مدريد ـ «القدس العربي»: أصبح نادي ريال مدريد يدرك بما لا يدع مجالا للشك أن لاعبه الصاعد ماركو أسينسيو يمثل ما هو أكثر من مجرد نجم واعد في المستقبل، كما بات يعلم بكل تأكيد أن الويلزي غاريث بيل لم يعد يقدم الأداء المنتظر منه، ما يثير حفيظة أنصار النادي الملكي.
وبعيدا عن التعادل غير المتوقع أمام بلنسية الأحد الماضي في الدوري الأسباني، جاء هذا اللقاء ليسلط الضوء على نجم بحجم أسينسيو، وهو اللاعب الذي استطاع أن يأسر قلوب جماهير ريال مدريد. ولم يسجل أسينسيو هدفين رائعين وحسب في المباراة، لكنه أثبت أيضا في مستهل مشواره الكروي أنه قادر على قيادة الفريق.
وقالت صحيفة «ماركا» الأسبانية متحدثة عن الموهبة الأسبانية الجديدة: «إنه المدير الجديد، حدوده هي السماء». فيما قالت صحيفة «آس» أن الريال تعادل بهدفين رائعين لأسينسيو، وأكد أنه يقدم «الأفضل في كل يوم».
ورغم سنوات عمره القليلة (21 عاما)، يدلل أسينسيو أنه لاعب لا يترك يوما يمر عليه بدون أن يتطور، ليس من الناحية الفنية وحسب، لكن أيضا تسديداته التي تصبح أكثر قوة مع مرور الوقت واختراقاته للدفاعات بشكل مباشر وقوته البدنية، فكل هذه العوامل تساعده على حمل الفريق على كتفه والخروج به إلى بر الأمان، كما فعل في مباراة بلنسية. ومن العجيب أن يكون هناك لاعب يحمل كل هذه الصفات والمميزات في الوقت الذي لم يكلف فيه خزانة النادي الملكي سوى أربعة ملايين يورو فقط. وعلى النقيض، يظهر الويلزي غاريث بيل، اللاعب الذي دفع الريال 100 مليون يورو لتوتنهام الإنكليزي للحصول على خدماته في 2013 ليكون في ذلك الوقت صفقة الانتقال الأغلى في تاريخ كرة القدم. وخلال ذلك الوقت، قدم بيل أداء متذبذبا تخلله فترات طويلة من الإصابات المتلاحقة، ما اكسبه لقب «اللاعب الزجاجي». ولذلك أصبح أسيسنيو بأدائه الكبير في بؤرة الضوء التي أظهرت بشكل جلي عيوب بيل وأزاحت عنها الستار تماما. وواجه بيل صافرات استهجان كبيرة من جماهير ملعب «سانتياجو بيرنابيو»، معقل ريال مدريد، في مباراة الاحد، وتحديدا في الشوط الثاني، ما يعطي انطباعا أن هذه الجماهير ترغب في رؤية اللاعب خارج فريقها في أقرب وقت ممكن. ويقدم بيل في الآونة الأخيرة مردودا ضعيفا من الناحية الفنية والبدنية، ولم يعد اللاعب الواثق من نفسه عند امتلاك الكرة، الأمر الذي دفع جماهير الريال إلى الإشارة إليه بالبنان تعبيرا عن امتعاضها منه، وهكذا هو حال أنصار النادي الملكي عندما يصبون غضبهم على أحد اللاعبين فلا يعودون أدراجهم أبدا.
وطالبت العديد من المقالات في الصحافة الأسبانية الموالية لريال مدريد ببيع بيل هذا الأسبوع بدون إبطاء، وقبل الأول من أيلول/ سبتمبر، موعد غلق باب الانتقالات الصيفية في أسبانيا أبوابه. وكانت صحيفة «ديلي ستار» البريطانية أكدت أن نادي مانشستر يونايتد عرض اليوم 105 ملايين يورو مقابل ضم اللاعب الويلزي. وليس سرا القول بأن بيل يروق للمدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، مدرب مانشستر يونايتد، وهو ما كشف عنه هذا المدرب خلال حديثه في فترة الاستعداد للموسم الجديد عن اللاعبين المهتم بضمهم لفريقه. بيد أنه لا يبدو في الإمكان خروج بيل من ريال مدريد، على الأقل خلال الفترة القصيرة المقبلة، وذلك لأنه في المقام الأول أحد اللاعبين المفضلين لرئيس النادي فلورينتيو بيريز، وثانيا لأنه لاعب يروق للمدرب الفرنسي زين الدين زيدان، وثالثا سيخسر ريال مدريد في حال بيعه قبل أيام قليلة من غلق سوق الانتقالات مهاجما يحتاج إلى مجهوده. وإذا قرر ريال مدريد المخاطرة ببيع بيل في هذه الفترة الحرجة فإنه لن يتبقى لديه في خطه الهجومي سوى الثنائي كريستيانو رونالدو وكريم بنزيمه، بعد رحيل ألفارو موراتا في أول الموسم. هذا بالإضافة إلى أن بيل يشعر بالارتياح في العاصمة الأسبانية مدريد ويروق له أسلوب الحياة فيها. ويبرز في هذا الإطار أيضا التضخم الجنوني لأسعار اللاعبين في سوق الانتقالات، بسبب الأموال التي تنفقها الأندية الإنكليزية المدعومة بأموال البث التليفزيوني الفلكية وأصحابها من أمراء الخليج، الأمر الذي سيصعب معه تعويض ريال مدريد رحيل بيل بلاعب آخر. ومن المتوقع أن تثير حالة الغضب التي يواجهها بيل من جماهير ريال مدريد العديد من الشائعات خلال الأيام المقبلة حول بقائه أو رحيله من النادي الأسباني.