كنت جالساً وأمامي الكمبيوتر، أشاهد على اليوتيوب تسجيلات لأهداف النجم محمد صلاح، وانفعال اللاعبين والمدرّبين والجمهور، وجولاته في الأمكنة العامة.
لست من متابعي أخبار فرق كرة القدم ونجومها بشكل عام، ولكنني بين حين وآخر أشاهد مباراة من مباريات القمة، وأتفاعل مع الأداء الجميل.
أشعر بمتعة كبيرة وأنا أشاهد تسجيلاته، خصوصاً وهو يُتبع الهدف بسجدة على أرض الملعب، بينما الجمهور الأجنبي يقف محيّياً ومعجباً.
أثناء انشغالي هذا، تأتي حفيدتي إبنة السنوات الأربع بين حين وآخر لتقول لي: «سِيدي أعطني ورقة ألوّنها».
فأختار تخطيطاً لرسمة بالأسود والأبيض من الحاسوب وأطبعها لها، وبعد دقائق تحضرها لي، لأراها وقد لوّنتها.
أنظر إلى الألوان، وأعبّر عن دهشتي من ذوقها الرفيع.
أعطيها ورقة أخرى، ثم أعود لمشاهدة تسجيل آخر وآخر لمحمد صلاح.
يبدو محمد صلاح كجندي في الصف الأول، يتحمل مسؤولية أخلاقية يؤديها بلباقة أمام الأجانب.
احترام وتقدير محمد صلاح من قبل الأجانب يقول، بأن العالم يحترم من يبدع في عمله ويمهره بالتواضع، إنه السّر الذي يجعل الناس يحبونك، ويفرحون لنجاحك.
أفكّر في سجدة محمد صلاح، تأخذني إلى شعب مصر المؤمن بفطرته، والذي يرى في كل نجاح إكراماً إلهياً له، «ربِّنا أكرمني ونجحت»، «ربِّنا أكرمني واشتريت عربيّة»، «ربِّنا أكرمني وربحت» – بفوازير رمضان -.
أتخيّل الفرحة التي يبعثها نجاحه وتصرّفه بقلوب الملايين، والفارق بين السّجدة على ملعب الزمالك أو الأهلي، وبين ملعب ليفربول بحضور جمهور مختلف دينياً بأكثريته.
كنت مستغرقاً في هذه الهواجس، حين جاءت حفيدتي مرة أخرى وهي تحمل ورقة لوّنتها وسألتني ببراءة: سِيدي، شو لون الله؟
هذه الطفلة تسأل عن كل شيء، لدرجة مستفزّة أحياناً، قبّلتها: «ولِك يا ملعونة من وين بتجيبي هالأسئلة؟».
في طفولتنا، لم نكن نسأل كثيراً، تعلمنا أنه خالقنا وخالق كل شيء، وإذا أخطأنا سيعذّبنا بتعليقنا من رموش أعيننا، وإذا أحسنّا التصرف سيكون مصيرنا الجنة، وأي سؤال إضافي، مثل حجم الله سبحانه، وماذا يأكل وأين يسكن وإذا ما كانت له زوجة! يكون الجواب الفوري: «إستغفر الله العظيم، لا تسأل هيك أسئلة، هذا حرام، الله سيعذّبك».
فنصمت، ونستغفر الله العظيم، حتى اعتدنا الأمر.
قلت لها: الله خالق كل شيء وهو كبير جداً، ولا نستطيع أن نراه، ولا نعرف شكله أو لونه.
بعد قليل عادت الطفلة وقالت لي بثقة كبيرة: أنا أعرف لون الله؟
– وما هو لون الله؟
– أسود.
– أسود؟! وليش أسود؟ عادة كنا نتخيّله سبحانه وتعالى بملابس بيضاء.
فقالت: أنا رأيت الناس في التلفزيون يدورون حوله ويصلّون.
– آه، فهمتك، هذه هي الكعبة المشرّفة، وليست الله.
– إذن ما هو لون الله؟
– نحن لا نستطيع أن نراه، وعندما تكبرين ستعرفين أكثر.
صمتت الطفلة، وعادت لترسم وتلوّن.
لكنها أثارت بي تساؤلات، هل حقاً ستعرف أكثر عندما تكبر أم ستزداد حيرة؟
قبل أيام استمعت إلى محاضرة علمية، جاء فيها أن العلماء في القرن الأخير استقروا على أن الكون نشأ بعد انفجار عظيم، لمادة صغيرة جداً ولكنها عالية الكثافة بما لا يتخيله العقل، ونتجت عنها المجرات والكواكب التي ما زالت تتسع مثل العجين المختمر!
رغم متعة تفسيرات العلماء واجتهادهم، ولكن كيف نفسّر وجود مليارات المجرات التي تحوي كل واحدة منها مليارات الشموس والنجوم من لاشيء؟!
وإذا كانت كرتنا الأرضية في حجم حبّة رمل على شاطئ المحيط، ونحن البشر على حبة الرمل أقل من غبار اللقاح، فمن أين لدماغٍ حجمه أقل ملايين المرات من ذرة غبار لقاح في هذا الكون اللامتناهي، أن يفسّر ظاهرة الكون وخلقه بشكل صحيح؟
مع احترامي للعلماء وإبداعهم، ولكل محاولات تفسير الكون، فعقولنا نحن البشر أيضاً مكبّلة ومحدودة، مثلها مثل حواسنا الخمس، فنحن لا نسمع كل الأصوات المحيطة بنا، ولا نرى كل شيء، ولا نستطيع ملامسة كل شيء، أو تذوّقه أو شم كل الروائح، فالكلب مثلاً يشم أضعاف ما يشمه الإنسان بمئات المرات، والسمكة ترى في ظلمات المحيط ما لا يراه الإنسان، والفيروس الذي قد يؤدي إلى وفاتنا لا نراه.
هكذا عقولنا فهي محدودة القدرة مثل بقية حواسنا، رغم كل الجهود التي أحترمها وهي ليست قليلة.
باعتراف العلماء أنفسهم أنه قبل مئة عام فقط، كان العلماء مقتنعين بنظريات اعتبروها حقائق، وكانت تعتبر ما سبقها من نظريات خطأ، ولكن تبيّن خطؤها في العقود والسنوات الأخيرة، ومن المحتمل أنهم بعد مئة عام أو أقل، سيقولون إن العلماء قبل مئة عام آمنوا بنظرية خاطئة أطلقوا عليها اسم «الانفجار العظيم».
هذه ليست دعوة للكسل الفكري، العكس هو الصحيح، يجب أن نعوّد أنفسنا ونعوّد أبناءنا وأحفادنا على التساؤل عن كل شيء، وأن نحاول تقديم الإجابات، فمهما كانت الإجابة ضعيفة، تبقى أقوى من التجاهل.
مثلاً، بأي منطق تحوّل الكربون بعد ملايين السنين من لا شيء إلى فراشات وورود وخيول وكناغر وسلاحف وبشر يفكرون ويكتشفون ذواتهم، وما حولهم ثم يبحثون في نشأة الكون؟
أين المنطق بتحوّل المادة الصمّاء إلى أداة تفكير وإدراك تكتشف ذاتها؟ وكيف تحوّلت الغازات والأتربة إلى أدمغة وأبصار وأسماع وأذواق ولمس وشمّ؟ ولماذا على كوكبنا فقط من بين مليارات الكواكب والمجرّات؟ وكيف نفسّر نشوء هذا الفارق بين المُخّ وحبة البطاطا والحجر! ولماذا لم تتحول الكرة الأرضية كلها إلى كائن حي دماغه بحجم سلسلة جبال طوروس! وكيف أمكن لمادة الكربون أن تتذكر ما حدث معها قبل عقود، وتعرف مَن سبّبَ لها الأذى أو الفرح وتخطط للمستقبل، وتستقرئه؟ مع احترامي وتقديري للعلماء ولكل اجتهاد علمي.
في المقابل لدى المؤمن إجابة أخرى، تستند أولاً على الإقرار بمحدودية دماغ الإنسان واستحالة قدرته على المعرفة الكلّية، ويؤمن بخالق لهذا الكون، لا تستطيع أدمغتنا الإحاطة بقدراته أو بصفاته، ولا نستطيع أن نتخيّله بمعاييرنا الصغيرة والضيقة جداً، مثلاً لو طلبنا من نحلة أن تفسر الكرة الأرضية وما يجري عليها، رغم ذكائها بجمع الرحيق وصناعة أقراص العسل فهي سترتكب أخطاء كبيرة في تفسيراتها، ولهذا فالإيمان يعتمد أولاً على ما لا يُدرك حسّياً.
طبعاً لدى المشكّكين أيضاً تساؤلاتهم الكثيرة!
مثلاً، من أين وكيف أتى خالق كل هذا الكون؟ وماذا كان قبله؟ وما الهدف من خلق الإنسان؟ وما سِرُّ عذابات البشر التي لا تنتهي، ولماذا لا يكون جميع الناس سعداء؟ إلخ…
كنت أفكر بهذا وأشطح بعيداً في تصوّراتي، بينما الطفلة التي رمتني بسؤالها الوجودي المدهش، تلوّن ورقتها بهدوء، وتعود بين فَينة وأخرى وهي تحملها: شوف سيدي شو لوّنت، ثم تسألني بفرح: حلوة الألوان؟
– آه بتجنن..
– طيّب، أعطني كمان ورقة لألوّنها…
سهيل كيوان
ما شاء الله. جيل البنات في أعمار هذه البنية لهن ذكاء مفرط. ولكل له أن يتأكد من المحيطين به من الأقرباء.
أما جيل الأشفار فلم يُغير ولكن هذا الجيل وخاصة الإناث منهن حين يكبرن وينجبن يغرسن المعرفة في أبنائن فتنهض الأمة لأن وبصراحة الأمهات اصطلين بجهل فكانت تربية الخوف هي السائدة ما سبب تخلف المجتمعات العرب نتيجة التخويف حتى من الذات نفسها.
قال تعالى في سورة البقرة آية رقم (٢٦)
ان الله لا يستحي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فاما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا اراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به الا الفاسقين . صدق الله العظيم
الاعجاز في بعوضة وما فوقها
اي ما ادناها في الحجم . لقد وجد ان حوصل البعوضة ترتبط بعلاقات معقدة مع الكائنات التي اصغر منها .
والتي تعيش داخل معدة البعوضة .
مثل البكتيريا والفطريات والفيروسات والأولويات.
البعوضة رقم (١) في قتل الانسان لانها تنقل الامراض . رغم حجمها الصغير
لا يستهان بها .
ما اردت الوصول اليه ان الله سبحانه وتعالى يضع سره في أضعف خلقه
هذه الايام تتجلا هذه الفكرة عندي عندما أسمع ملاحظات اطفال . تثيرني تساؤلاتهم مثل ما اثارت حفيدة الكاتب الصحفي سهيل كيوان
أسئلة ذكية جدا ومثيرة للفكر
الاطفال هذه الايام منفتحون على عالم واسع وافق لا محدود . المنطق لديهم يعمل بمنظومة داعمة
تجعل الخيال لديهم يسرح ويبدع
تساؤلاتهم التي يسألونها وينتظرون الرد عليها ببراءة لو لم يجدوا اهل حاضنين لا يجدوا في انفسهم الجرأة على التعبير عنها .
زمان كان الاهل من الصعب جدا ان يتيحوا الفرصة للاطفال بطرح الاسئلة
كانوا لا يسمحون لهم بالتواجد في مجالس الكبار
وكانت العبارة المكررة لهم
اسكت لساتك صغير
لا تسأل كثير . لما تكبر بتفهم
اصلا الاهل ما كان عندهم معلومات كافية للاجابة وري عطش الاطفال للمعرفة .
اليوم الاطفال أذكى من السابق .
تفكيرهم الذكي . الابداعي . اللامنطقي احيانا
العفوي المنطلق من نظرتهم للأشياء والظواهر حولهم . بعض الظواهر نجدها نحن من المسلمات
لكن لديهم تثير التساؤلات .
اعجبتني كثيرا حفيدتك عندما عبرت عن تفكيرها النقي بان لون الله عز وجل اسود .
حسب وجهة نظرها ورؤيتها للحجاج وهم يطوفون حول الحجر الأسود ترسخ لها هذا الاعتقاد
في قصص القرآن الكريم جميل جدا لو توزع على الاطفال وتناقش .
يوجد الكثير من الاطفال مثل حفيدتك استاذ سهيل ولكن احيانا لا تكون لديهم امكانية للتعبير
والافصاح عن مكنونات تفكيرهم
بالنسبة للاعب العربي الدولي الذي نفتخر به كثيرا
اللاعب المصري محمد صلاح
اللاعب الذي اعاد لنا بعض من كرامتنا المفقودة
وجمل صورتنا التي تشوهت في الغرب
اعاد للعربي الصورة المشرقة . الصورة المشرفة
الصورة الآيدل للعرب .
تحياتي أستاذ سهيل المحترم
ذكرني موضوع المقال الشيق هذا بقول ينسب لأبي بكر الصديق رضي الله عنه ( العجز عن الادراك ادراك ) طبعا هذا لا ينطبق على الأطفال فهم كما تفضلت يسألون اسئلة ويتوقعون اجابات،،
المشكلة عندنا في الغرب أكبر،واكثر تعقيدا،، حيث اسئلة متنوعة وخاصة في مواسم أعياد الميلاد (الكريسماس) وعيد الفصح وغيره،، وهذا يتطلب أن يكون الآب أو الآم على درجة من الوعي والإدراك والمعرفة للأجابة على اسئلة الصغار ،،
أعجبني جدا الحديث عن حفيدتك (حفظها الله لكم وحفظكم لهم)،،،ولا أقول إلا كعادتك متألق دائما بما هو شيق وممتع ومفيد،،،تحياتي لكم وللجميع..
هي براءة الاطفال التي ﻻ تنفك تدهشنا وتدفعنا الى التفكير والتأمل… ما أروعهم وهم يكتشفون العالم بهدوء وما أجرأهم مندفعين بغريزة حب الاكتشاف التي تكتنفها براءتهم. هم أوضح دليل على عظمة المخلوق الذي يدعى الانسان وضعغه في نفس الوقت…
وما أروعك أخي سهيل حين تنطاق من سؤال صغيرتك لتجعلنا نحلق معك في هذه التأمﻻت العظيمة بأسلوب سلس وشيق. ﻻ جف قلمك.
*حياك الله أخ سهيل والجميع.
فعلا كبرنا و(ختيرنا ) ولم نخض
في هيك مواضيع (خط أحمر ).
لا الاه إلا الله ومحمد رسول الله.
*أما (سجدة ) المبدع (محمد صلاح)
وشكره رب العالمين تدل على
حسن إيمانه وتواضعه وفوقه الله دائما.
سلام
اولًا نقول ان محمد صلاح استطاع بعفوية فعلته اي سجوده اثناء تسجيله لاهدافه الرائعة قد افاد الاسلام والمسلمين اكثر عشرات آلاف المرات من كل مواعظ وفتاوى المشايخ المتزمتين , واستطاع ان ينفي عن المسلمين الفكرة السائدة بمحبتهم للعنف والارهاب , واجبار العالم واقناعه بغير ما هم به متهمون , ودحض اكاذيب وسائل اعلامهم …بورك سلوكك وبورك قدمك الذي اخرس الناقمين واعاد غيهم الى نحورهم.
الانسان كل انسان , ترافقه مساحةً من الطفولة تتضائل بتقدمه في العمر ولكن…تبقى هذه الطفولة مستديمة بارسال نبضات تتفاوت بين فرد وآخر بفتراتها الزمنية , بشكل تساؤلات كتساؤل هذه الحفيدة الذكية( مقصوفة الرقبة ) هذا الطفل الذي يرافقنا نحن الكبار يدور في دائرة خاطره تساؤلات خفية واحيانًا بشكل مسموع !! ( من أين وكيف أتى خالق كل هذا الكون؟ وماذا كان قبله؟؟) اولًا نقول يا ايها السائل لمن توجه السؤال ؟؟ الله سبحانه وتعالى منزه عن الاسماء والاعداد والصفات والاشياء كلها , لو كان لله لون لكانت كل مكونات هذا الكون متشابهة ؟؟! وبما ان الله هو خالق غير مخلوق , فكل الوان الكون هي لون الله؟! لان الكون هو من ابداعات وخلق الله!!
لقد خلقنا الله سبحانه وتعالى بعقلية محدودة لحكمة من عنده !! اسرار هذا الابداع لا يعرفه الا من خلقه !!؟ فكيف بكَ يا صاحب العقل المحدود معرفة المبدع ؟! فاكتفي يا هذا بما انعم الله عليكَ من محدودية القدرة والاستيعاب , وهذه هي نعمةٌ بحد ذاتها.
كعادتك اخي سهيل كتاباتك هي من النوع السهل الممتنع ,احيانًاتطرح ما في الاشياء , واحيانًا تتستفيض بحثًا في ما وراء الاشياء وهنا تكمن عظمة الطرح والطروحات, بورك قلمك وفكرك و..( خفة دمك ) والسلام .
استاذ سمير; البيت وتربية الام لها دور كبير احياناً على الطفل في قضايا الايمان.والدتي كانت لا تجيد القرأة والكتابة وانا صغير علمتني حفظ سورة الفاتحة والمعوذتين،و دعاء ربي اوزعني ان اشكر نعمتك.و عندما كبرت كانت تقول لي يا ابني تذكر بأن اسمك هو احمد و لا تعمل اشياء معيبة و سيئة .وعندما سافرت اول مرة قبل اربع وعشرون سنة ٢٤ قالت لي يوم الجمعة اذهب للمسجد لصلاة الجمعة. في كل يوم عدة مرات احمد الله و اقول;اللهم لك الحمد حمداً دائماً مع دوامك ولك الحمد حمداً خالداً مع خلودك، و لك الحمد حمداً لا منتهى له دون مشيئتك،و لك الحمد حمداً دائماً لا يريد قائله الا رضاك،ولك الحمد حمدا عند كل طرفة عين و تنفس كل نفس. وكل يوم اتذكر والدتي و ادعي لها و لوالدي لله ان يرحمهم و احياناً اصلي و اوهب ثواب الصلاة لوالدتي ولوالدي . المسلم المؤمن يجب ان يؤمن بالقدر ايضاً و بخيرهِ وبشرِهِ .القدر والاقدار هي موجودة بلفعل.اول كتاب قصة امتلكتها كانت الشياطين ١٣. و اثنا عشر مرة الله سترني وانجاني من الموت كنا مقيمين في بيروت لبنان و اثناء الحرب الاهلية سبع مرات الله نجاني من الموت .و مرتين الله سترني من الموت اثناء الخدمة العسكرية الالزامية في سوريا.و ايضاً ثلاث مرات الله سترني من الموت مرتين من الغرق في البحر و مرة حادث ارتجاج شديد في الدماغ. وكنت احياناً ابحث و افكر واتأمل و اتسائل هل يوجد قدر واقدار؟تجاوزت ٥٣ عام من العمر و قبل حوالي اكثر من شهر لا اعرف كيف شرد فكري و باللاوعي صرت اتذكر الاحداث المواقف الاشخاص الذي قابلتهم و ظهروا في حياتي الاصدقاء القرارت التي اتخذتها ولماذا اتخذتها؟ و ماذا كانت نتيجتها ؟و الاختيارات التي اخترتها ولماذا اخترتهاو انكشفت لي حقائق و توصلت لقناعة وبالبراهين والدلائل التي تخصني انا شخصياً بأن القدر والاقدار هي موجودة.
أخي سهيل, حفيدتك الصغيرة هذه ولمن منا له حفيد أوحفيدة يعرف كم من السعادة يدخل هؤلاء الصغارعلى قلوبنا , هذه الصغيرة بذكائها الفطري في سنها المبكر قد تصبح يوما سيدة ذات مقام عال إن لم تقمع في أسئلتها كما قمع الكثير من أجالينا وهذا مايعزوه البعض لسبب تخلفنا وجهلنا بأمور حياتنا العلمية , البعض منا يكره العلوم الطبيعية بل يعمل جاهدا لمنع تدريس منها ماقد لايتوافق مع ذهنه المتحجر.
الإنسان العادي ” هومو سابينس ” وجد على سطح الأرض قبل مايضاهي 300.000 سنة ( جنوب المغرب, حديثا ) , ظهور الأجوبة الجاهزة على الأسئلة الوجودية لم يتعدى على أكثر تقدير 10.000سنة , لماذا لم تكن هناك أديان على مدة 290.000 سنة ؟
علم صغيرتك ياأخي أن تتمرد ( نوال السعدواي . القدس العربي, اليوم) بفكرها على الأجوبة السهلة الجاهزة لأنها قد تعلم عقل الإنسان البخل, فيعجز عن التفكير والنقذ حتى في أمور حياتية أخرى. لكن هل ستوفق في مجتمع عربي ؟ نترجى خيرا.
السلام عليكم..شكرا للكاتب على هذا المقال و شكرا للإخوة المعلقين.. فيما يخص نظرية الإنفجار العظيم أو بيغ بونغ فهي نظرية ثابتة و لن تلغى،ربما ستتغير كيفية تفسيرها لكن الإنفجار وقع و هذا ما يؤكده القرآن الكريم :(” أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30) ”)..فالرتق لغة:الضم و الإلتحام و الفتق:شق و هو ضد الرتق..أي لا يعلم الكافرون أن السماوات و الأرض كانتا ملتحمتين فشققناهما و فصلناهما الواحد عن الآخر،و الكتلة الأولى التي وقع بعدها الإنفجار، بيغ بونغ، كانت بالكثافة التي لا يمكن أن يتخيلها عقل بشر!!،و ما زالت الإنفجارات تقع كل مرة و ينتج منها ملايين النجوم الهائلة! و هكذا دواليك يمضي هذا الكون في التوسع (”..وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47) ”) إلى أن يأتي أمر الخالق بفناء هذا الكون (” يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ ۚ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ ۚ وَعْدًا عَلَيْنَا ۚ إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ (104)..”) فسبحان الله أحسن الخالقين! يتبع
.فهذه النظرية مثلها مثل الماء،أليس الماء هو أساس الحياة؟،فما زال علماء نازا و آخرون يبحثون عن بارقة أمل تدلهم على كوكب فيه و لو كمية بسيطة من الماء،فرغم الجهود المضنية و البحوث المكثفة و الحوادث المؤلمة من إنفجارات لمركبات فضائية تكلف ملايين الدولارات، ما زالوا لم يصلوا إلى شيئ!!..أما فيما يخص لون الله و ذات الله و هذه الأسئلة الطفولية،فهي ليست طفولية في الحقيقة و إنما هي أسلئة أصبح يطرحها الإنسان المعاصر كثيرا،لأن الإتجاه المادي أصبح غالبا على الجانب الروحي منه،حتى كاد هذا الأخير أن ينعدم!،عفانا الله و إياكم،فأضحى من لا يجد أجوبة لأسئلة من هذا النوع، ينزع نحو الإلحاد المقنع!..نقول في هذا الصدد أنه من أراد الله فليتقي الله حق تقاته فسيرى الله بعيون قلبه(الروح) و ليس بعيون رأسه(النفس)..فالروح نور و الله سبحانه نور السماوات و الأرض،أما النفس فجسد مختلط تسكنه الروح،فتكون سجينة لنزوات هذا الإنسان، فلا تستطيع التحليق عاليا..فالذين رأوا الله هم الأنبياء و الصديقون و الشهداء و الصالحون..فبدون التقوى و اليقين لن يستطيع أحد أن يرى الله،و لو أمضى الدهور في البحث و التحري و التفلسف،و لو جمع(ضم الجيم) العلم المادي كله من يوم خلق آدم إلى يوم الدين لن يرى أحد الله،و لهذا بعث الأنبياء و الرسل لتعليم الناس كيفة القرب منه ووصاله..(” ۞ وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ (51) ”)..و السلام على من إتبع الهدى..