مانشستر سيتي بين عبقرية غوارديولا ونرجسيته!

حجم الخط
0

أخيراً، صعق مانشستر سيتي الجميع في سوق الانتقالات، وتخطت صفقاته المدوية حاجز الـ200 مليون جنيه استرليني، ليكون أول ناد يصل الى هذا الرقم في انتقالاته في نافذة انتقالات واحدة، رغم ان ريال مدريد فعلها في 2009، لكن في ظروف مختلفة وقيمة عملة مغايرة.
عموماً، وبعد التخلي عن 17 لاعبا هذا الصيف، ما بين بيع واعارة واخلاء سبيل، فان مهمة تغطية غياب المخضرمين في الخط الخلفي وتحديدا الاظهرة، أصبح ملحاً وعاجلاً. فبعد بداية مبكرة واعدة في سوق الانتقالات بضم بيرناردو سيلفا والحارس ايدرسون، خيم الهدوء في معسكر السيتي، والامر الوحيد الذي كان أقرب الى الحدوث، هو انتقال الظهير البرازيلي الرائع داني ألفيش الى السيتي، بعد، على ما يبدو، اتفاق بين المدرب بيب غوارديولا وألفيش على فك ارتباطه بيوفنتوس والانتقال الى ملعب «الاتحاد»، لكن النجم البرازيلي اختار باريس سان جيرمان، ما جعل من ضمان ضم أظهرة حاجة ملحة وعاجلة، منذ رحيل زاباليتا وسانيا وكليشي وتبعهم كولاروف، ليخوض السيتي مباراته الودية الاولى أمام الجار يونايتد بظهير واحد فقط، وكأنه يفتقد جناحيه.
غوارديولا أنفق بصورة مهولة، وهو لديه فكرة في كيفية تسيير الامور، وعادة ما تكون أحادية ونرجسية، وقراراته لا تقبل المناقشة أو الجدل، وهو أمر سلبي بقدر ما هو يشكل جوهر وصميم نجاحاته السابقة، لكنه ارتكب العديد من الأخطاء الموسم الماضي بسبب نظرته الاحادية هذه، فهو تخلى عن الحارس ذي الشعبية الكبيرة جو هارت وجلب مكانه كلاوديو برافو، الذي أخفق وسقط في العديد من الأخطاء، ولو كان هارت مكانه لصد أكثر من نصف الاهداف التي استقبلتها شباك السيتي، ولربما جنى للفريق بين 12 الى 15 نقطة اضافية. ورغم عودة هارت من اعارته مع تورينو، كانت لدى غوارديولا فرصة للتصحيح، واستدراك خطأ فادح، لكن أصر على استبعاده فرحل حارس انكلترا الى وستهام، مفضلا المدرب الاسباني جلب الصاعد ايدرسون، الذي لم يلعب سوى موسم واحد كامل، كان الماضي مع بنفيكا، وما شاهدناه أمام الجار يونايتد في المباراة الودية والاخطاء التي وقع فيها، فانه في الواقع لا يختلف كثيرا عن برافوا الا بفارق السن. طبعا هواجس بيب الشخصية انتقلت ايضاً الموسم الماضي الى الاصطدام، ليس مع يايا توري، بل مع وكيل أعماله، ليحرم الفريق من موهبته لنحو نصف موسم، مثلما يحاسب على بعض الصفقات مثل نوليتو وجون ستونز وغندوغان، الذي معروف عنه في المانيا انه كثير الاصابات، فلماذا جلبه بيب؟
مشكلة أخرى يعانيها غوارديولا، بعد حل أزمة الأظهرة، هي قلوب الدفاع، ففي الواقع يملك السيتي قلب دفاع عالمي واحد، هو فينسنت كومباني، فهو القائد الشرس الذي يكره الهزيمة والمنظم الأول لزملائه وكأنه المدرب داخل الملعب، لكن مشكلته الاصابات المزمنة، ورغم ان كلما لعب كومباني يصبح السيتي أكثر صلابة، بل شريكه في الخط الدفاعي يصبح أفضل، الا ان في غيابه تدب الأخطاء بين أوتاميندي وستونز والآن عاد مانغالا، وكلهم على الورق مدافعون كاملون لكن في الواقع أخطاءهم كثيرة وسوء تمركزهم قاتل، والحل يكمن في ضم قلب دفاع عملاق، والمتوافر حالياً الهولندي فيرجيل فان دايك من ساوثهامبتون.
نقطة ايجابية كانت بروز الواعد ابن السابعة عشرة فل فودن، الذي أغدق عليه غوارديولا بالاشادات، ويتوقع له ان يكون خليفة دافيد سيلفا، الا ان عادة السيتي في الاعوام الاخيرة هي عدم اعطاء فرصة للواعدين والصاعدين، فرحل هذا الصيف التركي ايناس اونال احد أفضل هدافين الدوري الهولندي حيث كان معاراً، وسبقه دينيس سواريز الذي يلعب حاليا مع برشلونة، وقبلهما بسنوات رحل دانييل ستاريدج من دون أن يعطى فرصة، فهل يحصل فودن عليها؟
ومع تواتر الانباء عن رغبة اليكسيس سانشيز في اللعب للسيتي، فان مشكلة أخرى تواجه غوارديولا، وهي التخلص من اصحاب الرواتب العالية، وبينهم سمير نصري، الذي انتقده زملاؤه ووصفوه بالمتكبر والمتعجرف، وويلفريد بوني ومانغالا وفابيان ديلف، قبل أن يفكر في ضم المزيد.

twitter: @khaldounElcheik

مانشستر سيتي بين عبقرية غوارديولا ونرجسيته!

خلدون الشيخ

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية