ماذا أخذوا من اللغة؟

حجم الخط
17

طرحت السؤال على نفسي وأنا أتابع درسا في الدين الإسلامي لشيخ يتحدث بإنكليزية جيدة، ببذلته الأنيقة، وتصفيفة شعره الجميلة، ومكتبه المرتب. جهاز الآيباد أمامه، وأشياؤه الثمينة حوله، مشهد لو قطع عنه الصوت لمنحنا شعورا بالطمأنينة والإعجاب والاعتقاد بأن الرّجل متحضر ومثقف )خاصة أنه يضع نظارة المثقفين).
يأتي صوت الرّجل شارحا جزءا من آية من سورة البقرة، وهي الآية التاسعة والأربعون بعد المئتين: «كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين»، يشير إلى أن القصة ورواية التاريخ من أسس القرآن الكريم، لأن الله يريد تعليم الإنسان تاريخه، ولا يتم ذلك إلا برواية القصص، ثم يقفز مباشرة إلى حروب الردة، ويربط الآية بتلك الحروب، وبقرار أبي بكر بردع كل مرتد بالقوة وإعادته إلى السلطة الإسلامية، حتى تلك الفئة التي أثارت الأسئلة من علماء ذلك الزمان، قمعت وتم إخراسها – أؤكد على كلمة «علماء» لأنها وردت في كلامه هكذا صريحة وواضحة – وفي خلال هذا الدرس العجيب باللغة الأجنبية يسهب الشيخ: المودرن» بالإشادة بحكمة أبي بكر، لقمع أي شكل من أشكل الخروج عن جناح حكمه.
أعرف سلفا ردات الفعل المختلفة التي ستبرر للشيخ المفرنج كلامه، لكن أسئلتي انبثقت من كل محتويات درسه، فهل يمكن شرح آية قرآنية بفصلها عن سياقها التاريخي والسيّاق الذي وردت فيه؟ وهل يمكن أخذها كقاعدة تصلح لكل زمان ومكان وإسقاطها على كل مسلم يحمل السيف ويعلن الجهاد ضد كل من يعتقده مرتدا؟ هل قمع العلماء من طرف الحاكم سلوك يجب الاقتداء به؟ ومن هم «العلماء» الذين قصدهم شيخ الإنكليزية؟ كيف يقاس العالم عالما، إن كان حاكم تلك الحقبة يحق له أن ينسف محتويات رأسه؟ وهل الحاكم خليفة كان أو قائد جيش لديه من الحكمة ما يخوّله «فرم» من يخالفه بالسلاح؟ ولماذا اللجوء للحرب والسلاح، ما دام الدين الذي ندين به «أُتمم لنا» بالقرآن لنقرأه لا لنستعمل لغة الإنسان البدائي بدلا منه.
هذا الخطاب الموجه اليوم للمسلمين في الغرب ـ تحديدا للمهاجرين ولأبنائهم ومن يحتك بهم ـ من طرف أشخاص متعلمين، يتقنون اللغة الأجنبية، ولا يتقنون قراءة النص القرآني إلا كما وصلهم حسب تفسيرات ارتبطت بالسياسي أكثر من ارتباطها بالديني الروحاني، ما موقعهم في خريطة ثقافتنا الدينية؟ ما موقع هذا الرّجل الذي يعيد تكرار سرد الغزوات والأخطاء العربية بحذافيرها بالتبريرات نفسها؟ هل يمكن اعتباره دليلا إسلاميا يقرب فكرة الإسلام الكونية للآخر؟ أم أنّ وظيفته مقتصرة على إبقاء المسلم حيثما يكون في الدائرة القبلية والإثنية الأولى التي انبثق منها؟
هل يريد شرح الدين حسب رؤية تنويرية؟ أم أنه يكرّس للسائد الرديء؟ هل يخاطب متلقيا يدرك سلفا مدى جهله؟ أم أنه يخاطب متلقيا لديه القدرة على مناقشته؟ والجواب كامن في الخطاب نفسه ونوعه وفي كل ذلك الخلط بين المرويات؟ فالمتحدث خلال ثلاث وأربعين دقيقة كان يقفز بين مواضيع كثيرة، كلها مستقاة من تراثنا الإسلامي غير المنقح، وكلها تصب في خانة الجزء الصغير من الآية نفسها، بدون تلقي أي سؤال من الجماعة التي نسمع همهماتها ولا نعرف مدى فهمها لما يقال، ومدى اطلاعها عليه من باب الفضول على الأقل.
لماذا لم تكن اللغة الأجنبية التي توصف اليوم بلغة العلوم والتكنولوجيا معبرا قويا بين مجتمعين وثقافتين ورابطا بين اللب الروحي للإسلام والتطور العلمي للغرب؟
طرحت السؤال أيضا من باب محمولات اللغة وأثقالها، التي ناقشتها بشكل مقتضب في مقال سابق، وجاءتني عليه مداخلات جيدة، منها ما أعتبره إضافة ثمينة لي، ولعلّي أحببت مقولة فريد حيدر حين كتب معقبا: «إن اللغة تقوى بقوة أهلها وتضعف بضعفهم» وعلى ما يبدو فإن العقل يضعف قبل اللغة ويقوى حسب وضع أهله، وإلا كيف نفسر هذا السقوط لفئات تولد وتعيش في حضن الثقافة المنتصرة واللغة السائدة، ويفترض أنها متشبِّعة بثقافة الآخر، ومع هذا تنبثق من أعماقها حمم من بقايا هزائمنا القديمة وتراثياتنا المغلوطة وتغطي كل ما هو مرئي وواضح؟
أين الجبروت العلمي الذي بلغناه في أزمان مضت؟ لماذا لا تطفو على السّطح بعض أسسه ومناهجه وقواعده؟ لماذا العودة لكل ما هو مرتبط بحياة الدروشة والسقوط في دروبها الحالكة؟ والذهاب نحو الخيارات الصعبة مثل، إعادة قراءة التراث بدون التأمل فيه؟ ما معنى تجريد الحقيقة القرآنية من جوهرها واستعارة مفهوم فضفاض يغرس الوهم في العقل العربي؟ أكاد أفقد عقلي وأنا أرى البديهيات تتحوّل إلى خرافات وأساطير محبوسة في قاموسنا اللغوي، حتى صنفت اللغة العربية اليوم بلغة الإرهاب، ولغة الجهاد، وأٌخرِجت من فردوس الكلمة وما لها من سحر في عالم الخطاب البشري وأبعد منه بالتأكيد.
والمؤلم ربّما ليس هنا، بل في الاعتداء على النص الذي نجد فيه ثباتنا ومستقر عواطفنا وشمس حياتنا، نحن مسلمون حتى حين نكون علمانيين، أو ملحدين، أو أنصاف مؤمنين، مسلمون بالفطرة، ولا يمكننا الذهاب أبعد من ذلك.
ما المانع إذن من قراءة القصص القرآني كما ورد؟
لماذا لا نحترم البدايات والخواتم وما بينهما؟ وهو ما خطر ببالي وأنا أصغي للشيخ الفهيم الذي أهمل الحادثة القرآنية تماما، مستغلا جزءا من الآية لإعطاء شرعية لقصة أخرى خارج النسق القرآني. «فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاء وَلَوْلاَ دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ، وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ» (سورة البقرة آية 249) ألا يبدو النص مكتملا، وعادلا، وواضحا بقراءة تتمته؟ ألا يبدو أسهل للاستيعاب بالنسبة للجمهور المستمع مقارنة مع تركيبة قصصية معقدة مسعاها الأول والأخير بلوغ الغاية السياسية قبل أي غاية أخرى؟
طبعا بودي لو تتسع دائرة النقاش ليس حول هذا المثال البسيط الذي أوردته، بل حول الأعمق الذي طال المقدس عندنا وتحطيم منهج القراءة بدءا بهذا المقدس، بلوغا للافتات الشوارع وأسماء المحلات والمطاعم!
في عمق هذه المساحة الشاسعة من المعارف تكمن حياتنا القائمة على معطىً ثقافي محض وهو اللغة العربية، لكنه في الوقت نفسه الشرخ الذي لم نفهمه حين تحرّكت الأزمنة. نبحث اليوم في فوضى الماضي عمّا يعيد لنا اتزاننا فلا نجد رأس الخيط. طبعا من الصعوبة أن نترجم الماضي للغة أخرى، لأنه لن يخرج عن كونه مقبرة جماعية للمختلفين على السلطة. لكن حتما بالإمكان قراءة المعطى الفكري وترجمته لأنه ثابت في كل اللغات وينتج مزيدا من المعرفة.
فات شيخنا المودرن إذن أن يبحث عن ضالته في الشق المضيء من تاريخنا، حتى لا يضاعف صدمة متابعيه، وحتى لا يخلخل تسلسل الزمن الحضاري والتطور الرقمي لعبقرية بدأت بالرياضيات وليس بسيف أبي بكر!

٭ شاعرة وإعلامية من البحرين

ماذا أخذوا من اللغة؟

بروين حبيب

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود:

    عن قتادة في قوله تعالى : ” كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله “، أن النبي قال لأصحابه يوم بدر: أنتم بعدة أصحاب طالوت: ثلثمئة. = قال قتادة: وكان مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر ثلثمئة وبضعة عشر.
    وقد روي عن البراء بن عازب: أنه لم يجاوز النهر مع طالوت إلا عدة أصحاب بدر- أن يكون كلا الفريقين اللذين وصفهما الله بما وصفهما به، أمرهما على نحو ما قال فيهما قتادة وابن زيد.
    أما حروب الردة فقد كانت : على قَومٌ كَفرُوا بَعدَ الإِسلامِ مِثلُ طُلَيحَةَ وَمُسَيلِمَةَ وَالعَنسِيِّ وخرجوا على الدولة
    وعلى قوم بغاة منعوا الزكاة المفروضة والصدقات التي كانوا يؤدوها لرسول الله صلى الله عليه وسلم أي فرقوا بين الزكاة والصلاة
    الرابط بين الآية وحروب الردة هي أن المسلمين كانوا أقل من المرتدين, كما كانوا أمام المشركين بمعركة بدر !
    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول العبيدي:

    ابتداء ما اوردته على انه اية انما هو جزء صغير من اية طويلة نسبيا. ولقد فعلت ذلك احتراما للمساحة المتاحة لك على الجريدة (والله اعلم)اما الاية التي ذكرت انها الاية (249) فهي (251) والاية التي اقتطعت منها النص في بداية المقالة هي(249).
    ان المحاضر المفترض الذي جعلت منه مدخلا لتقولي ما تريدين قوله. ليس اقل منك خوفا وحذرا من ان تنفلت منه كلمات تفسرها القوانين الغربية المعمول بها الان على انها ارهاب او دعوة الى الارهاب.
    ان هذا المُفترض (السلفي الجامد المقيد بالماضي) لا بد وان يكون منصاعا لما جاء به من سبقوه مقلدا لهم او مقيدا بهم ولقد راجعت – بما اتاحت التكنولوجيا لي-عشرة تفاسير من بينها (ابن كثير والقرطبي والطبري) ولم اجد اشارة واحدة مما ذكرت (فيبدو ان مُفتَرضك مجدد او مجتهد) لابل ان تفسير هذا الجزء من الاية الذي ذكرته جاء مقتضبا جدا عند الجميع.
    اما لماذا أنْطقتِ مفترضك عن ابي بكر رضي الله عنه وحروب الردة حصرا فذلك يحتاج وقفة طويلة, لا مجال لها هنا. يمكن لو احببت مناقشتها استخدام البريد الالكتروني او اية وسيلة اتصال.

  3. يقول سيف كرار ،السودان:

    من المؤكد نقل القرآن من لغتة العربية الي لغة اجنبية اخري يقلل درجة من الفهم البلاغي لمضمون كلماتة ومعانية الاجمالية والجمالية ، اكن الاخطر في نظري ماذكرة المفكر محمد أركون حين قال…ان عملية نقل وكتابة القرآن منذ عهدة الاول الي يومنا هذا لابد ان تتخللة اخطاء في اللغة ..حرفاً او كلمةً….انتهي كلام اركون….اذاً هل مصحفنا اليوم هو نسخة مما كتبوة الاوائل؟ لكن اعجبتني اللغة الانجليزية التي استخدمها الشيخ الباكستاني احمد ديدات في مناظرتة مع القس…..في مسآلة هل اليسوع ابن الله والثالوث المقدس ،كانت لغة رائعة لتوصيل المعني الاجمالي للقضية…لاحول ولاقوة الا بالله..

  4. يقول عبد الحميد فيفي:

    @الكروي داود ما مفهوم الردة في الإسلام؟ هل هي رفض الإيمان برسالة النبي محمد، أم رفض لدفع الجزية؟ أم تقييم للفرد إن توقف عن أداء شعائر الإسلام؟ و على هذا الأساس ماذا بقي اليوم من هذه الشعائر؟ و هل يجوز حسب الشيخ كشك و الشعراوي و غيرهما قتل تارك الصلاة؟ أو مفطر رمضان؟ إن كان الإيمان يقاس بأداء الشعائر فإن أي كافر يتظاهر بأداء الشعائر فهو مسلم؟ الموضوع يخرجنا تماما من تحكيم العقل، و التنبه أن الإيمان بالله و وحدويته و انتهاج أخلاق محمد كلها لا تكفي لإثبات إسلام المسلم. أ

    1. يقول الكروي داود:

      الردة هي الخروج عن دين الإسلام
      رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم لم يقاتل من إرتد بسلام, لكنه قاتل من إرتد وحارب الإسلام
      أبو بكر الصديق حارب قادة المرتدين لجهرهم بالردة وجبرهم الناس عليها بالقوة أو بمنعهم من يريد دفع الزكاة والصدقات لبيت مال المسلمين
      مع تحياتي ومحبتي وإحترامي لك يا عزيزي عبد الحميد وللجميع
      ولا حول ولا قوة الا بالله

  5. يقول ابن الجاحظ:

    “… أكاد أفقد عقلي وأنا أرى…”
    و هل تركت لنا ” الظلامية السائدة ” فى ربوعنا …..صوابا…?
    غريب أمر البعض….. اللذين يدافعون عن ” الظلامية ” بيقين كلى….مبرمجون…… لا يحيدون على ما يقرؤون قيد أنملة….

  6. يقول الدكتورجمال البدري:

    أربأ لحضرتك أنْ تخصصي مقالًا بشأن دعاة الفضائيات النكرات.إنهم من الماكرين ولولبسوا قفطان الديباج وجبة الحرير؛ أوبدلة الإستبرق وإن حملت ماركة باريس أولندن.وبدل أنْ تشغلي قلمك بمآربهم الملوّنة ؛ قفي عند خطبة الوداع النبويّة ؛ وما فيها من سعة وتسامح وغفران ؛ ورفع لشأن العلاقات الإنسانيّة والمرأة.حلّقي بنا مع نهج البلاغة ؛ وروعة مضامينه التي لا تبلى رغم الحدثان.خذينا إلى سموالشعراء العظام ؛ وكيف جعلوا اللغة تاجًا للأمة ؛ فرفعوها تاجًا على الأمم.ولا تغفلي صورالودّ والتعاون والمحبة التي جمعت كلّ الشعوب والأجناس في حضارة بغداد بني العباس ؛ لا فرق فيها بين عربيّ وتركيّ وفارسيّ وحبشيّ وروميّ…الجميع عملوا وتعلّموا وتزوّجوا وكتبوا بـروح الأمة الواحدة ؛ لا بروح النزعات المفرّقة للأمة.وقبل كلّ شيء ليكون إسراؤك والمعراج
    مع مختارات من آيات القرآن التي تدعوللسّمووحسن الخلق والعفووالأمان حتى على المشرك كي يعرف الحقيقة كما بسورة التوبة العظيمة.إنّ دعاة الفضائيات لهم مهمة التمهيد لزعزعة الأمة ؛ كي ينالوا السلطة بالخديعة والطامة الكبرى.هم مثل المتشدّق الذي ينصح معارفه التوّقف عن التدخين المضرّ؛ وفي يده سيكاركوبي لا ينطفأ.
    قفي عند قوله الله سبحانه لرسوله الخاتم :{ وما كنت تتلومن قبله من كتاب ؛ وما تخطّه بيمينك}( العنكبوت 48).
    { وما تخطّه بيمينك }.واليمين اللسان.أي لم تلوّن القرآن بسحرالكلام.من الخطّ التخطيط : التلوّين.وليس من خطّ الكتابة بالقلم.وهذا اللفظ الدقيق لا يزال يستعمل في بعض المناطق القروية.يقال (تخطيط العروس).أي تلوينها بالأصباغ.كما يلوّن الدعاة بسحرالكلام الحقائق بالتقديم والتأخيروالقلب ؛ لتحقيق مآربهم بالكذب الأحمروالأصفر.
    أخيرًا : أما معادلة السيف والرياضيات ؛ فلا تنسي أنّ أوربا المعاصرة لم تنهض إلا بعد الحرب العالمية الثانية بالقضاء على ردة هتلربالسيف لا بالرياضيات فقط بل كان السيف الطاعن ضرورة للدفاع عن رياضيات أنشتاين.
    وأنظري الآن…لا يخلو عام واحد إلا وجيش الولايات المتحدة الأمريكية يخوض معركة أوحربًا ؛ وهوفي ( نعيم العلوم والتقنية).فالتقنية والحرب الغداة ؛ وجهان للسيف وقراب الغمد…ألم ترِ سبب ضياع طروادة وأثينا القديمة.لأنهما لم يجتمعا معًا على صعيد متفق.طروادة الشجاعة ذات السيف الفالق ؛ وأثينا ذات المعارف والفنّ وفلاسفة الإغريق.إنّ ما فعله أبوبكرالصدّيق ضد الــردة فكان الطلح المنضود في العصرالراشد ؛ أنْ جمع السيف والحقّ على صعيد واحد.إذن : السّلام في اللغة وفي الإعلام لا يعني الخدروالاستسلام بل اليقظة قبل حلول الردة والظلام.وأختتم بقول متعدد الرّوايات ينسب لأبي الأسود الدؤلي ضد الشاعرالأمويّ المتهتك عمرابن أبي ربيعة :
    تعدوالذئاب على منْ لا كلاب له…….وتتقي صولة المستأسد الضاري

  7. يقول جبار ياسين . فرنسا:

    السيدة حبيب، المشكلة ليست في النص القرآني ، فهو ، مثل كل نص قابل للتأويل , وقد اؤل منذ البداية. يكفينا كلام بن ابي طالب لأبن عباس حين فاوض الخوارج من شيعة علي . المشكلة في تاريخنا . تاريخنا اسطوري ومقدس وغير متفق عليه من المسلمين . حادثة تبز حادثة ، ورواية تنطح رواية . في كل هذا العقل في علبة العظام محصور والرأي للسيف قديما والمال حديثا .كل الأمم ، في مدارات السرطان والجدي وابراج السنة ال 12 اعادت النظر في تاريخها واعادت تركيبه ضمن العقل والمنطق والفيزياء والرياضيات وكروية الفضاء ، الا نحن ؟ تاريخنا خليط من الياذات وا وديسات وملاحم للزير سالم كأنه حكايات جلسة سمر.اهل الأسلام لم يتفقوا على واقعة واحدة ولم يتفقوا على تاريخ واحد . حتى ولادات الناس في ذلك العصر او في عصرنا غير متفق عليها والاحداث والوقائع تدور بين ابطال لم يعاصروا بعضهم . امثلة لا تحصى .كل تاريخنا هو قيل وقيل وقيل ولانعرف غير اسم القائل والقائل في المقيل والمقيل لا يلزم مالا يلزم او العكس .في الليل كل القطط سوداء ، ذلك هو التاريخ عندنا . لو صحح التاريخ لما كان الخلاف بين الملل والنحل ولفهمت المفاسد والمقاصد ولأستقامت الشجرة ولفهمنا المعنى العميق لسورة البقرة .نعود فنقول ان النص يفسر ضمن تاريخيته والا لكانت الإلياذة بدل الكتاب المقدس عند الأغريق ولعادت البؤساء كتابا مقدسا للفرنسيين والكوميديا الألهية للإيطاليين ودون كيخوتة للأسبان ، فكل اأمم أصحاب كتاب .

  8. يقول سلام عادل(المانيا):

    سيدتي الغالية
    اللغة مقياس الامم بقوتهم بعلومهم بادابهم وفنونهم وياتي تطور اللغة من مقدار تطور تلك الامة فاللغة كائن حي ولهذا اضحت لغتنا مقياسنا في كل المجالات فهذا الانحدار الفكري لدى المتاسلمين ناتج لاستخدامهم مفردات لغوية قديمة لا تناسب عصرنا فلا زلنا نستخدم مفردات مثل الردة والفتوحات والمشركين التي يقابلها الان القمع والاحتلال والملحدين والبعض يعتبرهم العلمانيين

  9. يقول محمد منصور:

    لا أعرف هل الأعتراض على تناول الأيات القرآنية بغير لغة القرآن أم أن الأعتراض لأن الشيخ المودرن يدافع عن قرار أبو بكر لمحاربة المرتدين؟ على كل هناك استهداف للغة العربية كجزء من استهداف ماضي الأمة من تاريخ ودين وتراث تطبيقا لمقولة أبا إيبان أحد مؤسسي دولة اسرائيل حيث يقول”من ليس له ماضي ليس له حاضر ومستقبله يلفه الغموض” وعليه عندما أقرأ لبعض المثقفين العرب وهم يهاجمون تاريخ الأمة عبر النيل من الأشخاص أعرف أن هذه الأقلام مسخرة بوعي أو بغير وعي لخدمة ما يخطط له الأعداء لهذه الأمة عبر تشويه ماضيها ورموزها التي قامت الحضارة الأسلامية على أكتافها، في الوقت الذي يلتصق فيه أعدائنا بماضيهم مع ما يحتويه من هرطقات وإسفاف في كثير من المناحي ولا نجد من مثقفيهم من يتعرض بالتجريح لماضيهم وشخوصهم التاريخية وأنا هنا أقصد دولة الأحتلال الأسرائيلي وهذا سر تفوقهم وتقدمهم علينا.

  10. يقول سوري:

    شكرا للدكتور جمال البدري على التعليق الجميل، وآمل ان تكون قد اطلعت على الرابط الذي تركته لك البارحة حول المآذن المتحركة
    مع تحياتي

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية