إسطنبول ـ «القدس العربي»: كشفت مصادر تركية خاصة لـ«القدس العربي» من داخل حزب العدالة والتنمية الحاكم عن أن أسماء المرشحين لرئاسة الحزب والحكومة تنحصر الآن إلى حد كبير بين وزير المواصلات بن علي يلدرم، ونائب رئيس الوزراء نعمان كورتلموش، وأن الرئيس رجب طيب أردوغان هو من سيحسم الأمر قبيل يوم السبت المقبل.
في حين قال مستشار رئيس الوزراء التركي عمر فاروق كوركماز في تصريحات خاصة لـ«القدس العربي» إن مجلس شورى حزب العدالة والتنمية الحاكم هو من سيحسم اسم المرشح المقبل لرئاسة الحزب وبالتالي سيصبح رئيساً للوزراء خلفاً لرئيس الوزراء الحالي أحمد داود أوغلو.
ومن المقرر أن ينتخب حزب العدالة والتنمية رئيساً جديداً له في المؤتمر العام الاستثنائي الذي أعلن داود أوغلو عقده في الثاني والعشرين من الشهر الجاري، بعد تأكيده عدم نيته الترشح مجدداً لهذا المنصب، على أثر خلافات حادة عصفت بعلاقته مع الرئيس أردوغان.
وقال مصدر في الحزب الحاكم رفض الكشف عن اسمه: «المشاورات مستمرة داخل الحزب، ومنذ يومين تعقد اجتماعات مكثفة على جميع المستويات القيادية والأطر التابعة له»، مضيفاً: «الاستطلاعات الداخلية وعمليات التصويت تصب جميعها حتى الآن لصالح بن علي يلدرم وزير المواصلات، لكن هذه النتائج غير ملزمة وهي إجراءات تشاورية واستطلاعية».
ويتوقع أن يتوافق الحزب على مرشح واحد يتم التصويت له، من دون إفساح المجال لأكثر من شخصية للتنافس على منصب رئاسة الحزب، كون الأمر سيكون توافقياً وبرضي الرئيس أردوغان بالدرجة الأولى، حيث تترد أسماء ثلاثة شخصيات هم، يلدرم، وكورتلموش، بالإضافة إلى بكير بوزداغ وزير العدل الحالي.
وأضاف المصدر: «على الرغم من تفوق يلدرم لكني أتوقع شخصياً أن يتم اختيار نائب رئيس الوزراء نعمان كورتلموش فهو يمتلك شخصية قيادية وخطابية أقوى، على عكس يلدرم الذي لديه بعض الملفات الخلافية ولا يمتلك كاريزما تؤهله لقيادة المرحلة المقبلة».
وتابع: «المرحلة المقبلة بحاجة لشخصية تحقق هدف أردوغان في طرح الاستفتاء على الاستفتاء الشعبي العام أو خوض انتخابات برلمانية مبكرة.. هذه أهداف حاسمة ومصيرية اعتقد أن كورتلموش هو أنسب لهذه المرحلة من يلدرم»، مستدركاً: «لكن كل ذلك يبقى تكهنات.. الوحيد الذي يعرف جيداً من هو رئيس الوزراء المقبل، الرئيس أردوغان».
وعلى الرغم من أن أردوغان لا يحمل أي صفة رسمية في الحزب بعد أن قدم استقالته من رئاسته لتولي منصب الرئاسة في آب/أغسطس عام 2014 انصياعاً للدستور التركي، إلا أنه ما زال بمثابة الزعيم الحقيقي للحزب، وليس فقط كما يصفه البعض بـ«الزعيم الروحي».
ويلدريم، مواليد 1955، يعتبر بمثابة صديق شخصي لأردوغان ويتمتع بثقة عالية عند الرئيس الذي يسعى لتعيين شخصية لا تخالفه الرأي وتساعده في إيصال البلاد إلى دستور جديد يضمن تغيير نظام الحكم في البلاد إلى رئاسي، كما يمتلك خبرة كبيرة في العمل الحكومي وكان محركا هاما للحكومات المتتالية لحزب العدالة والتنمية منذ عام 2002.
بينما كورتلموش الذي يشغل منصب نائب رئيس الحكومة، يعتبر سياسي مخضرم وأكاديمي وكاتب وهو مقرب أيضاً من الرئيس أردوغان ويتميز بشعبية كبيرة في الشارع التركي.
ومنذ يومين تواصل هيئات الحزب الحاكم عقد جلسات مشاورات ويتم إجراءات استفتاءات داخلية لمعرفة التوجه العام نحو اختيار الرئيس الجديد للحزب.
من جهته، رفض مستشار رئيس الوزراء التركي عمر فاروق كوركماز تأكيد هذه الأنباء، معتبراً أنها «جميعها مجرد تكهنات ولا تستند إلى قرارات نهائية اتخذت في أطر الحزب»، مضيفاً: «مجلس شورى الحزب هو من سيحسم بالنهاية الأمر، وسيكون اسم رئيس الحزب معروفاً بحلول الجمعة أو السبت على أبعد تقدير».
وقال: «الحديث عن أسماء هي مجرد تكهنات، صحيح هناك أسماء أقرب من غيرها لكن لم يحسم شيء بعد، الأطر القانونية في الحزب هي من ستختار الرئيس ولا تزال جميع اللجان تعمل على هذا الأمر».
ورداً على سؤال حول إمكانية لجوء أردوغان إلى الانتخابات المبكرة في مسعى لإقرار الدستور الجديد للبلاد، رد كوركماز بالقول: «أستبعد ذلك الخيار».
إسماعيل جمال