والتوسعي لدى إسرائيل لم يتغير أبدا. في الجانب الوجودي نفسه كل الدول تملك خرائط لمياهها الظاهرة والجوفية لأنها تدرك أن الماء شيء استراتيجي ووجودي. فهو مادة حيوية وغير متجددة لهذا وجب الحفاظ عليها. المال العربي مهم في هذا السياق لأنه يمكن العرب من السيطرة على تكنولوجيا كم هم في حاجة ماسة إليها اليوم وفي الغد القريب الذي ينذر بحروب مدمرة هي على الأبواب، الحالة المصرية واليمنية درس يستحق التأمل. مدن عربية كثيرة مرشحة للزوال في وقت قريب. لقد أنجزت إسرائيل خرائط شديدة الدقة لتجبر حائط العار أن يمر بشكل ثعباني على الأراضي الفلسطينية لكي لا تترك أية قطرة ماء للدولة الفلسطينية المرتسمة في الأفق ولا حتى للبنان والأردن وسوريا. هناك عقل يفكر ليس فقط في الراهن ولكن أيضا في مآلات المستقبل. من حق العرب وبفضل مالهم أن يفرضوا شروطهم على الآخر الذي يتعاملون معه. وهذا الآخر عندما يلمس الإرادة الحقيقية ينصاع للإرادة العربية الصارمة لأن مصالحه تصبح مهددة في هذه الحالة. هدد بوش بأن يجعل من العراق بلدا بدائيا في السنوات القادمة، وقد نفذ وعيده وها هو العراق الكبير حضاريا وثقافيا يموت كل يوم قليلا.
ماذا لو امتلك العرب شبكة تغطية عسكرية حقيقية من الردارات والطائرات ومحطات الرصد المبكر؟ قد يبدو هذا الكلام خرافيا ولكنه الحقيقة التي لا يمكننا أن نفكر في غيرها. حرب غزة يمكن أن تشكل درسا حقيقا خارج الخلافات العربية لأن مصيرهم مشترك. لا يمكن لدولة عدوانية صغيرة أن تهيمن أبديا على سماء 300 مليون عربي وتصول وتجول كما يحلو لها. ماذا لو كان للعرب بنية أسياسة عسكرية مشتركة لأنهم عرضة لنفس عمليات الإفناء؟ سلاح طيران حقيقي وتغطية كاملة لسمائهم فقط، يفرضونها بأموالهم، هل كانت إسرائيل تفعل ما تفعله اليوم تجاه العرب؟ تضرب المفاعلات قبل بنائها، حالة العراق وسوريا مثلا وهي المالكة لترسانة عسكرية نووية، تقتل العلماء لكي لا ينشئوا حالة من الاستقلال العسكري، النووي وغيره. العالم لا يسمع إلا للقوي والأذكى، وإلا سيظل هذا المال يتبخر في كل ثانية في الفراغات أو الإنجازات الثانوية، إلى يوم تنفذ الخيرات الطبيعية ويعود العرب إلى بدائيتهم الأولى بصراعاتهم وتقتيل بعضهم البعض على قطرة ماء أو نخلة عجفاء. من حق العربي القادم أن يحلم بوضع أفضل وأضمن وأجمل. ليس من حق الأجيال الحاضرة أن تبدد مال الأجيال القادمة.
ماذا سيترك العرب لأجيال القرن القادم الذي ينذر بتحولات خطيرة نرى ارتساماتها اليوم؟ لا شيء، إذا استمر الوضع على ما هو عليه، إلا التفقير، والحروب الأخوية، وحروب الماء المدمرة وتفكك تدريجي لما هو قائم الآن مما نسميه اصطلاحا فقط دولة. كيف سيكون 2084 القادم؟ لن يجيب عن هذا جورج أورويل، لكن نحن جميعا الذين خرجنا من صلب هذه الأرض الكبيرة التي تملك كل خيرات التطور والتنور والبناء والسعادة الممكنة.
واسيني الأعرج
ربما ينسى الكاتب أن الدول العربية المالكة للمال حاليا ليست سوى محطات وقود. يمكن أن تستنسخ حضارة ولكن لايمكنها انتاج حضارة. اسرائيل لديها الخبرة و الدكاء الازم لشغلها مع العرب في حرب استنزاف لا تنتهي لكلا الطرفين. فاسرائيل ليست أحب للغربين من العرب. من يجهل دالك يجهل التاريخ القريب و البعيد. و ليسأل نفسه لمادا قرر الغرب انشاء اسرائيل في الشرق بينما هم غالبية في الغرب وفي أوروبا تحديدا. انه نقاش طويل. خلاصة القول أن ثروة العرب ليست في محطات البنزين. انها في حضارتهم التي تتعرض لللاتلاف. العرب أنجبوا فلاسفة و أدباء كان لهم تأثير في مسار الحضارة الانسانية وليس بائعي وقود في محطات البنزين.
ان المال العربي نسمع به وتسمع به الشعوب ان هاك فائض في الميزانيات ، ولا ترى ا لنور ، وخا صة من الدول النفطية ، التي تتربع فائضيا على دول العالم‘ ولم تظهر هذه الزوائد للشعوب ، نحن لا ننكر ان هناك بعض التحسن الطفيف في البنيات التحتية الخجولة ‘ والتي تظهر علينا لا بسة ثوب مخروم لا يكسيها ، وتبقى شبه عارية ‘ والشعوب مقفرة وتشكي العدم وقلة ما باليد ، وهذه اشعوب طالبت ونادت لعل احد يلتفت لها ، ولكن جميع الاذان مصابه بصمم ومرض عضال ‘ ان الله سبحاتة وتعالي قال واظهروا نعمتي عليكم ‘ ولكن للاسف الشديد هذه النعم ، بل حمر النعم ، تظهر للسلاطين يبذروا فيها ، وتوزع وتنثر هباء منثورا ، ونسوا شعوبهم تعاني وتأن تحت وطأت الفقر اللعين ، والهم البعيد الذي اصبح مرافقا وملازما لهم ، وهرب منهم الامل الذي كانوا يحلمون به ان يأتي في ثوب فرائحي عليهم ، ولادهى والامر ان الزعماء والسلاطين لم يكتفوا طول السنين الماضية ، واصبحوا مسعورين ماديا ، وخزائنهم وحساباتهم المالية ترزخ بالاموال / لا حسد ، ولكن للشعوب حق في هذه الهبات الربانية، وان يسعدوا شعوبهم ، لان هذه الشعوب هى العتاد للوطن وذخيرته في الصعاب ، ولكن ما يحدث مستغرب ومستنكر وليس له مبرر ‘ ان يجثموا على مدخرات الاوطان لاهم استهلكوا في التطوير ، ولا في التوظيف والتجيد ، ولا امتعوا به المواطنين ، فعليهم ان يتذكروا ويشكروا المتفضل بهذه النعم وان يسعدوا شعوبهم ، وان يتركوا نهمهم وجشعهم ، وحب الذات والعلو والغطرسة الرئاسية لانه لايدوم الا الله وسيرحلوا عن المعمورة ويحاسبوا من الله ان لم يحاسبوا من الشعوب لخوفهم وضعفهم وذلهم ان ينكل بهم ‘ او تخرج هذه الشعوب عن صمتها وتفور كفور بركان كان خامدا ، ويصب حممه ويكتوي بها الجميع ، ولا ينفغ لا مضمد ولا طبين.
أحسنت أخانا واسيني فيما قلت وحللت، لم نملك شيئا يذكر اليوم سوي تزكية الماضي والافتخار به علي اننا خير أمة اخرجت للناس، بل أكثر من ذلك لقد تخلفنا أكثر بعد استقلالنا غن غيرنا، علي الأقل كنا نملك مشروعا تنمويا في أذهاننا نطمج إليه بعد خروج من احتلوا أراضينا وحكمونا مآت السنين، هذا المشروع الخيالي الوهمي هو الذي حـــفز فينا مطاردة الأجنبي فتغلبنا عليه بفعل طموحاتنا لنصبح دولة قوية نأكل مماا توفر لدينا وحملته سواعدنا، حالنا اليوم يحتاج إلي الشفقة، شباب عاطل، تكنولوجيا متخلفة، نسمع عن غيرنا فيما أنتجوا ، اخترعوا وحققوا، نندهش كما كنا أيام احتلالنا، ورحم الله ذلك الذي ترك كنابا اختار له عنوان: يسأل رفاقه في السلاح الذين أمسكوا بالجكم وازدهوا بالسلطة، يقول لهم في هذاالعنوان الذي هو كاف عن الزيادة والتعليق: مـــاذا فعـــــــلتم بــالاستقلال ؟؟؟؟ مصيبنا اكثر مما نقول ونتوقع، نتغني بالوطن، حب الوطن وحرمته،ولا نعرف لغنائنا معني ولا وزنا أن الوطن شيء آخر غير المدح والغناء، لاقيمة لنا ولا في أذهاننا احترام الوقت وتطبيقه في مجال العمل اليومي والتنمية الشاملة، يلتحق الموظف بمكتبه ساعة بعد وقته المحدد، بغادره ساعة قبل انتهائه، نصرف زمننا اليومي ثرثرة في المقاهي والتسكع في الشوارع، حديثنا يجري عن الكرة وفوز فريق علي آخر ولماذا؟ وكأنه فراغ سلطوي أو يكاد ، نمشي بلا أمل ولا فائدة ترجي والحل لازال بعيد المنال وأخيرا ماذا نفعل وما فائدة سلاحا تقتنيه دولنا إذا لم تخافه إسرائيل وتحسب له الحساب وهي تعرف حالنا وتعرف مافينا من تراخ وكسل سوي أناشيد وخطب وتنديد بالعدوان كلما حل العدوان، إلي أيــن ؟؟؟؟؟؟