سعيد يقطين مهتم بالرواية ونقدها رائع. أنا معه في غياب المواكبة النقدية للأعمال الروائية والشعرية. قد يعتبر المبدع الروائي خططه الروائية سراً لا يكشف عنه إلا الناقد الحصين، لا الناقد الزائف وراء الرداء والألقاب والندوات .في نظري أن الإبداع الحقيقي لن يضيع أمام «الإسهال الروائي» بالرغم من أن هذا الوصف يكتنفه بعض الغموض بسبب المجاز فاللغة لا تخلو من مجاز قد يطفوعلى الحقيقة،وإذن فقد دخلنا في الخيالات ونحن مطلوبون بالتحديد، وبتسمية الأشياء بمسمياتها.
الناقد أيضاً ينبغي أن يسمي الأشياء بمسمياتها ليستفيد منه المبدعون ويتجاوبوا معه.
في نظري، وحسب علمي الضعيف، سوف يتميز الغث من السمين في التراكم الروائي الحالي في المغرب، عن طريق النقد النزيه الذي لا شك أن الأستاذ يقطين يبحث عنه ويضمر رغبته في إيجاده بالرغم من إسهابه- ولا أقول إسهاله الكتابي- العالم العربي ومنه المغاربي لم يبلغ في الإنتاج الروائي الكمي ما بلغه الغرب. والرواية ذاتها جاءتنا من الغرب فينبغي أن نحسب لذلك حسابه كما فعل كبار النقاد عندنا أمثال محمود الغنايم وغيره الواسعي الاطلاع على الآداب الغربية بتدقيق واختصار. وعن الكم الروائي الغربي غثه وسمينه يمكن إحالة الأستاذ سعيد على الإحصاء السنوي الشامل لما يطبع في الجنس الروائي، في فرنسا على سبيل المثال، وفرنسا بثقافتها هي القريبة إلينا – نحن المغاربيين- فرنسا هذه أصبحت تتطلع إلى لغات أخرى كالإنكليزية وغزتها كلمات منها. لابد من الخروج إذن من القوقعة.
وبما ان النقد عندنا مصاب ببعض الفشل، فإن لجان القراءة في الجوائز يمكن اعتبارها صوتاً غير مستوف لشروط إنصاف الروائيين، وربما الشعراء أيضا، لأنهم يعتمدون على اعتبارات أخرى ربما تفوق اعتبارات نقدية.
محمد الإحسايني – كاتب روائي