إسطنبول – « القدس العربي»: استبعد مصدر تركي إمكانية قيام جيش بلاده بعملية عسكرية برية في سوريا خلال الفترة القريبة المقبلة، معتبراً أن الحسابات معقدة بشكل كبير في سوريا وأن «عملية من هذا القبيل تعني الدخول في حرب مباشرة مع روسيا»، وهو ما رأى أنه لن تُقدم عليه الحكومة. وقال المصدر المقرب من الحكومة ورفض الكشف عن اسمه في تصريحات خاصة لـ «القدس العربي»: «لا أظن أن هناك نية لدى الجيش للقيام بعملية عسكرية في سوريا لا سيما في ظل تصاعد التجاذبات الدولية والإقليمية.. الأمر مستبعد في ظل هذه الظروف، تركيا لن تجازف».
وأضاف المصدر: «رئيس الجمهورية في جولة خارجية بدول أمريكا الجنوبية ورئيس الوزراء في زيارة لمدينة ماردين ومنشغل بالشأن الداخلي، والحكومة وأجهزة الدولية منشغلة بعشرات آلاف اللاجئين الذين يتدفقون من سوريا إلى الحدود التركية كل ذلك لا يؤشر لوجود تحركات عسكرية كبيرة من هذا القبيل».
وتابع: «كما أن تركيا أكدت مراراً أنها لن تشارك في أي عملية برية في سوريا تستهدف داعش فقط، ولا تستهدف النظام السوري، وما تحدثت به السعودية مؤخراً يتعلق بعملية ضد التنظيم فقط.. على الأرض الأمر معقد ومن الصعب أن تجازف تركيا بالدخول في مواجهة مباشرة مع روسيا خاصة أن موسكو ستستغل أي تحرك تركي في سوريا من أجل الانتقام لإسقاط طائراتها وستعمل على إسقاط الطائرات التركية».
وكان المتحدث العسكري السعودي أحمد عسيري أعلن، أمس الأول الخميس، استعداد بلاده للمشاركة في عمليات عسكرية برية في سوريا لملاحقة تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، قائلاً: «نحن مستعدون لإرسال قوات برية لمحاربة الجماعات الإرهابية وقتال تنظيم داعش في سوريا إن لزم الأمر.. الرياض جزء أساسي من التحالف الدولي للحرب على الإرهاب».
وبالتزامن مع محادثات جنيف التي أعلن المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا فشل جولتها الحالية وتأجيلها إلى يوم 25 شباط/ فبراير، كثف جيش الأسد بغطاء جوي غير مسبوق من سلاح الجو الروسي من هجومه على ريف حلب الشمالي المتاخم للحدود التركية وتسيطر عليه فصائل من الجيش الحر مقربة من تركيا، وتمكن من قطع الطـريـق الواصـل بين مدينـة حلـب والحدود التركية وتـدفـق عشـرات الآلاف مـن اللاجئـين إلى تركيـا.
من جهته، اتهم الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية، أمس الأول الخميس، تركيا بحشد قواتها قرب الحدود مع سوريا استعدادا لغزو الأخيرة، وقال ايغور كوناشينكوف: «لدينا أسباب قوية للشك في أن تركيا تقوم باستعدادات مكثفة لشن عملية غزو عسكري على أرض دولة ذات سيادة وهي الجمهورية العربية السورية».
ومنذ أيام تقوم وحدات من الجيش التركي مزودة بكاسحات ألغام بعمليات تمشيط واسعة لمناطق حدودية مع سوريا يسيطر عليها تنظيم الدولة من أجل إزالة ألغام زرعها التنظيم، حيث سجلت عدة عمليات تبادل لإطلاق النار بين قوات الجيش ومسلحي التنظيم.
ومنعت تركيا، أمس الأول الخميس، طائرة استطلاع روسية من القيام بطلعات مراقبة فوق الأجواء التركية بموجب اتفاقية «السماء المفتوحة» الموقعة بين البلدين، الأمر الذي أغضب موسكو وبررته الحكومة التركية بعدم الاتفاق على مسار الطلعات الروسية.
إسماعيل جمال