لندن – «القدس العربي»: في مقابلة مع مجلة «نيويوركر» أجرتها روبن رايت مع المسؤول السابق في الموساد الإسرائيلي عوزي أراد الذي تقول إنه قام هذا الأسبوع بزيارة واشنطن في محاولة لإقناع المشرعين الأمريكيين خاصة الجمهوريين منهم بأهمية الحفاظ على الاتفاقية النووية مع إيران . ففي الأسبوع المقبل سيقرر الرئيس دونالد ترامب تمديد صلاحية الاتفاق أو إلغاءه ما سيعيد المنطقة من جديد إلى المربع الأول.
وتقول رايت إن عوزي أراد كان من أهم الجواسيس الذين تدرجوا في الموساد وأصبح مسؤولا لوحدة الاستخبارات فيه. وأصبح معروفا أكثر عندما عمل مستشارا كبيرا لبنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الذي عمل بجهد ضد توقيع الاتفاقية النووية التي توصلت إليها إدارة باراك أوباما مع الدول الكبرى لوقف النشاطات النووية الإيرانية. واختلف أراد الذي عمل مستشارا للأمن القومي في الفترة من 2009 – 2011 مع رئيسه السابق بشأن الاتفاقية وكان هذا سبب سفره لواشنطن حيث التقته رايت. ويرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الاتفاقية تعتبر «الأسوأ» ومن المتوقع أن يقول في الأسبوع المقبل مخالفا مواقف الدول الأخرى الموقعة عليها أن الاتفاقية النووية لا تصب في المصلحة القومية الأمريكية. وستكشف إدارته بعد تسعة أشهر من العمل عن سياسته تجاه الجمهورية الإسلامية.
وستقول إن طهران انتهكت روح الإتفاق بسبب تجاربها الصاروخية ودعمها للجماعات الإرهابية وتدخلها في الشرق الأوسط وانتهاكاتها لحقوق الإنسان. وسيعلن الرئيس الأمريكي استراتيجية شاملة تلغي ما توصلت إليه إدارة أوباما وتتعامل بطريقة مختلفة مع القضايا المتعلقة بإيران. وتشهد واشنطن قبل إلقاء ترامب خطابه محاولات اللحظة الأخيرة لإنقاذ الاتفاقية. والكيفية التي سيرد فيها الكونغرس على الإعلان مهم، فلو لم يفرض عقوبات فستدخل اللاتفاقية في حالة من المجهول. وتشير رايت إلى أن أراد لديه سجلا قويا في التفاوض مع إيران في منتصف التسعينيات من القرن الماضي وعندما كان الحرس الثوري يبحث عن أسلحة لشن حربه الطويلة مع العراق ولديه رواية عن دور الموساد في هذه الحرب. إلا أن المقابلة تركـزت على جهـوده المتـعلقة بالاتـفاقية النـووية.
وسألته أولاً عن جهوده التي يبذلها لإنقاذ اتفاقية رفضها رئيس وزرائه مجيبا «لم أعارض أبدا الاتفاقية، وهناك طريقان لوقف برنامج الإيرانيين- الأول مباشر وهو ضربه وهو الطريق الأسهل، فهناك منشآت كبيرة وثابتة. ولو كان هناك شيء ينتظر الضرب فهذه هي. إلا أن هذا يحتاج إلى عمل جذري وعليه فالمدخل المفضل هو وقفه عبر الاتفاق ولا أعتقد أنه كان على الإسرائيليين معارضة مبدأ المفاوضات».
مضيفا «كان بإمكاننا الحصول على اتفاقية أفضل» ولكن المفاوضات هي عن خذ وأعط إضافة لبراعة الإيرانيين في التفاوض. وعن ثمن الخروج الأمريكي من الاتفاقية يجيب أراد أنه سيكون على حساب القيود التي فرضت على إيران. وقد يرد الإيرانيون بالقول: إنهم حافظوا على شروط الاتفاقية مع البقية. و»قد يقولون لا نزال متمسكين بها، ولو أراد الأمريكيون الخروج دعهم يفعلوا ويعيدوا فرض العقوبات من دون مساعدة من الآخرين». وعن مكامن الضعف في الاتفاقية أشار أراد للجانب العسكري. ورفض الإيرانيين تفتيش المنشآت العسكرية يجعل من نظام التفتيش ضعيفا. مضيفا إن العملية معقدة نظرا لمساحة إيران الواسعة. وهناك عدم ارتياح بشأن وجود منشآت نووية سرية. ولكن الإيرانيين يريدون الاستمرار في اتفاق فيه عدد من الثغرات بدعم روسي. وأشار أيضا إلى البنود التي تتحدث عن نهاية العمل بالاتفاقية وضرورة تعديلها. مشيرا إلى أن الاتفاقيات لا يعاد التفاوض عليها بل وتعديلها «فلم يكن هناك اتفاق على إلغاء الاتفاقيات كلها». وقال إن موضوع الصواريخ المنفصل عن الاتفاقية مثير للقلق «ولو لم يكن هناك قدرات نووية فلا مبرر إذا لإنتاج بعض الصواريخ». ويقول أراد إن إيران بشكل عام التزمت الخطوات الإضافية التي كان يجب عليها القيام بها. وهناك أمور أخرى على الهامش يمكن تصحيحها عبر الدبلوماسية. وفي الوقت الحالي لا يوجد هناك من يدعم عقوبات جديدة ولا حتى تعديل الاتفاقية. وفوق كل هذا يجب العمل على موضوعات أخرى مثل سوريو والإرهاب وحتى تطوير الصواريخ.
موقف الكونغرس
وعن رد الفعل الذي لقيه من الكونغرس الذي سيكون أمامه ستين يوما للمصادقة على عدم التمديد للاتفاقية وإعادة فرض العقوبات من جديد. أجاب أراد إنه لقي تقبلا من النواب الجمهوريين خاصة ممن يعارضون الرئيس ويتمتعون باستقلالية. وهؤلاء لا يحبون وضعا يجبرون فيه على القيام باتخاذ قرارات تتعلق بخيارات سياسية يريد الرئيس تجنبها. وعن موقف المؤسسة الأمنية الإسرائيلية والعاملين في الخارجية من أرائه يقول إنها تعكس موقف الغالبية منهم. وتحدث إلى باحث علمي في الاستخبارات برتبة جنرال إضافة إلى عامل بارز في المؤسسة النووية وثالث عمل مسؤولا سابقا في الاستخبارات وكلهم قالوا إن الاتفاقية لم تكن كارثة كما توقع الكثيرون بل على العكس.
المواجهة
وعن فرص المواجهة بين إسرائيل وحزب الله ومظاهر القلق بشأن «الهلال الشيعي» والممر البري إلى لبنان أجاب أراد: «من دون شيطنة أو انتقاد الإيرانيين فالسياسات التي يطبقونها في الشرق الأوسط كانت توسعية ومعظها بطرق بغيضة. ولا أعتقد أنك ستجدين الكثير من الإسرائيليين توقعوا- لو افترضنا أن الحرب الأهلية السورية في طريقها للنهاية- أن نتيجتها ستكون وجودا عسكريا إيرانيا قريبا من الحدود مع إسرائيل». وتساءل عن السبب الذي يدفع الإيرانيين لعمل هذا، ولكنهم في الحقيقة يقومون به. وعن شكل الحرب التي ستقع مع إسرائيل من وجهة نظر إسرائيلية وأمريكية رد قائلا إن الخيار العسكري بالنسبة لإسرائيل أمر صعب. وقال إن الطيارين الإسرائيليين قاموا بالتدرب على عملية لضرب المنشآت النووية الإيرانية وتم فيها تزويد طائراتهم بالوقود في الجو.
وكان يمكن القيام بالضربة. وفي تعليقه على سؤال حول ما يمكن أن تحققه الضربة أجاب التدمير، فالطائرات تعرف شيئا واحدا وهو التدمير وبلحظة واحدة، ولكن الأهم هو التداعيات. وعن موقف نتنياهو من الضربة العسكرية وفيما إن كان فعلا راغبا بها قال:» الشخصيات تهم، بيبي يعتقد أن بإمكانه أن يكون مخلصا لإسرائيل. وسبقه مناحيم بيغن عام 1981 الذي اتخذ قرارا بضرب بغداد. وكنت في الموساد. وسئلت عن التداعيات حيث كنت أتوقع رد فعل دولي قوي. وانقسم المجتمع الإسرائيلي وليس المؤسسات. ومع ذلك غامر بيغن ونجح وكانت عملية مرتبة أخرجت البرنامج العراقي عن مساره لسنوات عدة». ويضيف إن المثال الثاني هو إيهود أولمرت، مع أن أحدا لم يعترف بها حيث تم تدمير المفاعل النووي السوري عام 2007، وخاطر أولمرت بالضربة برغم مخاوف الحرب مع سوريا ونجح هو الآخر «والآن جاء بيبي، فقد سبقه رئيسي وزراء لا يحترم أي منهما. وأعتقد أنه في عقله يعتقد أنه يريد بقيادة الغارة لمحو التهديد الإيراني ولا يزال يحضر لهذا الخيار ولا يزالون يلمحون ويظل خيارا».
فايننشال تايمز: إلغاء ترامب للاتفاقية النووية حماقة تؤدي إلى مواجهة جديدة
علقت صحيفة «فايننشال تايمز» على استراتيجية إيران التي سيعلن عنها الرئيس دونالد ترامب الأسبوع المقبل بالتحذير من عدم ارتكاب خطأ لا داعي له.
وقالت إن الرئيس ترامب «عنده عادة كتابة شيكات بفمه لا تستطيع إدارته صرفها»، ويقوم في الوقت نفسه بالسخرية من كوريا الشمالية ويهدد بتمزيق الإتفاقية النووية التي تفاوض عليها المجتمع الدولي بعناية مع إيران. وتقول أن تكون هناك أزمة نووية واحدة أمر سيء إلا أنخلق أزمة جديدة غير ضرورية ستكون حماقة. وتضيف أن الخطة المشتركة الشاملة للعمل والتي تم التوصل إليها في فيينا عام 2015 بين إيران والأعضاء الدائمين في الأمم المتحدة إضافة لألمانيا والاتحاد الأوروبي وقعت بهدف محدد وهو وقف محاولات طهران الحصول على السلاح النووي. وعرضت تقديم مئات مليارات الدولارات من خلال رفع العقوبات مقابل تجميد إيران تخصيب اليورانيوم والنشاطات النووية الأخرى.
وفي أكثر من مناسبة وجدت الوكالة الدولية للذرة التزام إيران بشروط الإتفاق وهو ما أرضا كل الأطراف الموقعة على الاتفاقية باستثناء البيت الأبيض. وفي حالة قررت الولايات المتحدة تقويضها فستكون هي الطرف المنتهك لشروطها. وحذرت الصحيفة من تصرف أمريكي كهذا لأنه سيرسل إشارة مرعبة عن الولايات المتحدة التي لا تستطيع الوفاء بالتزاماتها الدولية. وقد تؤدي إلى استئناف إيران نشاطاتها النووية بشكل سيؤدي إلى سباق تسلح في عموم الشرق الأوسط.
وسيقوم ترامب في 15 تشرين الأول /أكتوبر الحالي بالمصادقة على تمديد الاتفاقية وأن إيران ملتزمة بشروطها. ولو لم يفعل فسيكون لدى الكونغرس 60 يوما للتباحث في إعادة فرض العقوبات على إيران. وسيؤدي هذا لتعليق العمل في اتفاقية صادق عليها مجلس الأمن الدولي من دون أية ذرة من دليل. وتتنقد الصحيفة سياسات الرئيس الأمريكي الحالي الذي يريد محو كل ما تركه سلفه باراك أوباما من إرث سياسي من دون أن يقدم سياسة مقنعة بدلا عنه.
وتقول إن محاولته إلغاء «أوباما كير» وكشفت عن إدارة غير جاهزة وموازنة مع هذه ففراغ في السياسة يتعلق بطموحات إيران النووية ستكون له آثار خطيرة. وتعترف «فايننشال تايمز» بأن الاتفاق غير كامل ولا يمكنه احتواء تصرف إيران الذي يزعزع استقرار الشرق الأوسط. وبدأت إيران تجني ثمار الاتفاق حيث تدفقت رؤوس الأموال الغربية لكنها لم تتخل عن أجندتها التوسعية. وتقوم الاتفاقية التي تستمر 10 أعوام بتأخير الطموح النووي لا إنهاؤه ما يقتضي من الولايات المتحدة التفاوض على المرحلة الثانية منها لا إلغاءها.
وقالت إن تفاخر ترامب بأنه قادر على تحسين الاتفاقية الحالية مخطئ ولم يكن المفاوضون الأمريكيون هيّنون بل كانت أحسن التنازلات التي يمكن تحقيقها. مع أن ترامب يصف الاتفاقية «بالمحرجة» و «أسوأ الاتفاقيات الأحادية الجانب التي توقعها أمريكا». وفي المقابل لم يقدم ترامب أي بديل باستثناء شن الحرب على إيران لا منعها من مواصلة نشاطاتها النووية. وتشير الصحيفة لموقف وزير الدفاع جيمس ماتيس أمام الكونغرس حيث قال إن الاتفاقية تصب في مصلحة الأمن القومي الأمريكي. ولا تزال الصين وروسيا والدول الأوربية مجمعة على الحفاظ على الاتفاقية وتحاول منع ترامب من إلغائها وبالتالي وقف مواجهة نووية جديدة في المنطقة.
نيويورك تايمز: لِمَ نحب مشاهدة الأفلام الدعائية لتنظيم الدولة الإسلامية؟
لِمَ نرغب مشاهدة أفلام دموية دعائية للجهاديين؟
سؤال طرحه سايمون كوتي أستاذ علم الجريمة بجامعة كينت بمقال نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» وحاول توضيح الإجابة عنه. وسأل أيضا عن أثر الدعاية الجهادية فيمن يقوم بمتابعتها. والجواب الذي يحبه السياسيون هي أنها تقود للتطرف الفكري وتجعلنا بالتالي إرهابيين. ويجيب علماء الإرهاب إن المشاهدة المستمرة للمواد المتطرفة على الإنترنت ليست في حد ذاتها سببا ودافعا للتشدد، لكنها تقوم بتعزيز الفرضيات والمعتقدات الموجودة لدينا وتجعلنا نميل نحو التطرف. ويرى كوتي أن الباحثين في التشدد النابع من الإنترنت يفتقدون للإحصاءات المهمة حول التنوعات الموجودة على الإنترنت، وكيفية رد المشاهد ومشاركته مع المواد المتطرفة.
ويكتب كوتي عن دراسة قام بها خلال الـ 18 شهرا الماضية حول الطريقة التي يتعامل فيها الشبان في الغرب مع الدعاية التي ينشرها تنظيم الدولة، وكيفية ردهم عليها. وأضاف إنه شاهد مئات من الساعات بما فيها مشاهد دموية رهيبة. «ومن دون شك كانت محددة لنفسي وقدرتي فقد كنت أعيش ليالي مرعبة. ومع ذلك فلم تفرض هذه المشاهد نفسها علي. وفي بعض الأحيان وبطريقة حماسية عرضت نفسي لهذه المواد بما فيها المواد السيئة. وهو ما أعطى بحثي بُعدا شخصيا وتساءلت: لِمَ أريد مشاهدة هذا كله؟ وما هو الشيء الذي تملكه الدولة الإسلامية فيجذبني؟». ولهذا قام في أيلول/ سبتمبر مع الباحث في علم الجريمة جاك كانليفي دراسة مسحية على الإنترنت لفحص ردود فعل المشاهدين على المادة الدعائية المتوفرة بالإنكليزية على الإنترنت. وكانت الفكرة وراء الدراسة المسحية بسيطة. وهي دعوة شباب لمشاهدة شريط فيديو بعد حذف المشاهد المرعبة منه وأخذ رأيهم فيما شاهدوا.
وبرغم العوائق الأخلاقية والقانونية لإجراء دراسة كهذه، (فقانون الإرهاب البريطاني عام 2006 يجرم من يقوم بنشر دعاية إرهابية) إلا أن الباحثين نجحا في إجرائها وجمعا 3.000 رد حيث سيتم الكشف عن نتاج الدراسة في مؤتمر الإرهاب، الجريمة، الثقافة في كامبريدج هذا الأسبوع.
العينة
وعن طبيعة المشاركين في الدراسة يقول: إن 1.300 منهم جاءوا من أمريكا الشمالية و 1.000 من بريطانيا والبقية جاءوا من أنحاء العالم الباقية. ومتوسط عمر المشاركين هو 30 عاما مع فئة كبيرة تراوح عمرها بين 18- 26 عاما. ومعظم المشاركين هم من الذكور أي 67% وعرفت نسبة 36% نفسها بأنها لا تتبع دينا بعينه و 17% مسيحيين و4 % مسلمين. وعبر غالبية المشاركين، 96% عن مواقف سلبية من «الدولة الإسلامية» وقال 1% فقط إن لديهم مواقف إيجابية منها فيما قال 6% إنها محايدة.
ومن بين الذين قالوا إن لديهم مواقف إيجابية من «الدولة» وعددهم 34 شخصا كان من بينهم 5 مسلمين فقط. ويقول كوتي» لم نفاجأ من موقف الغالبية السلبي تجاه «الدولة الإسلامية» أو من الذين عبروا عن مواقف إيجابية تجاه الجماعة أو عبروا عن أراء إيجابية مما ورد في الأفلام التي ضمتها الدراسة المسحية. ولم يثر دهشتنا موقف معظم المشاركين من الأفلام وإعجابهم بالقيمة التقنية العالية لأفلام «الدولة الإسلامية» وكانت من دون شك راقية ولديها حرفية الأفلام».
رؤية مثالية
لكن ما أدهش الباحثان هو أن من عبروا عن مواقف سلبية من التنظيم قالوا إنهم يتقبلون رؤية «الدولة الإسلامية» اليوتوبية، فيما عبر آخرون عن فضول لمشاهدة أفلام «راقية» ومرعبة بطريقة إباحية، والتي ارتبطت سمعة التنظيم بها. كما اكتشف الباحثان ولدهشتهما أن المشاركين شاهدوا في السابق أفلاما للتنظيم. وقال 57% منهم إنهم شاهدوا أفلاما له من قبل وليس فقط لقطات متلفزة وإخبارية على الإنترنت. ومن بين هؤلاء قال 46% إنهم شاهدوا عددا من الأفلام التي بثتها «الدولة الإسلامية».
وقد يكون هذا مرتبط بطريقة اختيار الأفلام أكثر مما هو تعبير عن تعرض الشباب لها، وربما كان هذا غير صحيح. ففي دراسة نشرت قبل فترة وأعدها معهد «بوليسي إكسجينج» تحدث فيها عن سهولة مشاهدة أفلام التنظيم على الإنترنت برغم السياسات التي اتخذتها مؤسسات التواصل الاجتماعي.
شعور دافئ
وفي رد المشاهدين على لقطة تظهر مقاتلا وسيمًا قوي البنية وهو يوزع الدمى على الأطفال الذين ارتدوا أزياء ملونة، قال ثلث المشاهدين إنهم معجبون بالقوة الجسدية للمقاتل وأخلاقه. وقال 28% إن المشهد أعطاهم «شعورا بالدفء» وتنخفض النسبة إلى 26% عندما تنحصر بمن عبروا عن مواقف سلبية من التنظيم. وهذا يختلف عن رد الفعل على مشهد يقوم فيه مقاتلو التنظيم في سوريا بنقل أسرى إلى ساحة الإعدام وقتلهم. لم يعبّر إلّا 3% عن «شعور جيد» موازاة مع الغالبية الذين قالوا إنهم شعروا بالضيق وعدم الراحة.
وبرغم ذلك فقد قال 11% بأن المشهد جعلهم يشعرون بالملل ما يعني أن الغالبية وإن لم يكونوا مرتاحين من منظر القتل إلا أنهم لم يجدوا مشكلة في مشاهدته. وما يؤكد هذه النظرة أن 33% قالوا إنهم لا يمانعون رؤية المشهد حتى النهاية. وقال 44% إنهم بالتأكيد لا يريدون مشاهدة اللقطة حتى النهاية. وبرغم أن العينة بحجمها لا تعتبر تمثيلية ولا يمكن بالتالي تعميم نتاجها على الطريقة التي يتعامل فيها الشبان مع أفلام الدعاية للجهاديين، إلا أنهم يقترحون الكثير من الأمور حول القوة الظلامية لهذه الدعاية. ويشير كوتي في نهاية مقالته إلى ما جاء في كتاب ويليام إيان ميللر «في تشريح الغثيان» «شيء يجعلنا نشاهد حوادث السير الدموية، نشعر بالحماسة لأفلام الرعب، الدم والعنف، شيء يجعل الأفلام الإباحية تجارة رابحة، تجذب الكثير من الناس إلى عروض السيرك الجانبية» وليس واضحا ما هو هذا الشيء، إلا أن «الدولة الإسلامية» تفهم هذه الدينامية فبرغم القرف والضيق والخوف من قطع الرؤوس فهناك شيء يجعلنا – والكثير منا- نريد مشاهدتها.
ومن أهم ما تشير إليه هذه الدراسة أن الصورة الرقيقة للجماعة تجعل حتى من يحملون مواقف سلبية عنها تترك أثرا إيجابيا لديهم. والسؤال الأوسع عن الطريقة التي تسهم فيها دعاية تنظيم الدولة في التشدد تظل من دون جواب وربما لا يوجد جواب عنه في ضوء الخيوط المعقدة التي تؤشر للطريقة التي يتحول فيها الشباب نحو التشدد.
إبراهيم درويش
(…….نتانياهو لم يتخلى عن الخيار العسكري ) ..هذه اجمل طرفة سمعتها خلال خمسة قرون . لو كان الصهيوني يستطيع أن (يختار) الخيار العسكري .لما تأخر. .اختاره في غزة وجنوب لبنان ففشل. فما بالك أيران. .