نيويورك ـ «القدس العربي»: قدم الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إحاطة أمام مجلس الأمن الدولي حول الخطوات المتخذة والتدابير التي يجري وضعها لإنهاء الاعتداء ضد المستضعفين واستغلالهم من قبل أفراد الأمم المتحدة الذين أرسلوا لحمايتهم.
فقد كشفت المنظمة الدولية عن ادعاءات بارتكاب أفراد في بعثات لحفظ السلام انتهاكات جنسية ضد أطفال وقصر في يونيو/حزيران 2015. وقال الأمين العام في مداخلته: «شعرت بالجزع مثلكم بسبب ادعاءات الاستغلال والاعتداء الجنسيين ضد أطفال من قبل قوات عسكرية أجنبية في جمهورية أفريقيا الوسطى، واستجابة الأمم المتحدة لتلك الادعاءات».
وكان الأمين العام قد عين لجنة مراجعة مستقلة خارجية رفيعة المستوى حول الاستغلال والاعتداء الجنسيين من القوات الدولية لحفظ السلام بجمهورية أفريقيا الوسطى. ويشير التقرير إلى أن الأمم المتحدة كشفت عن الانتهاكات، ولكنها فشلت في الاستجابة بشكل جاد وبالسرعة والعناية والحساسية المطلوبة. وتتضمن تلك الادعاءات ارتكاب انتهاكات من القوات الفرنسية المعروفة باسم (سانغاريس) في جمهورية أفريقيا الوسطى.
وقد تم تطبيق عدد من توصيات اللجنة، فيما تنظر الدول الأعضاء في اقتراحاتها الأخرى التي تتطلب إجراءات من المجالس التشريعية المحلية. ولأهمية التعامل مع نقاط الضعف، عين الأمين العام السيدة جين هول لوت في منصب المنسق الخاص لدعم تطبيق توصيات اللجنة وتعزيز استجابة الأمم المتحدة لمثل تلك الانتهاكات.
وأشار بان كي مون، في كلمته أمام مجلس الأمن، إلى التقرير السنوي الذي قدمه للجمعية العامة للأمم المتحدة حول الإجراءات الخاصة للحماية من الاستغلال والاعتداء الجنسيين.
ويقترح التقرير مبادرات قوية جديدة في ثلاثة مجالات رئيسية: إنهاء الإفلات من العقاب، مساعدة ودعم الضحايا، وتعزيز المحاسبة بما في ذلك القيام بتدابير عملية من خلال الدول الأعضاء.
وشدد بان على أهمية الشفافية من أجل القضاء على الإفلات من العقاب، وأشار إلى أن تقريره وللمرة الأولى يورد أسماء دول الأفراد الذين يدعى قيامهم بتلك الانتهاكات. وأكد الأمين العام أن تلك القضية، دولية وليست محصورة في منطقة أو بعثة أو دولة واحدة. وقال إن الأمم المتحدة ستضرب مثالا يحتذى به في هذا المجال. وأضاف أن الاستغلال والاعتداء الجنسيين من قبل أفراد الأمم المتحدة يتطلب القيام بعمل حاسم وجريء.
عبد الحميد صيام