ما الذي سيمنع الأكراد من إعلان استقلالهم؟

حجم الخط
34

صوّت البرلمان العراقي بالأغلبية (بعد انسحاب النواب الكرد) أمس على رفض استفتاء إقليم كردستان على الاستقلال المزمع في 25 من الشهر الجاري، وفوّض رئيس الوزراء حيدر العبادي «اتخاذ التدابير التي تحفظ وحدة البلاد».
تحيل كلمة «التدابير» مجدداً إلى جميع الأعمال وخصوصاً منها العسكرية التي يمكن لرئيس الوزراء العراقي أن يقوم بها «لحفظ وحدة البلاد»، وإذا عطفنا هذه الجملة على قيام قوات الحكومة العراقية بتعزيز وحداتها العسكرية على طول الحدود مع الإقليم «تحسّبا لأي عمل عسكري أو اشتباك مع قوات البيشمركه»، حسب تصريحات مصدر عسكري عراقي لـ«القدس العربي» الذي أكد أن «عدد القوات العراقية من الجيش والشرطة ومكافحة الإرهاب إضافة إلى فصائل «الحشد الشعبي» أصبح بإمكانه انتزاع كركوك من سيطرة حكومة الإقليم بالخيار العسكري»، وأن قوات الجيش العراقي «جاهزة لأي عمل عسكري آخر داخل حدود الدولة العراقية».
إضافة إلى التهديد العسكري وتصويت البرلمان على رفض الاستفتاء كانت هناك تدخّلات عربية، تمثّلت بتصريحات للأمين العام للجامعة العربية خلال زيارته للعراق الأسبوع الماضي تؤكد حرص الجامعة على «وحدة العراق وعدم إثارة إشكالات تزعزع أمنه واستقراره ووحدته»، والتي ردّ عليها أكراد بالقول إن كردستان تستقبل ما يقارب المليون من العرب السنّة العراقيين في حين أن أكثر من 20 دولة عربية لم تقدم أي مبادرة لاستقبال أي نسبة منهم، وبمطالبته بالالتفات لحل مشاكل عربية مستعصية أخرى!
وإذا كان الرد على أمين الجامعة العربية بالسخرية ،فالأغلب أن زيارة قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، إلى أربيل، عاصمة إقليم كردستان، للقاء وثني رئيسه مسعود بارزاني عن الاستفتاء، ستقابل بجدّية أكبر، فنفوذ طهران يفيض عن البرلمان والجيش العراقي وميليشيات «الحشد الشعبي» إلى داخل كردستان نفسها، فقد كان لإيران دائماً سطوة على أحد الحزبين الرئيسيين في الإقليم، ويعود ذلك لعقود طويلة وقبل أن تستكمل سيطرتها على كامل العراق، كما أن لها دالّة كبرى على حزب العمال الكردستاني التركي الذي تتواجد قوّاته في جبال قنديل وسنجار، وإذا أضفنا إلى ذلك كونها تحدّ الإقليم بحدود واسعة وتستطيع خنقه جغرافيا، كما تستطيع تهشيمه عسكريا، فالمتوقع أن يكون لتدخل سليماني تأثيره الواضح على قرار الاستفتاء من عدمه. بغض النظر عن مصداقية مطالب أكراد الإقليم بالانفصال، أو توق الأكراد عموما، وليس في العراق فحسب، إلى دولة قوميّة تضمّهم، فإن حيثيّات هذا الاستقلال لم تتكوّن بعد، والمخاطر التي تتهدد دولة كهذه أكبر من قدرتها على الاستمرار.
من جهة أخرى، فإن التمدّد الكبير الذي يقوم به حزب العمال الكردستاني التركي في سوريا، عبر ما يسمى «قوات سوريا الديمقراطية»، مع استمرار الدعم العسكري والمالي الأمريكي له، وتفاهمات القوّة والتقاسم بين واشنطن وموسكو، يفتح قوساً آخر غير متوقع في مشروع «الدولة الكردية»، لكن هذا المشروع أيضاً يواجه تناقضات كثيرة، وخصوماً متأهبين، بينهم قادة إقليم كردستان العراق نفسه!

ما الذي سيمنع الأكراد من إعلان استقلالهم؟

رأي القدس

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عبد الوهاب عليوات:

    أخي ابن الوليد..
    ها أنت كعادة الإخوة المغاربة تخرج عن سياق المقال لتحوله وجهة وحيدة لا تهم سواكم.. كأن الاخوة المغاربة عاجزون عن التفكير خارج ما يرسم لهم من مساحات اهتمام للدولة الرسمية..
    تتكلم عن النفط الجزائري وبالأمس كنت تحاضر على انهيار الاقتصاد الجزائري بسبب تراجع أسعار النفط.. وهل تناسيت أموال الفوسفات أم أنك تنكر الرشاوي التي تتفاخرون بها باسم الاستثمار والإعانة..
    لو كانت القضية الصحراوية قضية مال لكان المغرب كأكبر اقتصاد إفريقي قد حلها من زمان.. ولكنك تعلم جيدا كيف تلجؤون لفرنسا تستغلكم لقاء الفيتو الذي تشهره في وجه كل القرارات الأممية التي تندد باحتلالكم للصحراء.. والعجيب أن فرنسا نفسها لا تقر لكم بالصحراء الغربية.. أم أنك تنكر ذلك؟؟؟
    المشكلة أنك تتجاوز حقائق معروفة للجميع ولا ينكرها عادة سوى بسطاء التفكير.. وأنا أربأ بك يا أخي أن تكون من عوام الناس الذين يعومون بعوم الحاكم، فأنت رجل مثقف تميز الحق من الباطل.. ومن المفروض أن تكون اهتماماتك تتعلق بمصلحة الألأمة جمعاء بعيدا عن الشوفينية ضيق الأفق..
    لست أكل بمكيالين أنا واضح وصريح وصادق إن شاء الله فيما أقول ولا أتناقض وعندما أخطأ أقر..
    تذكرني عندما كتبت مرة عن فتنة الريف فصفصق أحدهم أني أتكلم عن الريفيين بينما كنت أشير إلى المقاربة الأمنية لها..
    لكل مجموعة من الناس الحق في تكوين مجتمعهم المستقل إذا ما استحال عيشهم مع من يخالفونهم سياسيا أو فكريا.. لكني ضد استعمال الحقوق السياسية للأفراد لأجل الإضرار بالآخرين وتهديد أمنهم.. فإن استطعت أن تعد الأضرار التي تلحق بالمغرب من نشوء دولة الصحراء الغربية فقد أقتنع بوجهة نظرك.. غير أني متأكد أن لا ضرر على المغرب سوى تحجيم أطماعه في ثروات الصحراء..

    1. يقول ابن الوليد. المانيا.:

      لا عليك يا اخي عبد الوهاب،
      .
      لندع هذا جانبا الى مقال يخص المغرب كالعادة، فمسالة فبركة القدافي و بومدين للبوليساريو يعرفها الكل.

  2. يقول عادل:

    اتفق مع ماذهب اليه الاخ عبد الوهاب عليوات في تعليقه. واظن ان الاكراد أخطأوا عندما لم يساندوا العرب السنة اثناء انتفاضهم على المالكي. فقد كان بامكانهم ان يجعلوا الفيدرالية في العراق امرا واقعا. اما المليون عربي في كردستان فنذكر الاكراد ان الاقليم لايزال عراقيا ولم يستقل لحد الآن وبالتالي فالعراقيون العرب موجودون في بلدهم.
    وبخصوص الأمازيغ والمسح الثقافي الذي يتحدث عنه البعض فنذكرهم بالهنود الحمر ليقوموا بالمقارنة.

  3. يقول الشتات الفلسطيني:

    كم نفتقدك ياصدام حسين ياروح طاهره قد عشقناها

    .. المجد للعراق

  4. يقول بلحرمة محمد المغرب:

    اولا لنطرح السؤال التالي ما هي اسباب اشعال هده الفتن والفوضى العارمة في العالم العربي؟ اليس لاجل اضعافه وتفتيته وتقسيمه؟ ما المانع في تكرار فاجعة سايس بيكو عام 1916 باسماء جديدة بطبيعة الحال صهيوامريكية وغربية وليس غريبا ان تكون عربية كدلك؟ لمادا يصر اقليم كردستان على اجراء استفتاء للانفصال عن العراق؟ اليس لان هناك موافقة ضمنية علنية او سرية من طرف الولايات المتحدة وكيان الارهاب الصهيوني؟ الم تعلن وزيرة – العدل – الصهيونية صراحة تاييدها بشدة لانفصال كردستان؟ نحن هنا نتابع الاطراف الفاعلة في الوطن العربي من غير العرب المنطقة المفعول فيها دائما اما تصريحات ابو الغيط او غيره من – المسؤولين – العرب فليست دات جدوى لانها تفتقر الى الاخلاص والنية الصادقة ففي اعتقادي المتواضع فما من شيء سيمنع الاكراد من اعلان استقلالهم ما دامت الظروف مهيئة والبيئة مناسبة والطريق معبدة بفعل المساندة المطلقة للقوى الكبرى التي لن تترك العالم العربي يعيش في وئام وسلام هدا لا يعني اننا نتغافل او نتناسى التقاعس الرسمي العربي الدي ساهم مساهمة كبيرة في احداث هدا الشرخ الهائل الدي سيكون وبالا على المنطقة العربية جميعها الم يتم تداركه بشكل سريع وهدا ما نستبعده فالعرب قد اتفقوا بكل اسى واسف الا يتفقوا وقرروا الاستمرار في نهج سياسة تدمير بعضهم البعض الم تؤكل ليبيا وسوريا واليمن يوم اكل العراق واللائحة على الجرار؟

  5. يقول جندي متقاعد:

    الاخ سلام عادل من المانيا.
    ١- انك تعتقد ان امريكا قادرة على كل شيء وهذا غير صحيح انظر كوريا الشمالية مثلا. ان امريكا واسرائيل ستحسبان ألف حساب قبل الدخول في حرب مع تركيا وايران والعراق وسوريا في نفس الوقت.
    ٢- انك تتسائل عن موقف تركيا من موضوع استقلال الاقليم وهي ببساطة كما اعتقد كالتالي:- هي ساكتة بسبب مصالحها عما يجري في الاقليم مع انها تتابع الموقف عن كثب وهي تنتظر اعلان هذه الدويلة لتقوم بالإنقضاض على جزء كبير منه وتقاسم البقية مع ايران.

  6. يقول جمال طاهر:

    هللوا وحللوا كما تشاوون ، يوم الاستفتاء
    على الابواب وحينها ترون الرد الكردي.
    سوريا تشرذمت
    ليبيا دمرت
    اليمن حدث فلا حرج جوع وكوليرا
    العراق ابتلعتها ايران
    لبنان حسن نصوري هو الحاكم
    فلسطين حماس وفتح
    مصرتعاني من ارهاب الاخوان
    قطر متهمة بالارهاب ومحاصرة
    تونس ،الجزاىر المغرب في واد والعرب في
    واد
    وفوق كل هذا وذاك الصراع الشيعى والسني منذ ١٤٠٠سنه في ظل
    هذه المعطيات والله لتنازلت عن هويتي
    لو كنت عربيا…..والسلام

1 2 3

إشترك في قائمتنا البريدية