الناصرة – «القدس العربي»: زعمت صحيفة «يسرائيل هيوم» الإسرائيلية نقلا عن «مسؤولين فلسطينيين كبار» أن الموقف السياسي للفلسطينيين يعتمد الآن على ثلاث لاءات مطلقة. ووفقاً للمصادر المزعومة فقد وضع الرئيس محمود عباس (أبو مازن) والمقربون منه في القيادة الفلسطينية الاستراتيجيات التالية: لا لمحاولات الولايات المتحدة استئناف علاقات واشنطن الدبلوماسية مع السلطة الفلسطينية (يرفض أبو مازن الاجتماع مع المبعوث الأمريكي جيسون غرينبلات وممثلي ترامب في المنطقة)، لا لـ «صفقة القرن» الأمريكية ولا لمحاولات الولايات المتحدة ودول عربية وغربية (خاصة من أوروبا) جعل الفلسطينيين يوقفون الانتفاضة الدبلوماسية ضد إسرائيل من خلال الانضمام إلى المنظمات الدولية وما شابه.
وتتابع «يسرائيل هيوم» المقربة جدا من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو «هناك في رام الله من سيقول إن لاءات أبو مازن الثلاث هي النسخة الحديثة للاءات مؤتمر الخرطوم عام 1968 التي أعلن فيها الفلسطينيون والدول العربية: لا للاعتراف بإسرائيل، لا للمفاوضات ولا لاتفاق سلام معه»، وأضاف «كبار المسؤولين الفلسطينيين» أن هناك قطيعة سياسية كاملة بين رام الله وواشنطن، كما ادعوا انه منذ عدة أسابيع تحاول جهات رفيعة في وزارة الخارجية الأمريكية، خفض مستوى التوتر مع الفلسطينيين من خلال وعدهم بسلسلة من اللفتات ومحاولة عقد اجتماعات بين كبار المسؤولين الأمريكيين، وعلى رأسهم غرينبلات مع أبو مازن ورجاله. إلا أن رئيس السلطة الفلسطينية يتمسك بموقفه ويرفض مقابلة غرينبلات أو أي من رجال ترامب حتى يعلن الرئيس تراجعه عن قرار الاعتراف في القدس عاصمة لإسرائيل.
مصر والأردن والسعودية
وتنقل الصحيفة عن مصدر مسؤول رفيع قوله إنه في أعقاب «الرد المعتدل» نسبياً من قبل جامعة الدول العربية، توجه الأمريكيون إلى الدول العربية الثلاث ذات النفوذ الكبير على الفلسطينيين – مصر والأردن والسعودية – وطلبوا دعمها لإعلان ترامب حول القدس، في حين وعدوا بإيماءات مختلفة بتعزيز المشاريع الاقتصادية بين الدول»، إلا أن أبو مازن الذي مارس ضغوطا هائلة لمنع الخطة الأمريكية وتحدث مع كل زعيم عربي ممكن، في الآونة الأخيرة، تمكن من إحباط التحرك الأمريكي وجعل الدول العربية تقف إلى جانب الفلسطينيين وترفض، علنا على أي حال، إعلان الرئيس ترامب بشأن القدس.
وأضاف المسؤول الرفيع في حديثه للصحيفة، انه كبادرة شكر للموقف العربي الموحد، وقع الرئيس أبو مازن، يوم الأحد الماضي على أمر رئاسي يمنع المسؤولين الفلسطينيين من إطلاق تصريحات ضد الدول العربية المذكورة وقادتها في مسألة القدس المحتلة، ومن يخالف ذلك يحاكم بتهمة المس بالمصالح القومية الفلسطينية. ويؤكد المقربون من أبو مازن، أنه تم في ديوان الرئيس اتخاذ قرار استراتيجي آخر، يرفض الجهود الدولية لوقف التدابير الدولية التي يخطط لها الفلسطينيون ضد إسرائيل، من خلال تقديم مشاريع قرارات إلى مجلس الأمن، والانضمام إلى المنظمات الدولية وتعزيز «الانتفاضة السياسية ضد إسرائيل».
ووفقا لأقوال الجهات الفلسطينية، فإن إسرائيل، بدعم وتأييد من الولايات المتحدة، تحاول منع الفلسطينيين من القيام بخطوات دولية، وفي مقدمتها، تقديم مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي يطالب بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني ضد جرائم الاحتلال الإسرائيلي، والتحرك ضد المستوطنات الإسرائيلية التي تنتهك القانون الدولي، وترقية مكانة السلطة الفلسطينية إلى مكانة دولة عضو في الأمم المتحدة».
كما أكدت المصادر أن «إسرائيل والولايات المتحدة تمارسان حملة ضغط قوية على مختلف الدول في الساحة الدولية، من أجل منع الفلسطينيين من الانضمام إلى المنظمات والمعاهدات الدولية التي ستمكنهم من مقاضاة إسرائيل». وتتابع هذه المصادر طبقا للصحيفة «لقد قيل لنا في أكثر من مرة، من قبل ممثلين للدول الصديقة إن الضغوط التي تمارسها عليهم الولايات المتحدة وإسرائيل شملت بشكل أساسي رسائل تعتبر أن دعم الموقف الفلسطيني قد يؤدي إلى تقليص ووقف المنح المالية والتعاون الاقتصادي المهم. ولكن لسعادتنا فإن غالبية الدول لم تستسلم للتهديد».
أبو مازن يتهرب من التسوية
ويتهم المحلل السياسي في الصحيفة عوديد غرانوت أبو مازن بأنه يتخندق ويرفع الجدران أمام دخول الفلسطينيين إلى المفاوضات مع إسرائيل.
متجاهلا تهرب إسرائيل منذ سنوات من محاولات التسوية وحتى وفق اعترافات إسرائيلية قال غرانوت «لن يجتمع عباس مع الرئيس ترامب ولن يسمح لشعبه بمقابلة مبعوثيه. بل رفض إرسال ممثلين نيابة عنه إلى اجتماع مهم عقد في واشنطن بمشاركة ممثلين عن إسرائيل والبلدان العربية خاص في غزة». وتابع «كل هذا، ظاهرا، لأن الولايات المتحدة اعترفت بالقدس عاصمة لإسرائيل، وأمر الرئيس بنقل السفارة الأمريكية الى هناك، لذا يدعي أبو مازن أنها قد استبعدت نفسها من دور الوسيط ولن يساعد أي شيء على تغيير ذلك «.
وديع عواودة:
سورة النساء ” فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً ” صدق الله العظيم
ها نحن اليوم نرى بأم أعيننا ..المتجبر يستجدى الضعيف …
مرونة الرئيس عباس اللتى جلبت له كل الويلات لم يقدرها أحد…..فها هو اليوم يتصلب و لا يقدر أحد على ثنيه عن ذالك…….فمذا أنتم فاعلون الآن…..?