«خلاصة المشهد السياسي في مصر أننا لم نبرح كثيرا النظام القديم، ورغم الشعبية الكبيرة للرئيس السيسي، التي لا ينكرها أحد حتى كارهوه، ورغم إخلاصه وصدقه إلا أنه لا يوجد مشروع سياسي في مصر إلى غاية الآن، ولا وجود لأي رؤية سياسية بل صار هناك موت للسياسة في البلاد، وهو ما يشكل خطرا كبيرا على المجتمع، وأحد ما يتحمل مسؤولية هذا الأمر وطبعا هو الرئيس السيسي كونه رئيس البلاد، ومعه تتحمل المسؤولية كل التيارات السياسية والرأي العام وصناع الرأي والشخصيات العامة وجميع القوى الحية في البلاد».
قائل هذا الكلام ليس سوى أحد الذين دعموا السيسي منذ البداية وأحد أشرس المناهضين للرئيس مرسي وجماعة الاخوان المسلمين، بل إنه أحد الشخصيات الصحافية المصرية البارزة التي عملت ضمن الآلة الإعلامية الضخمة التي قبـّــــحت كل شيء زمن الاخوان وزيـــــنت كل قبيح في الزمن الذي تلاه، إنه إبراهيم عيسى الذي لم يستطع أن يجادل عبد الفتاح السيسي في أول مقابلة تلفزيونية له عندما لم يكن سوى مرشح للرئاسة ولم يقدر سوى على بلع الإهانة التي وجهه له عندما نهره آنذاك لاستعماله مفردة «العسكر»، قبل أن ينظر إليه شزرا، وبصمت هو أقرب إلى شرر متطاير، عندما أشار عيسى في ذات المقابلة إلى أنه يفترض أن يراقب مجلس الشعب المقبل أداء الجيش وتصرفاته.
كلام ذو نكهة خاصة، لا سيما وقد قاله عيسى لتلفزيون «بي بي سي»، أي أنه اقترف من خلاله ما يشبه «الخيانة العظمى» في عرف من دأبوا في مصر على تصوير من يتحدث عن البلاد وقيادتها في وسائل إعلام أجنبية، وهي العقلية التي ازدادت شططا واستفحالا في السنتين الماضيتين. أن يصل عيسى الذي كان شرسا في كتاباته أيام مبارك، ولم يدخر جهدا بعد الاطاحة به في معارضة من جاؤوا من بعده من الاخوان وفي التهليل لاحقا لمن انقلبوا عليهم، إلى الحديث عن السيسي بهذه اللهجة (حتى وإن غلفها بكثير من الحذر ومن تنزيه نوايا الرجل عن كل عيب) فذاك ما يستدعي بعــــض التوقف وبعض التساؤل.
وبعد أن كان محمد حسنين هيكل يتحدث في أواخر عهد مبارك عن «تجريف السياسة» الذي حول هذا العالم الثري في «المحروسة» إلى صحراء قاحلة لا يرتع فيها سوى بعض التافهين وأشباه الساسة، ها هو أحد أركان «الجوقة الإعلامية» التي لم تتعب من العزف للسيسي شخصيا تتحدث اليوم عن «موت السياسة» في عهده، حتى وإن لم يحمله بمفرده مسؤولية هذا المآل البائس عندما ألصق ذلك أيضا بعدد آخر من الأطراف، سواء جاء ذلك في باب التعويم أو الانصاف.
عيسى لم يكن الوحيد في محاولة رسم مسافة ما مع «الريس»، سواء كانت صادقة أو موعزا بها، فما حدث مؤخرا من «انتفاضة» جماعية لعدد من رموز جوقته الإعلامية ضد «مهزلة السجاد الأحمر» العملاق الذي تبختر عليه موكب السيارات الرئاسي تشي بأن شيئا ما يحدث ويحتاج إلى حد أدنى من المعلومات لفهم حقيقته بعيدا عن التكهن. وفي كل الأحوال فإن إعراب عدد من الأصوات الإعلامية المحسوبة حد النخاع على السيسي وأجهزته عن بعض الامتعاض من ممارسات هنا وهناك للريس وفريقه لا تخرج عن أحد احتمالات ثلاث: إما أنها بداية عودة الوعي لهؤلاء، وهو أمر مستبعد صراحة، أو أنه دور رسم لهم لامتصاص تململ وغضب متناميين داخل أوساط مختلفة من النخبة المصرية وحتى بعض الدوائر الشعبية وإن عن استحياء، أو أن بعض الدوائر داخل المؤسسة الحاكمة، الأمنية والعسكرية، بدأت في تحريك هؤلاء، الجاهزين باستمرار للعب الأدوار المطلوبة، ربما في محاولة غير واضحة المعالم بعد للحد من مكانة الرجل تمهيدا لأشياء أخرى لا أحد يعرفها بالضبط غير من يقف وراءها.
وصول «فيروس» انتتقاد السيسي إلى «المؤلفة قلوبهم» من أخلص إعلامييه المقربين، بعد أن انفض من حوله كثير غيرهم وبالتدرج، من أمثال عبد الحليم قنديل وعلاء الأسواني، مع تزايد مساحة الحذر والتحفظ لدى آخرين من أمثال عبد الله السناوي وغيره، عدا أولئك طبعا الذين خيروا الصمت وآثروا السلامة وبعضهم ترك البلاد مرة واحدة.. كل ذلك يشير إلى التآكل المستمر في شعبية الرجل الذي لم يعد يجد حوله من سند قوي إلا أصحاب المصالح التي تمثل امتدادا لمراكز نفوذ عهد مبارك إلى جانب لوبي العسكر والمؤسسة الأمنية المرتاحة إلى عودة النظام البوليسي في البلاد.
هل يمثل كل ما سبق بداية تمهيد لتحول ما في الصورة التي رسمت للرجل والتي يتضح يوميا تهافتها؟! لا أحد قادرا من بعيد على الجزم. وكما يقول المصريون أنفسهم «يا خبر بفلوس، بكرة ببلاش»!!.
٭ كاتب وإعلامي تونسي
محمد كريشان
ثورة 25 يناير 2011 لا زالت حية بقلوب المصريين
لكن نصفهم يكره الإخوان – ولهذا ما زال السيسي حاكما
والسؤال هو : ماذا فعل الإخوان بمصر ؟ ألم ينتخبهم الشعب
يجب أن يكون الخيار بمصر هو :
إما حرية صندوق الإنتخابات
وإما عبودية البساط الأحمر
ولا حول ولا قوة الا بالله
صدقت فنصف الشعب يفضل فاشية العسكر ونازيته على حكم الاسلاميين
الدول لا تبنى على العواطف ، أكانت حب أو كراهية ، تقديس أم احقاد ، غرام أو انتقام …
ما جرى في مصر بعد انتخاب الرئيس مرسي ، قام على ذلك ، و ما جرى بعد الإنقلاب عليه قام على ذلك ،و ما حصل و يحصل اليوم بعد ان قفز اليها السيسي و من وراءه مجلس العسكر الذي هو فوق الدولة قائم تماماً على تأجيج العاطفة ، تقديساً بإتجاهه و كراهة و بغضاً بخصومه .
اتذكر تقرير في الثمانينيات موثق بالوثائق الرسمية يفسر كيف ان اليهود يتحكمون في مفاصل اميركا و قرارها السياسي الرسمي على الرغم ان نسبتهم لا تتجاوز ال 2٪ من مجموع سكان اميركا ال 300 مليون !
كان التفسير ان هناك بحدود 50 الف شخص في اميركا هم هؤلاء حصراً من يتحكمون بتسيير وتوجيه الرأي العام ، و هؤلاء هم كبار المصرفيين ، و كبار المفكرين و رجال الصحافة و ملاك القنوات و منتجي هوليوود و كبار مخرجيها و ممثليها و كبار الصناعيين فيها و اساتذة و روؤساء الجامعات ، و تبين انه من 60٪ الى 70 ٪ من هؤلاء هم يهود و غالبيتهم يهود صهاينة و منحازون بلا حدود الى اسرائيل انحيازاً اعمى و يكرهون العرب و المسلمين كراهية التحريم …هؤلاء هم من كانوا و لا يزالون يوجهون سياسة اميركا و يتحكمون بعقول و رأي الشعب و الغالبية العظمى من سكان اميركا من خلال الإعلام الكاسح و الصحافة و وهج هوليوود ، يدعم ذلك كله اموال المصارف الطائلة!
ذكرت هذا لأبين ان ما يجري في مصر شئ شبيه بذلك ، ثلة قليلة جداً لا اتخيل انها تتجاوز ربما النصف او الربع في المائة من شعب مصر التسعين مليون هي من تتحكم و توجه الشارع من خلال شلة الصحافيين و الاعلاميين الموجهين بوضوح و من خلال وهج و جماهيرية نجوم السينما و الرياضة و تأثير الدين على المجتمع من خلال مجموعة من وعاظ السلطان الذي باعوا اخرتهم بدنيا غيرهم !
خلف ذلك كله اموال رجال الأعمال المسنودين من المتحكم الأول بمفاصل مصر ، المجلس العسكري الذي عرف كيف يوجه الكراهية و الأحقاد الى جهة ، و تقديس و عبادة الفرعون من جهة اخرى !
اعتقد ان النصف او الربع بالمئه الذين ذكرتهم يا دكتور اثير الشخيلي يتلقون اوامر من اسرائيل. وبذلك اسرائيل تتحكم بمفاصل القرار في مصر. يوبال شتاينتس – الوزير الاسرائيلي ذكر قبل يومين ان اغراق انفاق غزه جاء بناءا على تعليمات من اسرائيل الى مصر.
ليس المهم كم ان الخبر صحيحيا واعتقد ان الخبر صحيحا لان الشخص كان في محاضره امام اسرائيليين ولم يدلي برايه كتصريح سياسي ومن يعرف الاسرائيلين مثلنا كفلسطينيين فامهم يحترمون عقول بعض ولا يمكن ان يكذب على مواطنيه .
حتى لو كان كذبا فان هذا يدل على نهج جديد في التعامل الاسرائيلي مع مصر. هذا يدل ان مصر ليس لها سياسه.
السيس لو كان عاقلا ولوكان مبارك من قبله كذلك . ولكن الاثنين ليسوا كذلك.
لو اراد انقاذ نفسه لوقف الى جانب الشعب السوري وارسل قواتا خاصه لانقاذ الشعب السوري من براثن الاسد وزبانيته. .
مصير السيسي سيكون كمصير القذافي وما هي الا مساله وقت .الشعب جعان تعبان ومنهان ولم يبق ما يخسره .
مصر تشهد حالياً صراع مراكز قوي علي السلطه في إطار إعادة ترسيم نظام ما بعد مبارك. أقوي اللاعبين في الساحه هم المخابرات الحربيه و المخابرات العامه، و يأتي بعدهم رؤوس الأموال و الحزب الوطني، و بعده بمسافه بعيده القضاء و الاعلام الذين يلعبون دور الخدم و الأدوات للاعبين الأساسيين. و الكل يعتمد علي الدعم الخارجي بدرجات متفاوته. الصراع يعتمد علي إستعراض العضلات أحياناً وخطب الود أحياناً آخري، أي الترغيب و الترهيب. و هناك شبكه معقده من التحالفات الوقتيه بين كل هذه الأطراف وبما أن الاعلام مجرد أداة في أيدي اللاعبين فلا تعجب عندما تجد تقلباً في المواقف و تبدلاً في الآراء حسب المد و الجزر علي الساحه، و حسب اتجاه الريح.
المشكلة داخل حزب نداء تونس …حسب مفهومي .بينت اللعبة الخبيثة ضد العرب …حزب نداء تونس رغم أنه رجعي وموالي و نجح في الانتخابات …..لكنه لم يتحصل علي مركز رئيس الحكومة …وأؤتيا برئيس حكومة غير متحزب .. الظاهر أن هناك قصد لضرب الاحزاب ضرب الاحزاب مهما كان لونها …يعني الفوضي ….إم الفوضي إم ديكتاتورية خالية تماما من الايديولجية والفكر السياسي…. مثل ديكتاتورية السيسي والسبسي…. تونس ستتجه بإتجه السيسي وسيقع التوريث ولا إنتخابات ولهم يحزنون ….علي العرب أن ينخرطوا في الاحزاب السياسية …..وعلي الاحزاب أن تحترم الاخر وان تكون ديمقراطية ….هذا الضمان الوحيد لمحاربة الفوضي والديكتاتورية
“””ورغم إخلاصه وصدقه…”” باين الصوف على وجه الخروف…. متى كان سيسي مخلصا؟لرئيسه الدي استوزه؟! لشعبه اللذي قتله جوعه دله هجره …..هل صدق في وعوده؟!!! أخطأت في هده العبارة يا محمد…..
الأخ علي ، هذه ليست عبارة الاستاذ محمد لو اكملت الجملة …هذه اقتباس من مقولة ابراهيم عيسى ، و لذلك هذه الجملة ضمن العبارة التي بدأ بها المقال و موضوعة بين مزدوجين دلالة على الاقتباس ، وبعد علامة الأقتباس الثانية …بدأ كلام الأستاذ كريشان قائلاً : (قائل هذا الكلام ليس سوى أحد الذين دعموا السيسي منذ البداية وأحد أشرس المناهضين للرئيس مرسي …….) و ذكر لاحقاً انه ابراهيم عيسى
تحياتي
نظام السيسي إغتصب السلطه وبالتالي لن يسمح لأحد ان يتجاوز
دوره بالمطلق وسحرة فرعون من الاعلاميين المؤدلجين لسياسة
الانقلابيين يحفظون دورهم . ويكرسون جل إمكاناتهم لقلب الحقائق
والمفاهيم ويوصلوا رسائلهم المسمومه الى الشعب المصري
لمن يتابع الشأن السياسي منهم بأن إاغراق حدود غزه بالمياه المالحه
عمل بطولي وزج الاعداد الهائله من الشباب المصري بالسجون حمايه
للثوره وأمن الشعب المصري وترسيخ العلاقه مع إسرائيل هو
تطوير للاقتصاد المصري ورخاء” موعودا
نعم أنا اتفق مع د. أثير ان نسبه ضئيله من المصرين من يهتم بالسياسه
ويقودها ثلة قليله من البغاه مع التأكيد على ان المصري المسحوق
يلهث وراء لقمة عيشه في حين أن فئه قليله تتحكم بالوطن ونهبه
ومقارنة مع الهيكل العام للسياسه لدى الجمهور الامريكي
كل هم هذه القوى السيطره على المقوقف العام للسياسه الامريكيه وهي
منظمة الايباك الصهيونيه اللتي تحدد السياسه العامه
من يحكم أمريكا ويتحكم في الرئيس القادم هي منظمة الايباك
وهذه المنظمه تتبارك بافتتاح مؤتمراتها من قبل رئيس الوزراء
الاسرائيلي ويتبارك الرئيس الامريكي بالقاء كلمته في مؤتمرها
هذا هو الفرق . للاسف لا يوجد اي إهتمام عربي لمحاربة نفوذ هذه
المنظمه الارهابيه وكشف دورها الشاذ لا للشعب الامريكي ولا
للشعوب العربيه والاسلاميه
أعتقد أن كل زمام الأمور في مصر هي في يد العسكر وأي رئيس حتى لو كان بحجم ثمثال رمسيس لن يبقى ساعة واحدة إذا غضب عليه العسكر وسيبقى ربما عقود إذا حاز على رضى العسكر ولم يحاول مس سلطات ومزايا العسكر بسوء ابداً.
“المؤسسة الأمنية المرتاحة إلى عودة النظام البوليسي في البلاد”
تتحدث عن عودة !!
وهل غاب النظام البوليسي يوما حتى يعود ؟
أم تعتبر “استراحة المقاتل” التي استفاد منها النظام خلال حكم الرئيس مرسي ليعود أقوى وأشرس مما كان غيابا ؟