مخيم اليرموك: مواجهات عسكرية هي الأعنف بين النظام وتنظيم «الدولة»

حجم الخط
0

دمشق – «القدس العربي»: تواصل قوات النظام السوري لليوم الخامس على التوالي قصف أحياء القدم والتضامن ومخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوبي العاصمة السورية دمشق وبلدة الحجر الأسود المجاورة، ما أسفر عن مقتل 13 مدنياً موثقين، بينهم 11 من اللاجئين الفلسطينيين.
ونقلت جهات أهلية من مخيم اليرموك لـ «القدس العربي» إحصائية وثقت خلالها استهداف المقاتلات الحربية الروسية والسورية، تجمعات المدنيين والمباني السكنية في مخيم اليرموك والاحياء المحيطة به في أحياء التضامن والقدم، والحجر الأسود، الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة بأكثر من 160 غارة جوية، خلال يوم امس الاثنين، كما ألقى الطيران المروحي أكثر من 35 برميلاً متفجراً، إضافة إلى سقوط 42 صاروخ ارض ارض من نوع فيل، ومئات القذائف الصاروخية، مما أدى إلى اندلاع الحرائق في المباني السكنية في حي الحجر الاسود ومخيم اليرموك.
الناشط الإعلامي عز الدين الدمشقي من سكان مخيم اليرموك قال في اتصال مع «القدس العربي» ان التصعيد العسكري الذي تشنه قوات النظام منذ التاسع عشر من الشهر الحالي، جاء في اعقاب فشل مفاوضات بين النظام وتنظيم «الدولة» برعاية روسية، والذي كان ينص على خروج عناصر التنظيم باتجاه البادية السورية إضافة لخروج عناصر «هيئة تحرير الشام» من مخيم اليرموك إلى محافظة إدلب، مما استدعى النظام لنقل مئات من الجنود والميليشيات المحلية التي كانت تحاصر الغوطة الشرقية إلى احياء جنوبي العاصمة. وأضاف المتحدث، ان المعبرين الإنسانيين، اللذين كانا شريان الحياة لأهالي مخيم اليرموك ومحيطه قد أغلقا قبيل الحملة بأيام، مؤكداً عدم وجود أي مشفى او نقطة طبية لإسعاف الجرحى والمصابين، إضافة إلى انعدام أي وجود لفرق الدفاع المدني.

مقتل عائلة كاملة

وأوضح الناشط الذي يلقب نفسه بـ «عز» ان «معبر ببيلا الذي كان يربط الأحياء الجنوبية بالعاصمة دمشق، قد اغلقه النظام السوري قبل نحو اسبوع، ومنذ ذلك الحين فقدت جميع المواد الأسياسية والغذائية لدى أهالي المخيم، فضلاً عن انعدام مياه الشرب «مياه الآبار» التي كان مصدرها حي القدم، بسبب تدمير البنى التحتية والشوارع الرئيسية المؤدية إلى المنطقة، واستهداف حي القدم بمئات القذائف والصواريخ»، مضيفاً أن «أحياء ريف دمشق الجنوبي في «مخيم اليرموك والتضامن والقدم والحجر الأسود» تفتقد إلى الملاجئ او الاقبية، فيما يعتبر القطاع الصحي هو الأسوأ، بسبب خروج مشفى «فلسطين» التابع للهلال الأحمر، عن الخدمة بعد استهدافه خلال اليومين الأول والثاني من الحملة العسكرية على المنطقة، بعشرات الصواريخ، فيما كان كادرها الطبي يضم عدداً من الممرضين فقط دون وجود لأي طبيب داخل المشفى، وسط نفاد المستلزمات الطبية الضرورية في عمليات الإسعاف».
المرصد السوري لحقوق الإنسان قال ان خمسة مدنيين بينهم عائلة من ثلاثة أشخاص، قتلوا خلال الساعات الـ24 الماضية في قصف لقوات النظام على مخيم اليرموك الخاضع لسيطرة تنظيم «الدولة».
من جهته اعلن تنظيم «الدولة « امس الاثنين، مقتل 37 عنصراً لقوات النظام السوري خلال محاولتهم التقدم في ريف دمشق الجنوبي، وقال التنظيم في بيان له نشره على مواقع التواصل الإجتماعي إن 16 عنصراً للنظام قتلوا يوم الأحد، خلال محاولتهم التقدم على الجهة الشمالية لمخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، بينهم طاقم دبابة مكون من خمسة عناصر دمرها التنظيم خلال الاشتباكات.
وأضاف التنظيم في بيانه، أن 10 عناصر قتلوا خلال محاولتهم اقتحام حي القدم الدمشقي، و11 خلال تقدمهم بمدينة الحجر الأسود بريف دمشق والمجاورة لمخيم اليرموك، مشيرا إلى ان مقتاليه تمكنوا من صد جميع محاولات التقدم والاقتحام لقوات النظام والميليشات الموالية له، إلا أنه لم يكشف عن خسائره في الاشتباكات.
وذكرت «أعماق» أن مقاتليها أفشلوا هجومين لقوات النظام في حيي القدم والتضامن، وقالت إن مجموعتين من قوات النظام حاولتا التسلل نحو منطقة الماذنية في حي القدم، ودارت اشتباكات دون إحراز أي تقدم لهم. فيما بث عناصر تابعون لتنظيم الدولة عبر حساباتهم الشخصية شريطاً مصوراً، يظهر فيه عملية اعدام ميدانية لاثنين من قوات النظام، الذين تم أسرهم خلال محاولتهم التقدم امس الاثنين في حي القدم جنوبي دمشق. وحسب وكالة أعماق التابعة للتنظيم فإن عملية الإعدام نفذت امس بحق الجنديين «محمد امين السيسي» من مرتبات الفرقة 215، و»إسماعيل عدنان الأحمد» من فرع المنطقة.

مقتل 3 ضباط

وقتل ثلاثة ضباط فلسطينيين في مواجهات مع تنظيم الدولة في محيط مخيم اليرموك، ونعت «حركة التحرير الفلسطينية» أمس الضباط الثلاثة بترتبة ملازم أول، وهم «ياسين معتوق وفؤاد حسن وعمار محمد»، وحسب الحركة فإن الضباط تابعون لـ «حركة فتح الانتفاضة» التابعة ل»حركة التحرير».
منظمة التحرير الفلسطينية دعت بدورها إلى وقف القصف واعمال العنف على مخيم اليرموك، ونقلت وسائل إعلام عن عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير زكريا الأغا دعوته إلى استنفار جميع الجهود لتوفير المساعدات الإنسانية لسكان المخيم، والذين تم تشريدهم من حيث توفير المأوى والمواد الطبية والغذائية خاصة في ظل تعطيل خدمات مستشفى فلسطين التابع للهلال الأحمر الفلسطيني، وعدم تمكن وكالة الغوث للاجئين الفلسطينيين الأونروا من تقديم الإغاثة والرعاية الصحية اللازمة.
وقال ان هذه الأوضاع تجري «في وقت أصبح فيه السكان المحاصرون في المخيم والمناطق المجاورة وسط الاشتباكات الدموية والقصف العنيف من الأطراف المتنازعة أحوج ما يكونون لهذه الخدمات الإنسانية، حيث دعا إلى ضرورة منح وكالة الأونروا والمنظمات الإنسانية الأخرى التسهيلات الكاملة لتقديم المساعدة اللازمة».
وانتقد الأغا تعريض سكان المخيم لمأساة وأعمال العنف على الرغم من جميع الدعوات السابقة لتحييد اللاجئين الفلسطينيين عن النزاع الدائر في سوريا ووجوب توفير الحماية لهم.

مخيم اليرموك: مواجهات عسكرية هي الأعنف بين النظام وتنظيم «الدولة»
مقتل 11 لاجئاً فلسطينياً بقصف سوري – روسي… و«حصار إنساني خانق»
هبة محمد

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية