إنطاكيا – «القدس العربي»: علمت «القدس العربي» من مصادر خاصة، ان الجهادي الفلسطيني في صفوف تنظيم الدولة في سوريا، ابو عبد الله الغزاوي، قتل قبل أيام بقصف جوي للنظام السوري استهدف الجيب الذي حوصر فيه تنظيم الدولة، في ريف حماة الشرقي قبل ان ينسحب منه المقاتلون في اطار التسوية الاخيرة مع الفصائل.
وقال مصدر خاص للقدس العربي، ان الغزاوي، الذي كان القائد العسكري لجند الاقصى قبل التحاقه بتنظيم الدولة، بترت يده جراء القصف، قبل ان يلقى حتفه جراء اصابته.
ويقول احد اقرباء الغزاوي لـ «القدس العربي»، ان عائلته في غزة أبلغت بخبر مقتله، لكن لا يعرف للآن ان كانت ستقيم مجلس عزاء ام لا، وسط توتر كبير بين حركة حماس والعناصر الذين انشقوا عنها وانضموا لتنظيم الدولة.
وتأسس فصيل جند الأقصى بزعامة الجهادي الفلسطيني البارز ابو عبد العزيز القطري، وهو مساعد سابق للزرقاوي بالعراق، ارتأى اتخاذ موقف محايد من النزاع بين تنظيم الدولة والنصرة عام 2013، وعرف التنظيم بشراسته القتالية واعتماده على التمويل الذاتي، وخاض معارك هامة ضد النظام في ادلب وجسر الشغور وريف حماة، كما اصطدم مع العديد من فصائل الجيش الحر في غرفة الموك، واحرار الشام، قبل ان يصبح فصيل الجند هدفاً ايضاً، لهيئة تحرير الشام بزعامة النصرة في العام الاخير، ما أدى لانقسام جند الاقصى إلى جماعة مؤيدة للنصرة، وجند الملاحم، وأخرى بايعت تنظيم «الدولة» عرفت باسم لواء الاقصى وابعدت إلى مناطق الريف الشرقي بعد حصارها، كان على رأسها الغزاوي القائد العسكري السابق لجند الاقصى.
والغزاوي متهم، ومعه احد الـ «شرعيين» السعوديين بجند الاقصى، بدور في «مذبحة» نفذها عناصر اللواء بحق فصائل معارضة بريف حماة ابرزهم جيش النصر، رغم ارتباط الكثير من عناصر لواء الاقصى بأواصر قرابة عائلية مع عناصر جيش العزة، ما احدث هزة بصفوف المحيط الجهادي في ريف حماة.
ويرى القيادي الجهادي السابق، قحطان الدمشقي، ان الغزاوي عرف بعدائه الشديد للفصائل وخاصة أحرار الشام وفصائل الموك، وقام بالرد على «استفزازات الفصائل» بالعديد من العمليات الأمنية التي أدت إلى تصفية الكثير من عناصر الحر، ويضيف الدمشقي في حديث خاص لـ»القدس العربي»، الغزاوي لم يكن يقبل انصاف الحلول، واستغلت ذلك النصرة الحليف السابق للجند، في استئصال الفصائل، حيث كان رأس الحربة بقتال الفرقة13 وجيش النصر وجبهة ثوار سوريا، وحاولت النصرة استمالة الغزاوي لجانبها ولكن محاولاتها فشلت، وكان تعنته بالرأي أحد أسباب تفكك جند الأقصى، حيث التحق به العديد من العناصر تحت مسمى لواء الأقصى» وبعد معارك قادها الغزاوي ضد النظام السوري، ودوره في الصدام مع الفصائل وخاصة جيش النصر في ريف حماة، حوصر الغزاوي مع عناصر لواء الاقصى على يد تحرير الشام، وهو ما أفضى إلى انتقالهم لمناطق سيطرة الدولة بعد مفاوضات ووساطة الحزب التركستاني.
ويعتقد الجهادي السابق قحطان الدمشقي ان الغزاوي «حاول بعد التحاقه بتنظيم الدولة، الحفاظ على التشكيلة القتالية التي خرجت معه من ريف ادلب وحماة الشمالي، وخاض الكثير من المعارك في حمص وريفي حماة وطريق اثريا، ولكن البنية التنظيمية والادارة العسكرية للدولة لم تسمح له بذلك كلياً» وتتحدث مصادر جهادية عن خلافات كانت دارت في الاشهر الاخيرة، بين الغزاوي وانصاره من عناصر لواء الاقصى السابقين المنضوين في تنظيم الدولة، وبين قيادة التنظيم في ولاية حماة، خصوصاً خلال معارك عقيربات في البادية السورية.
وائل عصام