مركز الأمن التابع للمعارضة السورية المسلحة في داريا يعدم مسيحيا بتهمة العمالة للنظام

حجم الخط
0

دمشق ـ «القدس العربي» لم تكن عملية قتل فؤاد اللحام هي العملية الأولى التي ينفذها المركز الأمني في داريا المتوافق عليه من جميع القوى المعارضة للنظام السوري في المدينة، بل كانت ضمن إجراءات المركز في تتبع عملاء النظام في المدينة، ومحاكمتهم وتنفيذ الأحكام الصادرة عن الهيئة القضائية بحقهم. ويعرف عن فؤاد اللحام أنه ابن أحد وجهاء مدينة داريا «سابقا» «فريد اللحام»، ورب العائلة المسيحية الوحيدة التي بقيت في داريا بعد بدء الحملة على المدينة منذ ما يزيد عن عامين، وهو الأمر المثير للاستغراب بحسب ما يصف ناشطون.
وقال مدير المكتب الإعلامي لـ «الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» في داريا والمعروف بـ «شامل» في حديث خاص لـ «القدس العربي» إن الرمادية تغلب على موقف هذه العائلة من الأحداث الجارية كغيرهم من أبناء المدينة ذوي الديانة المسيحية، حيث إنهم لم يكن لهم موقف واضح من الثورة السورية، ولم يظهروا تأييدهم العلني للنظام، منوها إلى أنهم العائلة الوحيدة التي بقيت تحت النار منذ بداية الحملة العسكرية على المدينة.
وتحدث عن موقف كتائب المعارضة السورية السلحة من العائلة في ظل الحصار، مبينا «تعامل الثوار في المدينة مع العائلة بشكل حسن، ولم يصدر منهم أي أذى تجاه العائلة، حتى أن بعض الثوار قد ذهبوا لمعايدتهم يوم الميلاد الماضي كي لا يشعروا بالوحدة».
أما عن كيفية اكتشاف ارتباط اللحام بالنظام وقيامه بإيصال معلومات تخص الثوار داخل المدينة ليستفيد منها النظام، أوضح شامل أنه «بعد خروج لجنة الثوار للتفاوض مع النظام من اجل عقد هدنة بينهم وبين النظام، عقب إرساله أخبار تفيد بقبوله شروط الثوار بما فيها انسحاب جيش النظام إلى خارج داريا، نشرت صفحة «دمشق الآن» التي يعرف أنها صفحة إخبارية تابعة للنظام ـ صورة للوفد أثناء خروجه معلقة عليها بأنه تم عقد هدنة في داريا».
ويتابع شامل «عند ذلك قام الثوار بتتبع زاوية التقاط الصورة ليتعرفوا بذلك على شخصية المصور، الذي تبين انه فؤاد حيث تم القبض عليه من قبل مركز الأمن بعد التأكد، ليبدأ التحقيق معه ويتم الكشف على حساباته، التي بينت عمله كمراسل لدمشق الآن»، وأشار إلى ان فؤاد قد تم إعدامه شنقا مثله مثل كل عملاء النظام الذين تم إعدامهم في داريا سابقا، مؤكدا اختلاف تبعيات العملاء الذين تم اكتشافهم في المدينة حسب الجهة أو الفرع الأمني الذي يوكلهم بالمهمة.
وأضاف شامل انه قد تم اكتشاف بعض العملاء ضمن صفوف المقاتلين، الذين كانت مهمتهم إرسال معلومات عن مناطق تمركز الثوار إلى ضباط النظام ليتم استهدافها فيما بعد.
الجدير بالذكر ان صفحة «دمشق الآن» قد نعت القتيل، واعترفت أنه أحد مراسليها، لكنها نشرت معلومات خاطئة عن الجهة المنفذة للإعدام وطريقته، حسبما أفاد شامل.
وفي سياق متصل، أوضح رئيس الهيئة القضائية في المركز الأمني، ان المركز قام بتسليم الجثة لمسؤول الدفن في المنطقة، لافتا إلى اختلاف الحالة عن سابقاتها حيث يعد اللحام أول عميل يتم إعدامه وأبواه موجودان في المدينة، لافتا إلى انه قد تم تسليم الجثة لوالدي العميل بعد طلبهم.
وكان مقتل فؤاد قد سبب ضجة إعلامية كبيرة لأنه من أبناء الطائفة المسيحية، حيث سارعت الصفحات المؤيدة للنظام لنعيه، وتبنيها عمله ونشاطه ضمن المدينة المحاصرة لتثبت بذلك أنه من عملاء النظام، الذين تسببوا بالكثير من الأضرار لسكان المدينة المدنيين وثوارها.

حازم صلاح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية