احتفل الجزائريون، بداية هذا الشهر، بالذكرى 63 لثورتهم الوطنية التي قادتها جبهة التحرير الوطني. إنجاز الاستقلال وبناء الدولة الوطنية، كانا على رأس النجاحات المنجزة من قبل هذه الثورة، التي مثلت هبًة وطنية فعلية للجزائريين، عادوا من ورائها إلى التاريخ، الذي غيبوا عنه لمدة طويلة.
فماذا تعني الوطنية الآن بالنسبة للجزائريات والجزائريين؟ وهل هم راضون عما حققوه من إنجازات على مستوى أكثر من صعيد؟ وهل ما زالت الوطنية مُجندة، كما كانت بالنسبة للأجيال الصغيرة من الجزائريين، الذين لم يعرفوها عندما كانت في حالة صعود؟ وكيف تطور محتوى الوطنية الفكري والسياسي مع الوقت؟ وما هو مصيرها كفكرة سياسية وعقيدة؟
مساري الشخصي، أنا الذي ولدت سنة واحدة بعد الإعلان عن الثورة، قد يكون إحدى الوسائل المتاحة للإجابة عن هذه الأسئلة المطروحة على كل الجزائريين والجزائريات. سأتطوع إذن للإجابة عن هذه الأسئلة في مكان الكثير من الجزائريين، من جيلي على الأقل. قراءة جيلية تبقى مهمة ومفسرة، كما يمكن ملاحظة ذلك.
ولدت في قرية صغيرة في السفوح الجنوبية لجبال الأوراس، الذي عرف اندلاع ثورة التحرير في 54. لم اتعرف جيدا على والدي الذي استشهد في آخر سنوات حرب التحرير في العاصمة. لتتكفل بتربيتي والدتي أنا مع إخوتي الاثنين، بعد أن ترملت صغيرة، في عمر الواحد والعشرين سنة فقط. فقد كان اليتم والترمل من نتائج حرب التحرير المباشرة. التي كان يجب التصدي لها بعد الاستقلال مباشرة، من قبل الدولة الوطنية التي قامت بدور الأب. علًمت وطببت وشغّلت وأعطت منحا للدراسة في الخارج.
دخلت العاصمة صغيرا، كما فعل الكثير من العائلات الجزائرية، بغرض التعليم أساسا، الذي لم يكن منتشرا في الريف في السنوات الأولى من الاستقلال، فكان على الجزائريين التوجه للمدن للاستفادة المبكرة منه. ليكون المفسر الأكبر للهجرة الريفية خلال هذه المرحلة. تعلمت في العاصمة وتخرجت من الجامعة، لأنهي تعليمي في فرنسا والجزائر. تعرفت في هذه المدينة الكبيرة وجامعاتها على الكثير من الجزائريين، من مناطق بعيدة عن قريتي، التي لم اقطع معها كل الصلات، فقد سكنت في حي شعبي، جزء مهم من سكانه، هم أبناء قريتي ذاتها، ما جعلني لا ابتعد عن لهجتي وعاداتي، بما فيها الأكل، مثل الكثير من الجزائريين الذين دخلوا المدينة عنوة وبشكل جماعي، كنتيجة مباشرة للاستقلال. لتستمر علاقاتهم بالمدينة متوترة وغير ودية في الغالب. كما تبينه قضية حضور المرأة في الفضاء العام، أكثر من نصف قرن من الاستقلال.
كونت عائلة صغيرة، كما ساد عند أبناء الفئات الوسطى المتعلمة، بعد الاستقلال. وأنجبت الطويل والسمين من الأبناء، بعد ان تحسنت تغذية الجزائريين وزاد طولهم وعمرهم الافتراضي. تزوجت من خارج قريتي، كما ستتزوج ابنتي من خارج الجزائر. في شبه قطيعة مع الانتماءات التقليدية التي استمرت قوية عند الكثير من الجزائريين، التي يمكن أن ينتكسوا إليها في حالة استفحال أزمة الوطنية التي جعلتهم يتجاوزون انتماءاتهم المحلية وهي في حالة صعود. لم أغادر وعاء الوطنية فكريا، رغم نزعة يسارية واضحة، كما كان حال الكثير من أبناء جيلي، الذين ابتعدوا عن طقوس التدين الذي استمر قويا على المستوى الشعبي، بل زاد مع الوقت، في وقت أصبحت فيه هذه الوطنية التي كانت دائما ذات طابع انتقائي فكريا، منذ نشأتها، أكثر محافظة، بعد أن ضعف المنهل اليساري والعصري الذي كانت تنهل منه جزئيا في بداية ظهورها. وطنية استمرت مجندة سياسيا على مستوى ما قبل جيلي وحتى جيلي جزئيا، لتفقد بريقها، عند الأجيال الأصغر من الجزائريين الذين ظن بعضهم، لوقت قصير أن الإسلام هو الحل.
فقد رفضت عدة فرص للبقاء والإقامة خارج الجزائر، مثل الكثير من أبناء جيلي المتفائل، الذي كان مُصرا على تحقيق حلمه في الجزائر، وهو ما لا يفهمه أبنائي الآن، كممثلي جيل صغير قلّ تفاؤله، يحضرون أنفسهم كالكثير من أبناء الفئات الوسطى، لمغادرة الجزائر في أول فرصة تتاح لهم. فلم تعد الوطنية تغري هذه الأجيال الصغيرة التي ترفضها ولا تحاول تحسينها أو الحوار معها، كما فعل جيلي وهو يهتم بالعمل السياسي، بنكهته اليسارية او الإسلامية، لاحقا، عند البعض.
بسرعة ظهر الكثير من علامات الإعياء على العقيدة الوطنية، رغم تحقيقها لبعض النجاحات في الميادين الاقتصادية والاجتماعية. فلم تنجح هذه الوطنية التي تكلست أفكارها وأصبحت أكثر محافظة، في إقناع حتى بعض أبناء جيلي، من إنجاز أحلامهم في الجزائر، هم الذين آمنوا بها ذات يوم. وهو ما يمكن التأكد منه بسهولة ونحن نشاهد موجات هجرتهم وهم في سن التقاعد.
لم تنتكس الوطنية داخل البلد الواحد فقط، بل فشلت كذلك الوطنية الجزائرية على غرار الوطنيات المغاربية الأخرى، في تونس والمغرب، في تحقيق البناء المغاربي، كما كان يحلم به جيل الإباء المؤسسين للحركة الوطنية، فقد وقفت هذه الوطنيات الضيقة والشوفينية، سدا منيعا في وجه البناء المغاربي، بحجج واهية وغير مقبولة، لم تخدم إلا مصالح ضيقة واستراتيجيات فئات محدودة، صادرت لصالحها وحدها، مكاسب الاستقلال وبناء الدولة الوطنية في البلدان الثلاثة.
لنكون في بعض الحالات أمام إمكانيات فعلية لانتكاسة إلى ما قبل الوطني، كما هو ظاهر في الفضاء المغاربي في السنوات الأخيرة، كما يدل عليه رمزيا على الأقل، إيقاف الدولة الوطنية، بعد الاستقلال في البلدان الثلاثة، للقطار الذي كان يربط بين تونس والرباط مرورا بالجزائر، المنجز خلال الفترة الاستعمارية! توقف القطار المغاربي في وقت كان المأمول فيه أن تكون الفكرة المغاربية تجاوزا إيجابيا للعقيدة الوطنية التي ظهرت عليها الكثير من علامات الإعياء والتعثر.
فهل تحتاج الوطنية الى إثراء وتلقيح، كما كانت تقوم به كل مرة، منذ نشأتها وهي في حالة صعود، أم هي في حاجة الى تجاوز وقطيعة معها، نحو أفق جديد؟ سؤال تبقى الأجيال المغاربية الشابة هي الكفيلة وحدها بالإجابة عنه. في عالم مفتوح فكريا، على أفق أرحب من الوطنية.
كاتب جزائري
ناصر جابي
الوطنية هي حب الوطن وعدم خيانته, وهذا من الإسلام
فها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلن عن حب وطنه (مكة) ويقول :
” ما أطيبكِ من بلد ، وأحبَّكِ إليَّ ، ولولا أن قومي أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيركِ ” (رواه الترمذي)
ولا حول ولا قوة الا بالله
شكرا يا سيد ناصر على هذه المقالة الجميلة. أنا أنتمي أيضا إلى نفس الجيل الذي تشبع بالفكر الوطني التقدمي ومن المؤكد أن آمالنا و طموحاتنا الوطنية في الوحدة المغاربية والنماء والتقدم لم يتحقق أي منها إذ أصيب جيلنا بخيبات مريرة منها مخلفات هزيمة حرب 5 حزيران 1967 وضياع كامل أرض فلسطين. و من المفارقات التي عشناها مع جيل الوطنيين الرواد المغاربيين أن وحدة شعوب المغرب الكبير كانت فعلية إبان الفترة الاستعمارية ولعل خير دليل على ذلك وجود رابط القطار بين مراكش وتونس عبر مدينة الجزائر وهو الرابط الذي لا وجود له منذ ما يزيد عن 4 عقود.
تختلف الرؤى على اختلاف الزوايا والمواقع التي اتخذناها سلفا يا أستاذي الفاضل ناصر، حقيقة كما ذكرت:(لم تنتكس الوطنية داخل البلد الواحد فقط، بل فشلت كذلك الوطنية الجزائرية على غرار الوطنيات المغاربية الأخرى، في تونس والمغرب، في تحقيق البناء المغاربي، كما كان يحلم به جيل الآباء المؤسسين للحركة الوطنية) لكن وجب التذكير أن بذور فشل بناء اتحاد مغاربي زرعه منذ عقود الزعيم محمد بوخروبة حين اعترف بصريح العبارة في إحدى خطبه أنه وضع حصاة في حذاء المغرب وهو منتش بطعن أشقاء استضافوه هو ومجموعة وجدة وأمدوهم بما استطاعوا من دعم ونصرة.
الوطنية التي تربينا عليها في المغرب ترتكز على الدفاع على وحدة وتماسك البلد، وأذكر انني منذ الخامسة من عمري بعدما حفظت قصار السور حفظت أغنية عن ظهر قلب كانت ترددها الإذاعة والتلفزة طوال أيام كلما حلت مناسبة عيد المسيرة الخضراء وهذه بعض أبياتها:””العيون عيناي … والساقية الحمرا لي … والواد وادي يا سيدي … نمشيو في كفوف السلامة، الله والنبي والقرآن معانا، وانوار اليقين سابقانا … وإيماننا يحطم كل طاغي جبار … على بلادي يا سيدي…”” كنت أول الذكور بين الأحفاذ في أسرتي وأذكر كيف كان يحملني جدي رحمة الله عليه بين ذراعيه مباهيا أهل الحي كلما رددت هذه الأغنية ببراءة طفل ذو الخمس سنوات. كبرنا وكبرت في نفوسنا عقيدة حرمة وحدة البلاد، ولو بحثت عن مغربي واحد (واحد فقط بين ٤٠ مليون مغربي) في مشارق الأرض ومغاربها يؤيد مشروع حكام الجزائر في انتزاع الصحراء من بلدها الأم فلن تجده حتى يلج الجمل في سم الخياط.
كيف يمكن بعد هذا أن نأمل في بناء ما يسمى اتحاد مغاربي مع نظام يصبو منذ أربعين سنة خلت إلى تمزيق أوصال وطننا؟ مستحيل يا أستاذي الفاضل، لا يخفى على أحد أن المحاولات السابقة لرأب الهوة بين المغرب وحكام الجزائر كانت مصيرها الفشل ما دام الشعبين الشقيقين يحكمهما أنظمة فاسدة وغير ديموقراطية.
منذ حرب الخليج الأولى، جيلي ما عاد يؤمن بالأوهام ولا يربط مصيره بالسراب، نتمنى لأشقائنا في الجزائر كل التوفيق والسداد لكنا ما عدنا نريد توجيه أنظارنا قبل المشرق لأننا أدركنا أنه لن تقوم لنا قائمة إذا أصررنا على ذلك، بل الحكمة والمنطق تدعو للإقتداء بالتجارب الديموقراطية الفتية على الضفة الشمالية للبحر المتوسط أو على الأقل الإستفادة من تجارب لدول النامية في آسيا وأمريكا اللاثينية.
لما اقرأ كتابات مثل كتابات الاخ السنوسي اوقن حق اليقين اننا لن تقوم لنا قائمة…..لان الناس لما تفرق بعد بين الوطنية الصادقة والشوفينية المقيتة….يتناسى امثال السنوسي ان ملك المغرب هو من مزق شمل شمال افريقية بارتهانه لفرنسا بعد اتفاقية ايكس ليبان واول مسمار في نعش المغرب العربي هو خريطة علال الفاسي سنة 1958 ثم الطعنة التي تلقتها الجزائر المستقلة سنة 1963 ثم محاولة السطو على موريتانيا حتى سنة 1969 وغزو الساقية الحمراء سنة 1975 والاستيلاء على وادي الذهب بعد انسحاب موريتانيا سنة 1979 وتجميد الاتحاد المغربي سنة 1995. المغرب له مشاكل مع كل جيرانه
صورة على وجه القمر
ليس المغرب هو من قام بالإنقلاب على الحكومة المؤقتة في يوليوز 1962 بل جماعة وجدة والفارون من الجيش الفرنسي هم من دخلوا ليطبقوا حرفيا ما ورد في ورقة الإستفتاء ( هل تريد أن تصبح الجزائر دولة مستقلة متعاونة مع فرنسا ) وهذا الكلام يردده أغلب القادة الجزائريين ممن شاركوا في المقاومة ضد فرنسا (أنظرجريدة الشروق الجزائرية 4/11/2017 حوار مع الخطيب )..
ليس المغر ب هو من قام بإعدام العقيد شعباني لا لشيء سوى لأنه رفض التعامل مع فرنسا وأذناب فرنسا ، ليس المغرب هو من نقض العهد الذي قطعته على نفسها الحكومة المؤقتة الجزائرية بإعادة النظر في الأراضي المغربية التي ضمتها فرنسا إلى مستعمرتها في الوقت الذي رفض فيه محمد الخامس إستعادة هذه الأراضي من فرنسا مباشرة قبل إستقلال الجزائر وقال لها سنعيدها إن شاء بعد أن يصبح إخواننا الجزائريون أحرارا
ليس المغرب هو من صدر أزمته السياسية سنة 1962 وإفتعل حربا ضد المغرب وراح يهاجم بعض المناطق الجنوبية المغربية
ليس المغرب هو من قام بإنقلاب عسكري على بن بلة سنة 1965 ، وليس المغرب هو من إفتعل شبه حرب أهلية وحاول الإستعانة بالروس لقصف متمردي جيش الطاهر الزبيري سنة 1967
ليس المغرب هو من قال فيه شاعرالمقاومة الجزائرية مفدي زكريا : ( وهل أصبحت الجزائر تضيق على أهلها ويتسع صدرها للنكرات والعورات والحشرات والعاملين في الظلام من قدماء الجواسيس والخونة والعملاء وذوي السوابق الإجرامية من أبناء الشوارع القذرة بينما المخلصين وأحرار الضمير هاجروا للخارج ، وحتى لبلاد العدو القديم ….إلخ ) المرجع رسالة مفدي زكريا إلى بن بلة يوم 17 ماي 1965
أما حديثك عن موريتانيا فهو حديث من يتناسى أن هذه المنطقة كانت مغربية إلى حدود 1957 حين أعطتها فرنسا حكما داتيا تحول فيما بعد إلى دولة تابعة لماما فرنسا وبالتالي فإن رفض المغرب كان نابعا من إيمانه بالوحدة
في حين أن قضية الصحراء فالعالم كله يعلم أن بومدين هو من عارض إسترجاع المغرب بمعية موريتانيا لأراضيهما من المحتل الإسباني وإفتعل شعبا صحراويا وهميا ودولة صحراوية وهمية لم يُكتب لها الوجود إلى يومنا هذا (2017) ولن يُكتب لها حتى ولو ظل النظام الجزائري يردد هذه السمفونية 100عام أخرى لأن ضياع منطقة شنقيط (موريتانيا ) لن يتكرر مع الصحراء المغربية
سايس بيكوصنع موريتانيا وفرانكو/بومدين أرادا صنع دويلة وهمية
ما بقي هو شعارات فضفاضة ضد.فرنسا لتاجيج الروح الوطنية العرجاء بينما كل المسؤليبن لهم عمارات في باريس بينما الرءيس يعالج عند العدة في المستشفى العسكري. ..بينما الآلاف ترغب في فيزا فرنسا بينما ديبلوماسية مساهل تعلن الحرب على الجميع ناهيك عن طبع النقود بدون قيمة. ..و دعم حرية الشعوب في تقرير المصير إلا كتالونيا و الاكراد و كوسوفو و القبايل و الأزواد و المزابيين
بقي من الوطنية الجزائرية : بوتفليقة وبوتفليقة وبوتفليقة.
قد أخالف الكاتب (الذي يكبرني سنا وتجربة كذلك ربما) في ما ذهب إليه من انطفاء الوطنية عند شباب الجزائر..
أعتقد أن البحث عن الهجرة هو الشكل الآخر من حب الجزائر وحب الوطن، تماما كما يفعل المرأ عندما لا يتحمل واقعا هو يرفضه فيسير بذاته ورغبته نحو الانطفاء.. تماما كما فعل بوالصوف وآيت احمد وبوضياف وآخرون من رجالات الجزائر العظام الذين رفضوا واقع مابعد الاستقلال فاختاروا النفي الذاتي خارج أرض الوطن..
الرغبة في الهجرة هو رفض لواقع مفروض عن وطنية زائفة وصفها فرحات عباس في رسالة استقالته من رئاسة أول برلمان جزائري بوطنية المصالح الذاتية.
شباب الجزائر وطني حتى النخاع لأنه يرفض المشاركة في مهازل حكامه ويرفض خيانة دماء آبائه ويرفض رؤية بلاده تنزلق ببطئ نحو التحلل الذي يقوده إليه من أمن نفسه بعشرات الممتلكات في أوربا وأمريكا من حيث لا يدري أحد.
لم تغب الوطنية عن الجزائريين ولكن لا أحد صار بإمكانه أن يتحمل هذه الوطنية الزائفة المختلقة والكاذبة التي يصر عليها الرسميون في تلفزتهم وصحفهم وكتبهم المدرسية.. وطنية التملك لا العطاء والتسلق لا التضحية والتمييز لا المساوات والتجبر لا العدل.
في كثير من الاحيان نجد ان التطفل والاقحام السطحي لاحكام مزيفة تمت صياغتها في مختبرات الانظمة العسكرية المتسلطة على رقاب البلاد والعباد..يشوش على تتبع المنصفين لبعض المقالات الجيدة من مثل هذه الدراسة للاستاذ ناصر!!! وما حيلتنا مع اشخاص تعودوا على التوقف عند العناوين…ثم الانطلاق في ترديد الاناشيد الببغاوية التي لاتضيف الى مجال المناقشة اي جديد سوى الازعاج وتحسيس المتلقي بالقرف والغثيان!!! واما بالنسبة الى الموضوع المحوري فان الاساس فيه ليس منفصلا عن السياق العربي ككل ..من حيث التاثير السلبي لتراكمات تاريخية في تكريس الهوية القبلية الضيقة وجعلها الاساس والمنطلق في التعامل مع المستجدات الجيوسياسية ..والمتغيرات السياسية والاقتصادية العالمية …وهو واقع زاده التخطيط والفعل الاستعماري …وتفاعل بعض الافراد والجماعات معه بشكل ثاري بليد…او نفعي مقصود..تفاقما على تفاقم..، ولذلك نجد ان الدولة الوطنية الفتية ظلت وفية الى ابعد الحدود للاسس السالفة رغم ان الافكار المؤطرة لها كانت تنهل نظريا من افكار وتجارب ساهمت في بلورة نماذج ناجحة عند امم ومجتمعات اخرى.واما عن فكرة المغرب العربي او المغرب الكبير فهي كانت نتيجة لرغبة عند بعض المفكرين والساسة لتجاوز البناء الاستعماري لخراءط الدول والنخب الحاكمة ..والوصول الى تشكيل قوة بشرية واقتصادية تستند الى اواصر ووشاءج تاريخية قوية وصلت في مراحل كثيرة الى تشكيل هوية مشتركة…، وبطبيعة الحال لم يكتب لها النجاح بعد ان اصبحت كلمة فرنسا هي العليا عند اصحاب القرار الذين تم تسريبهم الى مؤسسة الجيش في احدى هذه الدول..وتحول الضرب تحت الحزام الى اغلى الاماني عند هؤلاء.. بل ووصل الامر الى تشكيل جبهة مصالح ومخططات وغرفة عمليات موحدة مع واحد من اعتى النظم الفاشية في التاريخ وهو نظام الجنرال فرنكو الذي من لحسن الحظ انه كان قد وصل الى ارذل العمر…وذلك في سياق عرقلة استرجاع الصحراء المغربية التي نخلد اليوم ذكرى المسيرة الخضراء التي قام بها الشعب المغربي لاجبار اسبانيا على ارجاعها الى الوطن الام.
تعلمنا في الصغر ان حب الوطن من الايمان وتعلمنا في الكبر ان الايمان يزيد وينقص وبقليل من التدبر عرفنا ان حب الوطن ( الوطنية ) تزيد وتنقص.
مغربي من أصول صحراوية
أنت تكذب على نفسك قبل غيرك.
الإستفتاء نضم وبمشاركة الحكومة الجزائرية المؤقتة برئاسة بن يوسف بن خدة قبل دخول جيش الحدود البلاد ، ساعتها لم يكن هناك أي نفوذ لضباط فرنسا الذين يسمونهم في الجزائر بكابرنات فرنسا، الإستفتاء جاء بعد مفاوضات “إيفيان” والتي أعقبها وقف إطلاق النار في 19 مارس 1962 أي بعد حرب تحرير دامت سبع سنوات ونصف إستشهد فيها مليون ونصف مليون جزائري وخسرت فرنسا 40 ألف جندي ، وغادر أكثر من مليون مستوطن أوروبي البلاد ،وانتهت بانتصار الثورة واسترجاع السيادة.
الخلافات بين قادت الثورة بدأت منذ سنة 1956 بعد مؤتمر الصومام ، ولكن شائت الأقدارأن يتم إختطاف طائرة قادة الثورة التي كانت في رحلة بين الرباط وتونس بوشاية من ولي العهد الحسن الثاني – وهو لايدري بذلك أنه خدم الثورة دون إرادته – وتأجل بذلك خلاف قادة الثورة إلى مابعد الإستقلال .
الثورة الجزائرية عرت حكام المغرب وتونس وكشفت عورتهم للعالم وخيانتهم مرة أخرى للجزائر، وتجلى ذلك في “إتفاقية إكس ليبان” التي كانت تهدف لعزل الثورة الجزائرية والإستفراد بها والقضاء عليها ،( إقرأ : إتفاقية إكس ليبان : المؤامرة الكبرة في تاريخ المغرب)…( ورسالة عبد الكريم الخطابي للشعب المغربي : أكس ليبان فخ منصوب)…
ومع اشتداد الثورة سارعت فرنسا الى منح الاستقلال الى 12 دولة منها تونس و المغرب . و في هدا الوقت عرفت الثورة الجزائرية انتصارات كبيرة خاصة بعد هجومات الشمال القسنطيني و بعد مؤتمر الصومام الامر الدي دفع بفرنسا الى تكوين سلاح الجو المغربي من أجل ضرب الثورة . حيث كانت الطائرات الفرنسية تنطلق من مطار مراكش بالمغرب لقمع جيش التحرير. حدث هدا الامر كله بعد استقلال المغرب اقول بعد استقلال المغرب.
مسألة الحدود الخرافية التي إفتعلها المغرب ، كان نظام المخزن يضغط بها على قادة الثورة ويقايضها بالدعم والسلاح وكان رد قادة الثورة تأجيل هذاالملف إلى بعد الإستقلال حتى لايتم التأثير على مسار الثورة ، وبعد الإستقلال بسنة هاجم الجيش المغربي تندوف وبشار (إقرأ مذكرات عبد اللطيف الفيلالي).
موريتانيا إحتلتها فرنسا في 1902 قبل إحتلالها المغرب في 1912 ،واستقلت عام 1960 وليست لها علاقة بالمغرب، واتفاقية مدريد لإقتسام الصحراء بين المغرب وموريتانيا تدحض أطروحات المخزن..(إقرأ: رد محكمة العدل الدولية أكتوبر1975
عندما تصبح الارقام مثل لعبة اللوطو يستخدمها الشخص حيث اراد وباسلوب الرهان او المقامرة لعلها تصيب او لا تخيب فان ذلك دليل على استخفافه بالمتلقي واعتقاده بان كل ما سيقوله سيصدقه بدون تمحيص او تدقيق …وكيف نطلب من اشخاص يروجون لطريق يصل الى نيجريا والفلاحة المصدرة الى دول القارة ..بينما المواطن المسكين يصطف لشراء البطاطس ان يقولوا الصدق..واتحداك ان تقدم توثيقا واحدا لما ذكرت وعلى اي صفحة شءت…وعلى العموم فان هذا اليوم هو يوم احتفال الشعب المغربي بالمسيرة الخضراء المضفرة والاحتفالات تقام في كل ربوع المغرب من طنجة الى الكويرة …ولا معنى الان لغير تذكر هذا النصر المبين على الاستعمار واذنابه…