طرحت السؤال على نفسي وأنا أتابع درسا في الدين الإسلامي لشيخ يتحدث بإنكليزية جيدة، ببذلته الأنيقة، وتصفيفة شعره الجميلة، ومكتبه المرتب. جهاز الآيباد أمامه، وأشياؤه الثمينة حوله، مشهد لو قطع عنه الصوت لمنحنا شعورا بالطمأنينة والإعجاب والاعتقاد بأن الرّجل متحضر ومثقف )خاصة أنه يضع نظارة المثقفين).
يأتي صوت الرّجل شارحا جزءا من آية من سورة البقرة، وهي الآية التاسعة والأربعون بعد المئتين: «كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين»، يشير إلى أن القصة ورواية التاريخ من أسس القرآن الكريم، لأن الله يريد تعليم الإنسان تاريخه، ولا يتم ذلك إلا برواية القصص، ثم يقفز مباشرة إلى حروب الردة، ويربط الآية بتلك الحروب، وبقرار أبي بكر بردع كل مرتد بالقوة وإعادته إلى السلطة الإسلامية، حتى تلك الفئة التي أثارت الأسئلة من علماء ذلك الزمان، قمعت وتم إخراسها – أؤكد على كلمة «علماء» لأنها وردت في كلامه هكذا صريحة وواضحة – وفي خلال هذا الدرس العجيب باللغة الأجنبية يسهب الشيخ: المودرن» بالإشادة بحكمة أبي بكر، لقمع أي شكل من أشكل الخروج عن جناح حكمه.
أعرف سلفا ردات الفعل المختلفة التي ستبرر للشيخ المفرنج كلامه، لكن أسئلتي انبثقت من كل محتويات درسه، فهل يمكن شرح آية قرآنية بفصلها عن سياقها التاريخي والسيّاق الذي وردت فيه؟ وهل يمكن أخذها كقاعدة تصلح لكل زمان ومكان وإسقاطها على كل مسلم يحمل السيف ويعلن الجهاد ضد كل من يعتقده مرتدا؟ هل قمع العلماء من طرف الحاكم سلوك يجب الاقتداء به؟ ومن هم «العلماء» الذين قصدهم شيخ الإنكليزية؟ كيف يقاس العالم عالما، إن كان حاكم تلك الحقبة يحق له أن ينسف محتويات رأسه؟ وهل الحاكم خليفة كان أو قائد جيش لديه من الحكمة ما يخوّله «فرم» من يخالفه بالسلاح؟ ولماذا اللجوء للحرب والسلاح، ما دام الدين الذي ندين به «أُتمم لنا» بالقرآن لنقرأه لا لنستعمل لغة الإنسان البدائي بدلا منه.
هذا الخطاب الموجه اليوم للمسلمين في الغرب ـ تحديدا للمهاجرين ولأبنائهم ومن يحتك بهم ـ من طرف أشخاص متعلمين، يتقنون اللغة الأجنبية، ولا يتقنون قراءة النص القرآني إلا كما وصلهم حسب تفسيرات ارتبطت بالسياسي أكثر من ارتباطها بالديني الروحاني، ما موقعهم في خريطة ثقافتنا الدينية؟ ما موقع هذا الرّجل الذي يعيد تكرار سرد الغزوات والأخطاء العربية بحذافيرها بالتبريرات نفسها؟ هل يمكن اعتباره دليلا إسلاميا يقرب فكرة الإسلام الكونية للآخر؟ أم أنّ وظيفته مقتصرة على إبقاء المسلم حيثما يكون في الدائرة القبلية والإثنية الأولى التي انبثق منها؟
هل يريد شرح الدين حسب رؤية تنويرية؟ أم أنه يكرّس للسائد الرديء؟ هل يخاطب متلقيا يدرك سلفا مدى جهله؟ أم أنه يخاطب متلقيا لديه القدرة على مناقشته؟ والجواب كامن في الخطاب نفسه ونوعه وفي كل ذلك الخلط بين المرويات؟ فالمتحدث خلال ثلاث وأربعين دقيقة كان يقفز بين مواضيع كثيرة، كلها مستقاة من تراثنا الإسلامي غير المنقح، وكلها تصب في خانة الجزء الصغير من الآية نفسها، بدون تلقي أي سؤال من الجماعة التي نسمع همهماتها ولا نعرف مدى فهمها لما يقال، ومدى اطلاعها عليه من باب الفضول على الأقل.
لماذا لم تكن اللغة الأجنبية التي توصف اليوم بلغة العلوم والتكنولوجيا معبرا قويا بين مجتمعين وثقافتين ورابطا بين اللب الروحي للإسلام والتطور العلمي للغرب؟
طرحت السؤال أيضا من باب محمولات اللغة وأثقالها، التي ناقشتها بشكل مقتضب في مقال سابق، وجاءتني عليه مداخلات جيدة، منها ما أعتبره إضافة ثمينة لي، ولعلّي أحببت مقولة فريد حيدر حين كتب معقبا: «إن اللغة تقوى بقوة أهلها وتضعف بضعفهم» وعلى ما يبدو فإن العقل يضعف قبل اللغة ويقوى حسب وضع أهله، وإلا كيف نفسر هذا السقوط لفئات تولد وتعيش في حضن الثقافة المنتصرة واللغة السائدة، ويفترض أنها متشبِّعة بثقافة الآخر، ومع هذا تنبثق من أعماقها حمم من بقايا هزائمنا القديمة وتراثياتنا المغلوطة وتغطي كل ما هو مرئي وواضح؟
أين الجبروت العلمي الذي بلغناه في أزمان مضت؟ لماذا لا تطفو على السّطح بعض أسسه ومناهجه وقواعده؟ لماذا العودة لكل ما هو مرتبط بحياة الدروشة والسقوط في دروبها الحالكة؟ والذهاب نحو الخيارات الصعبة مثل، إعادة قراءة التراث بدون التأمل فيه؟ ما معنى تجريد الحقيقة القرآنية من جوهرها واستعارة مفهوم فضفاض يغرس الوهم في العقل العربي؟ أكاد أفقد عقلي وأنا أرى البديهيات تتحوّل إلى خرافات وأساطير محبوسة في قاموسنا اللغوي، حتى صنفت اللغة العربية اليوم بلغة الإرهاب، ولغة الجهاد، وأٌخرِجت من فردوس الكلمة وما لها من سحر في عالم الخطاب البشري وأبعد منه بالتأكيد.
والمؤلم ربّما ليس هنا، بل في الاعتداء على النص الذي نجد فيه ثباتنا ومستقر عواطفنا وشمس حياتنا، نحن مسلمون حتى حين نكون علمانيين، أو ملحدين، أو أنصاف مؤمنين، مسلمون بالفطرة، ولا يمكننا الذهاب أبعد من ذلك.
ما المانع إذن من قراءة القصص القرآني كما ورد؟
لماذا لا نحترم البدايات والخواتم وما بينهما؟ وهو ما خطر ببالي وأنا أصغي للشيخ الفهيم الذي أهمل الحادثة القرآنية تماما، مستغلا جزءا من الآية لإعطاء شرعية لقصة أخرى خارج النسق القرآني. «فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاء وَلَوْلاَ دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ، وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ» (سورة البقرة آية 249) ألا يبدو النص مكتملا، وعادلا، وواضحا بقراءة تتمته؟ ألا يبدو أسهل للاستيعاب بالنسبة للجمهور المستمع مقارنة مع تركيبة قصصية معقدة مسعاها الأول والأخير بلوغ الغاية السياسية قبل أي غاية أخرى؟
طبعا بودي لو تتسع دائرة النقاش ليس حول هذا المثال البسيط الذي أوردته، بل حول الأعمق الذي طال المقدس عندنا وتحطيم منهج القراءة بدءا بهذا المقدس، بلوغا للافتات الشوارع وأسماء المحلات والمطاعم!
في عمق هذه المساحة الشاسعة من المعارف تكمن حياتنا القائمة على معطىً ثقافي محض وهو اللغة العربية، لكنه في الوقت نفسه الشرخ الذي لم نفهمه حين تحرّكت الأزمنة. نبحث اليوم في فوضى الماضي عمّا يعيد لنا اتزاننا فلا نجد رأس الخيط. طبعا من الصعوبة أن نترجم الماضي للغة أخرى، لأنه لن يخرج عن كونه مقبرة جماعية للمختلفين على السلطة. لكن حتما بالإمكان قراءة المعطى الفكري وترجمته لأنه ثابت في كل اللغات وينتج مزيدا من المعرفة.
فات شيخنا المودرن إذن أن يبحث عن ضالته في الشق المضيء من تاريخنا، حتى لا يضاعف صدمة متابعيه، وحتى لا يخلخل تسلسل الزمن الحضاري والتطور الرقمي لعبقرية بدأت بالرياضيات وليس بسيف أبي بكر!
٭ شاعرة وإعلامية من البحرين
بروين حبيب
ممتن لحضرتك الأخ الدكتور( سوري ).ومعذرة للتأخيرلأنني مشغول طوال اليوم.لديّ ساعة بعد صلاة الفجروساعة بعد صلاة العشاء لمتابعة عالم النت…أنتم أهل سورية في القلب والله.وحزين لما يجري في بلاد الشام ؛ درة المشرق.أدعو لكم العودة لبلادكم الجميلة.زرت دمشق ثماني مرات ؛ وفي كلّ مرّة كنت أرتقي جبل قاسيون ؛ فلم أجد أطيب من هوائه هواء ولا من مائه ماء ولا من طعامه طعام.إلا طعم وماء زمزم.
أشكرك على الرابط.جعله الله رابط خيربيننا على الدوام.وأشكرك على ذوقك بشأن التعليق.الدكتورة بروين حبيب عزيزة عليّ.أمس رأيت لها صورة جميلة كما هي على الدوام ؛ في مدينة الرقة السورية ؛ تعود لعام 2010 ؛ تلقي الشعرمن ديوانها في مهرجان شعري عام.وهي ترتدي ربطة حريرحول جيدها ؛ حمراء وزرقاء كفتيات الكشافة.تحياتي للجميع.
لا أدري جقا لم تحاملت الكاتبة على فعل الخليفة الراشد أبي بكر الصديق رضي الله عنه وهو المعروف باللين ورقة القلب بين الصحابة ..ألا يُعد قراره الشجاع بمحاربة من أنكر الفرائض وارتد عن الملة وحاول زعزعة أمن دولة الاسلام بجر ضعاف الايمان الى صفه ومن ثم محاربة دولة الاسلام – ألا يدعوكي هذا للتوقف عند شخصية خليفة المسلمين ؟
أشكر الكاتبة على إشارنها إلى تعليقي على مقالها السابق، وأريد أن ألفت نظرها إلى أن هذا المقال فيه بعض العبارات التي تحتاج إلى بحث، بل هي لا تقال إلا في نتيجة بحث علمي، فهل قامت السيدة بروين حبيب بمراجعة هذا التراث البحر كي تنتهي إلى هذه النتيجة؟ “تراثنا الإسلامي غير المنقح”، وكذلك عبارة:”ومع هذا تنبثق من أعماقها حمم من بقايا هزائمنا القديمة وتراثياتنا المغلوطة” وهو تعميم يحتاج إلى نظر وبحث.
وأما بالنسبة لتفسير الزميل الكتور جمال البدري لكلمة اليمين في الآية التي لم ينقلها على الوجه الصحيح قوله تعالى”وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48) يقول ابن عاشور:هذا استدلال بصفة الأمية المعروف بها الرسول صلى الله عليه وسلم ودلالتُها على أنه موحى إليه من الله أعظم… ومعنى : { ما كنت تتلو من قبله من كتاب } أنك لم تكن تقرأ كتاباً حتى يقول أحد : هذا القرآن الذي جاء به هو مما كان يتلوه من قبل و { لا تَخُطُّهُ } أي لا تكتب كتاباً ولو كنت لا تتلوه ، فالمقصود نفي حالتي التعلم ، وهما التعلم بالقراءة والتعلّم بالكتابة.انتهى كلام ابن عاشور
وليس في القرآن لفظ اسمه التخطيط كما زعم، وليس معنى اليمين اللسان في كل قواميس العربية، بل معنى اليمين هنا اليد اليمنى التي يستخدمها معظم البشر في الكتابة وللوصول إلى المعنى الحقيقي للفظ لابد من مراعاة نوعين من السياق هما السياق اللغوي أي النص الذي ورد فيه اللفظ، وسياق الحال أي الظروف والملابسات والأحداث المصاحبة لهذا النص. ولو ذهب كل فرد يفسر من رأسه لصارت اللغات كلها فوضى، لأن كل واحد سيسمى الأشياء بغير أسمائها، فيسمى البحر نهرًا ، ويسمي الجبل قطًا وهل يجوز في الانجليزية أن نطلق لفظ Man بدلا من Woman أو نقول زن في الفارسية بلا من مرد!!!
تحياتي للأخ الدكتورفريد حيدر…في قولك : { وأما بالنسبة لتفسير الزميل الدكتور جمال البدري لكلمة اليمين في الآية التي لم ينقلها على الوجه الصحيح قوله تعالى”وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48) }.كيف لم أنقلها على الوجه الصحيح ؟ هل هناك تباين بين النصين ؟ أنت فقط أضفت التكملة في الجواب والجزاء وما بعدها : { إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ }.أتعلم يا دكتورأنت توصلت إلى ما سكت عن قوله.لأنّ معنى :{ المبطلون }هم سحرة الكلمة.ويسمّون البطلة كما في حديث سورة البقرة.قال صلى الله عليه وسلّم : { اقرؤوا سورة البقرة فإنّ أخذها بركة وتركها حسرة ؛ ولا تستطيعها البطلة }( عن مسلم ).والبطلة هم السحرة.لهذا سمّيت صناعة الشعربالباطل ؛ للحديث النبويّ الذي طلب به من المنشد السكوت حين حضورسيدنا عمرابن الخطاب فقال صلى الله عليه وسلّم :{ اسكت .إنّ عمرلا يحبّ الباطل }.انظرلسان العرب : ابن منظور؛ مادة : ( بطل ).فشكرًا لأنك فسّرت ما سكت عنه.أما اليمين بمعنى اللسان ؛ فلن أخرج عن وصف القرآن العظيم :
اقرأ قوله تعالى في سورة الصّافات بشأن سيدنا إبراهيم الخليل ؛ ومعلوم أنه واجه جدل قومه المعاندين ؛ والجدال يكون باللسان : اليمين لا بالذراع واليد اليمنى أواليسرى :{ فراغ عليهم ضربًا باليمين }(93).جادلهم حتى غلبهم فجعلهم جذاذاً أي فضحهم وعراهم أمام القوم.مأخوذة من الجذّة : العري عن الثياب.ولا تقف عند { ضرباً } بمعنى الضرب باليد والفأس بل من { اضرب لهم مثلًا }.أي بيّن لهم واشرح بالمثال…وفي سورة الحاقة بشأن النبيّ الخاتم صلى الله عليه وسلّم : { ولوتقّول علينا بعض الأقاويل ؛ لأخذنا منه باليمين }( 45).والقول والتقول والأقاويل هل تكون باليد اليمنى أم باللسان اليمين؟ مع التذكيرأنّ النبيّ الكريم كان أميّا لا يقرأ ولا يكتب ولا يخطّ بالقلم ؛ لا باليمن ولا باليسار.والله سبحانه يعلم ذلك ؛ فلماذا يخاطبه بما ليس فيه أصلًا ؟ والخطّ التلوّين بمعنى قلب الحقيقة مأخوذة من الخاطّ جمع خُطاط وهوالساحر( انظرمعجم المنجد ؛ مادة خطّ ).وصفة الساحر: الكذب الملوّن للخداع.لهذا في الحديث النبويّ :{ إنّ من البيان لسحـرا}(عن البخاري).أما تفسيرابن عاشوررحمه الله ومعه أربعين تفسيرًا قرأتها بالتمام والكمال فهي في مكتبتي وبين يديّ.في كلّ الأحوال أشكرك من كلّ خاطري وأحيّ فيك روح المتابعة والحرص على كتاب الله ؛ لقد علمتني حرفًا وبك أنعم ياأستاذ.لكن حاشا لله الرحمن أنْ أنسب لكتاب الله من السوء المقصود ؛ ولو مقدارالصفر؛ ولوقطعت مني اليمين واليمنى سواء.فهوتاج رؤوسنا…وله أرواحنا وأولادنا وأموالنا فداء.ويبقى شعاري :{ وفوق كلّ ذي علم ؛ عليم }( يوسف76). وأعذرني عن الردّ المتأخر؛ فللتوفقط عدت من رحلة طويلة ؛ وتقديرًا لمقامك الكريم كتبت ؛ استودعك الله.
أرجو من السّيد المحررالفاضل الواسع الصدرنشرالتصويب نتيجة الخطأ المطبعي في تعليقي :
# { وما تخطّه }.الصواب : { ولا تخطّه }.
# اليمن واليسار.الصواب : اليمين واليسار.
وحفظ الله أسرة القدس العربيّ من كلّ ساحركذاب.
تحية إلى الزمبل الدكتور جمال البدري. أما بالنسبة لما نقلته من نص الآية (خطأ) فهو: { وما تخطّه بيمينك } والصواب (وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ) والمقصود ب (المبطلون) المكذبون دون أن نبتعد كثيرًا. وأما ما استدللت به على أن اليمين بمعنى اللسان من قصة إبراهيم عليه السلام فكان أشد غرابة عليَّ من استدلالك في الموضع الأول لماذا؟ لأن السياق في قصة إبراهيم هو سياق تحطيمه للأصنام فهل يمكن لأحد أن يحطم الأصنام المصنوعة من الحجارة بلسانه؟ أم أن الصواب أنه استخدم معولا أمسكه بيده اليمنى (لأنها هي الأقوى) وحطم به الأصنام؟ وفي لسان العرب”الجَذُّ: كسر الشيء الصُّلْب. جَذَذْتُ الشيءَ: كسرتُه وقطَعْتُه والجُذاذُ والجِذاذُ: ما كسر منه، وضمه أَفصح من كسره،… والجُذاذ: المُقَطَّع والجِذاذُ: القطع المكسرة، منه. فجعلهم جُذاذاً أَي حُطاماً، وقيل: هو جمع جَذيذ، وهو من الجمع العزيز. وقال الفراء في قوله: فجعلهم جُذاذاً، فهو مثل الحُطام والرُّفات، ومن قرأَها جِذاذاً، فهو جمعَ جَذيذ مثل خفيف وخفاف. وفي حديث مازن: فثُرتُ إِلى الضم فكسرته أَجذاذاً أَي قطعاً وكسراً، واحدها جَذ. …الليث: الجُذاذُ قِطَع ما كسر، الواحدةُ جُذاذَةٌ. قال: وقطع الفضة الصغار جُذاذ. ويقال لحجارة الذهب: جُذاذ لأَنها تُكسر”.
وأنا أتعجب من أخي الدكتور جمال الذي يترك أربعين تفسيرًا معتبرًا أصحابها من أهل الاختصاص، وذهب بعيدًا بعيدًا، فهل يمكن في البحث العلمي أن نرجع إلى أي كتاب ونترك المصادر الأساسية؟!!!
وأنا معك أخي في أن اللسان هو آلة القول أو التقول ولكن اليمين شئء واللسان شيء آخر في عرف لغتنا وليس من معني اليمين اللسان
أبدًا. تحياتي وتقديري.