تتواتر الأحداث السياسية والأمنية الكبيرة في تونس، والتي كان آخرها هجوم على دورية تابعة للحرس الوطني على الحدود مع الجزائر أسفرت عن مقتل 6 عناصر، وهو يذكر بهجوم سابق حصل قبل سنتين في مدينة بن قردان على حدود ليبيا وأسفر، وقتها، عن مقتل 12 من عناصر الأمن والجيش.
لا يمكن لتونس، طبعاً، أن تكون بمنجاة من الأحداث الأمنية الخطيرة فرغم وضعيّتها الفريدة والتي سمحت لثورتها بعبور سياق سلميّ، فإن أطرافاً كثيرة تونسية وعربية وأجنبيّة تحاول التلاعب بهذا السياق وكسر سياقه، كما أن المنطقة المغاربية، وجزءا كبيرا من القارة الأفريقية، تعاني من أشكال متفاوتة من الصراعات الخطيرة (ليبيا ومالي).
وبعد المعركة الكبيرة التي خاضها، بشكل رئيسي، قائد «نداء تونس»، حافظ قايد السبسي (نجل الرئيس الحالي) لإزاحة حكومة يوسف الشاهد (المحسوب على الحزب نفسه والذي كان عضوا في مكتبه التنفيذي)، والفوز الذي حقّقه حزب «النهضة» على منافسه التقليدي «نداء تونس» في الانتخابات البلدية الأخيرة في شهر أيار/مايو الماضي، جاء انتخاب مرشّحة حركة «النهضة» سعاد عبد الرحيم، رئيسة (أو «شيخة» بالاصطلاح التونسي للمنصب) لبلدية العاصمة تونس، ليزيد غضب اتجاهات متطرّفة داخل الجسم السياسي والنقابي التونسي، وليزيد بدوره احتمالات التآمر الخارجية عبر اللعب على التناقضات الأمنية والسياسية لتكسير وشائج الوحدة السياسية التونسية، وصولاً إلى إفشال نتائج الثورة التونسية وإدخال البلد في حرب أهلية.
يحمل انتخاب سعاد عبد الرحيم عددا من المفارقات الكاشفة والدالة، كما أنه يلخّص عدداً من النتائج المهمّة.
من المفارقات، بداية، انتزاع حركة «النهضة» إحدى أوراق خصمها «نداء تونس»، الذي يعتبر نفسه حامي العلمانية، ومظاهرها الشكلانية، كالسفور، وهي ورقة مضلّلة ومُلهية ولطالما حرفت الصراع السياسي ـ الاجتماعي عن سككه المهمة، وعلى رأسها، بالطبع، طبيعة النظام السياسي. صحيح أن صراعات الهويّة والثقافة متداخلة بالقضايا السياسية لكنّ أكثر القضايا أهمّية في أي مجتمع هي منع احتكار فئة بعينها للسياسة، وبالتالي للاقتصاد، وهي القضيّة التي يؤدي خرابها إلى دمار هائل لا يطال التمثيل السياسي النيابي والحكومي بل يطال أيضا الأمن والقضاء والهوية والثقافة والدين وحتى الرياضة.
هذه المفارقة الفاضحة كشفت حجم التلاعب السياسي بقضيّة الحجاب والسفور، فتمّ تبادل الأدوار التقليدية المعتادة، لنجد أطرافاً من الحزب «العلماني» العتيد تندّد بحصول سعاد عبد الرحيم على منصبها، «لأن هذا المنصب مخصص للذكور»، و«لأن المرأة لا تستطيع القيام به حسب التقاليد الإسلامية لما يتطلبه من التزامات دينية مخصوصة»، وكان موقف «النهضة»، على لسان رئيسها راشد الغنوشي، متناسباً مع الروحية الجديدة التي تقدّم نفسها فيها، ومعاكساً تماماً لطرح تلك الأطراف «العلمانية» حيث قال إن الطريق أمام سعاد عبد الرحيم مفتوحا لتولّي رئاسة الحكومة أو البلاد.
أمام الهزائم التي تلقّتها الجهات الداخلية والخارجية المتطرّفة، تنوقلت تحذيرات من «النداء» من الفوضى والصراع «بالذخيرة الحية»، وهو ما اعتبر تحذيرا من إمكانية شدّ النزاع السياسي في البلاد إلى اتجاهات أمنية.
هذه التحذيرات، تعبّر عن جوّ استعصاء سياسيّ يجب أن يجد حلا من داخل المجال السياسي التونسي لضبط الأهواء ورغبات التدمير المرتبطة بالتراجع والفشل والخسائر الفكرية والسياسية، ولمنع أي محاولات تدخل خارجي يستهدف التجربة التونسية.
رأي القدس
لازالت المؤامرات الخارجية تحاك ضد تونس رائدة الربيع العربي! الفرق هو أن الشعب التونسي مختلف عن بقية شعوب المنطقة! ولا حول ولا قوة الا بالله
اولا اترجم على أرواح ابناء الجمهورية و حماتها …بعد أن سقطوا فى ساحة الوغى على يد الخونة المجرمين الارهابيين …هذه جولة من الجولات …و ليس لدى أدنى شك فى حرفية امننا و جنودنا لما لهم من برودة دم و لا يحبذون النواح و العويل بل العمل على الأرصفة صمت…..و هم يعرفون كيف سيخرجونهم من جحورهم واحدا واحدا ….و كما يقول المثل الفرنسي الانتقام طبق يأكل بارد ….
بخصوص الموضوع …احى مرة اخرى انتصار السيدة سعاد عبد الرحيم و هذا انتصار للديمقراطية و لمدنية الدولة و انتصار للعلمانية التونسية ….حركة النهضة وقع جلبها إلى حلبة العلمانية و لا حظوا ان الصراع اليوم هو بين من يكون اكثر تحررا و حداثة و اكثر إيمانا بقيم المدنية و المساواة و الحريات الفردية و ليس صراع بين من هو اكثر ظلامية من الاخر …و هذا هو ما نريده لكن نحن لسنا اغبياء ….النهضة لم تطور بجرة تصريح او لبس ربطة عنق نحن دائما ننتظر الافعال على الارض ….و الاختبار القادم هو المصادقة على المساواة فى الميراث و محلة الحريات الفردية ….
أولا أودّ ان أشكر القدس العربي و كاتب هذا المقال على الذكاء في حسن اختيار الموضوع الأساسي لنا نحن اصحاب هذا الشرق الملتهب في زحمة الأحداث.
العلمانيين في تونس يثبتون كل يوم انهم اشقاء الديكتاتوريين في بلدان الشرق الأوسط. يعتبرون أنفسهم أوصياء على الناس و القيم و الاقتصاد و اما غيرهم من الأحزاب فهم قصر.
حركة النهضة تصرفت بحكمة و وطنية و قدمت نموذج ديمقراطي و تحديث في الفكر و ايضا قدرة على فصل المعتقد عن السياسة اصاب العلمانيين في مقتل.
اما العلمانيين فيريدون القفز على مستحقات الديمقراطية الحقيقية من خلال التركيز على مواضيع مثل الحجاب و المثلية الجنسية و عدم شرعية الحج و منع تعدد الزوجات الخ من استهداف مباشر لقيم المجتمع و من دون عملية تغير ديمقراطية حقيقية يتوافق عليها الجميع. و عندما يفشلون في الاستحقاقات الديمقراطية يلجؤون الى التخريب و الاستعانة بالمتطرفين تارة و الى الديكتاتوريات العتيدة تارة اخرى.
لا أعلم لماذا التركيز على العلمانية قبل تعميق التجربة الديمقراطية لان الاخيرة ركن و شرط أساسي لنجاح العلمانية و الا فإنها ستكون علمانية إقصائية مثلها مثل علمانية تركيا البائدة.
تحيا تونس كتجربة ديمقراطية حقيقية نستلهم منها مستقبلنا نحن العرب، اما الولاء فهذا له شأن أخر في المجتمعات الديمقراطية!
بسم الله الرحمن الرحيم .رأي القدس اليوم عنوانه (مخاطر التناقضات السياسية والأمنية على وشائج الوحدة التونسية)
الحركات العلمانبة اللادينية التغريبية واللتي، في معظمها، لها ارتباطات فكرية مع جهات معادية لتراث المسلمين وحضارتهم. هذه الجهات لا تريد ان يكون لاتباع الصحوة الاسلامية اي دور سياسي في اي بلد عربي اسلامي بالبلطجة والغوغاء او العسكر.
والشعوب الاسلامية تثق في ذوي الاتجاه الاسلامي اكثر وتعطيهم ثقتها عندما تتاح فرصة للصناديق الحرة والنزيهة. ظهر ذلك جليا بعد حركة الربيع العربي في تونس ومصر وليبيا واليمن. والاتجاه الاسلامي هو اكثر الاتجاهات على الساحة العربية الاسلامية ايمانا بمبدأ التداول السلمي للسلطة،وقد ظهر ذلك جليا في اول انتخابات حرة ونزيهة في ترنس عندما تصدرت النهضة للمشهد ؛ثم سلمت الراية لنداء تونس عندما تغلب عليها في الانتخابات التي تلت.
ونداء تونس هو تجمع علماني لا يريد ان يتخلى عن الصدارة اذا دحرته الصناديق عنها كما فعلت النهضة قبل ذلك. واصابع شياطين الانس الاجنبية المعادية تلعب دورها في هذا الاتجاه، وهي تريد لتونس سيسي او حفتر او اسد وامثالهم، يقمع الشعب ويحطم آماله في الامن والاستقرار والنهوض واستقلال القرار. ومن ثم يدخله في صراع وفوضى او حرب اهلية
وقد {جاء انتخاب مرشّحة حركة «النهضة» سعاد عبد الرحيم، رئيسة (أو «شيخة» بالاصطلاح التونسي للمنصب) لبلدية العاصمة تونس، ليزيد غضب اتجاهات متطرّفة داخل الجسم السياسي والنقابي التونسي، وليزيد بدوره احتمالات التآمر الخارجية عبر اللعب على التناقضات الأمنية والسياسية لتكسير وشائج الوحدة السياسية التونسية، وصولاً إلى إفشال نتائج الثورة التونسية وإدخال البلد في حرب أهلية.}
@ ع خ : التونسيين قاموا بالتغيير ليس من أجل الصحوة الإسلامية بل من أجل الحرية و الكرامة و هذا يمر عبر ديمقراطية حديثة و دولة مدنية علمانية تحترم مبدأين أساسيين المساواة بين المواطنين و المواطنات و احترام الحريات الفردية و العامة و خاصة حرية الضمير و المعتقد و حرية الجسد ….بخلاف ذالك تحدثوا عن شئ أخر و ليس عن الديمقراطية…..تحيا تونس تحيا الجمهورية و لا ولاء إلا لها
@ تونسي ابن الجمهورية
يبدوا منتعايقاتك انك لا تعرف الفرق بين الديمقراطية و العلمانية. سأعطيك أمثلة و اترك لك التفكير.
الهند و الباكستان و بريطانيا هي دول ديمقراطية و لكنها ليست علمانية. الدين يدرس في المدارس على سبيل المثال.
الولايات المتحدة الأميركية هي علمانية بالنشأة و لكن الدين يأخذ حيّز كبير في الحياة و السياسة و الاقتصاد In God We Trust
فرنسا كانت دولة دينية و تحولت الى دولة علمانية.
@أحمد: شكرا على تفاعلك ….بالطبع هناك فرق لكن هناك ارتباط عضوى بين الاثنين …البعض يتصور أن الديمقراطية انتخابات حرة فقط لذالك نتحدث عن باكستان كدولة ديمقراطية و الهند كذالك و انا اضيف لك إيران و بنغلاداش و حتى الدولة الإسلامية فى العراق و الشام ديمقراطية من منظور انتخابى بحت بما انهم يطبقون مبدأ الشورى و الاختيار ….لكن هل المواطنين فى هذه الدول أحرار ؟..هل يمكن لباكستانى مسلم ان يعلن بكل حرية انه غير ديانته من مسلم إلى يهودى مثلا ….ماذا سيكون مصيره …؟ هل يمكن لهندوسي ان يعلن انه غير ديانته إلى مسلم مثلا …؟ هل يمكن للمسلمة ان تختار زوجها فى بنغلاديش…و هنا لا نتحدث عن زوج من ديانة أخرى..لانه سيقع تعليقها فى ساحة عامة …؟ هذه امثلة بسيطة لكن انت تعلم علم اليقين انه بدون علمانية تفصل الدين على الدولة و تطبق القوانين المدنية التى تسمح لكل فرد ان يكون حر وفق قوانين تضمن حرية الجميع و حق الجميع وتضمن العيش المشترك و…و….و هذه العلمانية هى التى تضمن لك انت فى لندن ان تكون مواطن و تعيش عقيدتك بكل حرية…..رغم ان الملكة هى زعيمة الكنيسة البروتستانتية….لكن هل الكنيسة تدخل فى معتقدك و ضميرك …؟ لا لماذا لانها تؤمن بحرية الضمير و المعتقد !….كنا نعيش فى أنظمة علمانية استبدادية اتاتورك و بورقيبة …و نحن نريد انظمة علمانية ديمقراطية تضمن الحرية للجميع و المساواة للجميع و الحقوق للجميع و لا ننسى بالطبع الواجبات للجميع ….الديمقراطية بدون علمانية تفصل الدين على الدولة و بالتالى تضمن الحرية للجميع ليست ديمقراطية بل هو استبلاه فقط لا غير …..تحيا تونس تحيا الجمهورية و لا ولاء إلا لها
و لكن انظر الفرق بين بريطانيا الديمقراطية و فرنسا العلمانية.
يمنع الحجاب في أماكن العمل و الجامعات الفرنسية بينما تقوم بريطانيا بالعكس تماما فهي تهتم بالتنوع و إعطاء الأقليات أهمية بغض النظر عن المعتقد و الشكل.
العلمانية بدون الديمقراطية هي دكتاتورية و على تونس نهج الديمقراطية اولا و ترسيخها في الفكر و الممارسة ثانيا و بعدها يمكن للشعوب الحرة التغير في قيمها و سَنَن حياتها و بدون إقصاء الشريحة العظمى في مجتمعاتنا و اللتي تريد الديمقراطية و تريد ان تحافظ على معتقدها او على الأقل عدم نسخ معتقدها بقرار من أخريين معادين لهم و لمعتقداتهم.
هنالك مثل بريطاني شهير يقول: يحاول الرمض قبل ان يتقن المشي و هذا ما تفعله تونس.
بالمناسبة اخي تونسي ابن الجمهورية
في الدولة الديمقراطية العلمانية لا تستطيع ان تقول “لا ولاء الا لها” او على الأقل لا أحد يعبأ بهذا الولاء لأننا المفروض ان نكون أحرار في ولائنا.
*حفظ الله (تونس) أرضا وشعبا
من شر المؤامرات الداخلية
و(الخارجية).
سلام
لن يوقف تيار الثورة و طريق نهضتها احد.
الثورة التونسية مستهدفة حقا من جهات عديدة داخلية وخارجية.خارجيا من طرف الجهات التي أقض مضحعها ولا يزال الربيع العربي الذي أزهر من تونس،وعلى رأس هؤلاء بعض الدول العربية،التي ساعدت جهات تونسية ماليا لإجهاض الثورة لكنها لم تفلح لحنكة تلك الجهات.ظهور حزب نداء تونس المفاجئ ومن خليط غريب وغير متجانس لكن أغلبهم كان من الحزب الدستوري،بل إن بعضهم لم يعرف عنه ممارسة السياسة كابن الرئس السبسي الذي يقود الآن نداء تونس،و يعرف بعض التونسيين أنه يمارس التجارة.وصول حزب لم يمضي على تكوينه إلا وقت قصير جدا إلى قمة السلطة يدعو في حد ذاته للغرابة الشديدة.مؤسسه كان أحد أساطين الحكم في العهدين البورقيبي والنوفمبري،تمكن من تسلق رآسة الحكومة ثم الرآسة بفضل ذكائه وخبرته وحنكته،إذ كان وزبرا للداخلية في عهد بورقيبة وما يعنيه ذلك من أهمية،برزت أنذاك في تغلب بورقيبه على كل مناوئيه.ومن جهة أخرى إلى عدم خبرة النهضة بدهاليز السياسة.النهضة حزب مهيكل قاعدته متماسكة رغم الضغوط،يربط بين أفرادها مبادئ،بينما ربط بين قاعدة النداء مصالح،ومعروف أن اختلافها له انعكاسات سلبيه.
تعليقات تونسي ابن الجمهورية دائما ينتظر المزيد تنازلات من النهضة وكانه نبي يا رجل انضر مع نفسك قليلا وتواضع تكون من الحدثيين واذهب حيث ما شءت
بغض النظر عن الاسباب والعوامل الخارجية فانه لا يمكن اغفال الدور الهام والاهم للانظمة العربية في التردي الخطير الدي تعرفه المنطقة العربية فهده الانظمة الفاسدة والمفسدة والمرتهنة للدوائر الصهيوامريكية والغربية قد عملت كل ما في وسعها على نهج سياسات تتعارض مع تطلعات الشعوب العربية التواقة الى الحرية والكرامة والتقدم والازدهار كباقي شعوب وامم البسيطة فطبيعي ان تكون الارض العربية مسرحا لكل الماسي والمصائب والكوارث والمعاناة والتي ستستمر بكل اسى واسف لان الاوطان العربية بكل بساطة تفتقر الى الحكماء والعقلاء الدين يمكنوا ان يبحروا بها الى شاطئ الامان فحب الاوطان من الايمان وهدا ما هو غائب تماما في القاموس العربي.
العلمانيين في الوطن العربي ينظرو الي الاسلامين علي انهم متخلفين ولا مجال للتعاوناو النقاش معهم فلذلك عندما يهزمو في الانتخابات يتجهو لمساعده من الخارج لانهم غير مرغوب فيهم في الداخل