متطوعون وناشطون بريطانيون يعيدون بناء منزل هدمه الاحتلال في بيت لحم

حجم الخط
3

بيت لحم – «القدس العربي»: تمارس سلطات الاحتلال الإسرائيلي سياسة هدم المنازل الفلسطينية بشتى الذرائع. فتارة لأنه بناء غير مرخص، وتارة لأنه يقع في المنطقة «ج» حسب تصنيفات اتفاق أوسلو، وتارة ثالثة لإيقاع مزيد من الظلم بحق الفلسطينيين أصحاب الأرض الأصليين.
ومن بين المناطق التي تعاني سياسة الهدم بسبب الجدار والاستيطان وحتى من دون سبب هي قرية الولجة الفلسطينية إلى الجنوب الغربي من بيت لحم.
ونجح ستة وعشرون متضامناً وناشطاً بريطانياً في إعادة بناء منزل فلسطيني في القرية كانت قد تم هدمته سلطات الاحتلال الإسرائيلي في ابريل/ نيسان من العام الماضي، كونه لم يكن مكتمل البناء. وكانت العائلة الفلسطينية تحضره لابنها الذي يريد الزواج، إلا أن سلطات الاحتلال قامت بالهدم قبل شهر واحد من موعد الزفاف المقرر.
وزارت «القدس العربي» القرية وموقع المنزل، الذي تملكه عائلة مكونة من سبعة أفراد، الوالد والوالدة وخمسة أبناء أكبرهم هو الذي يريد الزواج. لكن سلطات الاحتلال التي تأتي للقرية بانتظام وتقوم بعملية مسح دورية للمنطقة تقوم بهدم أي منزل غير مكتمل البناء من دون سبب، وكان منزلهم من بين هذه المنازل، حيث تم هدمه مع منزلين آخرين في الوقت نفسه من العام الماضي. وأحد أهم برامج مؤسسة «هولي لاند ترست» في بيت لحم هو برنامج إعادة بناء المنازل التي يهدمها الاحتلال الإسرائيلي كنوع من أنواع المقاومة الشعبية السلمية كثقافة تؤمن بها المؤسسة وتقوم بتطبيقها.
وعبر مؤسستها الشريكة في بريطانيا وهي «صندوق آموس» قام متطوعون بريطانيون بحملة تبرعات شخصية وجمعوا المبلغ المطلوب لإعادة بناء المنزل، وحضروا وأموالهم ونفذوا المهمة.
ويقوم المتطوعون ضمن مهمتهم الرئيسية كذلك بعمل محاضرات ونشر مقالات لتوعية المجتمع البريطاني تحديداً عن سياسة هدم المنازل الفلسطينية التي تمارسها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني ولإيضاح حجم الظلم الواقع عليهم بسبب هذه السياسة.
وبعد الوصول إلى الرقم المطلوب الكفيل بإعادة إعمار المنزل، يتكفل المتضامنون والنشطاء بشراء كافة احتياجات البناء من المسمار حتى الطوب والخشب والإسمنت المسلح وكافة تفاصيل البناء، ويغطون سفرهم وإقامتهم وحتى مصاريف الأكل والشرب كي لا يكلفوا العائلات الفلسطينية شيئ.
وكان من بين البريطانيين مهندسون ومعلمون في المدارس والجامعات. وكان لافتاً ان اثنين منهم في الأربعينيات من عمرهما والبقية في الستينيات والسبعينيات من العمر لكنهم أصروا على تنفيذ هذه المهمة.
ويوصل الفريق البريطاني الليل بالنهار لإنجاز العمل خلال عشرة أيام فقط، قبل أن تعرف سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالأمر وتأتي لمنعهم ووقف البناء أو حتى استصدار أمر جديد بالهدم، خاصة وأن السياسة الإسرائيلية المتبعة في الولجة هي هدم المنازل غير المكتملة على الفور.
ويعتبر هذا المشروع التاسع الذي تنفذه مؤسسة «هولي لاند تراست» في بيت لحم، كما أكد الياس ادعيس مدير قسم السياحة والمعرفة لـ «القدس العربي» في موقع المنزل في الولجة، حيث كانت البداية في عام 2007.
وأكد أن وجود مجموعات اجنبية تقوم بعملية البناء يشكل بلا أدنى شك عملية ضغط على حكومة الاحتلال الإسرائيلي لمنع الهدم من جديد.
وكشف انه في عام 2014 حاولت سلطات الاحتلال هدم منزل إعيد بناؤه من قبل المتطوعين الأجانب، وعلى الفور قام النشطاء البريطانيون بمراسلة سفارة بلادهم في تل أبيب ونشروا الكثير من المقالات في الصحف والمواقع البريطانية، وألغت إسرائيل أمر الهدم تحت الضغط الشعبي في بريطانيا الذي مارسه المتطوعون والنشطاء آنذاك.
وتؤمن مؤسسة «هولي لاند ترست» أن مثل هذه المشاريع واستقدام الأجانب لمساعدة العائلات الفلسطينية من أصحاب المنازل المهدمة هو ممارسة فعلية للمقاومة الشعبية اللاعنفية على طريقتها الخاصة، والأهم تقديم أداة للمجتمع المحلي بتفريغ غضبهم من هدم المنزل والعمل على إعادة تشييده عبر هذه المقاومة. كم تتعهد المؤسسة بإعادة بناء المنازل التي بناها النشطاء في كل مرة تهدم فيها إسرائيل هذه المنازل.
وخلال الأيام العشرة التي يوجد فيها النشطاء البريطانيون في بيت لحم ستنظم لهم زيارات ميدانية وجولة سياسية للتعرف على وضع الفلسطينيين عن كثب سواء من خلال جولة في مدينة الخليل المحتلة وبلدتها القديمة أو مخيم العروب أو الجدار الفاصل في بيت لحم ومحيطها. كما سيتمكنون من المبيت مع عائلات فلسطينية خلال عيد الفصح والمشاركة في أحد الشعانين الأحد الذي يسبق العيد، قبيل عودتهم إلى بريطانيا.

متطوعون وناشطون بريطانيون يعيدون بناء منزل هدمه الاحتلال في بيت لحم

فادي أبو سعدى

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول sam sahoury:

    I am reading this article and the tears running down my face. Those are great people who come from away to help those poor palestinians that lost their homes for no good reason. Imagine they pay for their own food and sleep and work day and night. Again I cannot stop crying and saying where are the Arabs ? where are they ? Nizar Qabani looked for them but could not find them.

    Where are the demonstrations in the Arab cities against this sort of demolishin and against all other barbaric acts against civilians ? where are all the billions and trillions of petrol dollars go ?

  2. يقول Dinars:

    من علامات إفلاس المحتل الصهيوني هدمه لمنازل الفلسطينيين وبناؤه للمستوطنات وما يقهر المحتل الصهيوني المختل غير صمود الفلسطينيين وإصرار على الحياة حتى ينكسر المحتل الصهيوني وتعود فلسطين للفلسطينيين وتعمر من جديد.

  3. يقول Al NASHASHIBI:

    You should kick out zionism from Palestine everything it will be okay

إشترك في قائمتنا البريدية