ما هي مهددات الأمن القومي المغربي إسرائيل أم النقاب؟

استفاق المغاربة صبيحة يوم التاسع من يناير الجاري، على عناصر حكومية توزع قرار منع خياطة وتسويق وبيع النقاب، وعلى من يتاجر به أو يبيعه التخلص مما لديه منه خلال 48 ساعة فقط.
أثار هذا القرار جدلا كبيرا في المغرب، كما اهتمت بالموضوع الصحافة العالمية وكتبت عنه كثيرا، بل تنبأت بأن المنع سيزيد من شعبية النقاب، مستشهدين بحادثة الاعتداء التي وقعت في فرنسا تجاه طالبتين مغربيتين كانتا ترتديان الحجاب عام 1989، حيث قفز عدد من يرتدين الحجاب من 70 في كل فرنسا إلى عشرات الآلاف بعد سنة واحدة. ولقد توزعت الآراء بشأن الموضوع بين مؤيد ورافض له من قبل تيارات اجتماعية وسياسية كثيرة، فمنهم من اعتبره مساسا بالحرية الشخصية، وخطوة أولى لمحاربة ملامح معينة أخرى تدل على تمسك صاحبها بالاسلام، كما عبر عن ذلك التيار السلفي المغربي. كما أن عددا من الجمعيات الحقوقية انتقدت القرار، واعتبرته انتهاكا غير مباشر لحق النساء في حرية التعبير عن الهوية، أو المعتقدات الثقافية أو السياسية أو الاجتماعية، كما صرح بذلك مرصد الشمال لحقوق الإنسان في المغرب.
غير أن تيارات أخرى رحبت بالقرار ونفت مساسه بالحريات الفردية، حسب قول الجبهة الوطنية المناهضة للتطرف والإرهاب، بل أن بعض الجهات اعتبرت النقاب غريبا على الحالة المغربية، وأنه ليس زيا مغربيا يتحدر من صلات ثقافية واجتماعية لهذا البلد، متناسين أن البدلة الرجالية وربطة العنق، والبنطال النسائي والفساتين، وبعض الأزياء الاخرى التي يرتديها المغاربة من علية القوم وعامتهم، نساءهم ورجالهم، كبارهم وصغارهم، هي أزياء مستوردة من الغرب ولا تمت بصلة إلى الثقافة المغربية، حتى أن البعض تطرف في الرفض معتبرا أن النقاب هو امتداد لايديولوجية العنف، دون أن يعطي سببا مقنعا لذلك، رغم أنه لم تؤشر أي حالة عنف، حتى الان، من قبل امرأة أو رجل ارتديا النقاب ليضللا السلطات الأمنية.
المنطق يقول بأن قرار المنع سيزيد من حالة الانقسام المجتمعي الذي تعانيه المغرب، لان الكثير من النساء في هذا البلد يرتدينه، كما يبدو أنه تمهيد لمنع ملابس أخرى، ثم التحكم بما يلبسه الناس في مراحل لاحقة، إضافة إلى أنه خطوة غير مدروسة ستسبب قطع أرزاق آلاف المواطنين الذين يعتمدون عليه في كسب قوتهم. وإذا كانت وزارة الداخلية لم تصدر قرارا رسميا بذلك، وإنما السلطات المحلية هي التي تولت القيام بالمنع، فمرد ذلك لمحاولة الوزارة التهرب من التساؤلات التي ستوجه لها عن عدم شرعية القرار، لعدم وجود سند قانوني يمنع المواطنين من ارتداء زي محدد، إضافة إلى أنه تحرك سياسي هدفه التغطية على الأزمة السياسية التي تعصف بهذا البلد وتعثر تشكيل الحكومة، فارتأت السلطات المختصة إثارة هذا الموضوع بوجه الاطراف الاسلامية لإحراجها.
الغريب أنه في الوقت الذي ترى فيه السلطات أن النقاب يهدد الأمن القومي المغربي، فإنها تتغاضى تماما عن الوفود المغربية التي بدأت تتقاطر على إسرائيل مؤخرا. فقد نشرت القناة الاسرائيلية الاولى تقريرا تحدث عن مشاركة مثقفين وقادة جمهور ورواد رأي عام من المغاربة في مؤتمر الصداقة اليهودية المغربية المقام في فلسطين المحتلة، وأن برنامج الوفد يتضمن استضافة في الكنيست الاسرائيلي واللقاء بعدد من أعضائه. كما سبق ذلك زيارة عدد من الصحافيين المغاربة إلى إسرائيل بدعوة من وزارة الخارجية الاسرائيلية، وظهرت صورهم مع العديد من المسؤولين الصهاينة في تلك الزيارة. وكانت تصريحاتهم تصب في اتجاه التطبيع معها، وأن معاداتها تمثل امتدادا لإيديولوجيات التطرف في المنطقة حسب رأيهم. بينما لم يخف المسؤولين الاسرائيليين الهدف من الدعوة، مؤكدين على أنهم يأملون أن يفتح هؤلاء كوة لهم في المجتمع المغربي، تمكنهم من خلق حالة تطبيع. وهنا لابد من الاشارة إلى أن ما يقارب 40 ألف سائح إسرائيلي يزورون المغرب سنويا، بينما لا توجد علاقات دبلوماسية تربط المغرب بإسرائيل. السؤال المهم الان هو أليس من الأجدر بالسلطات المغربية تحصين أمن البلد القومي وأمن مواطنيها ضد الاختراقات الصهيونية، بدلا من التحرك ضد الحريات الشخصية والتحكم فيما يلبسه الناس؟ أليس من الغريب حقا أن تكون مواقف الهيئات والجمعيات النقابية والشعبية ضد زيارات الوفود إلى إسرائيل أعلى صوتا من صوت الحكومة، وأكثر جرأة منها في رفض هذه الممارسات؟ وإذا كان صوت السلطات يقول بأن قرار منع النقاب يأتي في إطار قيادة حملة للعودة إلى الاسلام المعتدل، أما كان من الأفضل للسلطات أن تقوم بقيادة حملة لغلق الابواب والنوافذ التي تحاول إسرائيل الدخول منها إلى المغرب؟
المجتمع المغربي وسط فيه حراك سياسي كبير، وعدم مصادرة الحريات الشخصية يرفع من قيمة المنظومة السياسية فيه، بينما خلق المشاكل فيه يؤدي إلى لعب من يعادون المغرب عليها ويستثمرونها لصالحهم. وقد تحسب بعض السلطات العربية أن الاستجابة إلى إملاءات الخارج تعطيهم نقاط تفوق سياسي بمساعدة خارجية، وهذا خطأ وخطر سياسي كبير، لاحظنا نتائجه في حالة ما سمي بالربيع العربي، حيث تخلت أمريكا والغرب عن حلفائهما العرب حين وجدوا أن كراسي هؤلاء اهتزت. فالتسابق لمنع النقاب وما سُمي تشذيب الخطاب الديني في بعض الاقطار العربية، وتغيير المناهج الدراسية والعلوم الدينية، كلها ممارسات هدفها الاستمرار في الحصول على الرضى الغربي والدعم العسكري والمالي الخارجي، بينما أقطارنا العربية كلها تعاني من خلل في مستوى عمل منظومة الأمن القومي، إلى الحد الذي يذهب البعض فيه إلى الاعتقاد بأن سلب حريات المواطنين والتحكم في ملبسهم وطريقة حياتهم هو عملية تحصين أمني. بينما، على سبيل المثال، نرى الغرب يحقق نظرية الأمن ويُحصّن مواطنيه بإجراءت ظاهرة لكنها غير محسوسه وليست استفزازية، كما في حالة منع النقاب مثلا. يقول خبراء الأمن بأن كاميرات المراقبة المنتشرة في شوارع لندن، ودوائرها وشركاتها ووسائط النقل فيها تلتقط لكل شخص بمعدل 5000 صورة يوميا. لذلك هم ليسوا في حاجة إلى استفزاز الناس بقرارات تعطي أحساسا للاخرين بأن هنالك سلطة تمارس عليهم التحكم. فالانسان بالفطرة يخضع لحالة الاقناع ويتمرد في حالة الفرض.
باحث سياسي عراقي

ما هي مهددات الأمن القومي المغربي إسرائيل أم النقاب؟

د. مثنى عبدالله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول د. مثنى عبدالله:

    تحية للقراء الاكارم
    الاخ عفيف يقول لاعلاقة بين منع النقاب والتطبيع مع اسرائيل ونحن نقول ان المنع جاء لاسباب امنية كما يقولون والتطبيع يضر بالامن المغربي ايضا , أذن هنالك علاقة. انت ترى البرقع لباس جاهلي وغيرك يرى لباسك جاهلي ياعفيف اذن دعنا ننظر للقضايا المصيرية اولا. الوالد منير يرى ان اليهود المغاربة في اسرائيل وخارجها هم احن عليه من ابناء امته اذن اسالهم يامنير ان يعيدوا لنا فلسطين ويوقفوا قتل اهلنا فيها.الاخ طاهر العربي يعتقد ان البرقع والنقاب نوع من اسلحة الدمار الشامل تؤدي الى التدمير الحضاري والانساني والامني وينسى بان الملايين من النساء المنقبات يؤدين خدمات جليلة للانسانية. لقد نسي الكثير قضايانا المصيرية وباتوا يرددون ما يقوله الغرب كالببغاوات شكرا لمنى والكروي لانهما ذكرا القضية الام فلسطين

  2. يقول صافيناز:

    الزيارات السابقة والحالية من سياسيين واقتصاديين فنانين ومثقفين تبين التقارب الحميم ما بين النظاميين نظام الأبرتياد العنصري الصهيوني ونظام المغربي

  3. يقول ابن الوليد. المانيا.:

    الى د. مثنى عبد الله، سؤال صريح، هل جربت مرة النقاب و البرقع لمجرد استكشاف او من باب الفكاهة؟
    .
    انا اتابع مقالاتك دائما، و اقول لك بصراحة و احترام، لم تكن موفقا هذه المرة، بربط اسرائيل و النقاب و المغرب،
    الرابط طبعا حسب تعليقك هو الامن. و كانني اربط بين نضرية الالعاب (game theory) في الرياضيات و الاعاب الاولمبية
    و لعبة كرة القدم. الرابط هنا اللعب. هكذا اقرأ المقال. العلاقة لا تضهر الا ببهلوانية و تطويع كبيرين. و تقبل احترامي و نقدي البناء. و هذا لا ينقص شيئا من علو كعبك في الكتابة و التحليل، ربما تعثر بسيط قد يحدث لكل الكتاب. فكما تعلم، الشخص الدي لا ينتج شيئا للآخرين هو الدي لا يتعثر.

  4. يقول طاهر العربي:

    د. مثنى عبد الله!
    اسمحوا لنا ان نختلف معكم!
    اولا نحن لا نتحدث عن الحجاب، ولكن على لباس متطرف بامتياز يمثل الرجعية في ابشع صورها، و قلنا مرحبا بالعلم و اسلام المبادئ و ليس اسلام المظاهر. صدقني يا استاذي الجليل لا ازمة هوية لدينا نحن حفدة ابن رشد الذي كفره الظلاميون، و ابن خلدون الذي لم يستفذ من فكره المسلمون، و الجابري في نقذه للعقل العربي…. لو دخلت معك في الموظوع الذي يلزمني اشهر و اشهر لشرح اسباب الهزائم الحضارية، الثقافية، ، الانسانية لهذه الامة للزمتني اعوام و اعوام، من البكاء و النحيب على الحالة المزرية التي وصلنا اليها بايدينا لا بايدي اعدائنا.
    الكل يكفر الكل و يظن انه على صواب. ماذا فعلتم للقضية الفلسطينية؟ الم يكن الاحرى بنا ان نعترف باسرائيل لتذويبها بيننا؟. العرب لاهم قادرون على الحرب و لا على السلام.
    ورغم هذا تظل الصهيونية سرطانا على الانسانية، و بوصلتنا العروبة و اسلام المبادئ لا اسلام المظاهر.
    طاب نهاركم!

  5. يقول د. مثنى عبدالله:

    تحية لك يابن الوليد, المغرب منع النقاب أو البرقع تحت نظرية الامن الوطني والتهديدات التي قد تأتي من وراءه , ونسي من يحجون الى أسرائيل من أبناءه وهي الاكثر خطورة . هذه هي العلاقة التي نبحث فيها . فليصدر قرار بمنع السفر الى أسرائيل أولا قبل النقاب. أرني أين هو التعثر في الكتابة بارك الله فيك؟ أما أنت ياأخي ياطاهر ياعربي , فمن أين أتيت بنظرية الاعتراف بالصهاينة لتذويبهم بيننا , وها أنت تقول أنها سرطان على الانسانية؟ حسبي الله ونعم الوكيل

    1. يقول طاهر العربي:

      استاذي الجليل، ارني ماذا حقق العرب حربهم ضد اسرائيل؟ منذ 1947 وهم يحاربون، و منذ ذالك الحين و هم منهزمون! يحاربون في ٦٧ لا سترجاع الاراضي، فنفقد المزيد من الاراضي، حتى يصبح همنا استرجاع حدود ٤٧، ثم يخونون بعضهم البعض في ٧٣، و ينسحبون في ٨٢، و يقيمون السلام قي ٩٢ اسرائيل دولة عدوانية و عنصرية بامتياز، ماذا سيغير هذا الكلام من حياة الشعب الفلسطيني؟ معظم الخونة من الاخوة العرب او السلطة الفلسطينية يعيش بعيدا عن الواقع المأساوي لمعظم الفلسطينيين. البعض فضل الهروب الى الغرب ليكتب من هناك و تحت التدفئة عن معاناة الفلسطينيين! اليس هؤلاء هم رجال في الشمس للروائيي العظيم غسان منفاني؟ اليس الهروب خيانة؟
      اسرائيل لن تتزحزح من هنا و ستبقى مادامت تقبض باخطبوط وسائلها الاعلامية و المالية السياسية على معظم الدول الغربية.
      امريكا قادرة على خوض حرب نووية من اجل اللقيطة اسرائيل.
      اليس الادهى بنا تذويبها يا سيدي الفاضل، و حاصر حصارك لا مفر، و اضرب عدوك بي فانت الان حر حر وحر…
      ذهب الذين تحبهم ذهبوا
      فإما ان تكون اولاتكون….

    2. يقول صافيناز:

      { وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما } مقال شيق شكرا لك سيدي

  6. يقول غادة الشاويش -المنفى:

    *تحية عطرة استاذ مثنى على هذا المقال الموفق ‘لا يحق لاحد ان يمس بحرية معتقدات الناس وحقهم في ممارسة حريتهم الشخصية في اللباس ! ،ما دخل الحكومة في لباسي ! وهل الاجراءات الامنية في اي بلد في العالم عندما تفشل يلقى اللوم فيها على نقاب ارتدته امراة لوجهة نظر دينية او تقليدية او ايا كانت ! العمل الامني له قواعد ابرزها ان معيار تفوق الامن في اي بلد في العالم هو عدم مساسه بالحريات الشخصية ..اخوتي العدو الاسراءيلي صاحب اعتى منظومة امنية يدرس يوميا بندا اسمه كيف تستطيع (اسراءيل ) ان تنجح في تطبيق اجراءاتها الامنية المشددة دون المساس بالسواح ومن ترغب في عدم ازعاجهم وللاسف حتى العدو الاسراءيلي لم يجرؤ على منع النقاب كما ان جمعيات الصداقة العربية الاسراءيلية ليست الا غطاء او ما كنا نسميه في العمل الامني ساترا امنيا للتغطية على اعمال التجسس والاختراق الامني اتمنى من كل مغربي غيور ان يتصدى لهذا لان المغرب شيء والسلطة شيء اخر المغرب الوطن يجب ان تكون حكومته صدى لكل مكوناته وتنوعهم وليس حكومة جاثية على ركبها لتاخذ نجم (مكافحة الارهاب )! فهل حكومات الدول العربية اصبحت يمينا اروربيا عنصريا لتربط اللباس الاسلامي بالارهاب لم نقبل هذا من اوروبا رغم وجود فجوة قيمية بيننا وبينها فلماذا نقبله من المغرب النجاح الامني يبدا من معادلة ان النجاح الامني يقاس بقدرة الاجهزة على حفظ الامن دون المساس بالحريات والتضييق على الناس والنجاح السياسي والاستقرار يبدا من مفردة احترام التنوع والعدالة الاجتماعية والتمثيلية ولن يصمد بلد ان سمح شعبه لحكومته بهذا التجاوز !
    *جريحة فلسطينية منشقة عن الجناحالامني والعسكري لحزب الاسد (الله)سابقا !

  7. يقول - طاطاوي صحراوي مغربي:

    غادة الشاويش -المنفى
    كلام في الصميم يُنمُّ عن وعي ثاقب وبُعد نظر
    ليس كل من له لحية إرهابي أو يعتنق الفكر التكفيري أظن أن المغاربة واعون بخطورة الفتنة على البلاد والعباد.
    هذا المواطن عبر عن ذكاء المغاربة ووعيهم بالمخاطر المُحدقة ببلدهم .الكل يُريد استقرار وأمن هذا الوطن .لست مع منع النقاب أو البرقع المواطنة حرة في ارتداء ما تشاء لا حق لأحد في أن يفرض عليها ما تريده من لباس .
    اللهم احفظ هذا الوطن وأبعد عنه كل الفتن.

  8. يقول - طاطاوي صحراوي مغربي:

    Moussalim Ali
    .لا يسعني الا ان احيي هذا المواطن الغيور على دينه ووطنه ومقدسات البلاد ،وعلينا جميعا ان ندير هذا النقاش حول الزي المحتشم والوقورالذي نرضاه لنسائنا بشيئ من الهدوء والتروي وباستشارة من يهمهم الامــــر .
    د. مثنى عبدالله
    معظم التدخلات هي إنفعالية و فيها خلط كبير …الدولة ليست ضد الجلابة و اللثام كيف كان زمان و مازالت بعض النساء تلبسه ..يعني اللي حبت تستر راه كاين كيفاش
    من ضمن أدوات حروب الجيل الرابع هي خلخلة المجتمع و تغيير عاداته و بالتالي زعزعة التماسك الإجتماعي…
    أصحاب العقول البسيطة يرون في أللباس المبين في الصورفوق هو فقط لباس و مسألة هينة لا تغدو أن تكون حرية شخصية و بلا بلا …
    لكن المشكلة أعمق ..المشكلة الفكر الذي وراء هذا أللباس و التمويلات الخارجية لنشر هذا الفكر ..الدولة تحركت لهذا القرار لأن عندها معلومات على أعلى مستوى
    صدقوني الموضوع خطير و عميق و عنده علاقة بالأمن في المغرب و إستقراره …كما قلت الناس العادية لن ترى ذلك…
    القرار له أبعاد خطيرة و خصوصا في ظل ما حدث و يحدث في السنوات الأخيرة في عدة دول

  9. يقول ابن الوليد. المانيا.:

    تحية خالصة د. مثنى عبد الله، انا فعلا و جدث الربط صعبا و هذا رايي لا يلزم احدا غيري، لان مستويات نقاش النقاب
    و اسرائيل تختلف تماما عن بعضها.
    .
    اسرائيل، و العلاقة مع اسرائيل مشكل كبير و للاسف الشديد جل البلدان العربية متورطة، و كلما كانت نقطة ضعف عند
    هذه الدول، كلما وجدت اسرائيل رافعة لمخططاتها، مصر، الاردن، موريتانيا … و الآن دول الخليج و نقطة ضعفها ايران،
    و المغرب و نقطة ضعفه الصحراء المغربية. نحن ضد التطبيع طبعا، و ضد مسببات نقطة الضعف التي تساعد على التطبيع،
    و هذا مشكل آخر، و كان دولا عربية تضغط على المغرب بكل قوتها لكي يطبع. فللاسف الشديد، مناصري التطبيع يلعبون
    على ورقة الوطن قبل كل شيئ، و للاسف الشديد حتى ساسة فلسطين يعطونهم فرص لا تعوض. مثلا، في القمة الاخيرة
    الافريقية العربية في مالابو، انسحب المغرب و دول الخليج احتجاجا على حضور رمزي للبوليساريو، لكن فلسطين لم تنسحب.
    و هكذا لم يفعل ساسة فلسطين اي شيئ من اجل وحدة الثرابية الوطنية. فلسطين وجدت نفسها في مشكل عويص، و ليس
    في مصلحتها ان تنسحب، و هذا مفهوم عند اناس مثلي. لكن الآخرين، وجدوا فرصة لا تعوض و بعدها مباشرة زادت الزيارات.
    .
    اما مشكلة النقاب، فهي في رايي جيوستراتيجية بامتياز. و دعني اشرح وجهة نظري هنا. السعودية حاولت ملأ الحقل الديني في افريقيا، لكنها فشلت امام المد الشيعي، و الدي صار يبرز على السطح. الحل اذا هو احتواء المد الايراني بمد ديني سني مالكي معتدل، و الدي يتمثل في ماسسة امارة المامنين في المغرب. و المغرب هنا له من المأهلات ما يكفي لهذا، فلا زالت الروابط الروحية بين المغرب و كثير من بلدان افريقيا قوية، الى درجة ان في بعض المساجد، لا زال الامام يقول دعاءا طيبا في حق ملك المغرب في خطب الجمعة. المغرب قبل سنوات بدا فعلا العمل من اجل ما يسميه الساسة الامن الروحي، و قد انشأت كثير من المأسسات من اجل هذا، و ابرزها مأسسة لعلماء افريقيا، و مركزها و يا للعجب هو جامعة القيروان في فاس، كاننا في عصر دروة الدولة التي كانت حدودها نهر السينيغال. المغرب اذا يوضف اشعاعا دينيا و حضاريا لهذا الغرض، و ما منع كل البرقع و النقاب في نضري الا من اجل هذا الغرض، لابراز شخصية متميزة لاسلام مالكي معتدل حسب ما يراد. هناك الكثير في البلدان الافريقية من يرتدي الجلباب المغربي للدهاب الى صلاة الجمعة. و ان ضد النقاب لانني جربته

    1. يقول ابن الوليد. المانيا.:

      تصحيح، النقاب يدخل في مسالة جيوستراتيجية و ليس هو بنفسه طبعا. و ان تابعتم ما يقوم به ملك المغرب في جولاته في افريقيا لتبين الامر جليا. فهو يمكث في البلد ليصلي الجمعة، و يوزع المصاحف بقرائة ورش طبعا، و يلتقي العلماء و شيوخ الز وايا و الطرق الصوفية…. و حتى الوان جلابيبه في جولتاه الوان فاقعة افريقة طبعا …

    2. يقول ابن الوليد. المانيا.:

      تصحيح، منع النقاب يدخل كجزيئ في مسالة جيوستراتيجية ، ليس هو بداته طبعا. و كل من يتابع ما يقوم به العاهل المغربي في جولتاه المكثفة في افريقيا سيرى هذا جليا. و هو يمكث حثى يصلي الجمعة، و يوزع الاف المصاحف بقرائة ورش طبعا، و يلتقي العلماء و شيوخ الزوايا و الطرق الصوفية، و حتى الوان جلابيبه في جولاته هي الوان افريقية فاقعة ..

  10. يقول أستاذ متقاعد:

    حدث يوما أن إستقبلت أساتذة متدربين في مادة التواصل وكانت بينهم إمرأة منقبة ، تعاملت معها بشكل طبيعي طوال فترة الملاحظة الميدانية لكن حين حان دورها لتقديم الدرس أمام الطلبة ( درس حول مخارج الفونيمات وصفاتها من همس وجهر ورخاوة ولين …إلخ) طالبتها بنزع النقاب لكي تتمكن من التواصل بشكل فعال مع المتلقين وامثتلت بعد أن أقنعتها بعدم جدوى الدرس في غياب الجهاز الصوتي وخصوصا منطقة الفم وبعد نهاية الحصة أعادت النقاب
    مرت سنتين على هذه الواقعة وإلتقيت بها في المدينة التي عُينت بها وكانت المفاجأة : حجاب دون نقاب ، طرحت عليها السؤال لماذا ؟ فأجابتني : للضرورة أحكام فقلت لها : المرأة المنقبة لاهي بعيدة ولا هي قريبة من الله
    إستحضرت هذه الواقعة لأؤكد على أن سياق منع النقاب وليس الحجاب هو سياق تعاد فيه كتابة تاريخ الأمة العربية بعيدا عن الإجابة على السؤال : لماذا تقدم الغرب وتأخرنا نحن العرب
    إن إعادة بناء المواطن العربي في كل دولة على حدة يقتضي إعادة النظر في العقل العربي برمته فلا النقاب ولا البرقع ولا الحجاب سيخرجنا من متاهات الإحساس بالغربة والضياع واليأس

1 2 3

إشترك في قائمتنا البريدية