مصادر خاصة لـ«القدس العربي»: الجهات الأمنية تحقق في علاقة محتملة للنظام السوري بتفجيرات أنقرة

حجم الخط
6

اسطنبول ـ «القدس العربي»: كشفت مصادر أمنية تركية خاصة لـ«القدس العربي» أن الجهات الأمنية تحقق وبشكل مكثف في علاقة محتملة للنظام السوري بالتفجير الانتحاري المزدوج الذي ضرب العاصمة التركية أنقرة وأدى إلى مقتل 99 شخصاً وإصابة المئات بجراح متفاوتة، السبت الماضي.
وقال المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه: «هناك اعتقاد كبير بوجود علاقة ومصلحة كبيرة للنظام السوري بما حدث، ليس هناك دلال قطعي أو ملموس حتى الآن، لكن الفرضية قائمة والتحقيق ما زال مستمراً، ويمكن أن تكون العملية دبرها النظام تحت مسمى جماعات يسارية أو إسلامية متشددة بشكل غير مباشر».
وكان تفجير انتحاري مزدوج، قد وقع صباح السبت الماضي، قرب محطة القطارات، في العاصمة التركية أنقرة، حيث كان يتجمع أشخاص قادمون من ولايات تركية مختلفة، للمشاركة في تجمع بعنوان «العمل، السلام، الديمقراطية»، دعا إليه حزب الشعوب الديمقراطي الكردي ومنظمات يسارية.
وبعد صمت «مستغرب»، أقر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أول تصريح له منذ التفجيرات بوجود «ثغرات» محتملة داخل الدولة في تفجيري أنقرة، مؤكداً أن لهذا الاعتداء الأكثر دموية في تاريخ تركيا «جذورا» في سوريا، مضيفاً: «بحسب المعلومات الاستخباراتية التي تلقتها تركيا فان لهذا الهجوم الإرهابي جذورا في سوريا»، دون إبداء أو توضيح مزيد من التفاصيل.
وقال: «كان هناك بالتأكيد خطأ أو ثغرات في وقت من الأوقات. ما أهميتها؟ ستتضح الأمور بعد التحقيق»، موضحاً أنه أمر بفتح تحقيق بشأن ثغرات محتملة داخل أجهزة الدولة، قائلاً: «أمرت مجلس تفتيش الدولة بفتح تحقيق شامل في هذين التفجيرين».
وبعد ساعات قليلة من تصريحات أردوغان عن وجود ثغرات أمنية، أعلنت وزارة الداخلية التركية، إقالة كل من مديري الأمن والاستخبارات في العاصمة أنقرة من منصبهما، فضلا عن رئيس فرع للأمن، وذلك على خلفية التفجير، مشيرة إلى أن القرار تم اتخاذه من أجل «ضمان إجراء تحقيق نزيه في الحادث، وأنه جاء بناءً على طلب من المحققين».
وفي عام 2003 اتهمت مصادر أمنية وسياسية تركية النظام السوري بالوقوف خلف تفجيرات «الريحانية» جنوبي تركيا، والتي أدت إلى مقتل وإصابة عشرات المواطنين الأتراك، كما اتهم الأسد بتدبر العديد من التفجيرات وعمليات الاغتيالات التي استهدفت شخصيات من المعارضة السورية داخل الأراضي التركية.
وتاريخياً تتهم تركيا ـ بشكل غير رسمي ومباشر ـ إيران والنظام السوري بدعم مسلحي حزب العمال الكردستاني الذي يشن هجمات متواصلة ضد قوات الجيش والشرطة التركية. ويرى النظام السوري في تركيا «العدو اللدود» له بعدما قدمت الحكومة التركة مساعدات واسعة للمعارضة التي تعمل على إسقاط الأسد، ويتهمها النظام السوري بمد مسلحي المعارضة بالأسلحة.
وفي تطور لافت بالتحقيقات الجارية، أوقفت الشرطة عنصرين قالت إنهم من منظمة «بي كا كا»، على خلفية نشرهم تغريدات على موقع «تويتر» ألمحت إلى حصول تفجيري أنقرة قبل وقوعهما، حيث كتب أحدهم: «القنبلة ستنفجر في أنقرة!»، وذلك قبل 9 ساعات من وقوع العملية.
ونقلت وكالة الأناضول عن مصادر أمنية قولها إن الحساب المذكور كان مفعّلا منذ 2012 وجرى إغلاقه من قبل صاحبه يوم الهجوم، مشيرةً إلى أن أحد الموقوفين، يدعى « أرهان. أو» ـ 44 عاما ـ من مواليد دياربكر (جنوب شرقي تركيا)، وسبق أن شارك في العديد من أنشطة «بي كا كا»، وجرى توقيفه مرتين، والمعتقل الآخر هو «محمد.ب» ـ 35 عاما من مواليد بلدة سوروج في ولاية شانلي أورفة ـ حوكم في قضية عام 2013، وذكر شهود أثناء المحاكمة، أنه خضع لتدريب على استخدام المتفجرات في كوباني (عين العرب) بريف محافظة حلب، وبقي معتقلا بين 2013 و2014 على خلفية القضية.
من جهته، أوضح رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، أن احتمال لعب منظمتي «داعش» و«بي كا كا» دورا فاعلا في التفجير المزدوج بأنقرة، يبدو قويا، مع التقدم في التحقيق، لاسيما في ظل النتائج التي تم التوصل إليها انطلاقا من حسابات التويتر، وعنواين «آي بي» الخاصة بالحواسيب.
و قال في مؤتمر صحافي في أسطنبول، الأربعاء: «لا يمكن أن نسمح بنقل الإرهاب والفوضى في سوريا والعراق، إلى تركيا، وإدخال السلاح المتراكم هناك إلى إليها بأي شكل من الأشكال، لذلك فموقفنا واضح، وجرى إبلاغ الولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا الاتحادية، بموقفنا، فلا يمكن لتركيا أن تقبل بالتعاون مع منظمات إرهابية أعلنت الحرب على تركيا».
والأربعاء، كشفت صحف تركية عن أسماء شخصين، قالت إنهم الانتحاريان المحتملان لتفجير أنقرة، وهما «يونس ايمري الاغوز» شقيق منفذ هجوم سوروتش الانتحاري، و»عمر دنيز دوندار» المعروف بأنه توجه للقتال مرتين إلى سوريا، وهما تركيا الجنسية.

إسماعيل جمال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    المتهم الوحيد هو داعش
    ولكن من المعروف أن هناك تعاملات بين داعش والنظام السوري

    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول أبو عرب موريتانيا:

    يعني من سيصدق تصريحات الاتراك هذه ؟ الناس ومنهم الأتراك ليسوا إلى هذه الدرجة من السذاجة. حتى الآن كل التفجيرات تستهدف الاكراد. والاتراك متهمون بمساندة داعش التي هي في حالة حرب مع الاكراد.

  3. يقول علي النويلاتي:

    كما عقبت عبر صفحات القدس العربي في حينه بأنه لا مصلحة للحكومة التركية ولا للأكراد في هذه العملية الإرهابية، وأن من لديه كل المصلحة في ذلك وفي زعزعة الأمن في تركيا هو النظام الإسرائيلي والأسدي في سورية. أعتقد أن المشتبه الأول في هذا الإرهاب هو النظام العنصري الإسرائيلي الذي يجد أكبر الخطر أن تكون تركيا دولة ديموقراطية مستقرة قوية إقتصادياً وصناعياً وعسكرياً لتكون مثالاً يحتذى به في العالم العربي. وهناك الكثير من الأمثلة لمثل هذا الإرهاب الإسرائيلي في العديد من العواصم العربية والعالمية والتي طالت حتى المعابد اليهودية في بغداد والسفارات الأمريكية والبريطانية في القاهرة.

  4. يقول نمر ياسين حريري ــ فرنسا .:

    هذه هي عقلية وممارسات النظام السوري لقد خبرناها جيدا في لبنان ونلنا نها المصاب . اعتقد انه اذا كان اتركيا ان ترد ان توفرت لها العناصر القانونية الكافية لتاكيد اتهم النظام السوري فن الرد العملى والجدي والرادع والحازم هو في استهداف القرداحة مباشرة بمختلف وسائل الوصول اليها .وهنا ما يوجع النظام واربابه فعلا

  5. يقول د. راشد - المانيا:

    من اللحظة الاولى للانفجار قال كثيرون هو تفجير للمخابرات السورية ومن تدبيرها ونسب الى داعش الصديق الودود لنظام بشار

  6. يقول ابوطاهر الكوجر:

    اذا كان النظام السوري وبعد اربعة سنوات من الحرب
    الداىره على ارضه لا يزال قويا لهذه الدرجه بحيث يستطيع
    القيام بهذه العمليات داخل تركيا فهذا يعني بان كل جهود
    تركيا من اجل الاطاحه بنظام بشار ذهبت ادراج الرياح.
    المسوولون الاتراك يتصورون بان الناس بتلك الدرجه من
    السذاجه و يصدقون اقوالهم . يامسلمين ياعداله وتنميه
    لا تلبسوا الحق بالباطل فالباطل كان زهوقا

إشترك في قائمتنا البريدية