بغداد ـ «القدس العربي»: أفاد مصدرٌ مطلع في مديرية شرطة ناحية عامرية الفلوجة عن قدوم قوّة مسلحة تابعة لرئيس البرلمان العراقي، سليم الجبوري، يوم الأربعاء، إلى معبر بزيبز لفتحه أمام العوائل التي تريد المرور إلى بغداد هرباً من مناطق الاشتباكات في الأنبار.
غير أنّ مصادر محلية قالت إنها جاءت فقط لاصطحاب العوائل التابعة لأعضاء الحزب الإسلامي الفارين من مناطق سيطرة تنظيم الدولة.
وقال المصدر المطلع في شرطة عامرية الفلوجة لـ «القدس العربي»، إنّ العشرات من العوائل اتجهت فور سماعها الخبر إلى معبر بزيبز أملاً في دخول العاصمة العراقية، بغداد لكنّ حاجزاً عسكرياً مشتركاً للقوات الأمنية والحشد الشعبي أقيم على مسافة مئات الأمتار عن المعبر، منع هذه العوائل من الوصول إلى المعبر بذريعة «ضرورة إيقاف تدفق العوائل بشكلٍ يتسبب بضغط كبير على المعبر قد يؤدي إلى كوارث»، بحسب تعبيره.
يُذكر أنّ الحكومة العراقية كانت قد وضعت شروطاً مشدّدةً حالت دون تمكُّن العوائل الهاربة من مناطق العمليات العسكرية من دخول العاصمة فيما أشارت تقارير صحافية إلى مكوث بعض العوائل أشهر طويلة قرب المعبر في مخيمات إيواء بدائية تفتقر إلى أدنى وسائل العيش، ما أدى إلى عشرات الوفيات بينهم.
وأضافَ المصدر أنّ مديرية شرطة عامرية الفلوجة كانت تنوي مساعدة العوائل في الوصول إلى المعبر بسبب قلّة عدد سيارات الأجرة، وشحة الوقود، وارتفاع أجور النقل، لكنّ معلومات من مصادرنا قالت «إنّ عبور العوائل إلى بغداد يشمل أسماء محددة مدرجة ضمن قوائم خاصة لدى القوة المسلحة التابعة لرئيس البرلمان والقوات الأمنية التي تشرف على المعبر؛ وهي أسماء لعوائل أعضاء الحزب الإسلامي الذين فرّوا من المدن التي سيطر عليها تنظيم الدولة تاركين عوائلهم خلفهم».
أنمار العيساوي، 17 عاماً، وهو أحد أفراد العوائل المسموح لها بالمرور إلى بغداد، قال لـ «القدس العربي»، إنّ والده المسؤول في الحزب الإسلامي اتصل بهم منذُ أكثر من شهر، وقال إنّ الحزب «استحصل على موافقات خاصة لعبورنا نحن وأقرباؤنا إلى بغداد، لكنّ تلك الموافقة لمْ يتم تنفيذها إلاّ هذا اليوم بحضور قوة تابعة لحماية رئيس البرلمان».
من جانبه، أكّد خالد العلواني، النازح من مدينة الرمادي إلى معبر بزيبز، أنه نزح إلى هذا المخيم منذُ بداية المعارك للسيطرة على مدينة الرمادي في مايو/ أيار الماضي، للوصول إلى بيت شقيقه في بغداد، «لكنّ الجهات الأمنية لا زالت تمنعنا من دخول بغداد».
وتحدث عن معاناته وعائلته من شدّة الحر في الصيف الماضي، وما سيعانيه من «البرد والأمطار في هذا الشتاء القاسي في وقت نرى أنفسنا عاجزين عن القيام بأيّ شيء مع صمت النواب السُنّة في البرلمان عن معاناة مئات العوائل هنا».
وقال العلواني، إنهم استبشروا خيراً لدى سماعهم خبر قدوم قوّة من حماية رئيس البرلمان إلى المعبر «لفتحه أمام العوائل العالقة، لكنّنا أصبنا بخيبة أملٍ كبيرةٍ عندما أبلغتنا الجهات الأمنية المشرفة على المعبر بأنّ الأمر خاص بأسماء محددة ضمن قائمة خاصة وردت من الجهات العليا».
وتساءل عن الأسباب التي تدعو الحكومة العراقية إلى «التعامل مع المواطنين حسب الانتماء الحزبي، وكأنّ أرواح عوائل أعضاء الحزب الإسلامي ودماءهم أغلى من أرواح ودماء عوائلنا؟»، حسب تعبيره.
ضابط برتبة نقيب، رفض الكشف عن اسمه رد على تساؤلات «القدس العربي» بعدم شمول جميع العوائل بموافقة الدخول إلى العاصمة قائلاً: «غالبية هذه العوائل تستطيع العودة إلى مناطقها حيث يمكنهم العيش تحت سيطرة تنظيم الدولة دون أنْ يشكلّ خطراً عليهم، فيما تتعرض عوائل أعضاء الحزب الإسلامي إلى تهديدات ومضايقات التنظيم».
ونفى الضابط، ما نقلناه له على لسان بعض المواطنين الذين قالوا إنّهم نزحوا من مناطقهم بسبب القصف العشوائي للطيران وراجمات الصواريخ، قائلاً: «الطيران والمدفعية والصواريخ لا تستهدف المدنيين؛ إنّما فقط مواقع التنظيم»، على حدّ قوله.
ومن الجدير بالذكر أنّ مستشفى الفلوجة التعليمي قال في آخر إحصائية رسمية أصدرها مطلع الأسبوع، إنّ القصف العشوائي المستمر على المدينة منذُ بداية العام 2014 أسفر عن مقتل 3376 شخصاً، بينهم 472 طفلا و307 نساء؛ فيما بلغ عدد الجرحى 5546 جريحا، بينهم 806 أطفال و92 امرأة.
رائد الحامد
اخواننا النواب ( السنة ) في البرلمان العراقي لم يحتجوا على شرط الكفيل عندما طبقته كردستان على جميع العراقيين ( سنة وشيعة ) الراغبين بدخول كردستان ..
والان بعضهم يحتج على ذلك لان الحكومة فرضته لحماية سكان بغداد من الارهابيين المندسين بين المدنيين والنازحين ..
يعني ماقبلوه لكردستان رفضوه لبغداد !!!
نتمنى منهم رفض كل ما يسيئ للعراقيين في كامل التراب العراقي ..
عندما يدخل الايرانيون بلا وثائق الى العراق و كانه مزرعة و في المقابل يطالب ابناء العراق الاصليين بالكفيل هنا يطرح السؤال
محمد علي . ايران
وصلت الوقاحة بالايرانيين لدرجة هم يقرروا من يدخل بغداد ومن لايدخل ..جعلونا نترحم على النظام السابق بكل عيوبه ..كان الإيرانيين يرتجفون بمجرد التفكير من التقرب من حدود العراق…لكن ماذا نفعل؟ هذه بركات ودهاء جيراننا العرب عندما عملوا المستحيل لاسقاطه والان يبكون عليه..كما يقول الأستاذ فيصل القاسم