تونس – «القدس العربي»: دعا مؤرّخ تونسي سلطات بلاده إلى وضع تماثيل لأغلب الشخصيات التي أدت دورا هاما في تاريخ البلاد، معتبرا أن هذا الأمر هو أفضل طريقة لتعريف الأجيال الجديد بتاريخ بلادها.
وكتب الباحث والمؤرخ د. عبد اللطيف الحنّاشي على صفحته في موقع «فيسبوك»: «لماذا لا توجد تماثيل في العاصمة لبعض الرموز التي لعبت دورا وطنيا محوريا في النضال الوطني العام ومنها على سبيل المثال: الشيخ عبد العزيز الثعالبي وصالح بن يوسف والباهي الأدغم ومحمد عليّ الحامي والطاهر الحداد وأبو القاسم الشابي ومحمود المسعدي وغيرهم، فهذا الجيل بحاجة لمعرفة تاريخه ولرموزه الوطنية في المجالات المختلفة».
وأثار مقترح الحناشي ردود فعل متفاوتة، حيث تفاعل معه عشرات النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، وكتب أحدهم «تونس لا تعطي أهمية لرجالها ومثقفيها. فوزارة الثقافة تمنح 500 الف دينار (200 ألف دولار) لفيلم لا يشاهده سوى المخرج وممثلوه، وتعطي 30 الف لكاتب سيناريو تافه و5000 دينار لأغنية نشاز، مع عدم احتساب المهرجانات الصيفية»، وأضاف آخر «الفكرة جيدة شريطة ان يتم الاشتغال عليها بكل حرفية من حيث التعريف بالشخصية الوطنية وتقديمها للمواطنين بطريقة علمية وبيداغوجية».
وعبر آخرون عن رفضهم لهذا المقترح، حيث كتب أحدهم « كفانا اصناما يا دكتور عبد اللطيف، ثمة أناس لا يجدون ما يأكلون»، وأضاف آخر «يوم يتم نصب اي تمثال سيخرج جميع الشعبويين يطالبون بنصيبهم في التنمية، وسيقوم الأصوليون بتحطيم التماثيل الوثنية»، وتابع ثالث على سبيل التهكم «هذه دعوة خطيرة يا دكتور! التماثيل بها شيء من الشرك وتقترِّب من الكفر، اللهم الا اذا كنت ضد «الربيع» العربي او غيره من الفصول الأربعة وهذه ايضا بدعة!».
وكانت السلطات التونسية لجأت مؤخرا إلى وضع عدد من التماثيل الجديدة للرئيس الراحل الحبيب بورقيبة في العاصمة ومناطق أخرى من البلاد، وهو ما قوبل برفض كبير، حيث اتـهم البعـض السلطات بتبديد المال العام و«التنـكر» للرموز الوطـنية الأخرى في البـلاد.