غزة ـ «القدس العربي»: كشف جميل مجدلاوي، عضو المجلس التشريعي عن الجبهة الشعبية، وعضو مجلس أمناء مؤسسة الشهيد ياسر عرفات، في تصريحات لـ «القدس العربي»، أن المؤسسة ستعمل قريبا على تحويل منزل الرئيس الراحل أبو عمار في غزة إلى «متحف وطني». ونفى وجود أي وساطات أجريت مع حركة حماس التي سلمت المنزل للمؤسسة، لعودة زوجة الرئيس سهى عرفات للإقامة في القطاع، وقال إن عودتها للوطن الذي يحتضن رفات زوجها «لا تحتاج لوساطة».
وقال مجدلاوي لـ «القدس العربي» حين سألته عن الخطوة التالية لتسلم مؤسسة ياسر عرفات منزله في غزة «سنعمل على تحويله إلى متحف وطني عام في أسرع وقت». وأشار إلى أن الهدف من الخطوة هو إطلاع الشعب الفلسطيني على «التراث الغني للقائد الفذ».
وسلمت حماس في غزة منزل الرئيس عرفات أمس للمؤسسة، قبل يوم واحد من موعد الذكرى السنوية الـ 11 لاستشهاده في أحد المشافي الفرنسية، بعد أن تدهور وضعه الصحي بشكل مفاجئ في مقر إقامته المحاصر في المقاطعة في مدينة رام الله.
ولا تزال لجنة فلسطينية مختصة تجري التحقيقات لمعرفة أسباب الوفاة، خاصة بعد أن أظهر تحقيق سابق لقناة «الجزيرة» وجود مواد مشعة في مقتنياته، وأخذت لجنة طبية مختصة من سويسرا وروسيا عينات من الجثة لتحليلها.
وجاءت عملية التسليم رغم تعذر إقامة مهرجان مركزي لإحياء الذكرى في غزة، بعد أن طلبت حركة حماس أن يقام في مكان مغلق، وهو أمر رفضته مؤسسة ياسر عرفات، التي طلبت أن يكون في مكان عام.
وعبر مجدلاوي في تصريحاته لـ «القدس العربي» عن أمله في أن تكون عملية تسليم منزل عرفات، مقدمة في سياق «حلقات إيجابية» تقرب من إنهاء الانقسام، وتوقف التجاذب السلبي بين فتح وحماس.
ويقع منزل الرئيس الراحل ياسر عرفات غرب مدينة غزة، بجوار موقع أنصار الأمني، وعلى مقربة من مقر الرئاسة السابق في غزة الذي دمرته إسرائيل خلال هجماتها وحروبها على غزة المعروف باسم «المنتدى».
ومنزل عرفات يعتبر منزلا بسيطا جدا مكونا من طابقين، تحيط به قطعة أرض صغيرة أقل من مساحة المنزل، مزروعة ببعض الأشجار.
ومنذ أن سيطرت حماس على قطاع غزة قبل حوالى 8 سنوات، فرضت حماية على المنزل خشية من تعرضه للسرقة، خاصة بعد أن أعادت بعض المقتنيات التي سرقت من قبل بعض اللصوص.
وقال مجدلاوي إن مؤسسة ياسر عرفات، ستقوم فور تسلمها المنزل بمطابقة المقتنيات الموجودة مع الأصول الموجودة لدى لديها، مشيرا إلى وجود مقتنيات أخرى للرئيس في مقر إقامة عمله «المنتدى» وذلك لمعرفة النواقص، ومن أجل التسريع في إنشاء مشروع المتحف الوطني.
ويشير مجدلاوي إلى أن عملية تسليم المنزل للمؤسسة، جاءت بعد أن أرسلت السيدة سهى عرفات التي تقيم في مالطا رسالة إلى رئيس المؤسسة الدكتور ناصر القدوة، تبلغه فيها موافقتها على تسلم المؤسسة للمنزل، من أجل تحويله إلى متحف خاص بالرئيس، خاصة وأنها كانت تعارض في السابق أن يسيطر أحد على المنزل، وهو أمر كان يحول دون تسليم حماس المنزل للمؤسسة.
وأشار إلى انه فور وصول الرسالة للدكتور القدوة وهو ابن شقيقة الرئيس الراحل، تم تحويلها إلى حركة حماس أول أمس، حيث قررت على الفور تسليم المنزل.
وفي سياق الحديث سألت «القدس العربي» مجدلاوي عّم إذا كانت مؤسسة ياسر عرفات توسطت مؤخرا من أجل عودة السيدة سهى عرفات للإقامة في غزة، نفى ذلك بشكل مطلق، وقال إن «الوطن كله مفتوح أمام الأخت سهى عرفات للإقامة»، مضيفا «لا أعتقد أن أحدا يستطيع أن يمنع أسرة الرئيس الراحل من الإقامة سواء في غزة أو الضفة الغربية».ونفى مجددا علمه بأي وساطات أجريت من هذا القبيل، وجدد التأكيد على أن إقامة أسرة الراحل عرفات في أرض الوطن «لا تحتاج وساطة من أحد.»
جاء ذلك بعد أن نقل موقع «المصدر» الإسرائيلي عن مصادر فلسطينية القول إن اتصالات تجري بين حماس وقيادات فلسطينية تعمل في مجلس أمناء مؤسسة ياسر عرفات من أجل السماح لسهى بالعودة إلى غزة والاستقرار فيها.
وبحسب المصادر، فإن سهى تفكر بشكل جدي بالعودة لغزة والعيش فيها باستقرار إلى جانب خديجة عرفات، شقيقة أبو عمار، التي تعيش في غزة منذ سنوات طويلة، مشيرةً إلى أن سهى تعاني في السنوات الأخيرة من وجودها بالخارج خاصةً وأن ظروفها الحياتية صعبة بعد قضايا رفعت ضدها في فرنسا التي تركتها واستقرت في مالطا مع ابنتها زهوة ووالدتها حيث يشغل شقيقها غابي منصب سفير فلسطين.
وحسب الموقع فإن مصادر في حركة فتح ألمحت إلى أن تلك المعلومات يتم تداولها، رافضة الحديث عن مصداقيتها، لكنها أشارت إلى أن زوجة الرئيس الراحل أبو عمار تفكر جديا بالعودة لغزة للعيش بين أبناء شعبها، ولتعيش مع من تبقى من أقرباء الرئيس الموجودين في غزة.
وأقامت سهى عرفات بعد وفاة الرئيس في تونس، ثم غادرتها حسب تقارير نشرت قبل سنوات بعد خلاف مع زوجة الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، وانتقلت للإقامة في مالطا هي وابنتها زهوة.
وتصادف اليوم 11 تشرين الثاني/ نوفمبر الذكرى الحادية عشرة لرحيل الرئيس الراحل عرفات، في مشفى بيرسي العسكري في باريس. ويتهم الفلسطينيون إسرائيل بالوقوف وراء عملية تسميمه. ومنذ وفاته أحيطت العملية بالكثير من المفاجآت، بإعلان المشفى الفرنسي التخلص من العينات التي أخذت له خلال فترة علاجه، وكذلك اختلاف لجان الفحص الروسية والسويسرية حول سبب الوفاة، بعد أخذ عينات من الرفات، وذلك بعد أن أكدت تقارير طبية وجود آثار لمواد مشعة على ملابسه ومقتنياته.
ومن المقرر أن تجتمع لجنة التحقيق الفلسطينية الخاصة قريبا مع اللجان السويسرية والروسية، لبحث المسألة من جديد.
وفي ذكرى وفاة الراحل عرفات الـ 11، عقدت قيادة القوى الوطنية والإسلامية اجتماعا بحثت فيه آخر التطورات السياسية وقضايا الوضع الداخلي.
وأكدت هذه الفصائل في بيان صدر في ختام اجتماع لها وتلقت «القدس العربي» نسخة منه، أن ذكرى استشهاده تشكل «نبراسا للقيادة الفلسطينية التي تمضي على ذات الدرب». ودعت إلى توسيع المواجهات في كل مناطق التماس مع الاحتلال اليوم الأربعاء، الذي يصادف الذكرى، وكذلك إقامة فعاليات شعبية وجماهيرية في كل مخيمات اللجوء والشتات وفي كل العواصم وفاء لهذه الذكرى.
وشددت على ضرورة استمرار الفعاليات المركزية في كل المناطق الفلسطينية يومي الثلاثاء والجمعة ليشكلا «يومي غضب وتصعيد ضد الاحتلال ومستوطنيه الاستعماريين». وأكدت على أهمية تضافر الجهود لمقاطعة شاملة للاحتلال على الصعد كافة، ومنع دخول بضائعه إلى الأسواق الفلسطينية ودعم حركة المقاطعة العالمية B .D .S في فرض العقوبات على الاحتلال وسحب الاستثمارات ومقاطعته وعزله في ظل استمرار الجرائم والعدوان ضد الشعب الفلسطيني.
وأكدت الفصائل على استمرار إرادة الشعب في الهبة والانتفاضة ضد الاحتلال ومستوطنيه الاستعماريين، ودعت إلى توفير كل الدعم لمواصلة هذه المقاومة المستمرة من أجل إنهاء الاحتلال والاستيطان. وقالت إن إمعان الاحتلال في تصعيد عدوانه وجرائمه وخاصة التصفيات الميدانية والاقتحامات المتجددة واليومية للمسجد الأقصى المبارك وعزل أحياء مدينة القدس في كانتونات ومعازل وفرض العقاب الجماعي على سكان الخليل «يتطلب التأكيد على سرعة توفير مطلب الحماية الدولية لشعبنا أمام هذه الجرائم».
وأضافت أن استمرار هذه الجرائم «لن تكسر إرادة وعزيمة وتصميم شعبنا على الاستمرار في مقاومة الاحتلال ومستوطنيه».
وفي السياق أكد المجلس الوطني الفلسطيني في ذكرى وفاة الراحل عرفات على الحاجة الماسة في هذه الظروف للاستمرار بالسير على دربه لتحقيق أهداف الثورة الفلسطينية رغم الظروف المعقدة التي تحيط بالقضية والشعب، ورغم شح الإمكانيات وانشغال البعض وتخلي البعض الآخر عن تحمل مسؤولياته. وطالب القوى والفصائل بسرعة إنهاء كافة مظاهر الانقسام والفرقة وتوحيد الصفوف والطاقات في إطار منظمة التحرير الفلسطينية «لنكون عونا وسندا قويا لهبة شعبنا ونضاله ونيل حريته واستقلاله، وإلا فإن شعبنا لن يمهلنا طويلا».
أشرف الهور
رحم الله ياسر عرفات
ولا حول ولا قوة الا بالله
god bless your soul Mr Hero :)