لندن ـ «القدس العربي»: أكد جوناثان باول، المستشار الأمني والسياسي لرئيس الحكومة البريطانية السابق توني بلير ورئيس مجموعة الموظفين في 10 داوننغ ستريت (مقر الرئاسة) بين عامي 1995 و2007، والمشرف العام آنذاك على مفاوضات بريطانيا وايرلندا الشمالية أنه : «لولا التفاوض مع قادة الإرهاب في ايرلندا الشمالية لما تحققت اتفاقية (الجمعة العظيمة) التي أدت إلى إرساء السلام في هذه المقاطعة».
وقال أن التفاوض مع المنظمات الإرهابية الناشطة حاليا في الشرق الأوسط في (العراق وسورية ومصر وغيرها) لا يعني الموافقة على أعمالها، بل يؤدي إلى فهم أكبر لمطالبها لأن مواجهتها عسكريا فقط لن تحل المشكلة بشكل كامل.
وأوضح باول في محاضرة القاها أمس الخميس في «المعهد الملكي للشؤون الدولية (تشاتهام هاوس) في لندن أن كل منظمة أرهابية لها أهداف، أكانت قومية أو كونية أو عالمية وفتح أبواب الحوار معها لا يضر، وبالأمكان القيام به مع الاستمرار في المواجهة العسكرية معها حيث تمارس العنف والتهجير والأعمال غير المقبولة أنسانيا.
ويعمل باول حاليا كمستشار لرئيس الحكومة البريطاني الحالي ديفيد كاميرون في شؤون الشرق الاوسط وخصوصا ليبيا ويدير مؤسسة «أنترميديات» المتخصصة في التفاوض.
وأوضح أنه بالأمكان التفاوض لمرحلة زمنية محدودة ثم التأكد من أن هذا التفاوض يؤدي غرضه، ولا يُستخدم للمزيد من التنكيل بالخصوم. وإذا ثبت العكس بالإمكان توقيفه.
وأشار إلى أنه ومنذ بداية قيامه بدوره في المشورة لرئاسة الحكومة البريطانية أقترح الحوار مع «حماس» وحتى «القاعدة» وليست فقط مع «منظمة التحرير الفلسطينية».
واعتبر بأنه لو تفاوضت الحكومات الغربية مع كل الجهات لربما نجحت مفاوضات السلام في الشرق الأوسط، وأن الرئيس باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري يحاولان فتح هذا المجال برغم الصعوبات، ولكنه تحفظ حول شخصيات القيادات عموما في المنطقة وقدرتها على اتخاذ القرارات المصيرية.
وسألته صحافية مصرية عن رأيه في الطريقة الأمثل التي يجب أن يتعامل بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع الإرهابيين، فأجاب: «لست مخولا أسداء النصائح إلى الرئاسة المصرية ولكن ممارسة العنف وحده ستؤدي إلى ردود فعل عنيفة وستفاقم العنف. وفضل عدم التعليق على الوضع في اليمن قائلا أن القضية معقدة جدا هناك. ولكنه أوضح بأن الوضع في ليبيا من السهل حله، لعدم وجود مجموعات طائفية وإثنية متصارعة، كما في مناطق أخرى من الشرق الأوسط وأن الأمم المتحدة قامت بواجبها إلى حد ما ونجحت في المساهمة بتأليف سلطة.
واشار إلى أن وجود عدة قادة لعدة مجموعات إرهابية في العراق وسورية وليبيا ليس جديدا فقد تواجدت مثل هذه الأوضاع في مناطق أخرى من العالم في ظروف سابقة وكان بالإمكان التفاوض معها. وذكر أنه وفي مفاوضات ايرلندا الشمالية وحدها تم التفاوض مع ثماني جماعات ابرهابية على الأقل. وسئل هل ستتفاوض مع الدولة الأسلامية (داعش)؟ فقال: نعم ولم لا. كل مجموعة في العالم لها اهداف تعتبرها عقلانية ومحقه، أكانت قومية أو كونية. وداعش تملك تأييدا في بعض المناطق (كالموصل مثلا) ويهمهما موضوع تهميش السنّة في العراق وفي سورية، وحاليا لا توجد مجموعة إرهابية في العالم لا تملك السلاح ولا تمارس الأعمال العنيفة.
وسئل إذا كان يعتبر بعض الدول العربية تحت قيادات أرهابية، فأجاب: نعم، ولكن هذا لا يعني عدم التفاوض معها للعثور على حلول.
وفي رده على سؤال حول ارتباط شن الحروب ودعم الحملات العسكرية من قبل دول أجنبية في دول عربية كما حدث في الغزو الأمريكي ـ البريطاني للعراق في عام 2003 وقبل ذلك في أفغانستان وبعد ذلك في ليبيا وارتباط هذا الأمر بتشجيع الإرهاب وانطلاق المزيد من المجموعات الإرهابية، أوضح أنه ربما أفضل إقناع قادة الغرب بعدم تشجيع الحروب قال.
إننا في سياستنا الخارجية في بريطانيا، (كمال غيرنا في دول غربية أخرى) ننتقل من موقف متطرف وشديد الالتزام إلى آخر حذر ومتحفظ بشكل متواصل، فنشجع الحروب للأهداف الإنسانية ثم نتراجع عندما نفقد السيطرة على ما يجري. وأضاف إن تدخلنا في العراق وليبيا لم يساهم في أنشاء الدول كما تصورنا وعدم تدخلنا في سورية أدى إلى نشوء أزمة أنسانية مستمرة. ولكن علينا أن نفعل ما بوسعنا لمعالجة الأزمات الخطيرة.
ويذكر أن باول قدم في الندوة كتابه القيم بعنوان: «التحدث مع الأرهابيين» الذي تمت مراجعته في «القدس العربي» في الأشهر الماضية.
سمير ناصيف
التفاوض مع الجميع ممكن الا مع عصابة داعش
فلقد تفاوضت معهم فصائل الثورة السورية وغدروا بهم
وتعاون معهم ثوار العراق ثم انقلبوا عليهم بدعوى ردتهم عن البيعة
الوحيد الذي ما زال يتفاوض معهم هو بشار ومن ورائه ايران
ولا حول ولا قوة الا بالله
– شخصية دولية غير موثوق بها .
مدن على ربح الأموال الطائلة ، ولو كانت حرام .